الجمهورية الاسلامية أحيت الاسلام و أعادت القرآن الى واقع الحياة
تنا - خاص
في ظل التحديات الخطيرة التي تواجه الامة الاسلامية ، و محاولة تشتيت وحدة المسلمين و اضعاف شوكتهم ، لا تألوا وسائل الاعلام المأجورة جهداً في إثارة الخلافات المذهبية و ايقاد نار الفتنة الطائفية بين اتباع المذاهب الاسلامية ، من خلال الترويج لإتهامات واهية و مزاعم مختلقة بشأن اوضاع الاقليات المذهبية في البلدان الاسلامية .
شارک :
في محاولة للتعرف على حقيقة ما يروج له الاعلام المأجور في هذا المجال بشأن الجمهورية الاسلامية في ايران ، التقى مراسل وكالة انباء التقريب (تنا) بمدينة بجنورد عدداً من كبار علماء الدين السنة في محافظة خراسان الشمالية ، فكان هذا الحوار :
يجمع كبار علماء الدين السنة في محافظة خراسان الشمالية ، على أن أهل السنة و الجماعة كانوا قبل الثورة الاسلامية يعانون من مضايقات عديدة ، و لم يكن بوسعهم ممارسة انشطتهم الدينية بحرية ، غير ان الوضع اختلف تماماً بعد انتصار الثورة ، حيث يتمتع السنة اليوم بحرية دينية و مذهبية كاملة . هذا فضلاً عن أن المدارس العلمية و مساجد ابناء السنة كانت محدودة و مجهولة ، أما اليوم فان الحوزات العلمية و المدارس الدينية و المساجد باتت مشهودة في كل مكان ، مما يدل على الحرية التامة التي يتمتع بها أهل السنة و الجماعة في ايران الاسلامية .
و في هذا الصدد يقول الحاج غفور آخوند يزداني ، امام الجمعة لأبناء السنة بمدينة راز و جركلان :أن ابناء السنة في ايران ينعمون اليوم، ببركة الثورة الاسلامية و اهتمام سماحة القائد المعظم ، بالكثير من الامكانات الدينية و الرفاهية التي كانوا يفتقدون اليها قبل الثورة ، سواء بالنسبة لتعداد المساجد ، و الحوزات العلمية و المدارس الدينية ، و صلاة الجمعة ، الى غير ذلك .
و يضيف آخوند يزداني : ارساء الامن و الاستقرار ، و الحرية الدينية و المذهبية ، و أواصر الأخوة و الوحدة ، تعتبر من النعم الكبرى التي بات ينعم بها أهالي المنطقة بيمن و بركة الثورة الاسلامية .
و يتابع امام الجمعة بمدينة رازو جركلان : من الواضح أن اعداء الاسلام يحاولون بكل السبل تفريق المسلمين و تشتيت صفوفهم لعلهم يتمكنوا من تحقيق اهدافهم . و لهذا فان من الواجب على كل مسلم ، سواء من السنة أو الشيعة أو اي فرقة اسلامية أخرى، تناسي الاختلافات الجانبية و التفكير بوحدة الصف الاسلامي .
و يشدد آخوند يزداني على اهمية التقارب و التآلف بين اتباع المذاهب الاسلامية ، و توحيد المواقف في ضوء المبادىء و القواسم الاسلامية المشتركة ، و تعزيز الحوار بين علماء المذاهب للتوصل الى تفاهم مشترك ، و العمل معاً على تقليص التباين الفقهي و العقائدي من خلال اعتماد مبدأ الاجتهاد الراقي .
من جهته لفت آبا آخوند درخشان ، مدير الحوزة العلمية السنية بمدينة صعود بالا ، الى اوضاع السنة في ايران موضحاً : أن أهل السنة و الجماعة يتمتعون اليوم بكافة الحريات في ظل الثورة الاسلامية و على مختلف الاصعدة ، بما في ذلك الانشطة الثقافية و التوعية المذهبية ، فضلاً عن مضاعفة عدد المساجد و الحوزات العلمية و المدارس الدينية لأبناء المنطقة .
و يضيف آخوند درخشان : خلال حكم النظام الشاهنشاهي المنحوس ، لم تكن المناطق السنية في ايران تحظى بأية عناية و رعاية ، و كان اهالي المنطقة يفتقرون الى ابسط الخدمات و الامكانات الرفاهية . غير أننا اليوم ننعم بكافة الامكانات الدينية و الرفاهية و التي تتجلى في المساجد و صلاة الجمعة و المناسبات الدينية من اعياد و مواليد .
و في جانب آخر من حديثه ، شدد امام الجمعة على اهمية وحدة المسلمين في ظل الظروف الراهنة موضحاً : إذا ما استطعنا اليوم أن نكون قدوة و اسوة للدول الأخرى ، فان ذلك وليد التعاضد و التكاتف و التلاحم الذي يبعث على الفخر بين علماء الدين السنة و الشيعة في ايران . و لاشك في أن مثل هذا التآزر و التضامن و الاتحاد بين المسلمين بمختلف مذاهبهم و طوائفهم ، يشكل شوكة في عيون اعداء الاسلام الذين لا يروق لهم رؤية هذا التآخي و هذه الاخوة بين الشيعة و السنة .
بدوره يشير بابا آخوند مخدومي مدير الحوزة العلمية لأبناء السنة في تنكه تركمن ، الى أن أبناء المنطقة كانوا يعانون كثيراً في عهد النظام البائد في مختلف المجالات ، سواء على صعيد الحريات الدينية أو الامكانات الرفاهية . بل يمكن القول أن المنطقة كانت مهملة تماماً . غير أننا اليوم ننعم ببركة الجمهورية الاسلامية بمختلف الحريات الدينية و المذهبية ، و قد شهدنا انتشاراً واسعاً للمساجد و المدارس الدينية ، و اهتماماً ملفتاً للارتقاء بمستوى التعليم الديني و التوعية الاسلامية لأبناء المنطقة ، و تلبية مختلف احتياجاتهم الدينية و الرفاهية .
و يوضح بابا آخوند مخدومي : لقد كنّا نعاني الكثير قبل انتصار الثورة الاسلامية ، و كنا نشكو من المضايقات و غياب الحريات الدينية ، إلا أن الوضع قد اختلف اليوم تماماً ببركة الجمهورية الاسلامية ، و تحسنت ظروف أبناء المنطقة المعيشية و الاجتماعية و الثقافية ، و أخذ الجميع ينعم بالحريات الدينية و الانشطة الفكرية و الثقافية بدعم و مساندة من كبار المسؤولين و الاجهزة الحكومية . و يكفي أن تلقي اليوم نظرة الى عدد المساجد و المدارس الدينية و التوعوية التي تمارس نشاطها بكل حرية التي كنّا نفتقد اليها في السابق تماماً ، لتدرك مدى الرعاية و الاهتمام الذي تحظى به المنطقة في ظل الجمهورية الاسلامية و قيادتها الحكيمة .
و يخلص استاذ الحوزة الدينية السنية بمدينة تنكه تركمن للقول : لابد للمسلمين من التمسك بالنهج القرآني ، و الانصياع لأوامره و نواهيه ، و ذلك بالتخلي عن التنازع و التناحر و اساءة الظن ازاء بعضهم البعض ، و نبذ الخلافات و التعصب و الفرقة ، و العمل معاً على طريق تحقيق وحدة الامة الاسلامية .