تاريخ النشر2021 1 November ساعة 14:12
رقم : 525114

 طلال عتريسي يتحدث عن فشل السياسة السعودية في لبنان وتراجع نفوذها

تنا - خاص
تحدث الخبير في الشؤون الاقليمية خلال حواره مع وكالة "تنا" عن فشل الاستراتيجية السعودية ومحاولاتها الفاشلة في لبنان ، اضافة الى تراجع نفوذها وحلفائها في هذا البلد على غرار فشل سياستها في المنطقة .
 طلال عتريسي يتحدث عن فشل السياسة السعودية في لبنان وتراجع نفوذها
الدكتور طلال عتريسي وخلال حواره مع وكالة انباء التقريب "تنا" قال ان استراتيجية السعودية ومنذ سنوات قائمة على اساس التدخل في شؤون المنطقة لبسط نفوذها بشكل رئيسي في سوريا او في لبنان او اليمن بشكل حرب ، في محاولة منها لتغيير التوجهات السياسية لتلك البلدان ، والهدف منه هو اضعاف الدور الايراني وحلفائه في المنطقة .

واكد ان السعودية لم تحصل على نتائج مرضية لتحقيق سياساتها واهدافها في المنطقة ، حيث فشل مشروعها في سوريا وفشلت فشلاً ذريعاً في عدوانها على اليمن وهذا الفشل كان مسألة قاسية بالنسبة اليها لان الانسحاب من سوريا كان سهلا واما في الحرب على اليمن لم تستطع ان تحرز اي تقدم امام الانتصارات التي حققها انصار الله .

ويرى طلال عتريسي ان مخططات السعودية في لبنان هو اضعاف حزب الله باي طريقة كانت ، إما عبر الحصار الاقتصادي او الحصار السياسي او اغراقها في المشاكل الداخلية ولكن دون جدوى وفشلت السعودية مرة اخرى في هذه المنطقة .

ومن الامور التي حاولت السعودية عرقلتها لعودة الاستقرار السياسي في لبنان حسب ما اوضحه الخبير في الشؤون الاقليمية ، هو مخالفتها لتشكيل حكومة برئاسة "سعد الحريري" ، وحتى بعد مجي حكومة الرئيس ميقاتي الذي ابدى تجاوبا مع السعودية الا ان السعودية لم تصدر اي بيان تأييد للحكومة الجديدة .

وقال ان السعودية لا تريد تشكيل حكومة في لبنان ولا تريد الاستقرار في هذا البلد ولا تريد رفع الحصار عنه لانها تعتقد ان الوضع اللامستقر في لبنان يمكن ان يضعف حزب الله وبالنتيجة يضعف موقع ومكانة ايران ، مؤكدا ان هذه الاستراتيجية فشلت على غرار فشل استراتيجتها في المنطقة .

وفي هذا السياق اشار الى الخطوة الاخيرة للسعودية بسحب سفيرها من لبنان وطلب استقالة وزير الاعلام جورج قرداحي الذي لم يستقيل ولم تسقط الحكومة التي كانت تتوقعها السعودية اثر الازمة الاخيرة ، مضيفا الى ان السعودية مارست مثل هذه الضغوط على ايران وقطر بسحب سفرائها ولكنها فشلت وعادت وقدمت تنازلات ، مؤكدا ان السياسة السعودية في لبنان ادى الى تراجع نفوذها وحلفائها في هذا البلد .

وحول نتائج الحصار والعقوبات على حزب الله وتغيير مواقفه ، اكد عتريسي ان هذه العقوبات لم تؤثر على قدرة حزب الله لتغيير مواقفه حسب ما تشتهيه الادارة الامريكية ، بل الذي حصل هو عكس ما كانت تتوقعه امريكا وهي المبادرة الجريئة لحزب الله لكسر الحصارالامريكي من خلال استيراد المحروقات من ايران ، الامر الذي ادى الى تغيير الاستراتيجية الامريكية من خلال تصريحات السفيرة الامريكية في بيروت الى ان الانهيار الاقتصادي الكامل للبنان يؤدي الى فتح الابواب امام ايران عبر حزب الله لملئ الفراغ الاقتصادي .

ويرى طلال عتريسي تخبط في السياسة الامريكية تجاه لبنان ، فهي من جهة تفرض عقوبات على حزب الله ولبنان لتغيير سياساتها ومن جهة تتخوف من تزايد نفوذ ايران في هذا البلد نتيجة الانهيار الكامل الاقتصادي من خلال تقديم المساعدات الانسانية للبنان .

واوضح ان امريكا اليوم تراهن على الانتخابات النيابية اللبنانية التي ستجرى بعد اربعة اشهرمن خلال دفع بنواب يؤيدون السياسة الامريكية ضد المقاومة للسيطرة على الاغلبية في البرلمان القادم الذي بطبيعته سينتخب الرئيس الموالي لواشنطن ،ولهذا فهي تخالف اسقاط الحكومة الحالية التي تسعى من وراءها السعودية .

ولكن طلال عتريسي يعتقد انه من الصعب ان تنجح الاستراتيجية الجديدة الامريكية في السيطرة على الاغلبية البرلمانية ، لان تحالفات حزب الله اقوى من سائر التحالفات ، والشخصيات الجديدة التي تراهن عليها واشنطن تفتقد لقاعدة شعبية قوية يمكنها من الحصول على اكثيرة المقاعد في البرلمان القادم .

وفي جانب الحوار السعودي الايراني ، يرى الخبير في الشؤون الاقليمية ان تصريحات قرداحي حول العدوان السعودي على اليمن لا يؤثر على مجرى هذا الحوار ، لان ايران لم تتدخل في شأن الازمة التي حصلت بين لبنان والسعودية اثر تصريحات وزير الاعلام اللبناني ، مشيرا الى حاجة السعودية لهذه المفاوضات التي تؤكد عليها الجمهورية الاسلامية على اساس المصالح المشتركة ولا علاقة له بالشأن الداخلي اللبناني ، التي حاولت السعودية استثماره لاضعاف حزب الله كورقة رابحة في هذه المفاوضات ولكن فشل هذا الرهان .

ويرى عتريسي ان محور الحوار الايراني السعودي هو الازمة اليمنية التي تحاول السعودية ان تخرج من هذا المستنقع مع حفظ ماء وجهها .

اجرى الحوار : محمد ابراهيم رياضي  
 
https://taghribnews.com/vdchzmnmk23nizd.4tt2.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز