تاريخ النشر2011 9 November ساعة 16:15
رقم : 70573
العماد ميشال عون

السياسة الأميركية أدت الى خراب جميع الدول التي تدخلت فيها

تنا - بيروت
أين هيبة أميركا؟ أهي فقط في قدرتها على تدمير البلدان كما فعلوا في ليبيا؟
السياسة الأميركية أدت الى خراب جميع الدول التي تدخلت فيها
انتقد العماد ميشال عون "غرور السياسة الأميركية التي تجعلهم يظنون أنهم قادرون على التدخل في أي مشكلة في العالم وحلها لصالحهم، مما أدى الى خراب جميع الدول التي تدخلوا فيها بالإضافة الى خروجهم منها مهزومين". 

و في لقاء لعون مع الإعلاميين بعد ترؤسه الإجتماع الأسبوعي لتكتل "التغيير والإصلاح" في الرابية، رأى ان السياسة الأميركية كان واضحة في مساعيها، قائلا ان منذ العام ٢٠٠٥ أبو مصعب الزرقاوي أصدر فتوى ضد الشيعة في العراق، وكفرهم، وجميعنا نعلم ان التكفير في الإسلام يجيز قتل الآخر. قلت يومها إن ما يحصل يدل على مسعى حثيث لافتعال صدام سني - شيعي في المنطقة، بحيث يشكلون زنارا يحيطون به إيران، إن استطاعوا. وهذا الزنار يضم تركيا سوريا السعودية الأردن ومصر، وبهذه البلدان يكتمل الزنار ويتوقف المد الإيراني بحسب تقديراتهم إلى لبنان وسوريا، وبالتالي يتركون العراق الذي خرجوا منه الآن. ومن ثم يقيمون السلام مع إسرائيل كما يشاؤون. هذه هي المشكلة الحقيقية. إذا شكلوا هذا الزنار، نحن سنكون ضمنا في داخله".

وهاجم التوطين الذي تسعى اليه الادارة الاميركية، مؤكدا ان "التوطين سيؤدي إلى تهجير المسيحيين، وإلا لم كل هذه الحركة من أجل مسيحيي الشرق؟ هل ستخدعنا السيدة كلينتون؟ هل تستطيع أن تعلمنا عن الأوضاع في الشرق أكثر مما نحن نعلم؟ هنا ولدنا وهنا عشنا وهنا فهمنا جميعنا ما الذي يحصل. لو كانوا على قدر من الفهم لما غطسوا في أفغانستان والعراق وكل تلك المنطقة ليخرجوا منها هربا بعد ذلك. 

وأردف بالقول: "كل ذلك لأن غرورهم كبير في السياسة، وقد اكتشفنا ذلك من خلال التفاوض معهم. يعتقدون أنهم قادرون على احتواء أي مشكلة في أي مكان في العالم، كما يستطيعون معالجتها بما يؤمن مصلحتهم الشخصية، إلى ان دخلوا في الحروب المباشرة، وفي المعارك في زواريب أفغانستان وباكستان والعراق، وكانت النتيجة أنهم خربوا هذه البلدان وخرجوا منها. إذا، ليس كل ما يقوله الأميركيون يكون ناجحا. لو كان الأمر كذلك، لكانوا نجحوا في كوريا وحسموا، ولكانوا نجحوا في فييتنام وحسموا المعركة لصالحهم، لكانوا حسموا في العراق، لكانت إسرائيل حسمت في حربها على لبنان في العام ٢٠٠٦ من خلال دعمهم لها".

تابع: "ذلك العهد انتهى، وقلت وأكرر إنه لن يكتب النجاح لإسرائيل بعد حرب العام ٢٠٠٦. نحن نختصر ونقول فقط العناوين، ولكن التحليل طويل جدا ولا وقت لسرده الآن. عندما قلنا إن المقاومة ستربح الحرب مع إسرائيل، فاتهمتمونا بالخلل. من يستطيع ان يتكلم بموضوع الـ"geopolitique" في لبنان؟ من من بين كل السياسيين الذين يطلقون التصريحات صباحا وظهرا ومساء يستطيع أن يتكلم في هذا الموضوع؟ لا أحد. يطلقون النظريات، ولكن يبقى السؤال عن مدى اطلاعهم. وأقصد هنا اطلاعهم على المعطيات وليس على الآراء".

أضاف: "ما تقوله هيلاري كلينتون هل هو مبني على واقع قدرة الجبش الأميركي وعلى تحضيراته؟. هل يستطيع هذا الجيش أن يقاتل على الأرض واحتلالها؟ أم أنه قوة تدميرية رادعة؟ ما إن ينزل الجيش الأميركي على الأرض يخسر. كما ان قوة الردع تخسر هيبتها عندما يتم استعمالها من دون أن تنجح. أين هيبة أميركا؟ أهي فقط في قدرتها على تدمير البلدان كما فعلوا في ليبيا؟ يحتجون في سوريا على اطلاق النار على المعتدين على الجيش بينما الضحايا التي قتلوها في حروبهم يعتبرونها "collateral damage" قتلوا الناس بالآلف في العراق وليبيا وسوريا وكوسوفو وبلغراد. كل هؤلاء القتلى هم خسائر معركة، فلا مشكلة في قتلهم إذا قتلوا عن طريق الخطأ، وكأن القتل عن طريق الخطأ مسموح. ونسمعهم بعد ذلك يتكلمون عن حقوق الإنسان، أليس للشعب الفلسطيني حق بأرضه وهويته؟ أين هو الشعب الفلسطيني؟ كيف يتجرأون ويتكلمون عن حقوق الإنسان؟"

وقال: "سوريا كانت بلدا مستقرا، فأتوا بمالهم وبتحريضهم لينقضوا عليها. نعم كانت هناك حاجة لتحسين سياسي، هذا صحيح، ولكن هل دعوا لتحسين الأوضاع؟ لم نسمعهم يتحدثون عن ذلك، قالوا إنهم يريدون إصلاحات سياسية بداية، فاستجاب الرئيس الأسد لمطالبهم، ثم ما لبثوا أن رفضوا وقالوا إنهم يريدون أن يسقط الرئيس، بعدها بدأ إطلاق النار.. ويريدون أن يقنعوا العالم إنهم يريدون إصلاحات سياسية؟ هذا جزء من التخطيط الثوري، فهو يبدأ بالمطالب المحقة لتجميع عدد كبير من الناس، فإذا لم يتجاوب الحاكم، يتفاعل هذا التجييش ضده. أما إذا تجاوب لمطالبهم، فيطلبون أكثر وأكثر".

أضاف: "في مصر منذ ١١ شباط حتى اليوم لم ينتهوا بعد من وضع الدستور الجديد لهم، لأن الإصلاح يحدث خطوة بعد خطوة. في فرنسا عندما أرادوا الغاء عقوبة الإعدام والسماح بالإجهاض، بقيت التظاهرات لمدة ثلاثة أعوام حتى أقر الموضوع. وحتى اليوم على ما أظن، لم يصلوا الى قانون بشأن الإستنساخ.
إذا القوانين لا تخلق هكذا وبين ليلة وضحاها، هذه القوانين التي ستكون ثابتة والتي سيتقاضى الناس وفقا لما ستنص عليه يجب أن تدرس جيدا وبتأن. قالوا إن الرئيس السوري لا يسرع كفاية في الاصلاحات، فذكروني بقصة "الذئب والحمل"، أراد الذئب أن يفترس الحمل، ولتسهيل مهمته سعى الى خلق مشكلة معه فسأله "لماذا تعكر علي مياه النبع؟"، فأجابه الحمل "كيف أعكرها وأنا أشرب من الأسفل والمياه تجري باتجاهي"، فقال له "إذا هو أبوك من عكرها في السابق"، فأجابه "أبي؟ لقد توفي منذ زمن، وأنا ولدت يتيما"، فأصر الذئب "إن لم تكن أنت ولا أبوك فهو إذا جدك". إصرار الذئب يدل أنه يريد أن يفترسه مهما حصل.. وهذه هي حالنا مع أميركا ومع أوروبا".

وسأل: "ما الذي يمنع أن تقوم هدنة في سوريا؟ لماذا زادت النار والحرائق؟ لماذا رفض قائد "جيش التحرير"، الهدنة ورفضتها المعارضة الخارجية.. ماذا قال ذلك القائد؟ إنه يريد مهاجمة سوريا وتفتيت الجيش السوري انطلاقا من تركيا وبمساعدة الحكومة التركية. كم هو متحكم برأيه وبموقفه هذا الشخص؟؟.. بعدها، حذر فيلتمان مقاتلي المعارضة من إيقاف القتال وتسلين أنفسهم، "لماذا هو ملتزم بالموضوع لهذه الدرجة؟. أتعتقدون أنهم يحصون الضحايا؟ هل يهمهم العدد؟ نحن لماذا صرخنا في مجلس الأمن: لا للحرب الداخلية؟".

أضاف: "في سوريا اليوم حرب، وهم يريدون أن يتدخلوا ولكنهم فشلوا في تأمين الغطاء. الخطة كانت أصلا تصعيد الأزمة وعادة تغطي الدول العربية التدخل. ولكن، وقفت روسيا والصين في وجههم ولم تسمحا لهم هذه المرة بالتدخل بعد ما حصل في ليبيا. والآن هناك من ينتظرون أن ينزلوا في مطار الشام؟ سيطول انتظارهم، ربما دورتين نيابيتين ورئاستين، ربما يكونون قد نضجوا عندها". 
https://taghribnews.com/vdcdsk05.yt0z56242y.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز