تاريخ النشر2011 15 February ساعة 21:55
رقم : 40218

الثورتان التونسية و المصرية هزتا العالم

اعتبرت صحيفة 'الثورة' السورية ان الثورتين التونسية و المصرية هما أشبه بزلزال سياسي سيكون له ارتداداته الإيجابية علي منطقتنا ودول العالم.
الثورتان التونسية و المصرية هزتا العالم
وکالة انباء التقریب (تنا) – دمشق ۱۵/۲/۲۰۱۱
وافاد مراسل وکالة انباء التقریب فی سوریا نقلا عن الصحيفة، 'من الخطأ الجسيم النظر إلي ما جري ويجري في كل من مصر وتونس علي أنها أحداث داخلية لا علاقة تربطها بما جري ويجري في المنطقة العربية, سواء ما تعلق منها بالسياسة الدولية أم بالشأن العربي الداخلي'.
واضافت: ان 'البني النفسية العربية والمزاج العربي العام متشابه إلي حد بعيد, ولعله من غير الموضوعي الاعتقاد بعكس ذلك فالمنطقة العربية ومنذ أكثر من خمسة عقود تعيش حالة انكسارات متلاحقة, سواء علي الصعيد القومي أم علي صعيد الدولة الوطنية لأكثر من قطر عربي, وترافق ذلك كله مع تناقضات داخلية ذات طابع اقتصادي واجتماعي وسياسي سواء علي صعيد الحياة الديمقراطية أم المستوي المعيشي مقترناً مع تمايز حاد في البنية الطبقية لمصلحة القوي المتنفذة والمتحالفة سياسياً ومصلحياً مع المركز الامبريالي الذي مافتئ يمعن نهباً واستلاباً لها'.‏‏‏
واوضحت، انه أمام تلك المأساة العربية التي حاول البعض تصويرها علي أنها قدر لا فكاك منه إلي درجة أن ثمة من أصيب بهزيمة نفسية، سعت الكثير من القوي ومراكز القرار في أكثر من مكان وضمن استراتيجيات محكمة تحويلها إلي ظاهرة عربية، جاءت الانتفاضتتان التونسية والمصرية لتعيدا الاعتبار إلي هذه الأمة وتثبتا للعالم أجمع أن الحرية والكرامة الوطنية ورفض الظلم والاستبداد والاستعباد هي قيم متجذرة في بنية وطبيعة أبنائها، وإن ما مر من هزائم وخيبات هو طارئ واستثنائي وأن ملحمة عربية قد بدأت تنسج خيوطها الأولي'.‏‏‏
وقالت: إن 'الحدث التونسي المصري أشبه ما يكون بزلزال سياسي سيكون له ارتداداته الإيجابية علي منطقتنا ودول العالم خاصة تلك التي أمعنت في زرع وكلاء وحراس لها في أكثر من قطر عربي عاثوا فساداً ونهباً بثرواتها واستمرؤوا الخيانة وعبثوا بمقدراتها فهاهم أولاء تزدريهم شعوبهم وترميهم في مزابل التاريخ ويخذلهم أسيادهم الذين وجدوهم نفايات سياسية تبحث عن صحراء تدفن فيها'.‏‏‏
ورات الصحيفة، أن الدرس الأول الذي يجب أن يتعلمه جميع الطغاة والعملاء من الحكام أنهم كالأرقام القياسية لا بد أن تتحطم ذات يوم، وأن إرادة الشعوب من إرادة الخالق تمهل ولا تهمل، وإذا كان للباطل جولة فللحق جولات.
واضافت 'اما الدرس الثاني فمؤداه أن أي سلطة كانت كالحق تماماً تستمد قوتها من ذاتها وليس من الآخر كما هو شأن الباطل، بدليل أن الحكام الذين استقووا علي شعوبهم بعمالتهم وارتباطهم بقوي خارجية لم ينفعهم ذلك في شيء بل كان عاملاً إضافياً في رفضهم والسخط والثورة عليهم واقتلاعهم'.
وتابعت 'الدرس الثالث وهو علي درجة من الأهمية يتمثل في أن الزمن في الأزمات أشبه ما يكون بالسيف إن لم تقطعه قطعك، فما قد ترفضه اليوم ستتوسل لقبوله غدا،ً فحركة الشارع كحركة السياسي لا تقبل الوقوف في منتصف الطريق'.‏‏‏
کما کتبت الصحیفه فی مقاله آخر أن الحراك الأميركي المحموم، والتخوف الصهيوني من مرحلة ما بعد نجاح الثورة الشعبية في مصر، والإطاحة بنظام حسني مبارك، ليس مرده الخوف علي مستقبل الشعب المصري، و انما الخوف علي العلاقات المصرية الصهيونية والمصالح الاميركية.
واوضحت الصحيفة ان الرعب الصهيوني مما جري في مصر كان جلياً في ساحة الكيان السياسية، وترجم طلباً إلي الإدارة الأميركية من اجل الضغط علي المجلس الأعلي للقوات المسلحة المصرية بعدم الاستعجال في إجراء انتخابات، خوفا من وصول قوي وأشخاص لا يتناسبون والمزاج الصهيوني.‏‏‏‏‏
وقالت 'من المؤكد أن ما جري في مصر من تغيرات، لم يفرح حكام الكيان الصهيوني، كما انه أربك الإدارة الأميركية، التي ستعمل عاجلاً علي التدخل في المرحلة المقبلة، في محاولة منها لقولبة الوضع حسبما تشتهي وحليفها الكيان الصهيوني، وذلك عبر طرق وأساليب كثيرة، أولها الترغيب، وتاليها الترهيب إن أخفق الأول'.
واضافت 'الطرق والأساليب الأميركية كثيرة، وأزاميل فتح أبواب ذاك التدخل مهيأة وجاهزة، عبر إغراءات تجارية، واتفاقات، وفتح أسواق أميركية جديدة أمام المنتج المصري، مساعدات أكثر من السابق، وذلك علي قدر التجاوب المصري الجديد للمتطلبات والشروط الأميركية..وإلا'.‏‏‏‏‏
وختمت الصحيفة بالقول 'في اغلب التغيرات التي كانت تحدث في الوطن العربي منذ القديم، كانت الرؤية الأميركية والغربية واضحة لما بعد تلك التغيرات، والسبب بسيط لأن تلك التغيرات غالباً ما كانت تحاك في أروقة وغرف مخابراتها، إلا أن الوضع في مصر تغير، فالصدمة كانت كبيرة، والإرباك بدا واضحاً، والسبب بسيط أيضاً لأن ما حدث لم يكن قد جري بأمرهم، ما جعل تلك الإدارات ومكاتب مخابراتها كأنهم الطرشان في الزفة'.‏‏‏‏‏
https://taghribnews.com/vdcg7x9t.ak9zq4r,ra.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز