تاريخ النشر2014 18 April ساعة 00:51
رقم : 156732

الضابط الإسرائيليّ الذي قُتل في حاجز ترقوميّا يُربك الأجهزة الأمنيّة

تنا
سلط الإعلام العبريّ الضوء على اكبر وحدة إسرائيلية للتجسس الالكتروني، والموجودة في النقب. يأتي ذلك عقب عملية حاجز ترقوميا، التي قتل فيها الضابط باروخ مزراحي، الذي قالت عنه صحيفة (هآرتس) إنّه خريج القاعدة التي تُعد أهم وأكبر قاعدة تجسس إلكترونية بالنقب للتنصت على البث الإذاعي والمكالمات الهاتفية والفاكس والبريد الإلكتروني في قارات آسيا وإفريقيا وأوروبا.
الضابط الإسرائيليّ الذي قُتل في حاجز ترقوميّا يُربك الأجهزة الأمنيّة

 زهير أندراوس
وأضافت الصحيفة أنّ عددًا من خريجي الوحدة، انتقلوا إلى مناصب حساسة في إسرائيل، مثل قاض في المحكمة العليا، ومديرة وزارة المالية وكاتب عالمي معروف، بالإضافة إلى صاحب إحدى أشهر شركات تدقيق الحسابات في إسرائيل وعالم مشهور، وكوميدي مسرحي، إلى رئيس الائتلاف الحكومي الحالي. ووصفت الصحيفة (الوحدة ٨٢٠٠) الاستخبارية بسلم القفز الآمن إلى أدغال سوق العمل في إسرائيل، هذا بالإضافة إلى عشرات الخريجين من الوحدة، الذين أقاموا عدة شركات تكنولوجية بارزة في إسرائيل واندمجوا في وظائف صناعة (الهاي – تك).

كما لفتت الصحيفة إلى أنّ الوحدة هي الأكبر في مجال التكنولوجيا الاستخبارية في جيش الاحتلال، حيث تستخدم تقنيات متطورة ولغات مختلفة، وقد انشأ خريجوها عشرات الشركات التي تعمل في مجال الاتصالات وأمن المعلومات.

ووفق المصادر الإسرائيليّة فقد شكّل الجيش وحدة عسكرية للحرب النفسية تعمل أساسًا ضد الفلسطينيين، وصودق مؤخرًا لها على إضافة عشرات الكوادر الجديدة حيث انتهى قائد الوحدة من تعبئة الشواغر بالضباط.

وتهدف هذه الوحدة إلى القيام بحملات للتأثير على مواقف الجمهور الفلسطيني، من خلال الدعاية، والحرب النفسية وأحيانًا مناورات التضليل. وتابعت المصادر: كان عمل وحدة الحرب النفسية في الجيش مركزا خلال انتفاضة الأقصى، غير أنّه بعد فشل الجيش في الحرب الأخيرة
على قطاع غزة ساد في الجيش إحباط شديد نتيجة الصعوبة في التأثير على مواقف السكان الفلسطينيين في القطاع أوْ بشكل عام إيجاد سبل للاتصال بهم والتأثير عليهم بعد أنْ رفع انسحاب إسرائيل من غزة من رصيد المقاومة التي هزمته ميدانيًا ونفسيًا.

وفي هذا السياق، نُقل عن وزير الأمن، موشيه يعلون قوله إنّه في كثير من الأحيان هناك حاجة إلى كي الوعي الفلسطيني، لإقناع الفلسطينيين بأنّ استخدام العنف ضد إسرائيل لن يؤدي بهم إلى تحقيق انجازات، وقرر يعلون كجزء من المعركة على الوعي منح الوحدة مكانة قسم وجعل على رأسها ضابط استخبارات قديم برتبة عقيد. وقد تلقى عددًا كبيرًا من الكوادر الضباط وجند بعضهم، وأعطيت أولوية لإدراج ضباط من الناطقين بالعربية في هذه الخدمة. ويخضع قسم الحرب الإعلامية مباشرة لشعبة العمليات في هيئة الأركان، ولكن الموجه المهني فيه هي شعبة الاستخبارات العسكرية (امان) التي يقودها الجنرال أفيف كوخافي.

وبحسب المصادر عينها تهدف الوحدة من خلال مهامها المختلفة إلى التأثير على معنويات الفلسطينيين وأفكارهم، ودق الأسافين بينهم وبين المقاومة وذلك من خلال: الترويج لأسطورة الجيش الذي لا يُقهر، والحرص على إظهار التفوق التكنولوجيّ. استغلال المعارك السابقة كرصيد يستشهد به، وإشاعة عدم الثقة بالنفس لدى الفلسطيني. إخفاء الأخبار الملائمة للخصم وتضليله عنها خاصة في حركة الجيش ومهامه. التركيز على هدف واحد في وقت واحد من خلال وسيلة الهجوم المركز، مثل عدم جدوى خطف شليط وإبقائه في قبضة آسريه، وتبرير الأعمال العسكرية الإسرائيليّة والزعم بأنّها من أجل السلام، وموجهة ضد العناصر الإرهابية لتدفع ضعاف النفوس للتعاون معه.

كما تعمل الوحدة على تشويه سمعة رجال المقاومة مطلوبين وشهداء وأسرى كما حصل مع الشهيد محمود المبحوح والأسير مروان البرغوثي. وأضافت المصادر عينها، قامت الوحدة بالتشويش
على تردد الإذاعات الفلسطينية التي تدعم المقاومة وبثت دعاية إسرائيلية عليها، بالتعاون مع الوحدات الالكترونية المختصة، فقد قام عناصر هذه الوحدة بالسيطرة لبعض الوقت على تردد محطة (صوت الأقصى)، التابعة لحركة حماس، ومحطة (صوت الشعب)، التابعة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ومحطة (صوت القدس)، التابعة لحركة الجهاد الإسلامي، كما أقدمت على بث الدعاية الإسرائيلية عبر اختراق بث الفضائيات الفلسطينية (الأقصى والقدس) وبث دعاية ضد المقاومة.

كما أشارت المصادر إلى أنّ ضباط الحرب النفسية فيها على اتصال مع صحافيين إسرائيليين يغطون العالم العربي، وكانوا ينقلون إليهم أنباء مترجمة عن صحف عربية وكانوا يضغطون على المراسلين لنشرها. بالإضافة إلى ذلك، تقوم الوحدة على استحداث الأفكار الخاصة بالحرب النفسية الممارسة ضد من تصفهم إسرائيل بالأعداء، ومن المهام المستحدثة للوحدة يقوم عناصرها بالتعليق على الأخبار والمواد الصحافية الموجودة على المواقع العربية الالكترونية، لزعزعة الثقة في المقاومة وبث روح الانهزامية لدى القراء الفلسطينيين والعرب، وأكدت العديد من المصادر على أنّ عناصر من الوحدة ممن يتقنون اللغة العربية يقومون بكتابة تعليقاتهم، وإرسالها بأسماء عربية في المجلات والصحف والمواقع الإخبارية كلها تهاجم المقاومة بطرق ذكية مثل تأييد المقالات التي تهاجم المقاومة، وتهاجم المقالات المساندة للمقاومة.

ومن القصص اللافتة التي مارستها الوحدة لتشويه المقاومة وإرباك تفكيرهم: صحيفة (يديعوت احرونوت) زعمت أنها نقلت عن مصادر مقربة من فريق التحقيق في اغتيال المبحوح، أن فتاة أجنبية كانت كما يبدو ضمن فريق الاغتيال ودخلت مثل بقية الأعضاء بواسطة جواز سفر أوروبي، لافتةً إلى أنّ جهات التحقيق لا تعرف حتى الآن على وجه التحديد طبيعة مهمة الفتاة ضمن تشكيلة الفريق، لكن يُعتقد أنها استخدمت لإغراء المبحوح كي يفتح باب غرفته.
https://taghribnews.com/vdcds90fxyt0k56.422y.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز