تاريخ النشر2010 15 October ساعة 02:01
رقم : 28315

لم الاصرار على أن زيارة نجاد للتهدئة؟

انها مغالطة كبرى طرحها أولئك السائرون في ركب الاستسلام والمشاريع الأميركية والصهيونية في المنطقة عندما اتفقت كلمتهم على أن الهدف الرئيسي من زيارة رئيس الجمهورية الاسلامية الدكتور محمود أحمدي نجاد الى لبنان من أجل تهدئة الأمور،
لم الاصرار على أن زيارة نجاد للتهدئة؟

وكالة أنباء التقریب (تنا )
هم يرمون من وراء ذلك أن نجاد لم يأت للبنان , من أجل تقوية موقف طرف لبناني ويعنون المقاومة الاسلامية وبالتحديد حزب الله على حساب طرف آخر، وبرهنوا على رأيهم هذا بالاتصالات التي أجراها أحمدي نجاد خاصة اتصاليه بالملكين السعودي والأردني، وكذلك تصريحه حول رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري خلال الكلمة التي ألقاها في ملعب الراية في الضاحية الجنوبية للبنان مساء أمس الأربعاء، وقبل أن نتعرف على أبعاد وأهداف الزيارة نتسائل مالذي دفع هؤلاء الى الأصرار على أن الهدف من الزيارة تهدئة الأوضاع وأنها لم تخرج عن نطاقها البروتوكولي؟ يتراءى لنا أن هناك عدة أسباب دفعتهم الى ذلك أبرزها..
أولا: أن الظروف الاستثنائية التي تشهدها لبنان منذ أكثر من أسبوع نتيجة الاستعداد الهائل للزيارة والتي أثمرت عن احتفالية جماهيرية لم يسبق لها مثيل تعبر عن مدى علاقة اللبنانيين بايران و تجعل الطرف الآخر يقر بمدى شعبية الجمهورية الاسلامية في لبنان وفي المنطقة برمتها، ولكن في الوقت الذي يقر فيه بهذه الشعبية فانه لا مناصة له الا تضليل الرأي العام بأن الهدف من الزيارة ليس لدعم المبدأ الذي
تدافع عنه ايران وهو دعم المقاومة وانما لتهدئة الأمور.
ثانيا: أن القول بأن الهدف من الزيارة تهدئة الأمور يعني أن ايران لا تريد عرقلة مسيرة المحكمة الخاصة بأغتيال الحريري مما يعني أيضا أن طهران تلبي طلب الفريق الآخر الذي انساق وراء المخطط الغربي الرامي الى اثارة الفتن ومن ثم القضاء على المقاومة من خلال محكمة الحريري، لأنهم لو قالوا أن الهدف من الزيارة هو دعم المقاومة فذلك يعني افشال المخطط بما فيه رفض طهران توجيه الاتهام لعناصر حزب الله بتنفيذ عملية الاغتيال.
ثالثا: المغالطة الكبرى هي الايحاء بأن الزيارة تختلف عن المسار العام للجمهورية الاسلامية وهو الانحياز لطرف على حساب طرف آخر، وكأن طهران كانت في السابق تتحيز الى طرف دون آخر وبالتالي هي وراء الخلافات التي يعيشها هذا البلد بمعنى آخر أنهم يريدون التأكيد على أن ايران تخلت عن المقاومة وتنظر لكافة الفرقاء اللبنانيين بشكل متساوي، وبذلك فانهم يحجمون المبدأ الايراني الذي يدعم جبهة المقاومة بوجه الاحتلال الصهيوني والهيمنة الغربية الى دعم فريق لبناني مقاوم. وهذا يتقاطع بشكل أساسي مع مسيرة الجمهورية الاسلامية منذ تأسيسها والى هذا اليوم، فطهران لم تدعم المقاومة لأن حزب الله الشيعي هو الذي يتبناها،ولو كانت كذلك لما كان دعمها لحركتي حماس والجهاد وسائر فصائل المقاومة الفلسطينية لا يختلف عن دعمها لحزب الله، الجمهورية الاسلامية دفعت ولا تزال ثمنا باهضا لدعمها جبهة المقاومة وما العداء الذي يضمره الغرب والصهاينة والعقبات التي يضعونها امام تقدمها وازدهارها بما في ذلك العقوبات الدولية الا لأنها تدعم جبهة المقاومة. الطرف الآخر يدرك تماما أن مشكلة ايران لم تكن يوما معهم وانما مشكلتها مع أولئك الذين ينهبون ثروات المنطقة ويصادرون حقوق أبنائها ولا يتورعون في ارتكاب أية جريمة من أجل تحقيق أهدافهم ومصالحهم ولذلك أصرت على دعم جبهة المقاومة وتحملت أعباء ذلك، ولكن أنّى لهؤلاء من الاعتراف بهذه الحقيقة لأن مجرد الاعتراف بها يثير غضب الذين يقفون الى جانبهم ويقدمون كافة أنواع الدعم لهم.
 باستطاعتنا أكتشاف الهدف الحقيقي من الزيارة من ردود فعل البيت الأبيض الغاضبة عليها وحشود الصهاينة على الطرف الآخر، فلو كان الهدف من الزيارة هو التهدئة فهل من المفترض على تل ابيب وواشنطن أن تعترضان وتغضبان على الزيارة أم ينبغي عليهما الترحيب بها؟ لا شك أنهما تشعران بالخطر من تبعات الزيارة والذي يصب في اطار المبدأ العام للجمهورية الاسلامية وهو دعم المقاومة ولذلك عبرت واشنطن بصراحة عن غضبها على الزيارة، كما عبرت تل أبيب عن ذلك بحشد آلاف الصهاينة على الطرف الآخر من المناطق اللبنانية التي يزورها رئيس الجمهورية الاسلامية. 

صالح القزويني
https://taghribnews.com/vdcamenu.49na61kzk4.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز