تاريخ النشر2010 18 August ساعة 14:43
رقم : 23664

أمریکا وإیران إلی أین ؟

عبرت الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة الخطوط الحمراء ودخلت النادي النووي والنادي الفضائي والنادي الدفاعي وخاصة في مجال صناعة الصواریخ البالستیة والغواصات والطائرات والرادارات المتطورة وغیرها بالإضافة إلی مجال البناء والإعمار المتطور کبناء المحطات الکهربائیة والسدود والمطارات والموانئ ووو والأهم من کل ذلک أنها وصلت إلی کل درجات التقدم هذه تحت مظلة العقوبات والضغوطات والحصار والمقطعة السیاسیة والعلمیة
أمریکا وإیران إلی أین ؟


بین فترة وأخری یری المتابعون للملف النووي الإیراني خبرا جدیدا وعاجلا حول ماتقوم به الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة من تطویر وتوسیع لبرنامجها النووي السلمي وبخطوات مطمئنة وثابتة ومدروسة ومن جانب آخر یری هؤلاء المتابعون ردود أفعال الولایات المتحدة الأمریکیة والکیان الإسرائیلی وبعض الأحیان مجلس الأمن الدولي والإتحاد الأوربی وبعض الدول التابعة لسیاساتهم وکیف ینتفضون ویضطربون ویغضبون أمام هذا الإصرار الإیراني بإمتلاک تقنیة نوویة سلمیة وذلک حسب بنود معاهدة الحد من إنتشار أسلحة ‌الدمار الشامل ال(إم پي تي) بکل قوة وعزم مستخدمین کل مایمکن إستخدامه في سبیل إکمال المشاریع المرتبطة بتخصیب الیورانیوم بدرجة أقصاها ۲۰٪ وذلک لتأمین ماتحتاجه إیران من وقود نووي لمحطاتها الکهربائیة النوویة ومفاعل طهران الطبي‌ بالإضافة إلی الإستخدامات المدنیة الأخری کالزراعة والأدویة ‌ومعالجة میاه الشرب وغیرها، کل ذلک خدمة للمجتمع الإیراني والشعوب الشقیقة والصدیقة . إذا لماذا ترفض الدول الغربیة وعلی رأسها الولایات المتحدة الأمریکیة هذا التطور العلمي والتقني والصناعي الذي حققه الشعب الإیراني علی مدی العقود الثلاثة مع ان جمیع النشاطات النوویة التي تحققت وأنجزت في ایران بعلم الوکالة الدولیة للطاقة الذریة وبحضور المفتشین الدولیین التابعین لها، وقد أجابت إیران علی جمیع الأسئلة والإستفسارات والإبهامات التی أثارتها بعض الدول الغربیة کبریطانیا وأمریکا وفرنسا مع کل هذا نری العقوبات المتزامنة بالتهدیدات العسکریة تتوالی علی إیران بصورة مستمرة فکلما تعاونت الجمهوریة الإسلامیة مع الوکالة الدولیة للطاقة الذریة وکلما فتحت أبواب مؤسساتها النوویة أمام مفتشیها کلما زاد الضغط والتهدید والوعید بالتصعید والمواجهة وآخر ماسمعناه جمیعا هو تصریحات رئیس الأرکان المشترکة للجیش
الأمریکی الأمیرال مایکل مولن من أن خطة ضرب إیران باتت جاهزة أو ماجاء في موقع تیک دبکا الإخباری الإسرائیلي من تهدید مباشر بضرب محطة بوشهر الکهربائیة النوویة في یوم إفتتاحها أو في یوم وضع الوقود النووي في قلب مفاعلها (۲۱ أغسطس الجاري) وغیرها من التهدیدات السابقة واللاحقة، لماذا کل هذا التصعید والتهدید لدولة مستقلة وموقعة علی معاهدة ال(إن پي تي) وملتزمة بها بینما هناک دول تمتلک أسلحة نوویة وتقوم بتجارب نوویة عسکریة ولن توقع علی معاهدة الحد لکن حتی لن یشر إلیها بالبنان کالهند وباکستان، ونری هذه الدول التي تثیر الشکوک حول البرنامج النووی الإیرانی السلمی تغض الطرف عن الترسانة النوویة الإسرائیلیة بل تغضب من منظمة الأمم المتحدة بسبب قرارها بمطالبة الکیان الصهیونی بالإنضمام إلی معاهدة الحد والتوقیع علیها. وهي التي تحتفظ بآلاف الرؤس النوویة في مخازنها المنتشرة حول العالم وهي التي إستخدمتها ضد الأبریاء في الیابان وتهدد بإستخدامها ضد الشعوب التي ترفض هیمنتها ومخططاتها، هذه الدول المارقة والمستکبرة لایهمها إلا إذلال الشعوب والدول المستقلة والحفاظ علی التغلب الصهیوني في المنطقة وأن تبقی الدول المحیطة بالکیان الإسرائیلی دولا مستهلکة وموردة ولیست مصنعة ومتطورة ومکتفیة ذاتیا وخاصة في المجالات العلمیة والتقنیات الخاصة کالمجال النووي والدفاعی فهم یریدون من جمیع دول المنطقة أن یحذو حذو بعض الدول الخلیجیة بشراء کل مایحتاجونه من معدات عسکریة متطورة وحتی المواد الغذائیة والمنزلیة بمئات الملیارات سنویا لتبقی إسرائیل الغاصبة الکیان الوحید في المنطقة تمتلک التقنیات والصناعات المتطورة من دون منازع ومزاحم . فبهذا المقیاس الإستکباري عبرت الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة الخطوط الحمراء ودخلت النادي النووي والنادي الفضائي والنادي الدفاعي وخاصة في مجال صناعة الصواریخ البالستیة والغواصات والطائرات والرادارات المتطورة وغیرها بالإضافة إلی مجال البناء والإعمار المتطور کبناء المحطات الکهربائیة والسدود والمطارات والموانئ ووو والأهم من کل ذلک أنها وصلت إلی کل درجات التقدم هذه تحت مظلة العقوبات والضغوطات والحصار والمقطعة السیاسیة والعلمیة. فإذا وصلت الأمور بین
الطرفین (الإستکبار العالمي وإیران) إلی مرحلة الخیار الإستراتیجی والمفصلي إما التفاهم علی أسس ترضي الطرفین وإما إستمرار الحرب الباردة أو المواجهة الشاملة ولایمکن لها أن تکون محدودة بزمن أو مکان معین .
فالخیار الأول ممکن ولکنه صعب للغایة لأنه یحتاج إلی بعض التنازلات المهمة وخاصة من قبل الدول الغربیة وأمریکا بصورة خاصة وأهمها :
۱- الحوار الندی مع إیران من دون إستعلاء وإستعداء، لغرض التفاهم والتعاون.
۲- القبول بحق إیران بإمتلاک تقنیة نوویة سلمیة بما في ذلک عملیة التخصیب بدرجة منخفضة حسب البند الرابع من معاهدة الحد.
۳- تزوید إیران بوقود اللازم لمفاعل طهران النووي الطبي بصورة منظبطة وبأسعار مناسبة.
۴- دراسة سلة المقترحات التي قدمتها إیران إلی الدول الستة ووضع آلیة التفاهم حولها لإیجاد حلول دائمة وعادلة لقضایا المنطقة والعالم ولإعادة الثقة المفقودة بین الجانبین .
۵- تطبیع العلاقات السیاسیة بین الطرفین علی أسس الإحترام المتبادل وعدم التدخل .
وأما الخیار الثاني فهو مکلف للجمیع ولکنه یمکن أن یحسم الأمور لصالح شعوب المنطقة وعلی رأسها الشعب الفلسطیني المظلوم ویضع حدا للأحتلال والإجرام الصهیوني من خلال إزالة هذه الغدة السرطانیة من البقعة المبارکة وترجع أرض فلسطین الحبیبة إلی أهلها الصابرین المجاهدین ، لأنه أي إختراق للسیادة الإیرانیة أو أي إعتداء ولو محدود من قبل قوی الظلام والظلم سیکون له رد صاعق ومهیب من قبل قوی الإیمان في إیران وفي کل أنحاء العالم وسیکون الهدف الأول هو وجود الکیان الصهیوني اللقیط والمهتز وبعدها تإدیب القوی التي بادرت وناصرت هذا الأعتداء.
فنحن الآن في مفترق طرق والخیارات محدودة لأن الجمهوریة الاإسلامیة الإیرانیة لاترید إلا ممارسة حقها القانوني بإمتلاک تقنیات علمیة متطورة وصناعات تأمن إحتیاجاتها وأمنها والغرب یرید منها التراجع والإستسلام والإنخراط في رکب المستسلمین والخاضعین للهیمنة الأمریکیة والصهیونیة في المنطقة والقبول بدولة الکیان الإسرائیلي والمشارکة في الحفاظ علی أمن واستقرار هذا الکیان اللقیط کما فعلت بعض الأنظمة العربیة عندما تخلت کلیا عن الشعب الفلسطیني بل دعمت حصاره وتجویعه وإذلاله تقربا للأسیاد والمستکبرین .ولکن شعار الأمة الإیرانیه المسلمة وکل المسلمین الأحرار والشرفاء في العالم هو هیهات منا الذلة . وعندئذ سیکون لإیران الحق الکامل بإستخدام أوراقها ومفاجئاتها الکبری دفاع عن نفسها وعن شعبها وعن سیادتها وعن مقدساتها وبعا ملتزمة بأن لاتکون البادئة ولکن إذا مافرضت علیها الحرب فلن یکن ختامها بید المعتدین البادئین بالعدوان .

أمیر الموسوی
۱۷/۸/۲۰۱۰
https://taghribnews.com/vdcc0eqi.2bq1e8aca2.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز