تاريخ النشر2011 29 July ساعة 20:11
رقم : 57917
منبر الجمعة

دعوة لحماية الثروة النفطية البحرية.. والى استقبال رمضان بروح التسامح والحوار

تنا بيروت
دعوة لحماية الثروة النفطية البحرية.. والى استقبال رمضان بروح التسامح والحوار
شكل ملف الثروة البحرية وتحديداً مسألة  التنقيب عن النفط والغاز في المياه الإقليمية اللبنانية وما يستدعي من أطماع اسرائيلية تحاول قضم هذه الثروة موضوعاً رئيسياً لدى  خطباء  الجمعة الذين  أشادوا بالمعادلة التي أرساها السيد حسن نصر الله لحماية الثروة البحرية . كما دعوا الى استقبال شهر رمضان المبارك بروح الحوار والتسامح والالتزام بأحكامه . 

فقد رأى الشيخ عفيف النابلسي أنه رغم سنوات الصراع المرير بين لبنان والعدو الإسرائيلي فإنّ الإطار العام لهذا الصراع كان يتمحور في مجال العقيدة والهوية الحضارية والأطماع المائية.مضيفاً " اليوم دخل معطى جديد على هذا الواقع أضاف بعداً اقتصادياً هاماً يتعلق بالثروة النفطية الكامنة في البحر. فأصبح الصراع بين لبنان والعدو الإسرائيلي صراعاً وجودياً, وصراعاً ثقافياً وحضارياً, وصراعاً من أجل الماء وصراعاً في سبيل النفط, ما جعل المسار السياسي والاستراتيجي يتجه نحو صدام محتوم لا بد آتٍ" .
مؤكداً الإستعداد لمثل هذا اليوم " للدفاع عن ديننا وهويتنا وثقافتنا وأرضنا وكل ثرواتنا المائية والنفطية. يكفي ما لاقيناه خلال ستين عاماً من هذا العدو المتغطرس الذي لم يترك حرمة إلا وانتهكها ولا جرماً إلا وأقدم عليه, ولا سرقة إلا وقام بها ولا فتنة إلا وأحدثها".
خاتماً بالقول "لذلك إن شعبنا الأبيّ ومسؤولينا الشرفاء ومقاومتنا الشجاعة لن يسمحوا بالاعتداء على ثروتنا النفطية وسرقتها من خلال الامم المتحدة والقوانين الدولية, بل سيقفون جميعاً لحماية هذه النعمة بالوحدة والتضامن والقوة الرادعة. ونحن نطلب استطراداً من الإدارة
الاميركية الكفّ عن نصحنا وحثنا بما يجب أن نقوم به فنحن بغنى عن نصحها لأننا نعرف ماذا تريد من وراء هذا الحرص الطارىء على مصالحنا. فكم من حريص ليس له من وراء حرصه إلا مطامعه ومصالح شركاته". 


بدوره قال السيد علي فضل الله " إنّنا في لبنان، الّذي نختلف فيه على جنس الملائكة، وعلى السّلاح الّذي لا ينفي أحد أنّه شكّل مشكلةً للعدوّ.. نستمع إلى تهديدات قادة العدوّ بتدمير لبنان تدميراً كاملاً في أيّة حرب قادمة، ونراقب سعي العدوّ لوضع اليد على ثروتنا النفطيَّة، الأمر الّذي يوجب نسيان خلافاتنا الدّاخليَّة، والقفز فوق ركام السّجالات المتواصلة، لنكون في موقع الوحدة القادرة على مواجهة كلّ التحدّيات الخارجيّة، وخصوصاً التحدّي الصّهيوني.
ودعا  اللّبنانيّين، ولا سيّما المسلمين، إلى لقاء جامع في ظلال شهر رمضان المبارك، بكلّ معانيه الرّوحيّة والإيمانيّة، لتدارس كيفيّة حماية لبنان من التطوّرات المعقّدة في المنطقة، ومن هجمات الخارج الّذي يوجّه سهامه إلى الوحدة الداخليّة تحت عناوين ولافتات مختلفة، وأن يخرجوا لبنان من أن يكون ساحةً لتجاذب الآخرين على أرضه، ولتوجيه الرّسائل من خلاله".  
و إلى أن يكون الخطاب في حفلات الإفطار التي تقيمها المواقع السياسيّة والاجتماعيّة، مناسباً وموجّهاً لتقوية السّاحة الداخليّة واستقرارها، لا لإثارة التعقيدات فيها، ولتمييز العدوّ من الصّديق، لا أن يصبح العدوّ صديقاً والصّديق عدواً. ومن أجل تأكيد أنّ الحوار الموضوعيّ هو السّبيل لحلّ كلّ القضايا العالقة.
وقال "إنّ علينا الحرص على جعل رمضان شهر التّسامح والمحبّة، لا شهر التحاقد والتباغض، ونحن لا يمكن أن نبدّل معاني التواصل المطلوب في هذا الشّهر بالتّباعد، ولا يمكن أن نكون في ضيافة الله ونحن نعمل على خلاف كلّ القيم التي دعا إليها". 


كما 
دعا نائب رئيس المجلس الشيعي الأعلى الشيخ عبد  الأمير قبلان المؤمنين إلى التعاطي مع شهر رمضان كما تعاطى الأنبياء والاولياء لان شهر رمضان هو شهر الاختبار والتدقيق، قائلاً :" علينا ان نكون مع الموازين الشرعية فنبتعد عن الظن والشك والوهم لذلك علينا ان نتجند لصيام هذا الشهر فننزع البرقع عن وجوهنا ونتحرك لنكون في خير مطلق وعمل دؤوب ونحن ليس لنا عداوة مع احد ونحن ندعو إلى الحق والخير ونعتمد على الرؤية البصرية وعلى فتوى المرجع الحي المعروف باجتهاده وتقواه وعلمه وورعه لذلك علينا ان نسعى لتصحيح المسار والعمل لمصلحة الإنسان وخيره وبره.
 من جهة أخرى، توجه  للحكام العرب بالدعوة  إلى تقوى الله تعالى وخاصة انهم مطالبون بالعمل لمصلحة البلاد ومنفعة العباد فيبتعدوا عن الفساد والبغضاء والهوى والشهوة ويكونوا مع الله ليكون الله معهم فيحفظوا شعوبهم وبلادهم ويكونوا حكماء وعقلاء في تصرفاتهم فيعملوا الخير ويسلكوا الطريق الذي يصلح بلادنا وامرنا وذلك بالرجوع إلى دينهم وقرآنهم ، وعلى الجميع ان يبتعدوا عن الفتن والمنكر والباطل والبغي ويكونوا مع الله ليكون الله معهم". 


من جهته، أكد إمام مسجد القدس الشيخ ماهر حمود أن هنالك فارق كبير بين الصورة التي يقدمها السيد حسن نصر الله عن لبنان القوي القادر على حماية نفطه وتحرير أرضه ، والدفاع عن أرضه بالمقاومة والجيش والشعب ، وبين الصورة الضعيفة والمشوشة التي يعطيها سياسيون آخرون ، أمثال أمين الجميل أو سمير جعجع وسواهما .قائلاً  ان موقفهم القانوني الحقوقي من المحكمة مسيس إلى ابعد حد ، فلقد كان عليهم بالحد الأدنى أن يدينوا المواصفات المتناقضة مع ابسط مبادئ القانون التي ظهرت في المحكمة الدولية ، كشهود الزور والرشوة وإهمال
الأدلة التي قدمت ضد إسرائيل وما إلى ذلك . وانه وللأسف رغم الفارق الكبير بين الصورتين والموقفين ، فانك تجد من يحب الصورة الثانية للبنان ، صورة الوطن الضعيف الذي يعيش على التكاذب والسرقة والنهب واغتيال التاريخ والذاكرة ويحلم بعدالة دولية لن يصل إليها ولن تصل إليه ، وجل ما يستطيعه أن يطلب المساعدات من الخارج ، وتدخل الأمم المتحدة لإنصافنا من إسرائيل والتي لن تفعل ذلك بالتأكيد .

وأضاف لبنان الذي أعطته المقاومة وهجا غير عادي ، وجعلته متقدما على كافة الدول العربية الصغيرة منها والكبيرة ، وجعلت اسمه مدويا في العالم كله ، سيبقى هذا اللبنان المشرق والواعد ، وان وجود فريق لبناني أو افرقاء يحلمون بالأم الحنون أو بالأب الرؤوف (الأميركي) ، أو بأن يكونوا أدوات (للمؤامرة) الغربية على المنطقة ، يقدمون أوراق اعتمادهم ليكونوا جزءا من الحرب على الإرهاب تارة ، وجزءا من "سلام" المنطقة الموعود لصالح إسرائيل ، وجزءا يعكس الثقافة الغربية المشوهة والمجتزاة . ، إن وجود مثل هذا الفريق لن يستطيع أن يعود بلبنان إلى الوراء. كما أن وجود فريق لبناني يحلم بان يجعل لبنان جنة الضرائب للأغنياء ومرتعا للفساد والفاسدين ، وللفرص المميزة لأصحاب رؤوس الأموال والمشاريع المشبوهة ، أيضا لن يستطيع أن يعود بلبنان إلى الوراء بعد أن ذاق اللبنانيون طعم الكرامة والعزة والنصر .

خاتماً بالقول سيبقى هنالك صراع خفي أو معلن دائما بين هاتين النظريتين وهاتين السياستين ، ولكن بوجود إسرائيل ومشاريعها التوسعية وتهديداتها المستمرة ونواياها الدائمة بالاستيلاء على مياهنا وبترولنا وغازنا ، إضافة إلى السياسة الأميركية الغبية التي تتخلى دائما عن أصدقائها وتهملهم ، بل تهينهم دائما لمصلحة إسرائيل ، والتي دائما تشن حروبا فاشلة في منطقتنا ، وتتدخل لتنسحب ، وتتقدم لتتراجع ، إضافة إلى الأزمة المالية الأميركية
الحادة التي تنتظر الثاني من آب لتنفجر أو لتتوسع ، كل ذلك وغيره يجعل شعار المقاومة أكثر تأثيرا وأكثر اتساعا وعمقا ، ولن يدع مجالا للحالمين بسلام سخيف بان يحققوا أحلامهم ، ولن يدع مجالا للذين يرسمون خارطة للبنان وكأنه جزيرة في بحر منعزل عن محيطه ، لن يدع مجالا لهؤلاء لأن يجدوا آمالهم على واقع الأرض .


من جهته اعتبر المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان أن قوة هذا العدو هي في مثل هذه الفوضى التي تعم عالمنا العربي والإسلامي وما نشهده من تشوهات وتصدعات في المشهد العربي العام من السودان إلى ليبيا إلى البحرين إلى تونس إلى مصر إلى العراق إلى سوريا حيث الاستهداف على أشده ضد هذا البلد الممانع والمناصر والمساند لكل المقاومين الشرفاء، كل ذلك يشير، إلى أن مستقبل المنطقة مجهول وفي الاتجاهات الخطرة إذا لم يتدارك ويعالج بالحكمة والمسؤولية الوطنية والتاريخية وبخاصة نحن في لبنان حيث الاستهدافات مستمرة و بوتيرة تصاعدية وبسبل مختلفة إلى درجة لم يترك هذا العدو وبدعم من المجتمع الدولي وسيلة إلا واستعملها بهدف إخضاع هذا البلد وجره إلى الإذعان والاستسلام ولكن بحمد الله ما رميت إذ رميت ولكن الله رمى بانبلاج فجر العزة والكرامة وسطوع شمس المقاومة التي هي فخرنا وشرفنا لتضع حدا لعربدة وغرور هذا العدو ولتقول له لا لعصر الهزائم ، لا لقوة لبنان في ضعفه، نعم لخيار الجيش والشعب والمقاومة الذي وحده يضع النقاط على الحروف في افشال أهداف هذا العدو وأطماعه التي لم تقف عند حدود لبنان البرية والجوية، بل تحاول الوصول إلى عمق مياهه الإقليمية لسلب وسرقة ثروتنا النفطية وحرمان اللبنانيين من حقهم الطبيعي والمشروع، هذا الأمر لن يمر بإذنه تعالى ولن تقدر إسرائيل على لي ذراعنا بعدما أنعم الله علينا بهذه المقاومة التي
من أهدافها وغاياتها واستراتيجيتها الدفاع عن هذا البلد و شعبه من دون أية أهداف خارجية أو داخلية، بل هدفها سيادة واستقلال ووحدة هذا البلد بتعدده وبتنوعه، هدفها لبنان القوي بتماسك أبنائه، وبتصميمهم على بناء الدولة القوية العادلة والقادرة على تحقيق آمال جميع اللبنانيين، هذا ما تريده المقاومة، وهذا ما تسعى إلى تحقيقه، وكل ما يطرح من نظريات وتأويلات ويكال من تهم ضد هذه المقاومة هو من باب ذر الرماد في العيون.
 وتوجه  إلى جميع اللبنانيين " على أبواب شهر كريم بأن يخرجوا من الدوائر المصلحية الضيقة وأن يتعالوا في تفكيرهم ورؤاهم إلى مستوى التحسس بالمسؤولية الوطنية فلبنان بلد للجميع وعلى هذه الحكومة ألا تدخر جهدا من أجل تحقيق التقارب بين اللبنانيين من خلال الحوار، ومن خلال الإصلاح، ومن خلال المؤسسات، نحن مع كل جهد وكل مسعى يؤدي إلى تفاهم اللبنانيين وتوافقهم، من هنا نطالب الحكومة بأن تكون لجميع اللبنانيين لا كيديات ولا سلوك سلطوي يفسر بأنها لصالح فريق دون الآخر، نحن نرفض أي تصرف استئثاري لأننا دعاة بناء دولة وبكل معنى الكلمة نحن قدمنا تضحيات كبرى، قدمنا الدماء وقدمنا الشهداء من أجل أن يبقى لبنان". 


بدوره لفت رئيس تجمع علماء جبل عامل الشيخ يوسف دعموش الى ان الموقف الذي أطلقه السيد نصر الله لجهة النفط مقابل النفط أنما يدخل في إطار معادلة الرعب التي فرضتها المقاومة معتبراً ذلك موقفاً جديراً بالتقدير ةالإعتزاز لأنه يعيد الكرامة الى الانسان العربي والمسلم. قائلاً ان هذا الموقف جاء ليؤكد ان هذا العدو المتغطرس لا يفهم الا لغة القوة وانه لا بد من مواجهته لكسر جباروته للحفاظ على الحقوق والثروة . معتبراً ان هذه الثروة والتي يحاول العدو الصهيوني سرقتها تشكل موردا هاما للبنان حيث ستغطي كل ديونه واكثر من ذلك.


مكتب بيروت
https://taghribnews.com/vdca0onm.49n061kzk4.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز