تاريخ النشر2023 1 January ساعة 12:21
رقم : 578798

حديث التقريب.. المقاومة والتقريب

تنا- خاص
الذكرى الثالثة لاستشهاد الاسطورة قاسم سليماني وأخيه أبي مهدي المهندس يجب أن تحثّ كل المهتمين بوحدة الأمة وبفضّ النزاعات وبإزالة الهيمنة الاستكبارية وباستعادة العزّة والكرامة أن يعبأوا الطاقات لسد الثغرات التي ينفذ منها أعداء البشرية ليعبثوا بالمقدرات.
حديث التقريب..  المقاومة والتقريب
نن على أعتاب الذكرى الثالثة لاستشهاد أسطورتي المقاومة قاسم سليماني وأبي مهدي المهندس (2001/10/3) وتفجير عربتها بصاروخ مسيّرة بقرار مباشر من الرئاسة الأمريكية (زعيمة الإرهاب العالمي).

الاهتمام الفائق الذي أولته الأمة لهذا الحدث التاريخي في وقته وما أعقب ذلك من نشاطات امتدت عبر ثلاث سنوات كانت مفعمة بالأعمال الثقافية والفنية والفكرية والأدبية لإحياء ذكرى الشهيدين.. كانت بأجمعها تشير إلى وعي العالم الإسلامي على مكانة المقاومة والمقاومين في الإحياء واستعادة العزّة والكرامة.
لقد بدا واضحًا أن هناك جبهتين: جبهة الإحياء وجبهة الإذلال. الأولى تستهدف بثّ روح الحياة والثانية تريد القضاء على حياة شعوبنا الإسلامية.
درجة الابتكار والتطوير والحركة في الأمة على ساحة التاريخ تتوقف على ما فيها من حياة، وهكذا ميزان ما في الأمة من وحدة وطنية وائتلاف وتعاضد وتفاهم يتوقف على مقدار ما في شرايينها من دم ينبض بالحياة.
من هنا نفهم لماذا نرى المقاومة مستهدفة ونرى المقاومين في معرض سهام أعداء الشعوب.
إن الجريمة النكراء التي ارتكبتها الادارة الأمريكية في قتل أبطال المقاومة في بغداد إنما استهدفت قتل روح المقاومة في الأمة.. استهدفت قتل الأمة بأجمعها.
وهل نجحت في ذلك؟
لا ولن تستطيع قوى الاستكبار العالمي بأجمعها أن تقضي على روح الحياة في عالمنا الإسلامي.. لأن دينها الحنيف وقرآنها الكريم يضخّ باستمرار في شرايينها روح الحياة، ويدفعها إلى تجاوز العقبات التي تصدها عن السير نحو أهدافها البعيدة.. نعم هي عقبات تحول دون تحقيق الأهداف بالسرعة المطلوبة.. ولكنها لا تستطيع أن توقف حركتها.
من منظار «التقريب» بين فصائل الأمة ومكوناتها المذهبية والقومية والاقليمية نرى أن هذا الهدف الكبير لا يتحقق إلا في ظل المقاومة. لأن المقاومة كما ذكرنا هي «الحياة» والجسم الحي هو وحده الذي ترتبط أعضاؤه برباط عضوي. وهذا الرباط يقوى بقوة الحياة.
الشهيدان قاسم سليماني وأبي مهدي المهندس سجّلا في حياتها أروع الصفحات في المقاومة.. وأيضًا في الإحياء وبالتالي في تجاوز الحدود الطائفية والقومية والاقليمية.
حين نسمع من أرض فلسطين نداءات تقول: إن قاسم سليماني شهيد القدس، ونسمع من فصائل المقاومة على ساحة العالم الإسلامي بل العالم أجمع من يرى أن قاسم سليماني ينتمي إليهم فإن ذلك يعني نجاح الشهيد في التقريب بين الشعوب الحية. وحين نرى أن أهل السنة يشيدون بقاسم سليماني ويذكرون أياديه البيضاء عليهم في إنقاذهم من داعش وأخواتها فإن ذلك يعني انتصار الشهيد في التقريب المذهبي أيضًا.
لقد أدرك قاسم سليماني أنّ ظاهرة داعش لا تستهدف منطقة بعينها في العراق أو الشام، بل تستهدف العالم الإسلامي، بل العالم بأجمعه، وأن وراءها القوى الصهيونية والاستكبار العالمي من أجل زعزعة الأمن في العالم ثم تعكير الأجواء والاصطياد في الماء العكر. وهذا هو ديدن الطغاة العالم في خططهم للسيطرة والهيمنة وبسط النفوذ.
لقد وضع الشهيد نُصب عينيه القضاء على ما سمي بدولة داعش. و وعد العالم بأن زوال داعش سيتم خلال أسابيع و وفى بوعده، لكن فلول هذا التنظيم الإرهابي انتشرت لتعيث في الأرض فسادًاهنا وهناك.
لقد فهمت شعوب العالم مدى الخدمة الكبرى التي أسداها قاسم سليماني لها جميعًا، وفهمت أن عملية تصفية هذا القائد وأخيه أبي مهدي المهندس إنما كانت ليواصل طغاة العالم لعبة الأمم في القضاء على فرص الاستقرار والتنمية والرفاه بين الشعوب عامة، والشعوب الإسلامية بشكل خاص.
لقد سمعنا المسيحيين يذكرون فضل قاسم سليماني عليهم إذ لولاه لما بقيت كنائسهم ، بل كانت حياتهم في خطر عظيم.
وسمعنا من أهل السنة أفرادًا وعلماء من يقول إن داعش حاولت أن تخدعهم وتزعم أنها المدافعة عنهم أمام الشيعة ولكن المذابح التي ارتكبتها بحق أهل السنة أوضحت بأنهم أرادوا زيفًا أن يتخذوا من أهل السنة في العراق والشام حاضنة لهم.. تبين أنهم أعداء البشرية بمختلف أديانها ومذاهبها، وهكذا هو الإرهاب لا دين له، إنه عدوّ الإنسان كل إنسان وتبيّن أن قاسم سليماني حين قاد حركة القضاء على هذا الارهاب إنما دافع عن «الإنسان» في كل مكان.
بهذا الوعي على ما يحاك للمسلمين بل وللبشرية من شِراك للوقيعة بهم، ولمصادرة عزتهم وكرامتهم نستطيع تحقيق الوحدة الإسلامية بل الوحدة الإنسانية، والذكرى الثالثة لاستشهاد الاسطورة قاسم سليماني وأخيه أبي مهدي المهندس يجب أن تحثّ كل المهتمين بوحدة الأمة وبفضّ النزاعات وبإزالة الهيمنة الاستكبارية وباستعادة العزّة والكرامة أن يعبأوا الطاقات لسد الثغرات التي ينفذ منها أعداء البشرية ليعبثوا بالمقدرات، وبالله التوفيق.
 
المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية/
الشؤون الدولية
 
https://taghribnews.com/vdcdnj0kjyt0556.422y.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز