تاريخ النشر2023 28 September ساعة 15:10
رقم : 608297
استاذة في كلية اصول الدين:

كان لرسول الاسلام أسلوبه الماهر للوصول إلى التآلف والتعاضد وتجنب النزاع

قالت الاستاذة في كلية اصول الدين الدکتورة "فاطمه کسرایي"، كل ما قام به الرسول وهو متولٍ لزمام الأمور في حياته، جميعها تدل على أسلوبه الماهر في التدبير للوصول إلى التآلف والتعاضد وتجنب النزاع.
كان لرسول الاسلام أسلوبه الماهر للوصول إلى التآلف والتعاضد وتجنب النزاع
وخلال كلمة لها امام الاجتماع الافتراضي لمؤتمر الوحدة الدولية الـ  37، قالت: أحيّ جميع مسلمي العالم وأتمنى الصحة والسلامة للجميع. واشارت الى ثلاثة مواضيع حول محور إدارة النبي في إرساء السلام والحيلولة دون النزاع.

الأمر الأول هو أن النبي الأكرم من أجل الوصول إلى مثل هذا الهدف، وجّه المجتمع نحو العدالة «العدل قوام الرعية». العدالة واجبٌ إلهي متطابقٌ مع فطرة الإنسان وهي السبب في سمو البشر في مجالات الحياة المختلفة. إنّ النبي الأكرم هو مظهر العدالة كما تشير إلى ذلك الآية الكريمة «لقد كان لكم في رسول الله أسوةٌ حسنة» فهو مكلّفٌ من قِبل الله بأن يرسّخ العدالة في المجتمع.

وصرحت: يقول الله تعالى في الآية الخامسة عشرة من سورة الشورى في هذا الشأن: «و أُمرتُ لأعدل بينكم». كما ورد في كتاب «تحف العقول عن آل الرسول» الصفحة 36 موضوع هذا التكليف الإلهي على لسان النبي الأكرم على النحو التالي: أن الله أوصاه بمراعاة العدل في وقت الرضا والغضب، كذلك جاء في كتاب «مسند ابن حنبل» المجلد 7 الصفحة 183 أنه لن تجدوا بعد حضرة الرسول رجلاً أعدل منه.

وتابعت: الأمر الثاني أن حضرة الرسول من أجل حصول المجتمع على الراحة والطمأنينة، غيّر فقط الأساليب التي كانت متنافية مع القيم الإسلامية، على سبيل المثال في «السيرة اليعقوبية» المجلد الثاني صفحة 60 جاء في قصة فتح مكة أنه بعد تحطيم الأصنام التي كانت موضوعة من قِبل المشركين داخل الكعبة وحولها، جلس حضرة الرسول في زاويةٍ من المسجد الحرام ورغم مواجهته لطلب عدد كبير من الصحابة بخصوص سدانة الكعبة، لكنه يعلن وسط أهل مكة بشكلٍ صريح أن سدانة الكعبة وسقاية الحجاج رسميةٌ بنفس الترتيب السابق.

واضافت: طبعاً هذا الحدث جاء أيضاً في كتاب «الطبقات الكبرى» المجلد 2 الصفحة 412 . من هذه القصة وحالات مشابهة يتضح أن حضرة الرسول مع نشره الإسلام بين الناس لم يكن يسعى أبداً لإخلال نظامٍ لم يكن يتعارض مع تعليمات الإسلام. هذا هو الطريق الثاني لإزالة التوترات والدعوة السليمة للإسلام. إنه نفس طريق احترام الثقافة الاجتماعية غير المتعارضة مع الأسس الدينية التي تقبل الإصلاح تبعاً لمصالح اليوم.

واوضحت: الأمر الأخير الذي أودّ الإشارة إليه أنه من إجراءات حضرة النبي الأكرم في تجنب التوتر والخصام في المجتمع وكذلك إحلال السلام الاجتماعي وإزالة الخلافات وخلق الألفة أنه استند من أجل هذا على شعار «إن أكرمكم عند الله أتقاكم» وعمل بهذا الشعار على هداية وإرشاد أفكار الناس نحو الكمال ودعاهم إلى التآلف والتوحد بتجنب تأجيج التعصبات القبلية التي تؤدي إلى الحروب وسفك الدماء. في المحصلة، إن شاء الله يخطو مجتمع المسلمين دائماً بشكلٍ موّحد ومتآلف دون نزاعٍ وخصام في مسارالإنسانية والطمأنينة.
انتهى
 
 
https://taghribnews.com/vdcb9wb0zrhbg5p.kuur.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز