تاريخ النشر2012 17 February ساعة 17:58
رقم : 83652
منبر الجمعة في لبنان

خيار إضعاف المقاومة يعني جعل لبنان مستباحاً لمخططات الصهاينة

خاص "تنا" - مكتب بيروت
خيار إضعاف المقاومة يعني جعل لبنان مستباحاً لمخططات الصهاينة
أكد خطباء منبر الجمعة اليوم على ضرورة العمل على فتح قنوات الحوار بين كل مكونات الشعب السوري، ناصحين من يحاولون زج لبنان بما يجري في سوريا بتصحيح مواقفهم لأن في ذلك مصلحة لبنان العليا .

كما رحب الخطباء بدعوات الحوار من أي جهة أتت مشجعين على أن لا ينتظر أحد المبادرة من الآخر، بل ليبادر هو إلى الحوار. وإذ اشاد الخطباء بخطاب الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، دعوا إلى قراءته قراءة موضوعية بعيدة عن التعصب الطائفي أو المذهبي وبعيدا عن التجاذبات السياسية الضيقة .

فقد حثّ السيد علي فضل الله الشعوب العربية والإسلامية على ضرورة "عدم نسيان القضية الفلسطينية وإبقائها من الأولويات في كل الحراك العربي". 

من جهة ثانية أكد سماحته على الجامعة العربية أن "تعمل بكل جدية لفتح قنوات الحوار بين كل مكونات الشعب السوري، بدلاً من أن تطرق أبواب الأمم المتحدة،
التي نخشى أن تجعل سوريا موقعاً للتجاذبات الدولية وصراع النفوذ فيما بينها، لا على مستوى المنطقة فقط، بل في العالم". 

وإذ دعا الى "ضرورة تلقف أي عمل إصلاحي مهما كان متواضعاً للبناء عليه، لعل ذلك يشكل بداية طريق لحل الأزمة في سوريا ووقايتها من كل الصراعات الداخلية الدامية"، رأى السيد فضل الله أن "العنف لا يحل أي مشكلة في أي حراك شعبي، حيث لا بد في البحرين من الإصغاء إلى الجهات الفاعلة والواعية من الشعب للوصول إلى نتائج إيجابية". 

من جهة أخرى، تطرق سماحته في خطبته إلى الحديث عن الشأن المحلي متوقفاً عند ذكرى إستشهاد القادة مؤكداً أهمية الدور الذي قامت به المقاومة، لا سيما المقاومة الإسلامية "التي قدمت أغلى التضحيات، لا من أفرادها فحسب، بل أيضا من قياداتها على مذبح الوطن، كل الوطن"، مجدداً "التأكيد على الجميع بضرورة حفظ هذه المقاومة وعدم إدخال سلاحها في السجالات الداخلية، لا سيما في هذه المرحلة التي يطلق فيها العدو التهديدات". 

الى ذلك، أبدى السيد فضل الله تقديره لكل دعوات الحوار التي انطلقت من هذا الفريق وذاك، داعياً "الجميع
إلى عدم الانتظار، وليبدأ الحوار ثنائيا أو ثلاثيا، إن لم نكن نستطيع أن نقوم بحوار شامل، فليكن الحوار بين الأطراف الفاعلة والأساسية والمؤثرة في هذا البلد، ولا ينتظر أحد المبادرة من الآخر، بل ليبادر هو، ولا ينتظر أحد ما يجري من حوله حتى يحاور من موقع القوة، بل لنسارع، حيث لا خيار لنا كلبنانيين إلا العمل الجاد في هذا السبيل". مشدداً على أن " خيار إضعاف المقاومة في هذه المرحلة، هو جعل لبنان مستباحاً لمخططات العدو الصهيوني" .

من جهته، رأى سماحة العلامة الشيخ عفيف النابلسي أن الإطاحة بسوريا بنظر الغربيين والإسرائيليين تشكل " إطاحة بالقضية الفلسطينية وهي إعادة رسم المنطقة في إطار تكون فيه إسرائيل هي السيدة المطلقة وهي الحامية لكل المصالح الغربية في المنطقة". مشيراً إلى أنه " عندما نوجّه عناية الناس إلى فهم طبيعة العدوان على سوريا, إنما نريد أن نقول لهم إن المقصود بسوريا فلسطين". 

و أكد سماحته على أنه "لا يجوز أن نغرق في عصبياتنا وأهوائنا بل علينا أن نعي حقيقة الصراع في سوريا والمنطقة. خصوصاً أن القيادة السورية قد بلغت
بالإصلاحات السياسية التي قدمتها شوطاً مهماً وكبيراً".متوجهاً بالقول إلى العرب الحريصون على الإصلاحات في سوريا والمعارضة التي كانت تطالب بالإصلاحات " هذه الإصلاحات أمامكم، هذا هو الدستور الجديد، وهذا هو قانون الأحزاب الجديد، وهذا هو قانون الإعلام الجديد، وهذه القوانين الجديدة التي تكفل الحريات الشخصية والعامة وتكفل التغيير والتناوب على السلطة" متسائلا : فهل في الدول الغربية الديمقراطية أكثر من ذلك. 

مجدداً الدعوة للشعب السوري كله "إلى العودة إلى أصوله وقيمه وأن يجلس على طاولة الحوار ويلتفت إلى أن وحدته الداخلية واستقراره وسلمه هي أقوى سلاح في وجه إسرائيل وكل المتآمرين". 

بدوره، اشاد  الشيخ أحمد القطان بخطاب الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، ورأى فيه خطابا مسؤولا وعلى مستوى التحديات التي تواجهها المنطقة عموما ولبنان والشقيقة سورية تحديدا.

ودعا الشيخ القطّان الى قراءة خطاب السيد نصرالله قراءة موضوعية بعيدة عن التعصب الطائفي أو المذهبي
وبعيدا عن التجاذبات السياسية الضيقة، متمنيا على الرئيس سعد الحريري الإجابة على تساؤلات وهواجس السيد نصرالله. 

أما نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى سماحة الشيخ عبد الأمير قبلان أكد أن "على اللبنانيين أن يستفيدوا من المشاكل التي عصفت ببلدهم فيتعظوا ويأخذوا منها العبرة خاصة أن لبنان في فم التنين" مشدداً على وجوب حفظ" وطننا بالعدالة والاستقامة وإلانصاف ونبتعد عن المراوغة والمشاكسة، ولا يجوز إن نختلف على ابسط الأسباب وعلينا إن نضع مقاييس وموازين للعدالة فنكون منصفين مصلحين مخلصين عاملين لمصلحة وطننا فلا نختلف على ابسط الامور من كهرباء ومازوت وبدل للنقل" .

ورأى سماحته أننا" بحاجة إلى رجال عقلاء صادقين من أهل التقوى والورع لأننا نريد إن نبني وطنا متماسكا صحيحا خيّرا يعيش فيه المواطن في هدوء وسكينة واستقرار" . 

من جهته، أهاب المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان بجميع اللبنانيين داعياً إياهم إلى "وحدة الصف وجمع الكلمة" ناصحاً"
من يحاولون زج لبنان وإقحام اللبنانيين بما يجري في سوريا بمراجعة حساباتهم وتصحيح مواقفهم لأن في ذلك مصلحة لبنان العليا".

كما طالب اللبنانيين بضرورة "التلاقي والتنادي إلى حوار صادق بناء من دون قيد أو شرط للبحث في كيفية الخروج من الأزمات المفتعلة وفي أسرع وقت ممكن" . 

ودعا الجميع إلى "ضبط الأمور ولجمها في أسرع وقت ممكن، وعدم إطلاق العنان لمنطق التحدي والكيد والحقد" مشيراً إلى أن " هذا المنطق لا يخرجنا من دائرة الاهتراء، ولا من دائرة الفساد، ولا من دائرة الانقسام، إن ما يخرجنا من كل هذه الدوائر هو الارتقاء بأداءاتنا وسلوكياتنا وخطاباتنا إلى مرتبة التضحية بكل ما هو شخصي وفئوي ومصلحي، حتى ولو تطلب الأمر منا الاستشهاد من أجل المصلحة العامة، سيما ونحن في ذكرى يوم الوفاء للقادة الشهداء، هذه الذكرى الجليلة والمجيدة لأناس قدموا حياتهم ثمنا لعزة بلدهم ولكرامة أهلهم، علينا أن نستلهم من هؤلاء الأبطال كيف تصبح الحياة رخيصة ولا ثمن لها حينما تكون من أجل نصرة الحق والانتصار للمظلومين في مواجهة الظالمين".
https://taghribnews.com/vdcf0vdc.w6dmtaikiw.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز