تاريخ النشر2011 17 June ساعة 18:02
رقم : 53533
منبر الجمعة في لبنان

ارتياح لتشكيل الحكومة ..وتحذير من مغبة الإستغلال الأميركي للثورات

تنا بيروت
نتوجه إلى حكام البحرين: "اتقوا الله ولا تظلموا، واحفظوا شعبكم وانصفوه .
ارتياح لتشكيل الحكومة ..وتحذير من مغبة الإستغلال الأميركي للثورات
عكس خبر تشكيل الحكومة اللبنانية اصداء ايجابية وارتياحاً  بعد أشهر من الإنتظار والتشنج على  خطباء الجمعة هذا بالإضافة الى التطرق الى الشؤون الإقليمية  تحديداً ما بعد الثورات العربية ومحاولة تطويق هذه الثورات اميركياً الى حد الوصول الى مقايضة الأمن الأهلي بالإنتقال  الى السلطة المتماشي بطبيعة الحال مع الإدارات الغربية. 

فقد هنأ العلامة السيد علي فضل الله على "  الولادة القيصريّة للحكومة الجديدة، الّتي ظنّ الكثيرون أنّها لن تبصر النّور في ظلّ الظّروف المحليّة والإقليميّة والدّوليّة الرّاهنة، ولكنّ إرادة اللّبنانيّين كانت أقوى".
مقدراً  التنازلاتٍ الهامة  لمصلحة وحدة الصّفّ الإسلاميّ والوطنيّ في مسألة تشكيل الحكومة، بما يشير إلى أنّ الأعراف لا يجب أن تقف عائقاً أمام رجال الدّولة عندما تقتضي المصالح العليا للبلاد ذلك.

ورأى في هذه الخطوة نموذجاً راقياً في أداءٍ سياسيّ جديد عنوانه مصلحة البلد قبل مصالح الطّوائف والمذاهب.. وهو لا يُقفل الطّريق على السّاعين لتحريك الفتنة في الدّاخل فحسب، بل يمكن لهذا النّموذج أن يتمّ الاقتداء به على أكثر من مستوى في المنطقة العربيّة والإسلاميّة، ليعرف الجميع أنّ السنّة والشّيعة يمثّلون وحدة إسلاميّة حقيقيّة، وبالتّالي، لا مجال لإثارة الفتنة فيما بينهم في مسألة
السّلطة وغيرها. 
داعياً  الحكومة الجديدة إلى أن تباشر العمل كوحدة متماسكة، وأن تضاعف جهودها لخدمة النّاس، آخذةً بعين الاعتبار الفترة الزّمنيّة التي جرى استهلاكها في مسألة التَّشكيل، و لتحريك عجلة الإنتاج وكلّ ما يرفع من مستوى النّاس، ومواجهة الفساد والهدر الّذي يطغى على كلّ مواقع الدّولة، ولا سيّما الإدارة، والأهمّ، أن تنطلق الحكومة في خطّةٍ استراتيجيّة متكاملةٍ لحماية الوحدة الوطنيّة والإسلاميّة، وحماية البلد وتحصينه في مواجهة الأطماع الصّهيونيّة والضّغوط الأمريكيّة وغيرها.

إقليمياً، اعتبر فضل الله ان  الإدارات الغربيَّة تبذل جهودها من أجل تنفيذ مخطَّطها الرّامي إلى اختراق المزيد من السّاحات العربيَّة، والالتفاف على الثّورات والتحرّكات الشعبيّة، ولذلك هي تسعى إلى تطويقها، إن باستثمار حاجتها إلى الدّعم الدّوليّ أو المال أو السلاح لمواجهة ما تتعرّض له، أو بالضّغط عليها من خلال إثارة التوتّرات الطّائفيّة والمذهبيّة والقبليّة والسياسيّة، لإرباك حركتها الدّاخليّة. محذراً " من أنّ اللّعبة الغربيَّة تقوم على تخيير مجتمعاتنا وشعوبنا بين انتقالٍ للسّلطة يُحاكي طموحات الإدارات الغربيَّة، وفتنةٍ داخليّةٍ وحربٍ أهليّة يختلط فيها الجانب السياسيّ بالأمنيّ بالمذهبيّ، لتصل المسألة إلى أعلى مستويات الدّمار الذاتيّ الّذي لا يستفيد منه إلا العدوّ". 


بدوره هنأ نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى  الشيخ عبد الأمير قبلان  اللبنانيين بتشكيل الحكومة منوها "بمواقف الرئيس نبيه بري الذي أنقذ البلاد ووضعها على الطريق السليم والصحيح، قائلاً اننا
لن نتخلى عن لبنان ولن نعمل موالين لأحد إلا لوطننا وما يصب في مصلحته،و يجب ان  نكون عونا لبعضنا ونبتعد عن الحقد والكيدية .فلبنان موفق بسياساته الهادئة المطمئنة التي شكلت الحكومة، وعلينا دعمها وتصويب المسار ووضع الحكومة على السكة الصحيحة لتخدم المجتمع وتصلح شأنه".

ودعا الوزراء الى "التعاون والتنسيق في ما بينهم والعمل الدؤوب والمضاعف في وزاراتهم ومتابعة ومعاينة الوضع عن قرب لوضع اليد على الجرح والنهوض بلبنان والوصول به إلى بر الامان".

كما توجه إلى حكام البحرين: "اتقوا الله ولا تظلموا، واحفظوا شعبكم وانصفوه وارجعوا الحق إلى أصحابه، وأعيدوا الناس إلى وظائفها والطلاب الى مدارسهم ، وكونوا رحماء وتعاونوا مع شعبكم في سبيل الخير وفي سبيل الحق".

ودعا الشعب السوري إلى "التكاتف والتعاون وتحصين وحدته الوطنية والحفاظ على دولته، لتبقى سوريا في الموقع الريادي في المنطقة محصنة من كل محاولات استهدافها صامدة في وجه كل المؤامرات التي تحاك لها بسبب مواقفها الداعمة للقضايا المحقة للامتين العربية والإسلامية، كما نطالب القيادة السورية بالإسراع في إنجاز كل الاصلاحات التي بدأتها والتي تصب في مصلحة كل الشعب السوري.وندعو معمر القذافي صاحب المنطق المنحرف، الى إعطاء الحق لأهله وترك ليبيا لشعبها وأهلها والتخلي عن قسوته وحقده".



من جهته، قال الشيخ عفيف النابلسي انه لا شك في أن "خروج الحكومة العتيدة إلى الضوء بعد مخاضٍ عسير وضع لبنان في مرحلة جديدة. فالجهود التي بُذلت
في الساعات الأخيرة والتي ننظر إليها بتقديرٍ كبير كانت ضرورية للخروج من هذه الحلقة المفرغة.  وإن كل التجارب والمحطات الماضية كانت في إطار أن يخرج المسلمون الشيعة من دائرة الحرمان والتهميش, ولم يكن في واردهم الاستيلاء على القرار السياسي والاستحواذ على المواقع الرئيسية في الدولة, بل كان يكفيهم أن يعيشوا في ظل العدالة والإنصاف وحقوق المواطنية الطبيعية. لذلك نحن لم نجد ضيراً في خسارة موقع وزاري, ولكننا نجد ضيراً في ضياع لبنان في أتون المشروع الأميركي .داعياً  إلى عدم الإنزلاق في صراع داخلي والتركيز على الأوضاع الإجتماعية للناس, وتحسين أداء مؤسسات الدولة الخدمية ومواجهة التحدي الأميركي على المنطقة الذي نراه الأخطر والأشمل في هذه المرحلة.

واعتبر إن السياسات الاميركية على العرب والمسلمين كانت وما تزال سياسات عدائية وحربية وإرهابية وتسلطية خلقت فوضى مجنونة واضطرابات على أكثر من مستوى في العلاقات الدولية. وإذا كان هناك من شقاق وخلاف وفتن ونزاعات في العالم والمنطقة فإن مصدر ذلك يعود بالدرجة الأولى إلى السياسات الاميركية التي كانت مدخلاً لكثير من التقلبات والتداعيات الأمنية والاجتماعية والاقتصادية. 
ولفت الى  أن الهجمة الإعلامية التي تتعرض لها سوريا والتي تقودها أمريكا قائمة على التعبئة المتراكمة للنفوس وشحنها بمواد بصرية لكي ترتفع وتيرة الأعمال الاجرامية وتتصاعد حدة الممارسات الإرهابية في صفوف الشعب السوري. وإننا نجد في هذه الحرب الإعلامية غير المسبوقة ضد سوريا توجهاً لخلق شعور بالتنافر الحاد
في الانتماءات الدينية والعرقية بين أبناء الشعب السوري الذي كان على الدوام يتمتع بدرجة عالية من الحس الوحدوي والتعايش الفريد بين جميع مكوناته الاجتماعية والدينية والقومية.
وختم سماحته: إنّ التحوّلات القادمة في المنطقة لن تكون لصالح الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل, بل إن كل المسار القادم سيكون لصالح شعوب هذه المنطقة التي بدأت تتحسس وجودها الحضاري وتعمل على تقوية حضورها بالوحدة والقوة رفضاً لسياسات التدخل الأجنبي ومواجهة للاستعمار الغربي بكل أشكاله. 



بدوره تمنى المفتي الجعفري الممتاز بأن تكون الحكومة حكومة  الأفعال لا الأقوال، قائلاً ان الناس ملت الوعود وسئمت كل المفردات والمقالات والتنظيرات، ويطالبون بدولة ومؤسسات، ويريدون إصلاحا، و قوانين تطبق على الكبار قبل الصغار، وبوضع حد لهذه الفوضى ولهذا الفساد ولهذا الإهمال الذي اجتاح البلاد طولا وعرضا، وبفرص عمل وتحسين الوضع الاقتصادي والمعيشي.
ورأى ان " على هذه الحكومة ألا تكثر من الوعود بل عليها العمل بصدق وجدية وشفافية في كل أمر تقدم عليه، وفي كل قرار تتخذه أو التزام تتعهد به. لذلك نلفت النظر إلى خطورة التسويفات ومحاولات اللف والدوران"، وحذر من " مغبة الاستمرار في لعبة تقسيم المغانم وتوزيع الحصص"، ودعا "الحكومة إلى إحداث نقلة نوعية في الممارسة السياسية والرد على كل من ينتقدها ويعارضها بالأفعال". 

ونصح المفتي قبلان "المراهنين على سقوط النظام في سوريا بأن يتعقلوا وبأن لا يقحموا بلدهم في لعبة أكبر منهم وتحمل
في طياتها الكثير من المخاطر والتداعيات وبالتحديد على من يلعبها سرا أو علانية".


من جهة أخرى، اعتبر إمام مسجد صيدا الشيخ ماهر حمود أن معارضة قوى ١٤ آذار غير منطقية وغير منسجمة مع الواقع ، حيث رفعت "العيار" إلى الأعلى، فاتهمت الحكومة الميقاتية الجديدة بأنها حكومة حزب الله وسوريا والصدام مع الغرب وما إلى ذلك ، وهي بذلك تخسر إمكانية التأثير على عمل هذه الحكومة ، باعتبار أن هذا الاتهام أو هذين الاتهامين ليس لهما أي أساس ، ولن تستطيع القوى المعارضة الجديدة أن تقنع الرأي العام بهما ، لقد كان يمكن تأخير هذه المعارضة لحين بروز ما يستحق ذلك ، أما الآن فتظهر هذه المواقف أنها اطلاق نار في الهواء أو كلام خارج الموضوع .

من جهته تحدث عضو مجلس الأمناء في حركة "التوحيد الإسلامي" الشيخ محمد الزعبي عن معاني ومقاصد استقبال القبلة . واعتبر أن قوله تعالى : (وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه) يبين أن القبلة تعطينا الهوية والانتماء ، وتحدد لنا من يتبع الرسول وينتمي إلى أمتنا وليست حدود سايكس-بيكو . معتبراً ان الأمة الإسلامية أمة واحدة ويجب أن تكون قضاياها واحدة ، والله سبحانه يقول : (ومن حيث خرجت فولِّ وجهك شطر المسجد الحرام) وهذا يعني وحدة القضية والوجهة : فإذا خرجت من لبنان لا تقل لبنان أولاً ، وإذا خرجت من فلسطين لا تقل فلسطين أولاً ، وإذا خرجت من إيران لا تقل إيران أولاً .

مكتب بيروت .
https://taghribnews.com/vdcaemnm.49nee1kzk4.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز