تاريخ النشر2010 15 July ساعة 18:26
رقم : 20859

توقفوا عن إرهاب العالم

يعتبر Paul J. Balles استخدام الولايات المتحدة الأمريكية- راعية الإرهاب في العالم- لما يسمى "الحرب على الإرهاب" كغطاء ضد كل من يقف في طريق أطماع واشنطن لفرض هيمنتها العالمية، وحتى ضد من يتجرأ ويسأل عن السياسات الأمريكية والإسرائيلية.
توقفوا عن إرهاب العالم
وكالة أنباء التقریب (تنا):

إنه لسخرية.. نفاق.. احتيال.. خداع.. ما يسمى "الحرب على الإرهاب" وفق وصفة الولايات المتحدة.. إنها دعاية إعلامية تهريجية لأسوأ أشكال الإرهاب في العالم.. الإرهاب الأمريكي..
ماذا نسمي احتلال العراق سوى أكثر فعل إرهابي إجرامي؟ يعلم الجميع أن الحرب الذرائعية جسّدت أفعال غش واحتيال واسعة.. الخداع لا تفسير له عدا إرهاب الدول الأخرى: تمتلك النفط.. توفر الملجأ للقاعدة.. تهدد إسرائيل..
حتى غزو أفغانستان الذي اعتبر مشروعاً، رداً على أحداث ۱۱ سبتمبر، كان يمكن تفاديه. الطالبان سألوا الولايات المتحدة بطريقة مناسبة توفير أدلة بتورط أسامة بن لادن في أحداث ۱۱ سبتمبر بغية ترحيله.. وبدلاً من الاستجابة لهذا الطلب المشروع هاجمنا أفغانستان، وساهمنا بزيادة المنتمين للقاعدة. "سنريكم ماذا سنفعل مع هؤلاء ممن يرهبون أمريكا!" كان هذا هو الشعار mantra..(تعويذة تعبدية هندوسية أو بوذية).. ولا زالت الولايات المتحدة مستمرة في إرهاب أفغانستان.. وهذا بدوره يزيد من خلايا القاعدة. كما أن مواصلة إرهاب العالم دفعت الولايات المتحدة التورط في ليبيا، الصومال، السودان، واليمن..
الحياة خارج أمريكا وجواسيسها stooges ليست بحاجة إلى تردد لتوجيه وابل من اللعنات للإرهاب الأمريكي.. بحدود ۵۶۷ ألف طفل عراقي دون الخامسة، فقدوا حياتهم جراء أشكال المقاطعة والحصار على العراق. وعندما سُئلت مادلين اولبرايت (برنامج ۶۰ دقيقة) العام ۱۹۹۶، أجابت: نحن نعتقد بأن الثمن يستحق ذلك..
لغاية يناير/ ك۲ العام ۲۰۱۰ ومنذ غزو واحتلال العراق العام ۲۰۰۳، فقد ۱۳۳۶۳۵۰ مواطناً عراقيا حياتهم في العراق نتيجة المذبحة الإرهابية الأمريكية.. "لا يهمك Never mind"، أنت تقول؟ الثمن يستحق ذلك! علاوة على أنهم مجرد مسلمين يريدون ضربنا والسيطرة على العالم.
غوانتانمو، أبو غريب، بغرام.. وبرامج الترحيل rendition programmes (الخطف، والتعذيب).. كلها لا شيء سوى زرع الرعب في قلوب وعقول أي عربي أو مسلم يمتلك مشاعر سلبية تجاه أمريكا.
القول بأن الإرهاب يتولد من "سلالات أقل شأناً lesser breeds" أمر يتجاهل الهويات الوطنية، فحتى الأمريكان يمكن أن يصبحوا أهدافاً للإرهاب الأمريكي. العرب والمسلمون الأمريكان صاروا أهدافاً للإرهاب الأمريكي أكثر من أي وقت مضى منذ ۱۱ سبتمبر.
وفقاً لـ Chris Hedges، أدلى عربي أمريكي بتصريحات استفزازية provocative statements، بما في ذلك تسمية أمريكا "أكبر إرهابي في العالم." وهذا ما قاد إلى اعتقاله ومحاكمته بتهم ملفقة trumped up charges، وبطريقة مماثلة جداً لتلك التي فقد بسببها الأستاذ سامي العريان عمله وحريته لأنه صار من أبرز المنتقدين لسياسة الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل.
يربط هيدغز الأثر الإرهابي المرعب لهذه المحاكمات حتى بالعلاقة مع مواطنين أمريكان. ويقول: "الدولة تقوم عادة باعتقال ومحاكمة أشخاص لما فعلوه، ولكن أن تحصل اعتقالات ومحاكمات بالارتباط مع معتقدات الدولة الدينية والسياسية فإنها ستكون مثيرة للفتنة. وأول الناس ممن استهدفوا كانوا من المسلمين الملتزمين، لكنهم لن يكونوا آخر القائمة.
يشير Chris Floydإلى عدد لا يحصى من البلدات والقرى عبر جبهات الحرب على الإرهاب الأمريكية في العراق، أفغانستان، الصومال، واليمن التي صارت تعاني من كم هائل من الألم والغضب، بينما تصاعد ألم وأحزان وغضب العراقيين ضد الاحتلال الأمريكي وعمليات القتل الإرهابية الأمريكية.
"هل تريدون وقف التطرف لدى الشباب المسلم؟" يسأل كريس.. "الأمر بسيط: أوقفوا قتل الأبرياء المسلمين في حروب الهيمنة المنتشرة في كافة أرجاء العالم.. أوقفوا عملياتكم السرية في كل دولة من دول العالم. أوقفوا جرائم القتل والاختطاف والفساد والخداع في سياق عويلكم الساخر والملفق جداً لـ "القيم المتحضرة" بالعلاقة مع هذه الحروب..
إذا كانت أمريكا راغبة حقاً في وقف الإرهاب، فهي بحاجة أولاً إلى وقف إرهابها تجاه العالم..

باول جي. بالس
كاتب ومحلل سياسي - الولايات المتحدة الأميركية
https://taghribnews.com/vdcf1cd0.w6dxtaikiw.html
المصدر : Redress Information & Analysis
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز