تاريخ النشر2022 27 April ساعة 17:44
رقم : 547311

تحديات القضية الفلسطينية

تنا - خاص
تواجه القضية الفلسطينية اليوم وبعد مضي اكثر من 70 عاما على احتلال الارض والمقدسات عدة تحديات تعرقل مسيرة تحرير الارض من الكيان الغاصب وتضع عقبات ، منها سياسية واخرى اقتصادية وعسكرية ، امام محور المقاومة .
تحديات القضية الفلسطينية
الخلاف الفلسطيني
مما لا شك فيه ان وحدة الصف الفلسطيني يلعب دورا مهما في تعاظم قوة الشعب الفلسطيني ومقاومته وعزمه على تحرير الارض ، ولكن ومنذ ان اختارت منظمة التحرير الفلسطينية "فتح" طريق التفاوض والمساومة مع المحتل على اساس تقييم الواقع وطريقة التعامل معه ، افترقت الطرق والتوجهات لتحرير الارض مع باقي الفصائل الفلسطينية المجاهدة مثل حماس والجهاد الاسلامي ، التي ترى بعبثية التفاوض مع الكيان الصهيوني وتؤكد على ضرورة الاستمرار بالمقاومة والصمود امام اطماع المحتل وتعبئة الشارع لتحرير الارض .

لم يتوقف الامر عند حد الاختلاف في التوجهات السياسية واختيار السبيل لتحرير فلسطين وانما وصلت الامر في بعض الاحيان الى تشديد التضييق على حركات المقاومة من قبل السلطة الفلسطينية لكي تخلى عن الاشتباك مع الكيان الغاصب وترضخ لسياسات السلطة والتفاوض مع الكيان الاسرائيلي .

وبلغ الصراع بين الحركتين، ذروته، عقب فوز حماس بالانتخابات التشريعية عام 2006
وفي عام 2007، نشبت اشتباكات مسلحة بين مقاتلي الحركتين في قطاع غزة، انتهت بسيطرة حماس، عليه.

الخلاف الرئيسي حول محورين : الغاء العمليات الفدائية والقبول بالدولة الفلسطينية المستقلة في الضفة الغربية وقطاع غزة عبر المفاوضات مع "اسرائيل" ، والثاني الاعتراف بحق "اسرائيل " في الوجود .

المقاومة ترفض الاعتراف بالكيان الاسرائيلي وتطالب بتحرير كامل الارض ولكنها لا ترفض باقامة الدولة في الضفة وغزة .

عدم رعاية الدول العربية للقضية الفلسطينية
الدول العربية ومنذ عام 1964 عندما اعترفت جامعة الدول العربية بمنظمة التحرير الفلسطينية "فتح" كالجهة الوحيدة التي تمثل الشعب الفلسطيني ، تخلت اغلبية الدول العربية عن دعم وحماية الشعب الفلسطيني في مواجهة العدو الصهيوني لتحرير الارض .
ومنذ ذلك الحين بدأ مشروع تهميش القضية الفلسطينية التي كانت تعتبر سابقا قضية العرب والمسلمين المركزية مع الكيان المحتل ، وتحولت الى قضية خلافات فلسطينية اسرائيلية .

وخلال هذه الفترة لم تقدم كافة الدول العربية اي مساعدة عسكرية للمقاومين في الاراضي المحتلة . وحتى ان الحكومة اللبنانية عندما طلبت من بعض الدول العربية في الثمانينات من القرن الماضي مساعدته عسكريا لتصدي الاعتداءات الاسرائيلية في الجنوب اشترطت هذه الدول اخلاء جنوب لبنان من المقاومين الذين يشكلون خطرا على المنطقة الشمالية للكيان المحتل .

الامر وصل الى حد تعاون الحكومة المصرية في زمن الرئيس المخلوع حسني مبارك ، مع الكيان الصهيوني في حربه على غزة عام 2008 .

الحصار والضغوط الاقتصادية على غزة
تضييق الخناق على الشعب الفلسطيني من خلال الحصار الاقتصادي وتحميل القطاع ثلاث حروب عبثية لم يخرج منها المحتل باي مكسب سياسي وعسكري الا انه كان يهدف من خلال هذه الحروب هدفين ، الاول تشديد الضغوط الاقتصادية من خلال تحميل حماس تكايف باهضة لاعادة الاعمار والثاني التأثير على القاعدة الشعبية لفصائل المقاومة وفي مقدمتهم حماس من خلال خلق انهيار معنوي بسبب هذه الحروب والضغوطات الاقتصادية ، ولكن الننائج وبعد كل هجوم عسكري شامل على غزة كانت عكسية حيث تضاعف تماسك الشارع الفلسطيني حول محور المقاومة ليس فقط على مستوى القطاع وانما شمل الضفة وداخل الاراضي المحتلة .

التطبيع الخياني
اخر محطة استخدمها الاستعمار الغربي بقيادة الولايات المتحدة هو تنفيذ مشروع اسماه بـ"صفقة القرن" ، والهدف منه اعتراف كافة الدول العربية بالكيان المحتل والتطبيع معه بذريعة احلال السلام والامن في منطقة الشرق الاوسط والانتهاء من المواجهة العبثية مع الكيان الاسرائلي ، والهدف الثاني الغاء نهائيا موضوع باسم القضية الفلسطينية .

ولتحقيق هذا الهدف بدأت بعض الدول العربية كالسعودية والامارات بتصنيف حماس منظمة ارهابية ، حيث بدؤا بالتضييق واعتقال بعض قيادات حماس كالذي حصل لبعض القيادات في السعودية .

هذا التحدي الاخير يعتبر اكبر واعقد تحدي تواجهها فصائل المقاومة للاستمرار بنهجها المقاوم لانه مما لا شك فيه سيشكل عقبة كبيرة امام تقوية القدرات العسكرية للمقاومة ورفع الحصار عن غزة وتحسي الوضع لاقتصادي لشعبها ان لم يتخلى عن نهجه المقاوم .

فالمظاهرات والمسيرات الشعبية في كافة انحاء العالم تحت عنوان دعم وحماية الشعب الفلسطيني ومطالبه المشروعة ، لم تغير شئيا ملموساً على ارض الواقع الفلسطيني ان لم تترجم هذه المشاعر الانسانية الى مساعدات مالية ولوجستية وتحشيد مقاومين من كل احرار العالم وخاصة العالم الاسلامي لمضاعفة قوة واقتدار المقاومة في وجه المحتل عندها ستتغير موازين القوى وسينهار مشروع التطبيع تلقائياً .

القرار الدولي 
القرار الدولي بقيادة الدول العظمى ، شرقه وغربه ، هو الحفاظ على الكيان المحتل في قلب العالم الاسلامي ومواجهة اي توجه ومخطط لانهاء الاحتلال وزوال الكيان الصهيوني ، وذلك لعدة اهداف منها التصدي لكل اشكال المقاومة ، وتهديد دول المنطقة فيما اذا قررت الخروج من دائرة السياسات الغربية والشرقية والهيمنة على ثروات العالم الاسلامي .

محمد إبراهيم رياضي  
 
https://taghribnews.com/vdca60nm649nye1.zkk4.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز