تاريخ النشر2012 16 August ساعة 20:36
رقم : 99145
تراث وحضارة

الأبواب القديمة في دمشق، ماهيتها التاريخية في المعتقد ..وعبر العصور

"خاص تنا"- مكتب بيروت
الأبواب القديمة  في دمشق، ماهيتها التاريخية في المعتقد ..وعبر العصور
ظلت مدينة دمشق على مدى العصور محط أنظار الغزاة، فاقتضت ضرورات الدفاع عنها وحمايتها بإحاطتها بسور من الحجارة الضخمة، ففتحت فيه أبوابا" للدخول والخروج، وكان ذلك في بداية العصر اليوناني، وفي العصر الروماني تمت صيانة السور وظهرت سبعة أبواب نسبةً إلى الكواكب السبعة المعروفة في حينها، وقد نحتت رموز هذه الكواكب على الأبواب لاعتقادهم أنها تحمي المدينة. تدمرت أجزاء من السور عام ٧٤٩ م بفعل العباسين وأخذ السور بالانهيار، ثم أعيد تحصينه في عام ١١٧٤ م في عهد نور الدين الزنكي وفتحت فيه أبواب لم تكن موجودة قبلاً :

" باب توما".. وكوكب "زهرة":

"باب توما" أو "الزهرة" من الأبواب السبعة الأصلية للمدينة القديمة، بناه الرومان، ويميل الظن إلى أنهم شيّدوه على أنقاض الباب الروماني، وأن هذا الأخير ربما أقيم على أنقاض الباب الآرامي الأسبق، حيث يبلغ ارتفاع الباب الحالي ٤٣٨ سم وعرضه ۳۲۲ سم وسماكته ۷ أمتار، وهو مغطى بقبوة مدببة نحو داخل المدينة، وهو من الأبواب القديمة المشهورة في المدينة. 

وهنا يقول الأب الباحث أيوب سميا أحد المورخين الذين كتبوا عن تاريخ "دمشق": «بعد أن احتل المدينة القائد "بارمينيو" بأمر من الاسكندر الكبير المقدوني تلميذ أرسطو الفيلسوف سنة ۳۳۳ق.م، قام اليونان بتنسيبه لكوكب الزهرة تيمناً وتباركاً، ونحتوا فوق الباب نقشاً حجرياً بارزاً لصورة ذلك الكوكب الذي تمثله في معتقداتهم وعباداتهم آلهة الحب والجمال والتوالد أفروديت ومعناها باليونانية "الوردة الفرحة"».
يؤكد هذه النسبة مؤرخ دمشق الكبير ابن عساكر إذ يقول في أحد كتبه: «باب توما للزهرة». 

وخلال لقائنا بالأستاذ رامي ناصيف مدرس تاريخ قال: «يذكر الأب الباحث التاريخي "أيوب سميا" أنه بعد مرور /۸۱/ سنة على موت الإسكندر المقدوني أي في سنة ١٤٨ ق.م، تولى سورية الملك السلوقي تريغون مزاحماً ديمتريوس الثاني، فرمم ما تشعّث من السور في عهد ديمتريوس بتأثير هجمات بطليموس ، ومن جملة ما رمم باب الزهرة "باب توما"، وقد نقش تاريخ الترميم بحرفين يونانيين هما " على حجر ظاهر ويعنيان العدد /۸۱/ المعادل لسنة ١٤٨ ق.م، ويشاهد الحجر اليوم في الجهة الشرقية من الأثر إلى جهة ساحة "باب توما" على علو متر من الأرض، ويبلغ طوله ۱۲۵سم وارتفاعه ۸۵سم، أما الحرف الصغير(أ) الذي يسبق الحرفين المذكورين ولا يجانسهما في الحجم فيعني حرف الجر "في"، كما يذكر أن الباب الذي أقامه اليونان شيّدوه بقوس ضخم واحد ترتكز على أسقفة عظيمة تمتد فوق الباب وعليها سطور كتابة يونانية تتعلق بعبادة "الزهرة" وبالبناء، ونقشوا في الفسحة بين القوس والأسقفة صورة الفتاة التي تمثل "الزهرة" . 

"باب توما" أو "الزهرة" اسم الباب الذي انتقل بين حروب وهجمات عديدة على المدينة التاريخية، هنا وخلال لقائنا بمختار باب توما السيد غبرئيل خليل شاهين حدثنا عن سبب تسمية الباب "توما" أو استبداله فقال : «عندما احتل الرومان دمشق سنة ٦٤ ق.م كانوا يعبدون نفس الآلهة باسم آخر هو فينوس، فتركوا كل شيء من عهد اليونان على حاله، لكنهم أبدلوا الاسم وأبقوا على النقش الذي يمثل "الزهرة"، كما حصنوا هذا الباب وزادوا منعته. منذ أن صارت دولة الرومان مسيحية في عهد الامبراطور "قسطنطين" الأول الكبير في القرن الرابع الميلادي، وصارت تعرف بالدولة البيزنطية جرت هذه الدولة على خطة الوثنيين في تسمية أبواب "دمشق" وبقية المدن الكبرى ونسبتها إلى الكواكب، لكنها قامت باستبدال هذه النسبة إلى أسماء قديسين وأعياد دينية،
وكان من نصيب "باب توما" أن نُسب إلى القديس "توما" الرسول أحد تلامذة السيد المسيح، فأقاموا باسمه كنيسة وديراً في موضع معبد "ديونيسيوس" إله الخمر عند اليونان، وكان موقعه خارج الباب على الضفة الشمالية لفرع من فروع نهر بردى في ذلك المكان، كما أقاموا كنيسة أخرى بنفس اسم "توما" داخل الباب». 

إذاً نسب اسم الباب "باب توما" نسبة إلى القديس "توما"، ولكن ثمة أسماء أخرى نسب إليها الباب، عن ذلك يقول الأب الباحث أيوب سميا: «في أيام الامبراطور البيزنطي القوي "هرقل" قام صهره واسمه "توما" الذي كان والياً على سورية التي كانت قاعدتها "دمشق" بتحصين الباب وتدعيمه بعد أن كان قد تصدع نتيجة زلزال قوي، فظن بعض مؤرخي العرب بعد الفتح الإسلامي أنه سمي باسمه، كما ذهب البعض الآخر منهم إلى أنه منسوب لقرية في الغوطة الشرقية اسمها "توماء" وكانت تتصل بقرية "الصوفانية" محلة الصوفانية في "القصاع" اليوم». 

كان "باب توما" من أشهر الأبواب في الزمن البيزنطي، وكذلك الدير الذي سمي باسمه، وكانت تقام عنده مهرجانات عيد القديس "توما" وبقية المناسبات المتعلقة به، هكذا يقول لنا مختار"باب توما" السيد غبرئيل: «يذكر أنه عند الفتح العربي لدمشق سنة ١٤ هـ نزل على هذا الباب القائد عمرو بن العاص وكان من قواد العرب أثناء حصاره "عبد الرحمن بن أبي السرح".

أما عن الحروب والهجمات التي تمت بالقرب من هذا الباب وحوله فيقول الباحث الأب سميا: «صارت على "باب توما" في صيف ١٤هـ/٦٣٤ م حروب هائلة بين الروم بقيادة البطريق "توما" والي دمشق والعرب المسلمين بقيادة شرحبيل بن حسنة الصحابي وأحد كتّاب الوحي، إلا أنه كان تحت إشراف الأمير.

أبي سليمان خالد بن الوليد الذي كان منوطاً به أمر الحصار على البابين "الشرقي" و"توما"، وطالت مدة هذه الحرب والحصار شهرين وعشرة أيام، وكان الروم في بدئها يخرجون من الباب ويواقعون العرب، وكان انكسارهم أكثر من انتصارهم حتى لزموا المدينة وانحصروا فيها، واقتصر دفاعهم على الباب وجهتيه، إذ كانوا يرمون العرب بالنبال من المرامي، ولم يكن المسلمون طوال هذه المدة يضيقون على "دير توما" ولا على غيره من الأديرة التي كانت متقاربة خارج السور، إذ لم يروا من رهبانها مقاومة بل مسالمة، فكان العرب يعاملونهم بالحسنى». 

أحداث تاريخية مهمة جرت قرب الباب، كما أنه تم إنشاء مآذن وكنائس وجوامع قريبة منه، عن ذلك يكمل "أيوب": «في العهد الأموي شيّد "عبد الله بن درّاج" كاتب رسائل "معاوية" على هذا الباب برجاً عُرف باسم "برج الدراجية" ولا أثر له اليوم، وعند الحصار العباسي لدمشق سنة ۱۳۲هـ نزل على هذا الباب "حميد بن قحطة"، أما في العهد الأتابكي االنوري قام السلطان نور الدين محمود بن زنكي الملقب "بالشهيد" بترميمه مع كامل السور، وأقام عنده مسجداً ورفع فوق الباب مئذنة كما فعل في بقية أبواب المدينة، حيث أزيل المسجد بدايات الاحتلال الفرنسي لدمشق في العشرينيات من هذا القرن عند تنظيم المنطقة، كما أزال المئذنة المهندس الفرنسي إيكوشار في الثلاثينيات وقبيل الحرب العالمية الثانية تنفيذاً لمخططه في إعادة تنظيم منطقة "باب توما"». 

في العهد الأيوبي أعاد الملك "الناصر داوود بن الملك المعظم "عيسى" بنائه بعد أن تشعّث ونقش على عتبته من الداخل نصاً مؤرخاً مثلما يقول "أيوب" كتب فيه: «أمر بعمل هذا الباب والسور مولانا السلطان الملك "ناصر صلاح الدنيا والدين سلطان الإسلام والمسلمين محيي العدل في العالمين سيد الملوك والسلاطين "داوود" بن المولى الملك المعظم "شرف الدين عيسى" بن الملك العادل "سيف الدين أبي بكر بن أيوب" بتولي العبد الفقير إلى رحمة ربه "محمد بن قرشي" في سنة خمس وعشرين وستمئة"». 

أما في العهد المملوكي
فقد أمر نائب الشام تنكز بإصلاح "باب توما" فشرع فيه وجعل ارتفاعه أذرعاً، وجددت حجارته وحديده في أسرع وقت، ونقش على عتبته من الخارج كما يخبرنا سميا: «في البداية البسملة، ومن ثم نص يقول، "جدد هذا الباب المبارك ".
في أيام السلطان الملك الناصر ناصر الدنيا والدين "محمد" بن مولانا السلطان الشهيد المنصور "قلاوون الصالحي" أعز الله أنصاره وذلك بإشارة المقر الأشرفي العالي المولوي الأميري الكبيري الغازي المجاهدي المرابطي المثاغري المؤيدي الممالكي المخدومي السيفي "تنكز الناصري" كافل الممالك الشريفة بالشام المحروس عزّ نصره وذلك في العشر الأول من ربيع الآخر سنة أربع وثلاثين وسبعمئة"».


باب "شرقي" :
باب شرقي يقع على الجهة الشرقية من سور المدينة، وينتهي عند الشارع المستقيم الواصل بينه وبين باب الجابية بني في العهد الروماني أوائل القرن الثالث للميلاد وجدد في عهد نور الدين زنكي سنة ١١٦٣م كما جدد بناء المئذنة في عهد السلطان العثماني مراد الثالث قبيل سنة ۱۵۸۲م. ‏ 

ويتألف الباب من ثلاث فتحات أكبرها أوسطها وسدت هذه الفتحة والفتحة الجنوبية في القرون الوسطى، ولم تبق إلا الفتحة الشمالية التي تعلوها صفوف من أحجار السور ومن أهم الأحداث التي وقعت عند هذا الباب دخول خالد بن الوليد منه إلى دمشق عند الفتح الإسلامي، ودخول عبد الله بن علي حين احتلها العباسيون.

سميت منطقة باب شرقي نسبة له. إذ يقع الباب في الجهة الشرقية لمدينة دمشق القديمة عند التقاء الطريق المستقيم الذي ورد ذكره في الإنجيل - الكتاب المقدس - أو شارع باب شرقي الذي هو امتداد لشارع سوق مدحت باشا مع شارع محمود شحادة خارج أسوار مدينة دمشق القديمة ويتكون الباب من ثلاث فتحات أو أقواس، قوس كبير في الوسط لمرور السيارات (العربات قديما) وقوسين جانبيين. 

تضم المنطقة المجاورة لباب شرقي العديد من الكنائس والأبنية التاريخية والأثرية. إضافة إلى وجود العديد من المحلات التجارية المتخصصة في بيع التحف و الأنتيكات للسياح. كما يقع قصر النعسان الأثري في هذه المنطقة أيضا. من المناطق المجاورة لمنطقة باب شرقي، منطقة باب توما منطقة الأمين ومنطقة الصناعة ويمتاز السور الواصل ما بين باب شرقي وباب كيسان بالارتفاع وتجاوره من الداخل العديد من الأماكن الدينية الهامة.

باب "السلام" ‏ :
باب السلام يقع الى الشرق من باب "الفراديس" على منعطف من السور يجعل اتجاهه نحو الشرق وسمي الباب بالسلام، حسب رواية ابن عساكر «تفاؤلا، لانه لا يتهيأ القتال على البلد من ناحيته، لكثرة الاشجاروالانهار في الجهة الواقع فيها.. وكان الوافدون الى دمشق يدخلون منه للسلام على الخلفاء الامويين». 

اختلفت الروايات حول أصله فقال البعض انه من أصل روماني بينما لم يستبعد الاخرون ان يكون نور الدين أول من أنشأه سنة ١١٦٤م ثم تهدم فجدده الملك الصالح أيوب سنة ١٢٤٣، وهو ثاني باب أيوبي انشىء بعد باب توما، ويشبهه بقوسه وكوته وشرفتيه ويمتاز عنه انه لم يرسم في عهد المماليك،ولم يزل في حالة جيدة.
 ‏
ويعرف أيضاً باسم باب ا"لسلامة". وهو باب إسلامي من العهد الأتابكي. بناه السلطان نورالدين زنكي خلال حكمه (٥٤٩- ٥٦٩ م). وسمي باب "السلامة" لأن الخطر منه ضعيف بسبب النهر والمزارع. وهناك تضارب في المعلومات حول هذا الباب. 

فوق الباب عتبة طويلة هي بالأصل عامود روماني كُتب عليه اسم الملك الأيوبي الملك الصالح أيوب الذي جدّده عام ٦٤١هـ. وعلى عضادة الباب الشمالية، التي يجري النهر من تحتها مرسوم مملوكي طُمست كتابته، وذهبت أكثر حروفه، وله قوس عربية مدببة، وقامت مديرية الآثار بترميمه في الأربعينات. 

باب الجابية
باب الجابية هو الباب الغربي لسور دمشق، وهو من الأبواب السبعة الأصلية الرومانية. ومثل باب توما شُيّد على أنقاض باب روماني وهو بدوره بُني على أنقاض باب آرامي. ينسب الباب إلى كوكب
المريخ وهو إله الحرب آريس عند اليونان. وعند الرومان "مارس".
 
سُمي باب "الجابية" نسبة إلى قرية الجابية القريبة من دمشق، وعلى مسافة تتجاوز مئة كيلو متر. وقيل أن اسمه اشتق من اللغة السريانية الشرقية أو اللغة العربية. أو تحوير لاسم جوبيتر كبير الآلهة. وهناك تداول خاطئ عن وجود ولية صالحة تدعى ستي جابية قربه، ولا يؤيد هذا القول أي مصدر أو مرجع. 

كان للباب في العهد الروماني واجهة كبيرة وثلاثة مداخل، أوسطها أوسعها وأعلاها، ثم سُدّ المدخل الأوسط والشمالي وبقي الجنوبي. على هذا الباب نزل أبو عبيدة بن الجراح في ١٤هـ. وتصالح الروم مع العرب شرط الأمان وسلامة الناس والأملاك والكنائس. 

ودخل أبو عبيدة دمشق صلحاً من الغرب بينما دخل خالد بن الوليد بنفس الوقت من الشرق ولكن حرباً وقتالاً. والتقى الاثنان في منتصف الشارع المستقيم، قرب سوق الصوف حالياً. أو ربما كان قرب مئذنة الشحم بعد البزورية في الشارع المستقيم أو ربما قرب كنيسة المقسلاط قرب درب الريحان أو عند كنيسة مريم. واتفقا على أن دمشق فُتحت من الشرق حرباً ومن الغرب صلحاً. وأثناء هذا الحصار تُوفي الخليفة أبو بكر وتولى عمر بن الخطاب. الذي كتب إلى أبي عبيدة يعزيه بوفاة أبي بكر ويستنيبه على من بالشام. على أن يستشير خالد في الحرب. ولكن أبو عبيدة لم يُظهر الكتاب حتى انتهى الحصار خوفاً على خالد من الإحباط. 

في العهد الأتابكي أُعيد بناء هذا الباب أيام نور الدين زنكي. وأُنشئت باشورة قربه، لها باب بجانب باب جامع السنانية وعلى الباب كتابة تذكر نور الدين وعام ٥٦٧هـ.
وفي العهد الأيوبي جُدّد الباب، ونُقش عليه تاريخ ذلك واسم مجدده الملك المعظم شرف الدين عيسى بن الملك العادل وحكمه كان بين ٥١٦هـ-٦٢٤ هـ/۱۲۱۸م-۱۲۲۷م. وفي العهد المملوكي ٦٨٧هـ جدّده الشيخ ناصر الدين بن عبد الرحمن المقدسي وأصلح الجسر الذي تحته. وفي أواخر ٦٩٩هـ وخلال حصار التتار وعلى رأسهم قائدهم غازان، هرب المساجين من حبس قرب باب الجابية فكسروا باب السجن ثم حطّموا أقفال باب الجابية وهربوا خارج دمشق. 

حضر السلطان برقوق المخلوع ليدخل دمشق خلسة عام ۷۹۲هـ، وعبر برجاً قرب الباب اعتقد أنه خرب ولكنه وجده سليماً. وكان نائب الشام جزدمر قد أمر ببنائه على ضوء الشموع في ليلة واحدة ليمنعه من دخوله. وتَقاتل الطرفان قتالاً مريراً عنده. 

يقع في الجهة الغربية من المدينة القديمة عند نهاية السوق الطويل (الشارع المستقيم)، مواجهاً الباب الشرقي في الطرف الثاني من الشارع وهو من الأبواب السبعة الأصلية، بناه الرومان ونسبوه لكوكب المريخ، والغالب أن الباب سمي بهذا الاسم نسبة إلى تلّ الجابية بمنطقة حوران لأن الخارج منه يصل إليها، وقيل أنه كان يؤدي إلى معسكر للجند المكلفين بجباية الضرائب. 

يذكر أنه يعود إلى الفترة الرومانية وكان يتألف من ثلاث فتحات أكبرها الوسطى ،وعند الفتح العربي الإسلامي لدمشق دخل منه القائد أبو عبيدة بن الجراح، وسدّت الفتحتان الوسطى والشمالية من الباب في عهد نور الدين زنكي ) الذي أعاد ترميم الباب والسور المحيط به عام ٥٦٠هـ/ ١١٦٥م وبنى حوله باشورة. ثم تلته ترميمات أخرى أبرزها ترميم الملك شرف الدين عيسى ابن الملك العادل في زمن الدولة الأيوبية.

باب "كيسان" :
هو واحد من الأبواب السبعة الرومانية. أُقيم في موضع باب يوناني كان قد بُني فوق أنقاض باب آرامي. نُسب هذا الباب إلى كوكب زحل وهو إله الزمن والزراعة عند اليونانيين واسمه كرونوس يقابله ساتورن لدى الرومان، وكان على الباب رسم زحل. 

وسُمي الباب نسبة إلى كيسان عبد معاوية بن أبي سفيان، أو إلى كيسان عبد بشر بن عبادة بن حسّان بن جبّار بن قرط الكلبي. وكلا النسبتان ضعيفتان إذ ما معنى أن يُسمى باب رئيسي باسم عبد. ربما حُرّفت كلمة كيسان من الاسم السرياني «قيصون» وتعني أقصى، نهائي أي الحد الأقصى للمدينة أو الباب المتطرف، بعد استبدال القاف بالكاف، والصاد بالسين. 

نزل على هذا الباب يزيد بن أبي سفيان عام ١٤هـ عند حصار دمشق إضافة إلى نزوله
على الباب الصغير. كما نزل عليه بسّام بن إبراهيم العبّاسي.
سدّ السلطان نور الدين زنكي هذا الباب في القرن السادس الهجري، وفتح باب الفرج بدلاً عنه.ثم أعاد فتحه الأمير سيف الدين منكلي بُغا الشمسي نائب السلطنة في العهد المملوكي (٦٧٥هـ). وجدّد مسجداً كان في داخله واسمه مسجد الشاذوري وبنى عنده فوق الخندق جسراً، وصار اسمه الباب القبلي، ثم جدد الباب عام ۱۹۲۵م وأدخلت عليه تعديلات. 

في عهد الانتداب عام ۱۹۳۹م وبإشراف المهندس الفرنسي دولوري، أُقيم عند مدخله كنيسة القديس بولس الرسول تخليداً لذكرى هربه من فوق السور في ذلك المكان، وكان الباب يُعرف باسم باب بولس منذ القرن الرابع الميلادي.

باب "الفراديس" :
هو أحد الأبواب السبعة الرومانية ويقع في شمال دمشق. بناه الرومان على أنقاض باب يوناني، وهو بدوره بُني على أنقاض باب آرامي. يتألف من بابين، داخلي وخارجي. يمتد بينهما سوق العمارة حالياً. ويُطلق على الباب اسم باب العمارة. نُسب هذا الباب إلى كوكب عطارد وهو رسول الآلهة عند اليونان واسمه لديهم هرمس .وهو أيضاً إله الفطنة والحيلة والفصاحة واللصوصية والموازين والمقاييس وأحرف الهجاء واختراع الأدوات الموسيقية ويقابله لدى الرومان الإله ميركوري. 

وسُمي أيضاً باب الفراديس قبل الإسلام نسبة إلى محلة الفراديس التي كانت قبالته. وكانت هذه المنطقة مليئة بالقصور والحدائق والبساتين، احترقت وتهدمت أثناء فتنة القرامطة والفاطميين عام ٣٦٣هـ. في الحصار العربي الإسلامي لدمشق عام ١٤هـ ، كان على الباب إما عمرو بن العاص أو شرحبيل بن حسنة. وحينما حاصر العباسيون دمشق عام ۱۳۲هـ نزل عليه كل من: عبد الصمد بن علي ويحيى بن صفوان والعباس بن يزيد. في العهد الأيوبي (٦٣٩هـ١٢٤١م ) جُدد الباب أيام الملك الصالح نجم الدين أيوب. وليس الملك الصالح إسماعيل كما تذكر اللوحة التي إلى جانبه. ارتفاع الباب ٤٣١ سم وعرضه ۳۵۰سم، ولا يزال مصفحاً بالحديد حتى الآن. 

يقع على الجهة الشمالية وسمي بالفراديس لكثرة البساتين أمامه، ويسمى ايضا باب العمارة لوجوده في حي العمارة، أعاد انشاءه الملك الصالح عماد الدين اسماعيل سنة ١٢٤١، وهو موجود حاليا في سوق العمارة تحيط به المحال التجارية من جهته الخارجية والمنازل من جهته الداخلية. ‏

باب "الصغير ":
باب الصغير ويقع في الجهة الجنوبية لمدينة دمشق قرب حي الشاغور .
سمي الباب الصغير لأنه أصغر أبواب دمشق، وأنشئ صغيراً لخطورة الجهة الجنوبية على دمشق، ويطلق عليه باب الشاغور. 

جدده نور الدين زنكي وعليه كتابة بالخط الكوفي تشير إلى أن نور الدين الزنكي رفع حق التسفير عن التجار الذاهبين إلى العراق والقافلين منهاعام (۵۵۱ هـ). حيث كتب:
((بسم الله الرحمن الرحيم أمر مولانا الملك العادل العالم العارف المؤيد المظفّر المنصور نور الدين ركن الإسلام والمسلمين محيي العدل في العالمين أبو القاسم محمود بن زنكي بن آق سنقر خلّد الله ملكه بإزالة حق التسفير على التجار المسافرين للعراق والقافلين عنها إلى دمشق حرسها الله وتعفيه رسمه وإبطال اسمه والمنع من تناوله والمكاتبة بشيء منه إحساناً إلى الرعية ورأفة ومناً عليهم وعاطفة وتقرّباً إليه تعالى وتقديمه ليزيد له يوم يجزي الله الذين أحسنوا بالحسنى ، ورسم لكل على تطاول الأيام، فمن بدله بعدما سمعه فإنما إثمه على الذين يبدلونه وذلك في رجب سنة إحدى وخمسين وخمس مائة.) 

جدد الباب ثانية زمن المماليك بيد السلطان عيسى بن الملك العادل ومن أهم ما وقع على هذا الباب نزول يزيد بن أبي سفيان عليه عند الفتح الإسلامي، كذلك دخل منه الملك المغولي (تيمورلنك) سنة (۸۰۳ هـ). 

وهذا نقش كتب داخل الباب يؤرخ لترميم الباب في العهد الأيوبي وقد كتب فيه :
"بسم الله الرحمن الرحيم كتب الله لأغلبن أنا ورسلي إن الله قوي عزيز, أمر بتجديد هذا الباب والسور والخندق المبارك مولانا السلطان
المعظم الغازي المجاهد في سبيل الله شرف الدنيا والدين سلطان الإسلام والمسلمين محيي العدل في العالمين عيسى بن المولى السلطان الملك العادل سيف الدين أبي بكر أيوب خلّد الله ملكه تقربّاً إلى الله تعالى بتولي العبد الفقير إلى رحمة ربه محمد قرشي سنة ثلاث وعشرين وستمائة".
الكواكب والآلهة التي نسب إليها كانت تنسب الأبواب إلى الكواكب والآلهة عند الإغريق: ونسب باب الصغير إلى كوكب المشتري وكبير الآلهة. 


باب "الفرج":
يقع في دمشق القديمة في الجهة الشمالية من سور المدينة بين العصرونية والمناخلية فلذلك يسمى أحياناً باب المناخلية، كما يسمى باب البوابجية.
أنشىء الباب نور الدين زنكي وسمي باب الفرج لما وجد الناس فيه من الفرج باختصار المسافة في الدخول والخروج من المدينة، جدد الباب أيام سيف الدين بن أبي بكر بن أيوب سنة (٦٨٩ هـ) وهو باب مزدوج.

باب "السريجة ":
هو ليس هو من الأبواب السبعة التي كانت تحيط بدمشق القديمة بل هو باب كان موجوداً لحماية الحي الذي يقع خارج حدود دمشق القديمة.
و يقع في هذا الشارع البديع سوق جميل و رخيص أيضا يبتدأ بك من جهة شارع خالد بن الوليد و ينتهي عند باب الجابية و شارع الثورة .. في هذا الشارع المسقوف ستجد بعض المطاعم و محلات كثيرة جدا تبيع مختلف البضائع و المأكولات اللذيذة وفي بداية الشارع من جهة خالد بن الوليد سيمر عليك مطعم مشهور أيضا . و يتخصص بأنواع تستهوي الكثير من الناس حيث يقدم و جبات المقادم و الرؤوس و اللسانات و النخاعات .
هذا السوق تجد فيه كل ما تشتهيه نفسك من محلات الخضار و اللحوم و الدجاج و الألبان و البقاليات .

بوابة "زقاق البرغل" ‏ :
تقع في سوق "النسوان" داخل باب الجابية بين سوق القطن وجادة البدوي، وتعتبر نموذجاً لبوابات الحارات والأزقّة في دمشق في العهد العثماني، وتتألف من باب كبير خشبي مصفح بصفائح ومسامير معدنية وبضمنه باب صغير منخفض يعرف باسم(باب خوخة)، وهو الذي يفتح لمرور الراجلة من الناس عند اغلاق الباب الأكبر في الليل، وعلى المار منه أن يحني هامته كي يستطيع المرور من خلاله، عدا أنه لا يتسع إلا لمرور شخص واحد لضيقه وانخفاضه. ‏ 

وأما سبب تسمية الزقاق بهذا الاسم فقد يكون لصلته بتجارة البرغل آنذاك أو أن سوقاً لبيعه كانت هناك، أو أن مطحنة لجرشه كانت قائمة.. والتسمية ترد على الزقاق المذكور منذ أوائل القرن العشرين كما في خريطة شرطة دمشق ويظن أن الاسم أقدم من ذلك. ولا تزال البوابة قائمة الى يومنا هذا في مدخل الزقاق.

بوابة "الصالحية" :
تقع عند الساحة بين مبنى مجلس الشعب وشارع بور سعيد عند الطرف الغربي لسوق ساروجه، وسمي هذا الموضع نسبة الى قرية الصالحية في سفوح جبل قاسيون الجنوبية . أما اسم البوابة فهناك احتمال أنه كانت في هذا الموضع بوابة حقيقية لحماية محلة سوق ساروجه التي نشأت في العهد المملوكي شأنها في ذلك شأن بقية البوابات ومما يؤكد هذا الاحتمال وجود خريطة فرنسية تذكره .

بوابة "عين الكرش" ‏ :
"عين الكرش" حي كبير الى الشمال الغربي من سوق "ساروجه" وقد سمي بهذا الاسم نسبة الى نبعة ماء.
وأقدم ذكر لهذه التسمية كان في العهد الأيوبي ثم ذكرها المؤرخون وذكروا بستان "عين الكرش". ‏
وأما عن الاشتقاق اللغوي لاسم عين الكرش فمن المرجح أن تكون تسميته آرامية
وتندرج في ذلك مجرى المطلق في كون جميع أسماء المياه بدمشق آرامية أو سريانية صرفة لقدمها. ‏ ‏ 

باب "مصلی" :
يقع الأرض بالقرب من ساحة باب مصلى – خلف شارع ابن عساكر – جادة آل البيت – بالقرب من
مقبرة باب الصغير.
يتميز الموقع بقربه من دمشق القديمة وبعض المزارات التي يهتم بها السياح الإيرانيون حيث يطل مباشرة
على مقبرة باب الصغير التي تضم أضرحة آل البيت .
يحد الموقع شمالاً ساحة عامة ومقبرة باب الصغير ويحيط به من باقي الجهات أبنية سكنية.

دمشق: سعيد طبيعت شناس
https://taghribnews.com/vdcjiveh.uqehxzf3fu.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز