تاريخ النشر2011 17 February ساعة 12:51
رقم : 40338
السيِّد علي فضل الله

الوحدة الإسلاميَّة سوف تتعزَّز بعد ثورة مصر

وكالة انباء التقريب تنا
ليعمل الجميع على شدّ أواصر اللّقاء واللّحمة في الوسط الإسلاميّ
الوحدة الإسلاميَّة سوف تتعزَّز بعد ثورة مصر
 رأى سماحة العلامة السيّد علي فضل الله، بمناسبة ذكرى ولادة الرّسول الأعظم(ص)، أنّ ما تعيشه الأمّة بعد ثورتي تونس ومصر، أضعف القوى الخارجية، مشيراً إلى أنّ المرحلة المقبلة ستشهد تعزيزاً للوحدة الإسلاميّة والوطنيّة، ومزيداً من الحماية للواقع العربيّ من محاولات التّجزئة والانقسام، ما يبشّر بصناعة مستقبل كبير تطمح إليه الأمّة وتهفو له الأجيال.
وتابع: إنّنا عندما نستعيد ذكرى مولد الرّسول الأكرم(ص)، فإنّنا إنّما نستعيد شخصيّة الرّسول بكلّ عناوينها الشّرعيّة والإنسانيّة والسياسيّة، ليكون الرّسول(ص) هو القدوة لنا في كلّ أعمالنا ومواقفنا وحركتنا، لتكون لنا معالم هذه القدوة معياراً يستقيم بالالتزام بها جوهر العلاقات الإسلاميّة ـ الإسلاميّة، ومن ثم العلاقات مع الآخرين.
ثم إنَّ أهميَّة هذه الذّكرى تكمن في مدى استثمارها لإحياء عناصر الوحدة وتغذيتها في الواقع الإسلاميّ، ليعمل الجميع على شدّ أواصر اللّقاء واللّحمة في الوسط الإسلاميّ، ولينطلق السّعي على مختلف المستويات لاستعادة الشّخصيّة الإسلاميّة العالميّة الوحدويّة، الّتي يشعر فيها كلّ مسلم بأنّه مسؤولٌ عن حماية الإسلام ـ الشّريعة والمنهج والحركة، من خلال إحساسه بمسؤوليّته عن الفكر الإسلاميّ، وعن إشراقة الإسلام على مستوى العالم، لا من خلال استغراقه في الجانب المذهبيّ على حساب الشخصيّة الإسلاميّة الجامعة.
إنّنا نلتقي في هذه الأيّام المباركة، وفي رحاب هذه المناسبة الكبيرة، بحركةٍ مهمّةٍ وكبرى على مستوى الأمّة، تتمثّل في هذه النّهضة الّتي أعادت الرّوح إليها، من خلال شبابها الواعي، وتيّارها الحركيّ، الّذي بدأ يُشعر العالم ـ من خلال حركته الواعية في تونس ومصر، وامتدادات هذه الحركة في أكثر من مكان ـ بأنَّ الأمّة تملك من الطّاقات والإمكانات ما يؤهّلها للقيام بعمليّة تغيير كبيرة، تترك تأثيراتها في الدّاخل، وخصوصاً بعد الضّعف الملموس للقوى الأجنبيّة، الأمر الذي يسمح ببناء العلاقات الإسلاميّة ـ الإسلاميّة على أسسٍ سليمة، وبتعزيز الوحدة الإسلاميّة، وحماية الواقع العربيّ من كلّ الاهتزازات الداخليّة، ومن محاولات التّجزئة والانقسام، وصولاً إلى مواجهة المخاطر الخارجيّة، ومحاصرة المشروع الاستكباريّ السّاعي لاستكمال هجومه الاحتلاليّ عليها، والعامل لاحتضان مشروع التّهويد في فلسطين المحتلّة تحت شعار: مسؤوليّة المجتمع الدّوليّ عن هذا الكيان الذي تمّ استيلاده استناداً إلى معايير دوليّة ومعادلات احتضنتها المحاور الدّوليّة المتعدّدة.
إنّنا نريد للوحدة الإسلاميّة والوطنيّة أن تُشرق في الأمّة من حيث أشرقت الثّورة والصّحوة في مصر وتونس، لتكون محطّة المولد النّبويّ فرصةً لجميع العاملين لكي يستحضروا حركة الوحدة في التّاريخ الإسلاميّ، في كلّ جهد النبيّ الأكرم(ص)، لاستلهامها في الواقع الإسلاميّ، ليتحمّل الدّعاة إلى الإسلام مسؤوليّاتهم، ولتتحمّل الحركات والأحزاب الإسلاميّة المسؤوليّة في مواجهة كلّ حركات التّطرّف المذهبيّ والطّائفيّ، والانغلاق القاتل الّذي عمل على خنق الإسلام في دائرة العصبيّة المتزمّتة، والغلوّ القاتل، والخرافة المميتة...
وختم بالقول: لقد ساهمت أجواء الفرقة والشّقاق في كثير من الضَّعف الّذي نعاني منه، وأدّت إلى كثيرٍ من الهزائم الّتي عشناها، فلنجرّب أن نتوحّد ونجمع ما تبعثر من طاقاتنا الكثيرة على طريق صناعة النّصر، وتحقيق الآمال الكبرى لهذه الأمّة، وسنجد أنّنا قادرون، وجرّبنا ذلك في المقاومة في لبنان وفلسطين، وفي ثورتي مصر وتونس؛ فلتستمرّ التّجارب، ولنصنع بذلك مستقبلاً كبيراً لأمّتنا تطمح إليه وتهفو له الأجيال.
مكتب بيروت
https://taghribnews.com/vdcjotex.uqeytzf3fu.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز