تاريخ النشر2015 19 April ساعة 13:45
رقم : 189153

العدوان السعودي على اليمن و النتائج المعكوسة

تنا - خاص
لقد راهن النظام السعودي كثيراً على حلفائه من الدول العربية و الاسلامية في المشاركة بهذه الحرب غير المقدسة ، غير ان مواقف هذه الدول جاءت مخيبة للآمال و لم تعد تنفع معها إغراءات المال السعودي
العدوان السعودي على اليمن و النتائج المعكوسة
 استشهاد و جرح أكثر من ثلاثة آلاف من أبناء الشعب اليمني نتيجة  للعدوان السعودي الاميركي الغاشم على هذا البلد العربي المسلم ، و خروج آلاف اليمنيين في تظاهرات احتجاجية حاشدة لشجب و استنكار جرائم المسؤولين السعوديين بحق أبناء جلدتهم الابرياء العزل ، يشير بوضوح الى مدى عبثية هذه الحرب التي يصرّ المسؤولون السعوديون على مواصلتها  أملاً بعودة اليمن الى الهيمنة السعودية و استمرار إذلالهم و مهانتهم لكرامة الشعب اليمني الأبي .. في محاولة لتسليط  الضوء على أبعاد و ملابسات هذه الحرب الظالمة ، التقى مراسل وكالة أنباء التقریب (تنا) الباحث و الخبير في القضايا الدولية الدكتور حسن لاسجردي ، فكان  الحوار الآتي :

يرى الدكتور لاسجردي أن الرياض لا تألوا جهداً للحد من تنامي نفوذ انصار الله و الحيلولة دون وصولهم الى السلطة . و يبدو  أنها تعقد آمالاً كبيرة على هذه الحرب لتحقيق ما تصبو اليه مهما كلف الثمن . بيد أن وقائع هذه الحرب و ما اسفرت عنه لحد الآن ، خيّب آمال المسؤولين السعوديين الى حد كبير . إذ أنهم كانوا قد راهنوا كثيراً على حلفائهم من الدول العربية و الاسلامية في مشاركتها بهذه الحرب غير المقدسة ، غير ان مواقف العديد من هذه الدول جاءت مخيبة لآمالهم  و لم تعد تنفع معها إغراءات المال السعودي . و قد تجلى ذلك بوضوح من خلال مواقف كل من باكستان و تركيا و مصر و دول أخرى . هذا فضلاً عن مراهناتهم  على الداخل اليمني و طبيعة التركيبة القبلية للمجتمع اليمني ، و امكانية كسب ولاء القوى السياسية و الاجتماعية التي اغدقت عليها السعودية بسخاء طوال العقود الماضية ، غير أن ذلك لم يحدث ، بل و جاء منافياً لما كانت تتمناه ، مما يشكل صدمة كبيرة غير متوقعة بالنسبة لها .

و حول مستقبل نظام الحكم في اليمن ، و امكانية عودة عبد ربه منصور هادي الى سدة الحكم ، يقول الباحث لاسجردي : يبدو أن عودة منصور هادي الى السلطة  أمر مستبعد  بالكامل ، لان مثل هذه العودة تتعارض تماماً مع توجهات الحراك الشعبي العام الذي يهيمن على الساحة اليمنية بمختلف مشاربه. ذلك أن الجرائم التي ارتكبت خلال هذه الحرب و الدمار الذي خلفته في هذا البلد نتيجة لإستهدافها المرافق الحيوية و البنى التحتية للشعب اليمني ، لم تدع مجالاً للمصالحة أو المهادنة مطلقاً . هذا فضلاً  ان منصور هادي  كان قد فقد شرعيته و بات اليوم ملاحقاً من قبل القضاء اليمني بسبب تخليه عن مسؤولياته و هروبه من البلد ، و تورطه في إذكاء الصراعات السياسية و الخلافات الاجتماعية .  

و عن الاجراءات التي يمكن أن يلجأ اليها المسؤولون السعوديون للتعويض عن الاخفاقات السياسية و العسكرية التي منيت بها السعودية نتيجة امتناع باكستان عن المشاركة في هذه الحرب ، يرى الاستاذ لاسجردي : تحاول السعودية بكل الوسائل و السبل كسب دعم و تأييد أهل السنة من ابناء المنطقة لهذه الحرب التي تحرص على اضفاء صبغة مذهبية عليها . و أن مثل هذا الامر لا يقتصر على الدول العربية فحسب ، بل تسعى الى الزج بالعديد من الدول غير العربية فيها ايضاً ، خاصة باكستان . و من الواضح   أن المسؤولين السعوديين يتصورون أن بوسعهم  تحقيق كل شيىء عن طريق سلطة المال . حتى أنه يمكن القول أن السعودية  كلما عجزت عن تحقيق ما تصبو اليه عن طريق السياسة ، تحاول تحقيقه من خلال دولارات النفط .

و يرى الدكتور لاسجردي أن السعودية نجحت على مدى سنوات متمادية في تسخير سلطة  المال لتحقيق تطلعاتها السياسية ، و محاولة  نشر الفكر الوهابي في العديد من البلدان الاسلامية مستغلة  الفقر و الحرمان و ضنك العيش الذي يخيم على أبناء هذه البلدان . غير أن الظروف قد تغيرت الآن ، و أن الشعوب لم تعد تركن الى الخضوع و الخنوع  ، و لم تعد مستعد للتخلي عن حريتها  و عزتها و كرامتها مقابل زعماء و حكام اذلوها على مرّ التاريخ .
 
 
 
https://taghribnews.com/vdcgny9qwak97q4.,rra.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز