تاريخ النشر2010 3 September ساعة 22:28
رقم : 25050

إعادة نشر الرسوم المسيئة في" كتاب " بالدانمارك

في استفزاز جديد من شأنه أن يفجر غضب المسلمين في كافة أنحاء العالم، أعلن " فليمينج روز" محرّر الصفحات الثقافية في صحيفة "يلاندس بوستن" الدانماركية الذي كان نشر الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي محمد (ص) في عام ۲۰۰۵م، أنه يستعد لنشر تلك الرسوم في كتاب الشهر المقبل. (المحيط)
إعادة نشر الرسوم المسيئة في" كتاب " بالدانمارك
وكالـة أنبـاء التقريـب (تنـا)
صرح  " فليمينج روز " لصحيفة "بوليتيكن انخ " ، أنه سيصدر الكتاب الذي يحمل عنوان "طغيان الصمت" في ۳۰ أيلول/ سبتمبر في الذكرى الخامسة لنشر ۱۲ رسماً كاريكاتورياً للنبي محمد (ص) والتي كانت أثارت عاصفة من الإحتجاجات العنيفة ضد الدانمارك في العالم الإسلامي، ونفى أي استفزاز في نشر الرسوم، زاعماً أنه سيروي فقط قصة الرسوم الـ۱۲ لوضعها في سياق عام بالنسبة إلى"الصور".
ولم يقف الأمر عند ما سبق، حيث كشفت صحيفة "القدس العربي" اللندنية أيضا، أن " كورت فيتسرجارد " الذي رسم الكاريكاتور الأكثر إساءةً وإثارةً للجدل في صحيفة "يلاندس بوستن" سينشر كتاباً أيضا في الخريف يتضمن الصورة المذكورة. ورغم أن الرسوم المسيئة السابقة كانت قد أثارت احتجاجات عنيفة وحملات مقاطعة واسعة للمنتجات الدانماركية في العالم الإسلامي ، إلا أن كثيرين يرجحون أن تراجع حملة المقاطعة مؤخرا هو الذي شجع المسيئين على مواصلة تطاولهم على "النبي محمد "(ص).
وعلى ضوء ما سبق حاورنا أحد أصحاب الرأي في هذا الشأن وهو الدكتور علي رمضان الأوسي الأستاذ "بالجامعة العالمية للعلوم الإسلامية" في لندن وباحث إسلامي في " العلوم القرآنية "، وسألناه عن أسباب إثارة مثل هذه الإستفزازات من قبل أشخاص سبق لهم أن واجهوا معارضات وردود أفعال شديدة من قبل المسلمين في جميع أقطار العالم وواجهت حكوماتهم، ونخص بالذكر الدانمارك، حملة مقاطعات كثيرة من قبل العالم الإسلامي والعربي إثرما قاموا به في خطواتهم  المسيئة للإسلام قبل خمس سنوات تقريباً! فهل السبب هو قلق الحكومات الغربية من تزايد إنتماء وتوجه شعوبهم نحو الإسلام، والتصدي لهذه الظاهرة؟ 
وردّ الدكتور الأوسي قائلاً : " ... شهد العقد الأخير تحولاً كبيراً في آراء وأفكار الشعوب الغربية نحو الإسلام، وأعتقد أن هناك حاجة دعتهم أن يفتشوا عن دين نقي من الخرافات ودين يعايش الواقع وينتصر للمبادئ في موضوع الطفل والمرأة والإقتصاد والديمقراطية، وقد أخذت الشعوب الغربية تبحث عن هذه الأمور بعيداً عن النتائج التي جاء بها المستشرقون الذين صوروا لهم الإسلام بأنه دين قتل وعنف، وحين تعايشهم مع الجاليات المسلمة التي انتشرت خلال العقود الثلاثة الأخيرة في البلدان الغربية ومن خلال نشاطات المراكز الإسلامية وعلماء المسلمين اطلعوا على حقيقة الإسلام، فوجدوا أن فيه علاجهم وبالتالي أخدوا ينتقلون بشكل كبير الى هذا الدين. 
من جانب آخر نرى أن هذه الظاهرة أقلقت الحكومات الغربية والسلطات الدينية في بلدانهم مما أدى الى إنتهاجهم خططاً معادية للإسلام ولتشوية صورة ديننا المبين في مخيلة شعوبهم بغية إبعادهم عنه، وشرعت باستخدام التيارات والأحزاب المنادية للعنصرية لتنفيذ مدبراتهم الخبيثة. فما شهدناه من إساءات وطعونات
لشخصية نبينا الأكرم محمد (ص) التي أصدرت من قبل تلك المؤسسات المتطرفة في الغرب، تدور في السياق ذاته، وأن منتجي تلك الصور أو الكتب هم منفذوا المؤامرات التي دبرتها قوى تكمن وراء الكواليس. 
وفي سؤالنا عن تقييمه لردود أفعال المسلمين والحكومات الإسلامية تجاه هذه الإستفزازات والإسائات؟ يعتقد الدكتور الأويسي أن الرد كان واسعاً وشديداً إثر نشر الصور المسيئة سنة ۲۰۰۵ م حيث شهدت البلدان الإسلامية والعربية إحتجاجات واسعة وعارمة على صعيد الشعوب والمنظمات والحركات الإسلامية مطالبة بالمقاطعة الإقتصادية مع الدانمارك و حصلت نوع من الإحتجاجات ايضا في أورقة المؤتمر الإسلامي وفي جامعة الدول العربية وكان للجمهورية الإسلامية الإيرانية دوراً أساسياً وكبيراً في ايقاظ مشاعر المسلمين " لنصرة النبي (ص) " ومواجهة الإساءات التي إستمر بنشرها " فليمينج روز " محرّر الصفحات الثقافية في صحيفة "يلاندس بوستن "، لكن للأسف الشديد رغم كل هذه الإحتجاجات لم تقف الدانمارك عن نشر تلك الصحف، وقد أتبعتها صحف نرويجية ايضاً نشرت صوراً للطعن في شخصية رسول الله (ص) تحت لواء " حرية الرأي " المزعومة عندهم.
وقد عبر الدكتور الأويسي عن أمله أن يكون موقف المسلمين والحكومات العربية والإسلامية ضد ما يروم به فليمينج روز من جديد، أي نشر الصور المسيئة في كتاب، مشرفاً وصارماً أكثر مما كان عليه.
وشدد هذا الباحث الإسلامي على أمور أساسية في هذا الشأن معتبراً أنها واجبات دينية وأخلاقية تقع مسؤوليتها على عاتق المسلمين كافة، أولها نصرة الرسول (ص) بكل ما لديهم من قدرات وطاقات إقتصادية وثقافية، ثانياً التعريف بشخصية رسول الله محمد (ص) الحقيقية ونشرها على مستوى الإعلام العالمي، كي يعرف العالم الذي غوته هذه الإسائات، أن النبي محمد (ص) هو الإنسان الكامل الذي " أدبه ربه فأحسن تأديبه " وكما يصفه القران الكريم " إنك لعلى خلق عظيم "، ثالثاً من الضروري أن تكشف الستائر عن مآرب وأهداف الغرب من إشاعة تلك الإستفزازات لشعوب عالم جميعاً، وفي هذا السياق ينبغي على العالم أن يعرف أن الغرب إفترض عدواً وهمياً سماه الإرهاب الذي حدّد أطره وفقاً للموازين التي رسمها هو وليس الواقع، وشجع التيارات المتطرفه في العالم الإسلامي ليظهروا على الساحة العالمية تشويهاً لصورة الإسلام بالجرائم التي يرتكبوها ضد الأبرياء في كافة اقطار العالم وذلك باسم الإسلام، فكانت نتيجة الأمر أن أشعل الغرب حرباً عالمية ثالثة لكنها في الظاهر ليست كسخونة الحرب العالمية الأولى والثانية بل هي حرب إعلامية طولية الأمد يصطف على جبهتيه خصمان، الأول الإرهاب (المتمثل بالحركات الإسلامية المتطرفة) والثاني هو العالم أجمع والذي حشده الغرب بتلك الخطط الشيطانية، وكل من يعارض هذا التقسيم يعد من أنصار الإرهاب في تعريف الغرب طبعاً، ومن أهم الآليات التي استخدمت كسلاح في الحرب المذكورة هو شعار "حرية الرأي" تحت لواء الديمقراطية الغربية، وبهذه المؤامرات أراد الإعلام الغربي الإنتقاص من " قدسية الدين الإسلامي المبين " وقد شهدنا الكثير من آثار هذا المشروع المدبر وعلى سبيل المثال يمكن الإشارة الى الإساءات والطعن بشخصية الرسول (ص) في إطار الصور الكاريكاتورية والكتب المسيئة ومما شابه ذلك. 
اذاً يجب علينا كمسلمين أن لا نتوهم بهذه التفاهات والشعارات الكاذبة وعلينا أن نعرف عندما تتعارض حرية الرأي أو الديمقراطية مع المصالح الإستعمارية والأمن القومي والإستراتيجي في البلدان الغربية، عنده نرى سوف يضع الحرية تحت قدميه ويسحقها كما يحصل الآن في كثير من بلدان العالم الاسلامي كفلسطين وافغانستان والعراق ولبنان.
https://taghribnews.com/vdcdzz0x.yt0kk6242y.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز