تاريخ النشر2012 2 August ساعة 14:47
رقم : 104337
رئيس مركز باحث للدراسات الفلسطينية لـ "تنا"

إذا تم تهويد القدس فلن يكون للمسلمين مكانٌ في العالم

"خاص تنا" - مكتب بيروت
أكد مدير مركز باحث للدراسات الفلسطينية الأستاذ وليد محمد علي أن الرهان اليوم على الصحوة الإسلامية في تطهير الأقصى من رجس الصهاينة وتحرير فلسطين وتصويب البوصلة نحو الصراع العربي - الإسرائيلي ليُدق المسمارُ الأول في نعش إسرائيل
إذا تم تهويد القدس فلن يكون للمسلمين مكانٌ في العالم
بعدما تصاعدت وتيرة إقتحام اليهود والصهاينة للأقصى وإنتهاك حرمته،وسط صمت عربي ودولي متواطىء،ما مصير القضية الفلسطينية؟ وما هو مستقبل إتفاقية كامب دايفيد للسلام بين مصر والعدو الصهيوني؟ وهل من صحوة إسلامية قريبة تعيد البوصلة إلى فلسطين؟أسئلة كثيرة توجهت وكالة أنباء التقریب بطرحها  على مدير مركز  باحث للدراسات الفلسطينية الأستاذ وليد محمد علي 

١-في ذكرى ما يسمى لدى اليهود والصهاينة بـ"خراب الهيكل" المزعوم،لم هذا التوقيت بالذات لتصاعد الإنتهاكات الإسرائيلية من جنود ومتطرفين يهود للأقصى الشريف والمجاهرة علناً بإزالته ناهيك عن تصاعدة وتيرة المشروع الإستيطاني في الضفة الغربية؟ 

بالتأكيد هناك الكثير من الأساطير للإستيلاء على فلسطين والتي يسعى الصهاينة لترويجها في الصراع العربي – الإسرائيلي من أجل إعطاءه صبغة عقادية دينية كاذبة.
ومحاولات تهويد الأقصى الشريف بدأت مع بداية المشروع الصهيوني وإحتلاله للأراضي الفلسطينية، أما تزايد الإنتهاكات إنما هو للأسف لأن الإسرائيليين يرون أن معظم الدول العربية تُشغل الشارع بصراعات وخلافات وهمية فارغة في مقابل الإنحراف عن وجهة الصراع الحقيقي أي الصراع العربي – الإسرائيلي. 

وكما أن العدو الصهيوني بعد الإنتكاسات التي تلقاها
من المقاومة الإسلامية يجد الآن فرصته الذهبية في ظل تبعية معظم الدول العربية للولايات المتحدة الأميركية والتي تضع على رأس أولوياتها أمن إسرائيل، وبالتالي فإن هذه الدول العربية للأسف تقوم بالحد الأدنى بالصمت وتسكت عن ممارسات الإحتلال في فلسطين لإرتباطها بالمشروع الصهيو – أميركي. 

كذلك فإنه ليس هناك سياسة أميركية تجاه الدول العربية وفلسطين بل هناك سياسة صهيونية تنفذها الأجندة الأميركية في المنطقة، وعليه،يستغل الكيان الصهيوني هذا الواقع في سبيل إستعادة دوره الحيوي في المنطقة وفي سبيل إستكمال مشروع تهويد القدس وبعدها فلسطين.

٢- لِم تسود حالة "اللاموقف" إسلامياً من الممارسات الصهيونية في فلسطين ولِم يقف العالم الإسلامي موقف المتفرج؟ 
إن ما ينطبق على العالم العربي ينطبق على الحالات الإسلامية وقد تم إستغلال حب العرب للسلطة والنفوذ لتتلهى عن قضايا الأمة الرئيسية وإفتعال أزمات داخلية من أجل إرضاء الولايات المتحدة الأميركية وربيبتها إسرائيل. 

لذلك نرى أن الدول العربية تقدّم كل تطميناتها لأميركا في مقابل تسهيل وصول العرب إلى السلطة. 
وبعد أيام سنكون في ذكرى يوم القدس العالمي الذي أعلنه قائد الثورة الإسلامية الإمام الخميني (قدس سره) يوماً لوحدة المسلمين ولنصرة القدس، وفي هذا الإطار فإننا نراهن على صحوة الشعوب وقدرتها على معرفة الحقائق وعدم الإنخداع بالعلاقة مع أميركا. 
من هنا فإننا نرى فعلاً أن الشعوب ستقول كلمتها ولن تقبل بتحويل صراعها مع العدو الأزلي إسرائيل إلى صراعات عنصرية ومذهبية فارغة بين مكونات
الأمة الإسلامية.

٣-في الآونة الأخيرة بدأ العدو يجاهر بالحفريات التي يقوم بها حول حرم المسجد الاقصى بعد أن كانت تُقام بالسر،ما هي خلفية هذه الحفريات وما التحول الذي دفع به إلى المجاهرة علناً بإستباحة المسجد؟ 

هذه الحفريات قائمة منذ سنوات حول المسجد الأقصى والقصد منها البحث عما يسميه الصهاينة الهيكل القديم،إلا أن الشرطة الإسرائيلية لم ولن تجد شيئاً على الإطلاق. 

أما الجديد في الموضوع فهو سعي اليهود اليوم إلى بناء معالم سياحية حول المسجد الاقصى إذ يعتبرون أن هذه الأرض هي ملكٌ لهم، حتى أن بعض الأصوات الصهيونية بدأت تنادي بنقل المسجد الأقصى وقبة الصخرة من مكانيهما إلى مكان آخر وهذا يندرج في أساس الصراع العربي الإسرائيلي!

٤- كيف تقيّم مقاومة الشعب الفلسطيني اليوم في ظل الممارسات اليومية للصهاينة الحاقدين في إضطهاد الفلسطينيين؟ 

إن الشعب الفلسطيني اليوم يدافع بصدره العاري عن أرضه في مواجهة هذا العدو،حيث يحشد الآلاف من المصلين في القدس وفي غير القدس من المدن الفلسطينية من أجل تفويت الفرصة على المحتل،وما دام الفلسطيني وحيداً في صراعه فإنّ موازين القوى منحازةٌ تماماً للإسرائيلي.

٥- يزداد اليوم تهويل بعض القادة الصهاينة من إحتمال توجيه ضربة عسكرية للجمهورية الإسلامية الإيرانية وكذلك لسوريا وحزب الله في لبنان،ما مدى صحة هذا التهويل وهل يندرج في سياق الكلام الفارغ؟ 
العدو الإسرائيلي لن يتوان عن توجيه أي ضربة عندما يرى أنه قادر على إستيعاب النتائج وربح المعركة،أما ما يمنعه من الإقدام على أي خطوة في هذا السياق فهو القلق من حجم الخسائر الفادحة التي سيدفعها، وهو عدوان قام
على الدم والقتل ولن يستمر سوى بهما فيما الوسيلة الوحيدة لمقارعته هي أن نكون مهيئين لكل الإحتمالات. 

وهنا أقول أنه واهم من يصدق بإمكانية تراجع إسرائيل عن سياسة الحديد والنار وما يمنعها من التمادي هو قدرة المقاومة وتمكّن إيران من عوامل القوة والردع وإستعدادها لردّ الصاع صاعين في حال أقدم العدو على أي حماقة، وما دمنا قادرين على توجيه الضربات فلن يجرؤ العدو على المخاطرة بضربنا.

٦- في ذكرى إنتصار المقاومة الإسلامية على العدو الصهيوني في تموز عام ٢٠٠٦ أرسى الأمين العام لحزب الله معادلة جديدة أوجدت توازن رعب بأن أي صاروخ يقع على مبنى في الضاحية ستقابله صواريخ تنزل كزخ المطر على مبان في تل أبيب،هل حوّل إنتصار تموز الموقف من "قوة لبنان في ضعفه" إلى قوة لبنان في "مقاومته"؟ 
طبعاً إن معادلة الردع التي كرّسها السيد حسن نصر الله هي التي أوقفت الصهيوني عند حده، فبعد أن كان لبنان مستباحاً فيما مضى باتت إسرائيل اليوم غير قادرة على الإعتداء عليه لأن فيه مقاومة حقيقية. 

وبالتالي فإن إستمرار فعل المقاومة والإلتفاف الشعبي اللبناني حولها – بغض النظر عن أصوات النشاز التي نسمعها بين الحين والآخر – هو الضمان لمنع أي عدوان على البلد.
أما اللافت في الموضوع هو أن إسرائيل تجبر بعد حرب تموز للمرة الأولى على إقامة وزارة للجبهة الداخلية،فبعد أن كانت الإستراتيجية المعتمدة للامن الصهيوني قائمة على نقل المعارك إلى خارج الكيان،أصبح الواقع الذي لا
لُبس فيه أن المعارك ستكون داخل إسرائيل وهذا أمر جلل لا يحتمله الصهاينة. 

٧- ما رأيك بزيارة المرشح الجمهوري ضد الرئيس باراك أوباما ميت رومني للكيان الإسرائيلي في ظل التنافس بين المرشحَين على كسب ود إسرائيل؟ 
إن المرشحين لمنصب رئاسة الولايات المتحدة الأميركية قد ألفوا السعي والتنافس في كسب ود الكيان الصهيوني والحرص على أمنه وهذا المرشح رومني لا يختلف عن غيره وإن أي مراهنة على أي رئيس أميركي قادم في إتخاذ موقف موضوعي من القضية الفلسطينية هو رهان خاسر إلا إذا ما إستعاد العرب والمسلمون قضيتهم وموقعهم الإقليمي من خلال وحدتهم. 

أما ما دام في صفوفنا من يعمل للفتنة والتفرقة فإن العدو مستمر بغطرسته والولايات المتحدة الأميركية ستبقى تدافع عن الكيان الغاصب على حساب الشعب الفلسطيني وحتى على حساب المواطنين الأميركيين.

٨- برأيك ما هو مستقبل إتفاقية كامب دايفيد بعد زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الحكومة إسماعيل هنية إلى مصر ولقائهم الرئيس المصري محمد مرسي؟ 
للأسف الشديد فإن التمسك بإتفاقية كامب دايفية للسلام مع إسرائيل كان الشرط الأساسي للولايات المتحدة في وصول الإخوان المسلمين إلى الحكم. 

ووجود إتفاقية كامب دايفيد يحتّم ضرورة وعي الشعب المصري أنها باعت مصر إلى اليهود والصهاينة،ولكنننا نؤكد أن أي حسابات حزبية تقوم على بقاء هذه الإتفاقية لن يكتب لها النجاح لاننا متفائلون بأن الشعب المصري سيعي حقيقية أن إتفاقية السلام هي لإبقاء مصر رهينة السياسة الصهيو – أميركية وهذا الشعب لن يهمه تغيير الأشخاص إنما تغيير السياسات المتّبعة والتحدي يسظهر في القادم من الأيام. 

وعلى الرغم من أن وصول الإخوان كان يُفترض أن يغير من سياسة
مصر تجاه القضية الفلسطينية إلا أن هناك وإلتزاماتٌ تمّت بفعل تآمر بعض العرب مثل السعودية وقطر لضمان توافق عربي إرضاءً  لإسرائيل على حساب القضية الفلسطينية.

٩-هل هناك من ثمار فعليّة سيجنيها الفلسطينيون على خلفية تحسّن في العلاقة بين مصر وفلسطين؟
للأسف فإن ما تم من تسهيلات كان متفقٌ عليها سابقاً من قبل وصول الرئيس محمد مرسي إلى الحكم وهذا ما أكده عضو اللجنة المركزية في حركة فتح عزام الأحمد، وبالتالي فالأمر لم يتعدى الإجراءات الشكلية إلى جانب تصريحات عالية النبرة،فيما الأساس هو الموقف من إتفاقية كامب دايفيد ومن يقبل ببقاء هذه الأتفاقية هو متواطىء عملياً ضدّ مصر وفلسطين لصالح الكيان الصهيوني. 

١٠-ماذا تقول للامة العربية والإسلامية المتغافلة عن جرائم الإسرائيليين ضد فلسطين؟
إننا نؤكد أنه إذا ما تمكن الصهاينة من تهويد القدس وفلسطين فلا مكان آمن للمسلمين في العالم وسيستبدل الله عندها أمة بأمةٍ خير منها، وعندها لن يكون مستبعداً أتن يستولي العدو على مكة المكرمة لأن من يضحي بأولى القبلتين لن يمانع بالتضحية بالكعبة المشرّفة. 

كما نشدد أن أصل الدين،أصل العروبة،أصل الإسلامي يتوقف على مدى التمسك بالقدس وبفلسطين المحتلة ومن لا يحيي يوم القدس العالمي يساهم بلا شك بخدمة أعداء الإسلام. 

وكلّنا أملٌ أن نستردّ ذواتنا ونستفيد من تجربة مشروع المقاومة الوحيد الذي قهر العدوان الإسرائيلي،وإلا فسيستبدل الله أمة بأمة وليس ذلك على الله بكثير. 

حوار: ياسمين مصطفى
https://taghribnews.com/vdchxknzq23nvxd.4tt2.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز