أويس القرني من شهداء صفين في ركاب الامام علي (ع)

بدوره يقول الدكتور محمد سيد نور باحث فى التراث أن هناك العديد من مثل هذه المقامات لأويس القرنى فى مصر، والشام ، وكذلك اليمن، مؤكدا أن تاريخ المقام يعود لنحو 300 عام.

والمقام الموجود بالمحاميد ليس ضريحا، أى ليس به جسد الشخص إنما هو مقام رؤيا فقط -حسب الاعتقادات الصوفية- ، والمقام بحالة جيدة جدا نظرا لأعمال الترميم والصيانة المستمرة من الأهالي، خصوصا أن زوار الولى الصالح النجار أبو علي فى قرية المحاميد يزورون مقام أويس كل خميس،خاصة السيدات والمقبلات على الزواج، حيث تُمارس بالقرب منه طقوس شعبية صعيدية فى "الحناء".

ويؤكد محمد سيد نور أن المبنى عبارة عن غرفة ٣ متر× ٣متر، ومساحته ٩ متر مربعا، وارتفاعه ٧ أمتار، وهو مبنى بالطوب اللبن، وبجواره غرفة ذات قبو تستعمل كسبيل ماء للزوار، ويُمثل المقام نموذجا مثاليا لمقام الرؤيا عند الصوفية، والتى يتواتر فيها المنام لعدة أفراد من أهل الصلاح ببناء ضريح للشيخ المذكور، ومن ثم يعتبر الأهالي أن روح الولى الصالح موجودة في المكان الذى طلب أن يُبنى له، فيأتون لزيارته.

وفي عهد أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب – رضي الله عنه - خرج أويس القرني مع سيدنا علي كرم الله وجهه في موقعة صفين سنة 37 هجريًا، وتمنى الشهادة ودعا الله قائلاً: "اللهم ارزقني شهادة توجب لي الحياة والرزق"، وظل يقاتل بين يدي سيدنا علي بن أبي طالب حتى استشهد، وعندما تفقدوه وجدوا في جسده أكثر من أربعون جرحًا. وصلى عليه الإمام علي ابن أبى طالب كرم الله وجهه، وقد تم دفن أويس القرنى في مدينة "الرقة" في سوريا على أصح الروايات ، إلا إن له مقامات رمزية بعدد من الدول العربية والإسلامية.

/110