تاريخ النشر2015 6 May ساعة 09:45
رقم : 190841

فائض التسلح السعودي يقتل فقراء اليمن

المشاكل الإقتصادية في العالم لم تمنع شراهة المملكة العربية السعودية على شراء السلاح، فهي تشتري دون شبع او اكتفاء، تزاحم الدول الكبرى بالإنفاق العسكري ، و تحتل المرتبة الثالثة عالميا بعد الولايات المتحدة والصين ، متخطية روسيا بحوالي 10 مليار دولار .
فائض التسلح السعودي  يقتل فقراء اليمن
 يقول الخبير الإقتصادي اللبناني الدكتور كامل وزنة : في الآونة الأخيرة و مع انتشار الفوضى والحروب في منطقة الشرق الأوسط  والإنفاق العسكري غير المعهود من دول الخليج ( الفارسي) على التسلح ، بحيث المملكة العربية السعودية أصبحت تتخطى في العام 2014 روسيا وبريطانيا وفرنسا بالإنفاق العسكري. و حسب الأرقام التي نشرها المركز الدولي للدراسات الإستراتجية ،  احتلت المملكة  المرتبة الثالثة من حيث الإنفاق العسكري (80.8 مليار دولار) ، بعد الصين(129 مليار دولار) ، والولايات المتحدة (581 مليار دولار) التي تأتي في المرتبة الأولى ، اما روسيا فهي بالمركز الرابع بمبلغ ( 70 مليار دولار).
 
وأضاف الدكتور وزنة :  بعبارة أخرى ،  تمّثل السعودية المرتبة الأولى من حيث الإنفاق العسكري بالنسبة للناتج القومي ويمثل 10 % ، ويعتبر من أعلى النسب الموجودة في العالم . 
 
ولفت : في الوقت الذي تحاول فيه الدول تخفيف الإنفاق العسكري مثلا ألمانيا التي لا يتخطى إنفاقها 1.2% من الناتج القومي ، نرى تهافت السعودية على شراء طائرات f15  من شركة بوينغ ،والإمارات اشترت طائرات f16  من لوكهيد مارتن ، ويتم قصف اليمن بهذه الأسلحة المتطورة وغيرها من المناطق.
 
ورأى وزنة : أن الفائض المالي في دول الخليج يتم استعماله في شراء الأسلحة بحجّة التهديد الخارجي ولا تدفع الأموال على البنى التحتية وهذا يعتبر خطرا على إقتصاد هذه الدول.
 
وأضاف الخبير الاقتصادي  :  أن عنصر الخوف خلق ذرائع كبيرة وغير واقعية دفع هذه الدول لتدمير نفسها بنفسها ، فالثروات ممكن أن تستعمل للتعمير وممكن أن تستعمل للتدمير، فامتلاك القوة وغياب الحكمة يؤدي إلى نزاعات وخلق عداوات لا يمكن ترميمها . باليمن هناك حالة انسانية كبيرة ، هناك اكثر من 900 الف طفلا يعيشون تحت سقف الفقر ، واكثر من 260 ألف طفلا يعانون من الجوع،واليمن كان بحاجة ربما إلى 4 أو 5 مليار دولار للقضاء على الفقر والحرمان فيه، لكن نلاحظ  أن دول تمتلك النفط  مستعدة ان تنفق اكثر من 100 مليار دولار في الحروب ، ولا تقدم بضعة مليارات تستطيع ان تنجي مليون طفل من الجوع والعطش.
 
وأشار الدكتور  وزنة :  ليس عيباً ان تمتلك الدول قدرات عسكرية ، ولكن للدفاع وليس للهجوم ، وفائض القوة يتم إفراغه اليوم في المكان الخطأ ، وامتلاك القوة اليوم لا يعطي هذه الدول الأمان ، لا و بل هو عبء عليها .
 
و أوضح :  ان اوروبا اليوم وبعدما جربت الحروب ومآسيها ،هي الآن لا تريد التسلح وتريد النمو الإقتصادي في بلدانها ، فهل العالم العربي يفكر بالنمو الإقصادي؟ هل يعرف انه يجب عليه من الآن ولغاية عام 2020 ان يؤّمن 80 مليون وظيفة للشباب العاطلين عن العمل.
 
وخلص الدكتور وزنة للقول : معاناة اليمن ليست جديدة بل أنه يعاني منذ زمن بعيد ، وهناك طاقات لا تستخدم ، وفي الآونة الأخيرة عصف به الإرهاب الذي دمر البيئة الإقتصادية التي تشكل العامل الأساسي في التطور ، و " القاعدة  " تقوم باستهداف المنشآت النفطية والثروات وتحاول تدميرها ، وكان هناك إمكانية ان يصدّر اليمن 400 إلى 450 ألف برميل في اليوم ، واليوم لا ينتج سوى 100 ألف بسبب استهداف الانابيب والمصافي والمنشآت .
 
 
https://taghribnews.com/vdcc0xqss2bqo48.caa2.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز