ها قد أطلت الذكرى السنوية السابعة على رحيل العلامة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله (رحمه الله)، ولا تزال الساحتان العربية والإسلامية - بل كلّ الدنيا - تفتقد هذا العالم الرسالي الحركي التوعوي الذي قلَّ مثيله.
شارک :
الشّيخ صهيب حبلي
إنّ لرحيل سماحة السيّد الآثار العاطفية والسياسية والعلمية والإرشادية والدعوية والجهادية والحركية. أمّا عاطفيّاً، فقد شعرنا بعد فقدانه بخواء في الحبّ الّذي كان ـ رحمه الله ـ يفيض علينا به. وأمّا سياسيّاً، فقد افتقدت الأمتان العربية والإسلامية رقماً سياسياً صعباً في المعادلة السياسية العامّة. وأمّا علميّاً وفكريّاً، فقد كان من العلماء والمفكّرين النادرين الذين لا يتجاوزون عدد أصابع اليد الواحدة. وأمّا إرشاديّاً ودعويّاً، فقد كان من أكثر المرشدين والدّعاة فهماً وإحاطة بالواقع الشعبيّ، ولا سيّما بالواقع الشبابي. وأمّا جهاديّاً، فقد كان أباً للمجاهدين .
لقد رحل ـ رحمه الله ـ وترك فينا جملة من قواعد العيش المشترك بين الطّوائف، والوئام بين المذاهب، والالتحام بين المجاهدين والمؤمنين .
لقد كان ـ رحمه الله ـ بحقّ، كما عبّر بعض المفكّرين عنه (جاسر الهوّات)، ولاتزال كلماته المضيئة حاضرة في أذهاننا، ودارجة على ألسنتنا، من قبيل (الانفتاح) و(الأحبّة والمحبّة) و(الحركية) و(أنسنة الإنسان) و(التلاقح الفكري) وغير ذلك ، كما أنّه لاتزال أصداء أدعيته التي كان يقرأها بصوته تطرق أسماعنا، ولاتزال خطبه يوم الجمعة تفتح مسام أفكارنا، ولايزال السيّد النوراني الوجه، وسيبقى يرسم لنا معالم الطّريق إلى ما شاء لله .