تاريخ النشر2010 27 November ساعة 14:08
رقم : 32345

السياسة الامريكية : افتعال فتنة سنية شيعية لاستهداف المقاومة

تصريحات فيلتمان لتوجيه ضربات متوالية لحزب الله عن طريق القرار الظني يكشف الوجه الحقيقي للاستراتيجية الامريكية في المنطقة .
السياسة الامريكية : افتعال فتنة سنية شيعية لاستهداف  المقاومة
وكالة انباء التقريب (تنا) :
يستقطب لبنان في الاونة الاخيرة اهتمام العديد من الدول الاجنبية وخاصة الولايات المتحدة في ظلّ ترقّب القرار الظني الذي سيصدر عن المحكمة الدولية وما بات مسرّبا عنه من اتهام سيوجه الى حزب الله في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، ولا يكاد يمرّ يوم ولا تسمع تفصيلات هذا القرار على لسان الصحافيين الدوليين فضلا عن المسؤولين في الكيان الصهيوني.

آخر التعليقات الامريكية في سياق التمهيد لمضمون القرار الظني المشبوه والتشويش على المساعي السورية السعودية لايجاد مخرج للازمة اللبنانية ، صدرت عن مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الاوسط جيفري فيلتمان الذي تعهد للسفيرة الامريكية في بيروت مورا كونللي بتمزيق حزب الله بألف ضربة بطيئة، على حدّ تعبيره، وقال "سنقوم بذلك باستخدام القرار ١٧٥٧ وهذه المرة سنسلك الطريق إلى آخره؟"، وتابع فيلتمان "لقد طلبت من "إسرائيل" أن تبقى بعيدة عن لبنان، لأن الجيش الإسرائيلي لا يمكنه هزيمة حزب الله، كما أن المنطقة برمتها قد تحترق، أنا من سيتعامل مع الأمر،
وهذه ستكون هديتي إلى لبنان لمناسبة عيد الميلاد"، وذلك خلال محادثة جرت بين فليتمان وكونللي كشف عنها الصحافي فرانكلين لامب على موقع "فورين بوليسي جورنال".
سكرية
وفي هذا الاطار، رأى عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب الوليد سكرية أن "فيلتمان حاول منذ أن كان سفيرا للولايات المتحدة في لبنان وأثناء عدوان تموز ٢٠٠٦ إدارة الصراع ضدّ المقاومة وتحريك القوى المناهضة لها محليا،وهو لا يزال يقوم بهذا الدور بعد انتقاله الى مهام مساعد الوزيرة هيلاري كلينتون"، مشيرا الى أن "أولوية السياسية الامريكية هي كيفية افتعال فتنة سنية شيعية انطلاقا من لبنان وذلك لاستهداف المقاومة وتقييد حريتها وتصفية القضية الفلسطينية إضافة الى نقل الصراع من عربي - اسرائيلي الى عربي - ايراني".

ولفت سكرية في حديث الى موقع "الانتقاد" الى أن فليتمان هو الخبير في شؤون الصراع بين قوى المقاومة والقوى المناهضة لها ، وهو يعبّر عن مخطط واشنطن لما ستنفذه في المرحلة القادمة ابتداء بالقرار الظني الى الانسحاب الاسرائيلي من قرية الغجر المحتلة والادعاء بالتزام "تل أبيب" بقرارات الامم المتحدة ، وذلك لتصوير لبنان في مرحلة لاحقة بأنه في موقع المعتدي اذا ما حصل اي اطلاق نار، ليوضع لبنان في مواجهة الشرعية الدولية وبالتالي وضع المقاومة في صراع مع الشرعية اللبنانية".

وأشار سكرية الى أن "العدو لو كان قادرا على هزيمة المقاومة في لبنان، لما لجأ فيلتمان الى هذه الاساليب"، مؤكدا ان "المقاومة التي تمتلك القوة العسكرية
باستطاعتها اليوم القضاء على كلّ المؤامرات"، وأضاف أن "القرار الظني سوف يضع حزب الله بمواجهة فريق من اللبنانيين"، ورأى أن "هذا السنياريو يتطلب تحمّل لبنان لمسؤولية كبيرة أمام المجمتع الدولي ولما قد يصدر عنه من قرارات تضيّق على المقاومة واتهامها بأنها تقف وراء الضائقة الاقتصادية والسياسية التي يعيشها البلد".

سكرية تطرق الى تقرير محطة CBC الكندية وما تضمنه من تسريبات حول القرار الظني، فأكد أنه "أظهر مدى الاختراق الاسرائيلي وتعاون العدو وبريطانيا وأمريكا وفرنسا مع المحكمة الدولية، ما يعدّ دليلا واضحا على تسييس المحكمة، واستخدمها كأداة لضرب كل القوى المعادية للمشروع الصهيوني في المنطقة".
من جهة ثانية، شدّد عضو كتلة الوفاء للمقاومة على أن "قطاع الاتصالات في لبنان ليس قطاعا استثماريا وماليا فحسب، بل هو قطاع أمني لما يمسّ بالمصلحة الوطنية"، داعيا الى "اتخاذ كلّ الاجراءات الكفيلة بتحصين الامن الوطني من الاخترقات والقرصنة الاسرائيلية لشبكات الهاتف المحلية من خلال آلية توظيف تراعي الشروط الامنية والتقنية، واعتبر أنه "يجب الاقدام على مشروع مدّ الالياف البصرية تحت الارض الذي يعدّ الاكثر حصانة من اختراقات العدو ومحاولاته التشويش على هذا القطاع".

أسود
بدوره ، وضع عضو تكتل التغيير والاصلاح النائب زياد أسود كلام فيلتمان الاخير في "إطار مشروع ضرب المقاومة المستمرّ في لبنان"، وأشار الى أن "هناك بعض المراهنين على الساحة الداخلية يؤيدون هذا المشروع".


وفي حديث الى موقعنا، اعتبر أسود أن "تصريحات مساعد وزيرة الخارجية الاميركية تشكّل تدخلا سافرا في شؤوننا الخاصة وبحياتنا السياسية، وهي هجوم على فريق وحزب له نوابه ووزراؤه في الحكومة"، آسفا لـ" سكوت مجلس الوزراء حتى اليوم على هذه المواقف، ولعدم استدعاء فيلتمان وتوجيه اللوم اليه عبر القنوات الخارجية"، وأكد أن "هذا يعدّ تقصيرا على المستوى الرسمي، ويدلّ على عدم قدرة مسؤولينا على القيام بواجباتهم".

ولفت أسود الى أن "فيلتمان وإدارة بلاده يخططان لزرع شكوك حول حزب الله عبر شهود الزور، وتأجيج الفتن الداخلية، وخلق مشكلة بين المسيحيين والمسلمين، وضرب مشروعية سلاح المقاومة".

عضو تكتل التغيير والاصلاح علّق على تقرير CBC، فقال "إما هو حقيقة فعلا أو هو تغطية على ارتكابات قام بها فرع المعلومات"، وأضاف أنه "جزء من لعبة احتيالية لتبرير فيما بعد اتهام حزب الله باغتيال الحريري بالقول أن لدينا أيضا متهمين من خطنا السياسي".

كما رأى أسود أنه "يجب إعادة النظر في كلّ شبكاتنا الهاتفية واتصالاتنا وفي عمليات توظيف الاشخاص في قطاع الاتصالات".

وقال في الختام "يجب على فريق ١٤ آذار أن يقتنع أن محاولات خرق شبكة الاتصالات لا تمسّ فقط بفريق معيّن بل تشمل جميع اللبنانيين، وهم يتحملون جزءا من المسؤولية خاصة بسبب أدائهم السياسي الذي خلق بيئة حاضنة لهذه الخروقات". 

لطيفة الحسيني - الانتقاد




https://taghribnews.com/vdciwpap.t1ar52csct.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز