تاريخ النشر2011 12 February ساعة 15:49
رقم : 39707

وصايا الامام العسكري (ع) لحفظ الوحدة الاسلامية

ولد الامام (ع ) في المدينة المنورة في ربيع الثاني سنة اثنتين وثلاثين ومائتين للهجرة ، وسمي بالعسکري نسبة الى محلة العسکر في سامراء - شمال العراق - التي سکن فيها مع ابيه الامام الهادي عليه السلام .
وصايا الامام العسكري (ع)  لحفظ الوحدة الاسلامية
وكالة انباء التقريب (تنا) :
من آخر وصاياه الامام الحسن العسکري عليه السلام قوله : ( اوصيکم بتقوى الله والورع في دينکم والاجتهاد لله وصدق الحديث وأداء الامانة الى من أئتمنکم من بر أو فاجر، وطول السجود وحسن الجوار فبهذا جاء محمد (ص) ، صلوا في عشائرهم واشهدوا جنائزهم وعودوا مرضاهم ، وأدوا حقوقهم فإن الرجل اذا ورع في دينه وصدق في حديثه وأدى الامانة حسن خلقه مع الناس قيل : هذا شيعي فيسرني ذلک ، اتقوالله وکونوا زينا ولاتکونوا شينا وجرَوا الينا کل مودة وادفعوا عنَا کل قبيح فانه ماقيل فينا من حسن فنحن أهله وماقيل فينا من سوء فما نحن کذلك . لنا حق في کتاب الله وقرابة من رسول الله وتطهير من الله لايدَعيه احد غيرنا إلا کذَاب . اکثروا ذکر الله وذکر الموت وتلاوة القرآن والصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، فان الصلاة على رسول الله عشر حسنات ، واحفظوا ما وصَيتکم به واستودعکم الله وأقر عليکم السلام . - تحف العقول - . 

ونشأ الامام الحسن العسکري عليه السلام في ظل أبيه الذي عرف بالعلم والزهد والجهاد والعمل ، فاکتسب منه مکارم الاخلاق وغزير العلم ، وروح الايمان وشمائل أهل البيت عليهم السلام .

فقد صحب أباه وعاش معه ٢٣ سنة واشهرا ، استوعب خلالها علوم آل محمد صلى الله عليه واله وتلقى ميراث الامامة ،فکان کآبائه في العلم والعمل والجهاد الدعوة الى الاصلاح في امَة جدَه محمد (ص) .
عاصر الامام خلافة المتوکل وابنه المنتصر والمستعين ، وتحمل الامام مسؤولية الامامة بعد والده عام ٢٥٣ ه في عصر المعتز العباسي الذي عزله حواشيه من الاتراک عام ٢٥٥ ه وحبسوه حتى مات بعد ايام . 

وولي الخلافة بعده المهتدي العباسي الذي واجه نفس المصير فهجموا عليه وجرحوه ودعوه الى ان يخلع نفسه ومات بعد يومين في عام ٢٥٦ ه .
أما أوضاع الناس فقد نقل المؤرخون ان الوباء انتشر وتفشَى في العراق عام ٢٥٨ ه وقتل عشرات الآلاف کما اشتد الفقر والغلاء في البلاد .
في الوقت الذي يعاني المجتمع الفقر والامراض ويعاني من اضطراب السلطة وسوء الادارة ، کانت قصور الخلفاء والحواشي وجواريهم و... تعجَ بالعبث واللعب بالمجوهرات والبذخ واللهو الماجن . 

في ظل هذه الاوضاع المأساوية ، لم تنس السلطة العباسية الامام الحسن العسکري عليه السلام ، واحاطته بالرقابة الدقيقة والمستمرة ، وأحصت عليه تحرَکه ، لتشل نشاطه وتحول بينه وبين ممارسة دوره القيادي في أوساط الامة ، وهدايتها ورعايتها ...لذلک فقد لجأ الامام الى العمل بکتمان بعيدا عن أعين العباسيين وبناء جهاز من الابتاع والوکلاء واحکم تنظيمه وتفصح الوثائق التاريخية المتوفرة بين ايدينا عن ذلک الاسلوب الدقيق بوضوح کامل .
لقد خاض الامام الحسن العسکري عليه السلام کآبائه الکرام عليهم السلام ملحمة الجهاد السياسي لمواجهة الظلم والارهاب ، ولحفظ المبادىء والقيم والرسالة الاسلامية المقدسة کمهمَة أساسية من مهام القيادة والامامة والتي شاء الله سبحانه ان يتحملوها . وقد کلَفهم هذه المهمَة الصعبة ثمنا باهظا ومعاناة طويلة فتحمَلوا السجون والملاحقة والقتل والتهم والتضييق عليهم . 

لاقى الامام عليه السلام على يدي المعتمد صنوفا مرهقة من الخطوب والتنکيل کما احاطه بقوى مکثَفة من الامن تحصي عليه أنفاسه وتطارد کلَ من يريد الاتصال به . - حياة الامام العسکري / باقر شريف القرشي - .

وکان مما يدفع العباسيين الى ذلک حسدهم من مکانة الامام العسکري عليه السلام في الامة وخوفهم من ولده الامام المهدي المنتظر عليه السلام ، والذي کان معلوما لديهم انه من ولد الامام العسکري عليه السلام وقد أشار الامام العسکري (ع) الى ذلک في رسالة جاء فيها : ( زعموا أنهم يريدون قتلي ليقطعوا هذا النسل ، وقد کذب الله قولهم والحمد لله ) .
ودسَ المعتمد له سمَا قاتلا تسمَم على أثره بدن الامام عليه السلام ولازم الفراش عدَة ايام يعاني آلاما مريرة وهو صابر محتسب حتى استشهد وعمره ثمان وعشرون عاما وکان ذلک في سنة ٢٦٠ ه .
فسلام عليک يا أبا محمد الحسن بن علي العسکري ، فقد كنت مظلوما حيا وشهيدا .
https://taghribnews.com/vdchqqnx.23nwvdt4t2.html
المصدر : اريب
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز