تاريخ النشر2011 8 January ساعة 08:39
رقم : 35113
الدكتور السالمي لوكالة أنباء التقريب (تنا):

المسلمون تناسوا واجبهم تجاه أنفسهم والعالم

ينبغي أولا أن نغير من وجهة نظرنا نحو المسألة المطروحة، علينا ان نؤمن بتشظي الهويات و الثقافات الاقليمية و هذا ينطبق على الاديان و كذلك المذاهب
المسلمون تناسوا واجبهم تجاه أنفسهم والعالم

وكالة أنباء التقریب (تنا)

بالاضافة الى وجود حدود مشتركة بين الجمهورية الاسلامية الايرانية والدول الخليجية فان ايران تشترك مع هذه الدول بالدين ويمكن تحويل هذه العناصر المشتركة من خلال الاستخدام الصحيح لها الى وحدة اسلامية قوية، وتعد سلطنة عمان من بين الدول الخليجية التي تشترك مع ايران بعدة عناصر وتبذل المساعي لتعزيز الوحدة بين الدول الاسلامية، ويعد الدكتور عبد الرحمن بن سليمان السالمي رئيس مؤتمر الفقه في سلطنة عمان واحد من كبار المسؤولين في وزارة أوقاف السلطنة ومن الذين لديهم نظرة خاصة حول تعزيز الوحدة بين المسلمين، وقد أجرينا الحوار التالي معه:

نرجو تقديم نبذة حول سيرتكم الذاتية؟
حصلت على البكالوريس من معهد العلوم الشرعية بمسقط ۱۹۹۲، و من ثم تعييني بوزارة العدل و الاوقاف و الشؤون الاسلامية حينها، ثم انتقلت الى وزارة الاوقاف و الشؤوت الدينية عام ۱۹۹۷، و حصلت على الدكتوراه من جامعة درم ۲۰۰۱ و على تم نقلي للتدريس بمعهد العلوم الشرعية. وفي عام ۲۰۰۲ تم تكليفي برئاسة تحرير مجلة التسامح.

ما هو تقييمكم لمسيرة الوحدة الاسلامية في السلطنة؟
علينا اولا أن نعي المكانة الاقليمية و الجيوستراتيجية لعمان التي جعلت من موقعها نقطة لتلاق حضارات عدة، و عرفت سكانها على الثقافات المحيطة بها منذ القدم، كما أن موقع عمان دفع سكانها نحو الانفتاح وريادة ركوب البحار و المحيطات، فهذا البلد ذو الاطلالة المقوسة على المحيط كوٌن قاعدة فريدة للعمانيين تميزت من بين دول الجوار في الانفتاح و التعددية. كما أن العقيدة الاسلامية عززت منذ اعتناق أهلها الاسلام الوحدة والترابط والاخوة بينهم، فالايمان
العقدي مهم في حفظ الامان و الاستقرار و يزرع المحبة بين نفوس اتباعه و الاحترام في نظرتهم للاخرين، و العدالة التامة في تطبيق المساواة بين البشر. 

ماهي أهمية الوحدة خصوصاً في الظروف الراهنة حیث یشن الاستکبار العالمي هجمة شرسة علي الاسلام والمسلمین؟ 
ينبغي أولا أن نغير من وجهة نظرنا نحو المسألة المطروحة، علينا ان نؤمن بتشظي الهويات و الثقافات الاقليمية و هذا ينطبق على الاديان و كذلك المذاهب فلم يعد عالما منفردا بذاته، العوالم المحيطة بنا متعددة ففي بناية سكنية واحدة يعيش فيها اعراق و الوان بشرية متعددة و اديان مختلفة، و هذه سنة الله في الخلق . فقد اختلف تقسيم العالم كما هو مفهوم بين الاديان قبل قرون. فالمسلمون عليهم أن يعو امرين لنهوضهم: المواطنة و هي المبدأ الاول للتعايش السلمي و تغليب المصلحة الجماعية على المصلحة الخاصة، و هي الدافع الى المجتمع المدني الفاعل الخلاق. الامر الثاني هو المسؤوليات المشتركة بين المسلمين.
 
لقد تناسى الكثير من المسلمين واجباتهم نحو انفسهم و نحو العالم، فالمسلم يدعوه ربنا الى التسابق نحو الخيرات بقوله تعالى : "فاستبقوا الخيرات"، و الدعوة الى الخير و الرحمة: "لا يضركم من ضل اذا اهتديتم"، وهذا التراجع الحضاري في المسلمين يعود الى النظرة التشاؤمية بين كثير من المسلمين تجاه نظرتهم للعالم مما ادى الى نكوصهم و انغلاقهم، علينا ان ان نغير انماط تفكيرنا و اساليب حياتنا حتى نكسب احترام الاخرين و نعزز الثقة بانفسنا لمصلحتنا و لاجيالنا. وعلينا أيضا ان لا ننسى الجماعات الارهابية التدميرية المخيفة، والفتاوى التكفيرية بين المسلمين و ضد الاخرين التي شوهت صورة الاسلام، خاصة وأنها تتعارض مع شرع الله فالله تعالى يقول: "من قتل نفسا بغير نفس فكأنما
قتل الناس جميعاو من احياها...." علينا اتباع السنن الربانية الالهية للنهوض و التقدم "لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم".

إلی أي مدی نجح أعداء الإسلام في إیجاد الفتنة بین المسلمین؟ 
القاء اللوم على الاخرين هو من الضعف و الخور، علينا ان نصلح من شأن انفسنا. في النظام العالمي هناك توازنات و مصالح و الكل يبحث على مصالحه الخاصة و أما الخداع ومكر السوء فهو يحيق بأهله.

ما هي سبل وآلیات نشر ثقافة الوحدة والتقريب؟
أنا اؤمن بالمدارس الاسلامية التقليدية اكثر من الاتجاهات الدينية المعاصرة، فالمدارس التقليدية هي انساق معرفية علينا تطويرها و الاستفادة منها و تجنب البالي منها. ويتعين على المسلمين أن يتعلموا اساليب التفكير و الفلسفة, و الايمان بالتعددية و المشاركة البناءة مع غيرهم و الاستفادة من تجارب الاخرين. لا ننسى ان اغلبية المسلمين يعيشون تحت خط الفقر، كما أن الجهل و سوء الرعاية الصحية تنتشر في أوساطهم وهذه الامور كلها امور في مناط الدولة و المجتمع و علي عليه السلام يقول: لو كان الفقر رجلا لقتلته". يجب تربية ابنائنا على لغة الحوار و التسامح و الرحمة. 

ما مدی تأثیر المؤتمرات والندوات والملتقیات والحوارات وتبادل الأبحاث العلمیة بین علماء المسلمین ومفکریهم في حرکة التقریب؟ 
أبدت جميع المذاهب الاسلامية في الاونة الأخيرة اهتماما بالتعارف و التقارب خصوصا في العقدين الاخيرين. وتلعب الندوات و المؤتمرات دورا فاعلا في هذا الاطار و الدليل على ذلك النهوض في المعلوماتية للاقتصاد الاسلامي و الذي احدث شراكة بين جميع المذاهب في الاستفادة في ما بينها. هنالك روابط ووشائج لها فاعلية بين جميع المذاهب الفقهية و هي تتمثل في المقاصد الشرعية، و القواعد الفقهية و أصول الفقه، فمعا ننطلق نحو افق اوسع، ولا ينبغي أن تكون الجزئيات سببا في عدم الالتقاء والتقارب، وكل فقيه لديه وجهة نظر خاصة و هنا تبرز اهمية الاجتهاد و التجديد.

اجرى الحوار: حسن باقري
https://taghribnews.com/vdcexz8x.jh8nzibdbj.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز