تاريخ النشر2010 25 November ساعة 17:54
رقم : 32129
بقلم: أحمد عبد الهادي المحارمة

نشر قوات أردنية في الضفة الغربية

وكالة أنباء لتقريب (تنا):
مصدر هذه المعلومات موقع "تيك ويبكا" الاستخباري الإسرائيلي العسكري والتي تقول إنه جرى خلال الفترة القريبة الماضية ولمدة اسبوعين مباحثات سرية مكثفة شملت "إسرائيل" ومصر والسعودية ودول أوربية في العاصمة الأردنية عمان، وافق خلالها السيد نتنياهو على تقديم تنازلات مقابل توقيع اتفاقية تسوية سلمية مع السلطة الفلسطينية (وليس إنهاء الاحتلال).
نشر قوات أردنية في الضفة الغربية
ربما لا يكون هذا المصدر صادقاً ۱۰۰ في المئة، ولكن تعودنا على معرفة الكثير من المعلومات الصحفية عن طريق الصحافة الإسرائلية، وخاصة تلك المعلومات ذات الطابع السري التي لا يجرؤ المسؤولون عن إعلانها، ولا تجرؤ الصحافة العربية على نشر أخبارها، وخاصة معلومات كتلك المنشورة على الموقع الإسرائيلي التي أشارت الى طلب إسرائيلي لنشر قوات أردنية في الضفة الغربية لتحل محل القوات الإسرائيلية في حماية أمن "إسرائيل"، وبذلك تكتمل الحلقة الداخلية والخارجية، فالقوات العربية وقوات اليونوفيل بالإضافه الى المطلب الإسرائيلي الجديد لنشر قوات أردنية في الضفة، تكون "إسرائيل" قد امنت حدودها جميعاً دون جهد عسكري أو مادي، ونقلت بنود هذه الكلفة المادية لتطوير اقتصادها ونشاطاتها التي تؤمن للشعب الإسرائيلي التقدم والازدهار والأمن واستمرار التفوق.
فما هي المصلحة الأردنية لقبول هذا المقترح المشؤوم والملعون، اذا كانت "إسرائيل" نفسها بكل التفوق العسكري والاقتصادي الكاسح
الذي تملكه لم ولن تستطع توفير الحماية والأمن لاحتلالها، وإن عذاب الاحتلال والمقاومة تؤرق جفونها على مدى سنوات الاحتلال الستين الماضية، وتستنزف اقتصادها وتضني جيشها وقادتها، ولم تشعر بالأمن والطمأنينة، وعانت اكثر مما عانى الشعب الفلسطيني، وستبقى هذه المعاناة ما دام الاحتلال جاثماً على الصدر الفلسطيني المنيع.
من البديهي القول إن لا مصلحة أردنية وطنية وقومية لأخذ مواقع القوات الإسرائيلية في الضفة الغربية لحماية الأمن الإسرائيلي، حسب المعطيات الحالية:
* عدم رحيل الاحتلال عن كامل القدس والضفة والاعتراف بالدولة الفلسطينية بحدود الرابع من حزيران ۶۷.
* "إسرائيل" بكل ثقلها العسكري وما تتلقاه من مساعدات عسكرية أمريكية تقدر بالمليارات وضمان تفوقها على الدول العربية جمعاء وحتى الإقليمية، عجزت تماماً عن توفيرالحماية والأمن خلال الستين سنة الماضية.
* "إسرائيل" زائدة مولر/ دايتون وقوات الأمن الفلسطينية لم تنجح أبداً بإنجاز مهمة استقرارالأمن والسلام في فلسطين المحتلة.
* اذا لم تنسحب "إسرائيل" حتى حدود الرابع من حزيران/۶۷ فلن يسمح لها الشعب الفلسطيني بالإحساس بالأمن الشامل، باعتبار أن حقوقه أبعد من ذلك.
* جميع ابناء الضفة الغربية من عمر الخمسين عاما
لا يعرفون الأردن، فقد ترعرع ذوو العشر السنوات من العمر في كنف الاحتلال، والباقون ولدوا وكبروا وهم يرون عبث العسكرية الإسرائيلية في ديارهم واستباحتها مدنهم وقراهم ومنازلهم وعمليات التطهير والقتل والاعتقال والسجون والحواجز والقهر وشاركوا فعلياً بالمقاومة.
* هؤلاء أبناء فلسطين سيرون في الجيش الأردني بديلاً للجيش الإسرائيلي ما يستدعي عدم القبول وخاصةً من شعب تعود المقاومة ومارس تكتيكها وأنجز كثيراً من العمليات الناجحة والمقاومة الشرسة.
* اذا قام الجيش الأردني مقام الجيش الإسرائيلي، فقد أوقع نفسه داخل الفخ الإسرائيلي من جهاته الأربع بالإضافة للمقاومة الفلسطينية التي سترى احتلالا بدلاً من احتلال وستكون الممانعة والمقاومة أكثر شراسة ودموية.
* هل ستتحمل الموازنة الأردنية المالية كلفة العمليات الأمنية التي تقدر بمليارات الدولارات ولمئات السنين القادمة، حيث لم تستطع أمريكا بكل ثقلها الاقتصادي والعسكري كأكبر قوة عالمية من تحمل نفقات العمليات في افغانستان مالياً وعسكرياً ومعها حلف الأطلسي، فكيف للأردن تحمل أعباء مثل هذه المسؤولية، وإن قدمت له مساعدات فمن يضمن استمرارها مئات السنين لدعم المهمة المقترحة.
* كيف سينظر الجنود والقادة والشعب الأردني
لهذه المشاركة، عندما تمنى العائلات بالشهداء ويحس الجنود بالإعياء والتعب وثقل المسؤولية، وعندما ترهق الكلفة المالية موازنة الدولة المرهقة سلفاً، وربما يسبب المشاركة في الحرب على الإرهاب. من سيضمن عدم ردود الفعل التي ان حدثت ستكون كارثية وربما تؤدي الى احتلال الضفة الغربية مرة اخرى حيث تعود القضية الى المربع الأول مع احتمالية نشوب قتال بين الجيش العربي وقوات الغزو الإسرائيلي.
* هل ستؤدي عودة القوات الأردنية لقواعدها الى حصول نوع من التمرد والعصيان والذي إن حصل سيجر البلاد الى الفوضى والى بعض عمليات الاقتتال الداخلي وهي فرصة "إسرائيل" المنتظرة إكمال عليمات الترانسفير والطرد الذي سيجعل من الأردن منطقة نفوذ إسرائيلية تنعش الذاكرة والحلم اليهودي بملامسة الفرات (من الفرات الى النيل).
* هل هذا الوصف سيقود الى الوطن البديل، الحلم الإسرائيلي المعلن ويتحقق لها فلسطين كاملة وطناً يهودياً خالصاً.
في هذه المقدمة البسيطة أفكار بصوت مرتفع حول ما يحاك لنا في الظلام، والذي سترافقه ضغوط هائلة لقبوله أو فرضه، اذا تم اقراره، فأي مصلحة لنا أو حتى للشعب الفلسطيني، انها مؤامرة مداخلها ومخارجها واضحة، هي مؤامرة الوطن البديل التي بدأت منذ زمن ولا تزال مستمرة، ومن يعش فسوف يرى.

https://taghribnews.com/vdci3zap.t1arr2csct.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز