تاريخ النشر2011 23 June ساعة 20:24
رقم : 54193
الشيخ شفيق جرادي

على "علماء المسلمين اليوم التصدي الى دورهم الحضاري الذي كانوا عليه سابقاً وهم مؤهلون

تنا بيروت
"المسيرة التقريبية عندما تكون في هذه السعة والعمق الموجود اليوم من وحدة الامة الاصوات مهما علت او صغرت لن تؤثر في جذور القضية ".
على "علماء المسلمين اليوم التصدي الى دورهم الحضاري الذي كانوا عليه سابقاً وهم مؤهلون
أكد الشيخ شفيق جرادي مدير معهد المعارف الحكمية للدراسات الدينية والفلسفية ان مؤتمر التجديد والإجتهاد الفكري عند الإمام الخامنئي الذي عقد في بيروت بين السادس والسابع من حزيران – يونيو الماضي يستند الى  حيثية اسلامية جديدة عند الامام" ليس كمجتهد بل كمفكر والتي ترتكز على ان كل شيء هو في سبيل تحقيق نصرة الانسان الذي انتهكت كرامته من القيم الحضارية الغربية المادية التي شُيّأت الأمور وافرغت القيم من مضمونها المعنوي ويريد لهذا الانسان استعادة هذه القيم" وفي حديث خاص مع وكالة أنباء التقریب كشف الشيخ جرادي عن نية المعهد لانشاء" بيئة جدية من التحاور بين الاطراف الاسلامية لا على اساس مذهبي بل على مستوى القضايا الفكرية التي نتجاوز فيها البعد المذهبي" . وعن موضوع الوحدة الإسلامية قال جرادي ان ما تقوم به المؤسسات المعنية من تقريب بين المذاهب هو عمل موفق وجيد. معتبراً ان المشروع الاسلامي الذي يقوم على القضايا المركزية الاساسية و عند اصحابه قابلية مفتوحة نفسية وذهنية على الاخر هو بذاته مشروع تقريبي وحدوي. وفيما خص العيش المشترك بين الحضارتين المسيحية والاسلامية لفت الى موضوع حلّ ازمة العلاقة بين المسلمين والمسيحيين في بلاد المشرق للدخول بعدها الى حضارة حوار اسلامي مسيحي مشرقي مشترك . وفيما يلي  نص الحديث:




١
- فكرة مؤتمر التجديد والإجتهاد الفكري عند الإمام الخامنئي ..قراءة في المشروع النهضوي الإسلامي المعاصر" : من أين انبثقت؟ وكيف تم لها الإعداد ميدانياً ولوجستياً ؟

فكرة المؤتمر انطلقت من بعدين الاول : من حاجة كنا نشعر بضرورتها للتعرف الى فكر الإمام الخامنئي وتعريف الوسط العام المهتم بشؤون ثقافة الصحوة الإسلامية ودورها قيادتها المتمثلة بنهج الامام الخميني بالعموم وبالخصوص دور الامام الخامنئي فيها. والثاني: كنا نعتبر ان هناك مرحلة جديدة من مراحل الفكر الاسلامي عموماً وهذه المرحلة نعيش فيها حالياً وشؤون واهتمام الفكر الاسلامي اصبحت من جهة عالمية ومن جهة اخرى لها سمة وطابع حضاري عام ، ومن جهة ثالثة وهي الاهم انها ليست تجريدية بحتة بل تستند الى خلفية نظرية لكنها تريد ان تعاين الاحداث والشأن السياسي العام وواقع الشعوب والامم والحضارات وموقع الاسلام منها او موقفه منها بطريقة عملانية حياتية . هذا الامر لم يكن متوافراً من ذي قبل لأن الفكر الاسلامي كان يعيش مرحلة الفكرة فقط والذهنية فقط مع بعض المعايشات النفسية للواقع الاجتماعي المحيط برجالات الفكر الديني والاسلامي على وجه التحديد. الان هذا المنعطف الجديد كنا نرى ان للامام الخامنئي دور كبير وحساس الا اننا وغيرنا لم نعمل على تبيانه ورصده ومعرفة شؤونه وخباياه وامكاناته وقدراته ولذا وجب في المرحلة الاولى الفات النظر الى هذه الحيثية الخاصة بالامام وبهذه المرحلة الفكرية التي تحدثت عنها وجاء دور المؤتمر لإحقاق هذا الهدف وهو الالفات الى هذه الحيثية الاسلامية الجديدة ودور الامام ليس كمجتهد بل كمفكر ومن موقعه في الولاية والشأن الفكري عندما يتعاطى مع هذه الامور تصبح لديه حيوية وحياة انضج واكبر وهذا ما اردنا ان نحضر للمرحلة القادمة والان نحن بصدد التعاون مع المؤسسات الفكرية والباحثين والدارسين سواء من الاسلاميين وغيرهم من اجل البدء بدراسات جادة ومعمقة فيما يرتبط بنموذج الفكر الجديد الذي يمثله الامام الخامنئي.

2-
في إطار التحضير لمؤتمر "التجديد والإجتهاد الفكري عند الإمام الخامنئي"والذي سبقه العديد من الندوات وورش العمل ، قلتم ان البعض قد فهم خطأً ان المؤتمر هو مجرد ترويج لشخص الإمام :" بل انه " نابع من "الحاجة الضرورية لدراسة تجارب اسلامية رائدة تمثل طبيعة الصحوة واستطاعت ان تتجاوز كل أفق" ..هل نجحتم في تحقيق ذلك؟ وكيف؟


علينا بداية التفريق ما بين الترويج الذي يحمل طابعاً من الفراغ ، وما بين نشر المبادىء والفكرية .بلا ادنى شك كان المؤتمر يسعى الى نشر مبادىء وقيم استند اليها وانطلق منها وهو اليوم يركزها الامام الخامنئي وانا اقول ان المؤتمر استطاع ان يلفت النظر الى ذلك والسبب ان الصورة الموجودة في خيال العالم العربي في العموم حول الامام الخامنئي بأنه رجل دين جاء فقط ليفرض قتالاً وحروباً علماً بأن القيمة الأساسية التي يرتكز عليها الامام هي ان كل شيء هو في سبيل تحقيق نصرة هذا الانسان الذي انتهكت كرامته من القيم الحضارية الغربية المادية التي شيّأت الأمور وافرغت القيم من مضمونها المعنوي وانه يريد لهذا الانسان استعادة هذه القيم وان دور المقاومة والجهاد هو في دفع
هذه العملية بالتحديد ،اذا القوة العسكرية توّظف في سيبل دعم القيم المعنوية وليس العكس . هم أرادوا أن يشوهوا الصورة نحن لا نقول حققنا ام لم نحقق نحن في صدد المساهمة في تبيان هذا الوجه وهذه الحيثية الخاصة بالامام والا المسألة لا تقتصر على مؤتمر وحده ولا على جماعة وحدها . المسألة هي شأن عام ينبغي للمسلمين ان يعملوا عليه وتأسيسه .


٣-
حضور العديد من الباحثين العرب وغيرهم الذين كانت لهم ابحاث في المؤتمر تباحثوها وطرحوا دراساتهم في كافة جوانب فكر وممارسة الإمام . هل من الممكن التعرف علي اهم الشخصيات الحاضرة في المؤتمر؟و هل توجد شخصيات مدعوة لم تحضر المؤتمر لبعض الاعتبارات؟

البعض لم يحضر لأسباب خاصة منهم رجال فكر من تونس ومصر ومن السودان وكانوا قد قرروا المجيء لكن بسبب الاحداث التي حصلت لم يستطيعوا ان يحضروا مثل الاستاذ راشد الغنوشي او د.طارق البشري ، حسن الترابي . في المؤتمر كان هناك حضور فاعل كرجال من الازهر من المغرب والعراق ولبنان . وقصدنا في هذه المروحة الواسعة من الشخصيات بأن الامام الخامنئي هو في فكره ومشروعه خارج الاطار الفكري المحدد هذا من جهة ، واستطيع الجزم بالقول بأننا مع فكر الامام نرى لمرات قليلة اننا امام فكر انساني شامل يقدم الاسلام كأطروحة للإنسان بكل ابعاده الواسعة والعالمية . الامام كان يدفع بالاسلام الحضاري يشمل عالم الانسان كل الانسان وهذه الميزة يلتقطها احياناً من هم خارج بعض الاديان اكثر ممن يلتقطها من الذين لا يروون الا ما هو داخل اديانهم . لذلك كان لابد ان نتشارك مع شخصيات اوروبية وهذا ما حصل . لكن الجرح الذي حصل عند العدو هو عند احد كبار الباحثين في الكيان الصهيوني الذي كتب مقالاً خاصاً بالمؤتمر يعبر عن خوف والم عميقين من ان الاسلاميين بدأوا يتحدثون عن قيادات يمثلون مرجعية فكرية باطروحة يريدون تعميمها على العالم فكرياً. وكان يسعى لمناقشة المضمون . وقال عن المؤتمر بأنه استثنائي وزور بعض الحقائق في ان السفارة الايرانية هي من نظمت هذا المؤتمر وقصد بها الصفة الترويجية ، وليس انه يوجد جمعيات ومجتمع اهلي هي التي بادرت في هذا الامر .


٤-
هل نستطيع ان نطلق على الخطوة التي قمتم بها بأنها تشكل مغامرة على صعيد عقد المؤتمر في بيروت هذه الساحة التي تضج بالتناقضات الفكرية والثقافية والإجتماعية وأيضاً على صعيد الإستقطاب: ما الذي يجذب اليوم لحضور مؤتمر فكري خالص ؟


بصراحة انا كنت اتوقع ان يكون هناك حشد لمؤتمر فكري لان الميزة فيه حيوية لكن لم اتوقع ان تكون الاستجابة بهذا المستوى الذي حصل والتأثير انعكساته على المستوى الاعلامي بهذا الشكل . هي كانت اكثر مما توقعناه وهذا من الطاف الله عز وجل ويكشف ما كنا بصدده من فكر الامام وهذا يدفعنا للتأمل اكثر في هذا الجانب . اما ان انعقاده كان مغامرة هذا صحيح لكننا كنا على ثقة بالخطوة التي نقوم فيها من جدويتها وحكمتها لكن نعم كل جديد يحتاج الى مغامرة والحياة بدونها موت . بيروت هي عاصمة المغامرات الكبرى ومن اهميتها انها تمثل على المستوى الثقافي حالة خاصة لذلك كانت ضرورة . لكن لو اردنا تكرار التجربة في مكان غير بيروت لكنا اخترنا القاهرة لان مصر فيها جدية حيوية اليوم ولمناقشة الاطروحات الفكرية . كمكان فيه بيئة يعنيبها هذا الموضوع يشكل لها اشكالية جدية . اتمنى ان تحصل مبادرة ما من الاخوة في مصر ونحن جاهزون للاستجابة السريعة لذلك .



عن المعهد والأهداف والوحدة الإسلامية:


5- كمعهد معارف حكمية يهتم بالدراسات والأبحاث الدينية والفلسفية واعداد الكوادر الثقافية ما هي اهم الانجازات التي قام بها هذا المعهد من ندوات ومؤتمرت ودورات تعليمية ومنشورات وكتب ومشاركات في مختلف المجالات؟.


معهد المعارف الحكمية هو المركز الاول في العالم العربي الذي لديه صفة الاهتمام الديني الفلسفي هذه الجامعية ما بين البعد الديني والفلسفي وهو مفتوح في حوراه ونقاشه على كل الاوساط والشرائح رغم اختلافاتها وهذه ميزة واعتبرها انجازاً . والمعهد هو من المؤسسات العلمية التي عملت بجدية وما زالت على الحوار المسيحي الاسلامي وكان له دور في اكثر من ميدان من مشروع وكتب وملتقيات ومؤسسات .ونحن في صدد انشاء بيئة جدية من التحاور بين الاطراف الاسلامية لا على اساس مذهبي بل على مستوى القضايا الفكرية التي نتجاوز فيها البعد المذهبي مثل موضوع الصحوة الاسلامية بعمومها ، موضوع الدولة والقانون والحزب والحراك المدني ، موضوع العلاقة بين الشريعة والقانون وفكرة المواطنة ، والقضية الاساس في تثبيت العدالة الاجتماعية والسياسة ومواجهة الخصم الغادر الذي على المستوى الفكري والثقافي واستنزافه في الاقتصاد يمارس ابشع الالوان في التعاطي مع الاسلام . نسعى لانشاء حوار جدي خاصة في هذه الظروف وامام هذه الاستفاقات الكبرى التي بتنا نشهدها .
اقمنا عدة مؤتمرات ذات الطابع الفلسفي وكان لدينا حول ستة
مؤتمرات حول المقاومة وثقافة المقاومة واكاد اجزم بانها كانت فريدة من نوعها ذات طابع فكري وعلى مستوى الكتب لدينا حوالي ستين او سبعين صادر عن المعهد ولدينا مجلة خاصة متخصصة بالفكر الفلسفي والديني اسمها" المحجة" . على المستوى التعليمي لدينا تعريف للجامعيين والحوزويين على بعض القضايا الفكرية وعلى قاعدة من تأصيل هذا التعليم بمستويات عرفانية واخلاقية .


6 - كيف ترون اقبال الشباب على التزود بالعلم والتثقف في زمن العولمة والانترنت ؟ كيف السبيل الى اعداد وانشاء جيل باحث واعٍ امام كل هذه المغريات؟

انا مرتاح من خلال التفاعل واتوسم فيهم امورا . استطيع القول اننا في المعهد لا نستهدف بان يخرج من عندنا باحث بمقدار ما نستهدف ان نعمل بان يكون لدينا جيل من الشباب القادر بحرية وبدون قيود من التبعية للاخر الخصم وبان يعبر هذا الشاب عن نفسه بكل اشكال التعبير وان يستطيع البيان بشكل فصيح وقادر على ايصال ما يفكر به وان يناقش يكتب وعداها من مهارات فنية نعمل على ان تكون حاصلة وايضا على المستوى العلمي نعمل على تزويده بما يحقق علاقته بدينه الذي هو الاسلام وان لا ينظر الى الاخرين كأنهم ارقاما بل حتى المختلف عنا هو انسان حقه ان يفكر وعلى الاخر مناقشته بالحيثية التي ينطلق منها.
انا اعتقد ان مستقبل الثقافة الاسلامية في لبنان ستكون لجيل الاخوات وارهاصات هذا الامر بتنا نراه ونلمسه.

ـ7ـ لماذا التركيز على فكرة الوحدة الاسلامية خاصة في ظل الظروف المعاصرة؟ وكيف تتجلى ترجمة هذه الفكرة خاصة في هذه الظروف التي يعمل فيها البعض على زرع الفرقة وتوسيع رقعتها؟


اود القول ما تقوم المؤسسات المعنية من تقريب بين المذاهب لديها انجازاتها الموفقة لكن انا اعتبر ان كل مشروع اسلامي كبير يقوم على القضايا المركزية الاساسية في حياتنا هو عند اصحابه قابلية مفتوحة نفسية وذهنية على الاخر هو بذاته مشروع تقريبي وحدوي مثلا المقاومة هي مشوع وحدوي تقريبي لانه امام قضية مشتركة تجمع كل المسلمين . وحتى في الامور الصغيرة التي لا تحتاج الى عدة عمل كبيرة هناك علماء دين من السنة والشيعة عملوا على انجاح المؤتمر وانا من هنا اغتنم الفرصة لشكرهم لانهم عملوا بكل جدارة وصدق واخلاص على انجاح الفكرة . المهم ان نجتمع على قضايا الشعار مفيد لكن روح الشعار قصيرة يمكن ان يكون حافزا دافعاً يوقظ فينا امرا ما لكن الشعار لم يكن قضية بل نحتاج الى قضايا حقيقية نحن في واقع الله منّ علينا بشخصية عظيمة مثل هذه السعة من الفكر الانساني والذي عندما ينظر الى قضايا الاسلامية لا ينظر من جهة مذهبية بل الافق مفتوح للغاية .

-8  كيف ترون دور العلماء في توعية الأمة اين موقعهم في المسيرة التقريبية؟ وما نسمعه اليوم مع الاسف هناك من يسعي الى توسعة رقعة الخلاف ذلك قد يكون البعض منهم مصدرا للفرقة؟


على طوال تاريخنا هناك من كان يسمى برجال دين لهم وظيفة نجدة السلطان والبعض يقع اسير نزاعات مذهبية نتيجة سوء التقدير لكن بالعموم ان لست متشائماً هناك حالة استفاقات جدية لكن استطيع القول ان العلماء لديهم امكانيات اكبر مما هم عليه اليوم ولهم ان يعيدوا حضارتنا الى مجدنا الاول الذي كانت فيه كل الحضارات المستندة الى القيم والنتاج العلمي الموجو في بلاد المسلمين . علماء المسلمين اليوم مدعوون ليتصدوا الى دورهم الحضاري الذي كانوا عليه سابقاً وهم مؤهلون . هذا الامر يحتاج الى جهد الى مؤسسات خاصة الى بيئة حاضنة . ومهما علت او صغرت لن تؤثر في جذور القضية وقد تؤثر في التشويش عليها ، لأن مسيرة وحدة الامة تحوي كل هذه السعة والعمق الموجود اليوم فيها.

9- فكرة العيش المشترك الاسلامي المسيحي في شرقنا لها موضوعية مهمة باعتبرها حلقة الوصل بين اكبر حضارتين في عالمنا المعاصر،ماهي اهم الاسس التي يجب ان تبنى عليها هذه الفكرة وكيف يمكن المحافظة على العلاقة الحضارية بين هاتين الحضارتين؟

يمكن للقيم المشاركة ان تلعب دوراً وهذا ما ينبغي العمل عليه وايضاً حسن العيش لان المسلمين في هذا المشرق ان ينتظموا ويتأدبوا بسلوك رسول الله (ص) الذي كان مبني على الرحمة والمودة والبر مع المحيط المسلم وغير المسلم ويجب ان تنعكس تمظهرات سياسة واقتصادية وحيوية . الحضارة الاسلامية في تحديها للحضارة الغربية لن تستطيع الدخول بجدارة حتى نؤثر في شعوب الحضارة الغربية علينا ان نحل ازمة العلاقة بين المسلمين والمسيحيين في بلاد المشرق لندخل سويا الى حضارة حوار اسلامي مسيحي مشرقي مشترك . المسلمون ووضعهم العددي والنوعي في هذا المشرق وظروفهم افضل من ظروف المسيحيين لذا عليهم واجبات اكثر اتجاه المسيحيين.

للإطلاع على أبرز أعمال مؤتمر "التجديد والإجتهاد الفكري عند الإمام الخامنئي " الرجاء الضغط على هذا الرابط :
https://www.taghribnews.com/vdceox٨n.jh٨weibdbj.html



اعداد وحوار: زينب حاوي - مكتب بيروت







































https://taghribnews.com/vdcdsf0k.yt0on6242y.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز