تاريخ النشر2018 9 September ساعة 23:45
رقم : 357291

"الكونفدرالية".. لـ"إسرائيل" نصيب الأسد وللسلطة التنفيذ

تنا
"الكونفدرالية" هي عبارة عن رابطة إقليمية، أعضاؤها دول مستقلة ذات سيادة، والتي تفوض بموجب اتفاق مسبق بعض الصلاحيات لهيئة أو هيئات مشتركة لتنسيق سياساتها في عدد من المجالات، وذلك دون أن يشكل هذا التجمع دولة أو كياناً وإلا أصبح شكلا آخر يسمى بالفدرالية".
"الكونفدرالية".. لـ"إسرائيل" نصيب الأسد وللسلطة التنفيذ
بدأ الحديث عن فكرة تكوين كونفدرالية، من الراحلين الملك حسين والرئيس عرفات منذ بداية الثمانينيات، والدافع للتفكير أنها تسمح بحلول خلاقة لقضايا اقتصادية وتنظيمية ومائية مع تنازل عن مسألة السيادة لصالح الكونفدرالية.

مجدداً طرح الأمريكان الأمر على عباس وفي الثاني من أيلول 2018 تحدث الأخير عن ذلك في لقاء مع وفد "إسرائيلي" وأعلن موافقته على ذلك، هذا القبول الذي لم يكن ضمن توافق وإجماع فلسطيني، لاقى قبولاً "إسرائيلياً" رغم حالة الرفض الكبيرة أيضاً له داخل الكيان.

تاريخ الطرح
المحلل السياسي والمختص في الشأن الصهيوني صلاح الدين العواودة، أكّد أنّه منذ 1967 بدأ "إسرائيليون" وأردنيون يطرحون الموضوع كوسيلة لإعادة الحكم الأردني للضفة الغربية، وبعد 1977 وفوز الليكود، لم تعد فكرة عودة الأردن مطروحة.

ويشير العواودة إلى أنّه في ظل حكومة الوحدة بين عامي 1984 و1988 أعاد وزير الخارجية شمعون بيريس آنذاك الحديث مع الملك حسين من وراء رئيس الحكومة شامير، ولكن أدى رفض الحكومة "الإسرائيلية" لمشروع بيريس عام 1987 إلى إعلان الملك حسين فك الارتباط مع الضفة الغربية في تموز 1988، لافتاً إلى أنّه كان للانتفاضة الأولى دور في قرار الملك حسين في حينه.

ويضيف المحلل السياسي أن المؤيدين "الإسرائيليين" للخيار الأردني يرون دائمًا بأنّ الأردن ذات الأغلبية الفلسطينية أفضل من دولة فلسطينية في الضفة الغربية، بحيث يتحول سكان الضفة إلى مواطنين أردنيين بينما تبقى الضفة "إسرائيلية" ودون ترحيل الناس ودون أن يعيشوا بلا حقوق سياسية داخل "إسرائيل"، "بمعنى أن يتم التخلص من شبح الدولة الواحدة والابرتهايد والقنبلة الديموغرافية وتبقى الضفة الغربية جزءاً من "إسرائيل"، كما يقول.

ويؤكّد العواودة، أنّه منذ 1984 وموضوع الكونفدرالية على جدول أعمال "القيادة الفلسطينية" التي اشترطت دولة فلسطينية أولاً، بينما "إسرائيل" لا تعلن عن موقفها خوفاً على العلاقة مع الأردن، وخوفاً من أن يعني ذلك اعترافاً بدولة فلسطينية.

وكان رئيس السلطة محمود عباس، أعلن موافقته على إقامة كونفدرالية، وذلك في ظل إعلان الإدارة الأمريكية نيتها إطلاق "صفقة القرن" والتي تعتبر بمضمونها تصفية القضية الفلسطينية وملفاتها الأساسية، والقضاء على ما يسمى بـ"حل الدولتين".

ماذا تعني لـ"إسرائيل"؟
الخبير في الشأن الصهيوني صالح النعامي، أكّد لـ"المركز الفلسطيني للإعلام" أنّ فكرة "الكونفدرالية" هي فكرة "إسرائيلية" من الأساس.

ويشير إلى أنّ الفكرة تتضمن أن المدن ذات الكثافة السكانية بالضفة الغربية يمكن أن تنضم للأردن، وتبقى باقي المناطق لـ"إسرائيل"، "على أنّ تقام الكونفدرالية وفق الشروط والمواصفات "الإسرائيلية" المقترحة من "الإسرائيليين" أنفسهم وليس من رئيس السلطة.

ورغم مرور أيام طويلة على تصريح رئيس السلطة بشأن الموافقة على الكونفدرالية الأردنية الفلسطينية، شرط أن تكون (إسرائيل) جزءاً من هذه الكونفدرالية "الثلاثية"، لكن التعقيبات "الإسرائيلية" على التصريح ما زالت تتفاعل.

وبهذا الصدد يرى الخبير في الشأن الصهيوني عدنان أبو عامر، أنّ خيار الكونفدرالية، يعفي "إسرائيل" من المسئولية عن إدارة شئون ملايين الفلسطينيين في الضفة الغربية، في ظل تراجع إمكانيات السلطة من الناحية المالية مع الشح الواضح في مواردها المالية، وتسليم هذا الملف للأردن، باعتباره دولة قائمة بذاتها.

كما أنّها تعني، أنّ خيار حل الدولتين لم يعد قائما، وليس مجديا، مما يعزز وجهة نظر اليمين "الإسرائيلي"، الذي يرى أن هذا الحل مات إلى غير رجعة، وربما يتوافق ذلك مع توجهات الإدارة الأمريكية الحالية التي قلما تتحدث عن خيار الدولتين، وتنحو باتجاه الحكم الذاتي الموسع.

ويتابع أبو عامر، أنّ خيار الكونفدرالية الفلسطينية الأردنية يحقق لإسرائيل أهدافا بالجملة، أكثر مما يحقق للأردنيين والفلسطينيين، مما يطرح السؤال عن وجاهة حديث رئيس السلطة حوله، وكيف له أن يطرحه أمام وفد إسرائيلي غير رسمي، دون التشاور مع الأشقاء في الأردن، مما تسبب بضجة شعبية ورسمية هناك، كان الجانبان في غنى عنها.

جزء من الصفقة
من ناحيته عدّ المحلل السياسي أيمن الرفاتي، أنّ الكونفدرالية المطروحة تعد جزء من صفقة القرن والجهد الأمريكي والإسرائيلي لإنهاء القضية الفلسطينية وتذويبها ضمن صفقات صغيرة وجانبية تتعلق بإنهاء كل ثابت من الثوابت على حدة.

وقال لمراسلنا: "ترحيب الاحتلال خاصة عبر الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين بالكونفدرالية المقترحة بين الأردن والفلسطينيين، يأتي لأنه حل يقضي على الحق الفلسطيني".

ويشير الرفاتي، إلى أنّ الهدف الحقيقي من وراء الذهاب لـ"الكونفدرالية" هو ربط ما تبقى من الأراضي الفلسطينية المحتلة في الضفة بالأردن بعد اقتطاع القدس والمستوطنات والمجالات الجغرافية الحيوية لأمن "إسرائيل"، ضمن سيادة وإشراف أمني وسياسي أردني فعلي، الأمر الذي يعني أنه من الوقت سيذوب الفلسطينيون في الكيان الناشئ الجديد بين الجانبين.
https://taghribnews.com/vdcgyu9wqak9nx4.,rra.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز