تاريخ النشر2022 7 March ساعة 10:10
رقم : 541062
ضمن فعاليات أيام الفجر الثقافية في لبنان

اقامة لقاء فكري بعنوان "التعددية الثقافية بين المواطنة والانتماء"

تنا- خاص
ضمن فعاليات أيام الفجر الثقافية في لبنان؛ وتكريساً لمنظومة القيم المشتركة بين الرسالات السماوية؛ وبرعاية وزيري الثقافة اللبناني والإيراني؛ والمستشارية الثقافية للجمهورية الإسلامية في لبنان؛ بالتعاون مع المركز العالمي لحوار الحضارات، أقيم لقاء فكري حواري في مركز " لقاء" في منطقة الربوة، تحت عنوان "التعددية الثقافية بين المواطنة والانتماء"
ضمن فعاليات أيام الفجر الثقافية في لبنان؛ وتكريساً لمنظومة القيم المشتركة بين الرسالات السماوية؛ وبرعاية وزيري الثقافة اللبناني والإيراني؛ والمستشارية الثقافية للجمهورية الإسلامية في لبنان؛ بالتعاون مع المركز العالمي لحوار الحضارات، أقيم لقاء فكري حواري في مركز " لقاء" في منطقة الربوة، تحت عنوان "التعددية الثقافية بين المواطنة والانتماء"، حضرة وزيري الثقافة اللبناني والإيراني محمد مرتضى، محمد مهدي إسماعيلي؛ والعشرات من المفكرين ورجال الدين من مختلف الطوائف والمذاهب، وألقيت فيه العديد من الكلمات.

بدوره الشيخ بلال سعيد شعبان الأمين العام لحركة التوحيد الإسلامي ألقى كلمة، جاء فيها:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسل الله، سيّما ابراهيم خليل الله؛ وموسى كليم الله؛ وعيسى روح الله، ومحمد خاتم رسل الله صلوات ربي وسلامه عليهم أجمعين، وعلى آل كلٍّ وصحبِ كلٍّ.

التنوع والاختلاف القومي والعرقي نعمة وليس نقمة :
يقول تعالى "يَٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَٰكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَٰكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُواْ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ ٱللَّهِ أَتْقَىٰكُمْ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ".
ويقول عز وجل :" وَمِنْ ءَايَٰتِهِۦ خَلْقُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ وَٱخْتِلَٰفُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَٰنِكُمْ ۚ إِنَّ فِى ذَٰلِكَ لَآيَٰتٍۢ لِّلْعَٰلِمِينَ ".
والتنوع والاختلاف هنا للتآلف والتعارف وليس للاختلاف والتعارك، والعناوين القومية والوطنية والشخصية هي بمثابة دوائر وهويات ومسميات متعددة غير متعارضة فهي دوائر منضوية داخل بعضها البعض، فقد يحمل الشخص الواحد من الهوية الشخصية (وهي إسمه وعائلته)؛ والهوية الوطنية (موطن ميلاده)، إلى الهوية القومية (عربي أو عجمي ...)، إلى الهوية الدينية (مسلم أم مسيحي ...)، إلى الهوية الانسانية.. فقبل ذلك كله هو (إنسان) .

من أهداف الدين خدمة الإنسان :

وأهداف الدين وغاياته تقوم على الإيمان بالواحد الديان وخدمة الإنسان؛ ويبين ذلك قول الله عز وجل " "أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ (1) فَذَٰلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ (2) وَلَا يَحُضُّ عَلَىٰ طَعَامِ الْمِسْكِينِ (3) فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ (4) الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ (5) الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ (6) وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ (7)"

فالتكذيب بالدين وفق هذه الآيات ليس بترك العبادات الشعائرية الواجبة بل بترك التطبيق الفعلي العملي للدين، فالذي يدفع اليتيم؛ ولا يساعد المسكين؛ ويمنع التعاون بين الناس هو عملياً وبحكم القرآن الكريم مكذب بالدين.
عندما أسكن الله تبارك وتعالى سيدنا وأبانا آدم في الجنة، قدّم له الكفايات الإنسانية الضرورية الحياتية فقال تعالى في ذلك:"إنّ لك ألا تجوع فيها ولا تعرى، وأنّك لا تظمأ فيها ولا تضحى" تأمين للكفايات الانسانية من مأكل ومشرب وملبس ومأوى وهذا ما يجب أن نحض عليه.

البعد الإنساني للعبادة :
ويؤكد مفهوم العبادة ببعده الانساني قول الله تعالى في الحديث القدسيّ؛ فقد قال رسول الله ﷺ: "إنّ الله يقول يوم القيامة: يا ابن آدم مرضت فلم تعدني، قال: يا ربّ، كيف أعودك وأنت رب العالمين؟ قال: أما علمت أنّ عبدي فلانًا مرض فلم تعده؟ أما علمت أنّك لو عدته لوجدتني عنده؛ ثم يقول ربنا عز وجل، يا ابن آدم استطعمتك فلم تطعمني، قال: يا ربّ، كيف أطعمك وأنت ربّ العالمين؟ قال: أما علمت أنّه استطعمك عبدي فلان فلم تطعمه، أما علمت أنّك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي؛ ثم يقول تعالى، يا ابن آدم استسقيتك فلم تسقني، قال: يا ربّ، كيف أسقيك، وأنت ربّ العالمين؟ قال: استسقاك عبدي فلان فلم تسقه، أما علمت أنّك لو سقيته لوجدت ذلك عندي" رواه مسلم.

- التقرب إلى الله عزوجل يقتضي التقرب لعباده:

- فالله عز وجل هو "ربّ العالمين" وليس ربّ المسلمين أو المسيحيين، في كل ركعة نقرأ "الحمد لله رب العالمين" لذلك فحُسْن التعبد والتبتل لله عز وجل يتجلى حقيقة في خدمة عباد الله فالرسول ﷺ يقول :"الخلق كلهم عيال الله أحبهم إليه أنفعهم لعياله"، والدين المعاملة ، و"خير الناس أنفعهم للناس".

- وظيفتنا ليست بفرز الناس هذا إلى الجنة وهذا إلى النار:

- لذلك مسؤوليتنا الحقيقية في خدمة الانسان، ليست مسؤوليتنا أن نقسم الناس ونحكم عليهم ثم نقوم بعملية فرز لهم أنت إلى الجنة وأنت إلى النار، غايات الدين ليست بتصنيف الناس وتوزيعهم أخرويا هذا إلى الجنة وهذا إلى النار، هذا مم اختص الله سبحانه به نفسه؛ وهو القائل:" قل كلٌّ يعمل على شاكلته، فربّكم أعلم بمن هو أهدى سبيلا "، ويقول أيضاً:" ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون".

- "إنّكم لن تبلغوا ضرّي فتضرّوني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني"

- الرسل والأنبياء وآل كلّ وصحب كلّ ليسوا حصة طائفة ودين ومذهب دون آخر بل هم رصيد إنساني لكل البشرية:

- وقد بعث الله الرّسل والأنبياء لهداية البشرية، وليس لتقسيمها، فعيسى وموسى ومحمد إخوة جاؤوا لهداية الناس، ولكنّ عدم فهم "لتعارفوا" اعملوا على الطريقة اللبنانية ٦ / ٦ مكرّر، فصار سيدنا محمد للمسلمين، وسيدنا عيسى المسيح عليه الصلاة والسلام للمسيحيين، والصحابة للسنة والآل للشيعة، والحقيقة أنّ كلّ هؤلاء سادتنا، ورصيد لكل الإنسانية البشرية، ابتعثهم الله عز وجل لهداية الناس.

-  لنتعاون من أجل سعادة البشرية:

- يجب الانطلاق من المشتركات الإنسانية للتعاون في ما بيننا لتحقيق كل ذلك، فمصيرنا مشترك لأننا نعيش على كوكب واحد، ومسطح مائي واحد وغلاف جوي واحد.

- نتأثر جميعاً بالتصحر والجوع والاحتباس الحراري والفقر وشح المياه وتلوثها، وهذا هو ميدان العمل المشترك، وهنا يجب أن تظهر تجليات الدين الحنيف وتوحيد رب العالمين.

- لبنانياً لا بدّ من التعاون بمختلف مكوناتنا حتى يحيا المواطن في لبنان حياة شراكة وعدل، أيّاً كانت هويّته الدينية والقومية والعرقية والمذهبية، تعاون يقيم حياة كريمة بعيداً عن القهر والظلم والاستتباع، حتّى لا يبقى مجوّع وحتّى لا يبقى مظلوم وحتّى لا يبقى مقهور .

- التعاون بين مكوناتنا لتحرير القدس:

- التعاون فيما بين مكوناتنا الدينية والمذهبية والقومية لرفض كلّ أشكال الاحتلال للأقصى والقدس وفلسطين، ومقاومته مقاومة مشتركة لأنها مقدسات مشتركة، فهي مهد عيسى عليه الصلاة والسلام، وهي مسرى رسول الله محمد ﷺ، وهي أرض التين والزيتون، والكيان الصهيوني الغاصب يجسد أبشع صور توحُّش العولمة النيو-ليبرالية.

- العدل غاية أساسية من غايات الدين:

- وملاك ذلك كله إقامة العدل فيما بين الناس على المستوى الحياتي والمعيشي والسياسي والانساني فالعدل بين الناس غاية أساسية من غايات الدين قال الله تعالى:" إنّ الله يأمر بالعدل والإحسان"
- ويقول :" فَلِذَٰلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَقُلْ آمَنتُ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِن كِتَابٍ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ لَا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ (15)
- فاختصار معيار صدق إيماننا هو دعوة العدل وإقامته بين الناس،ويعبر عن ذلك الشاعر العراقي الفذ أحمد مطر فيقول :

ادعُ إلى دينِكَ بالحُسنى،وَدَعِ الباقي للدَّيَّان .
أمّا الحُكْمُ .. فأمرٌ ثانْ .
أمرٌ بالعَدْلِ تُعادِلُهُ،لا بالعِمّةِ والقُفطانْ
توقِنُ أم لا توقِنُ .. لا يَعنيني
مَن يُدريني،أنَّ لِسانَكَ يلهَجُ باسمِ اللهِ
وقلبَكَ يخفِقُ للشَّيطانْ !
أوْجِزْ لي مضمونَ العَدلِ، ولا تخدعني بالعُنوانْ .
لنْ تَقوى عِندي بالتَّقوى، ويَقينُكَ عندي بُهتانْ
إن لم يَعتَدِلِ الميزانْ .
شَعْرةُ ظُلمٍ تَنسِفُ وَزنَكَ، لو أنَّ صلاتَكَ أطنانْ !
الإيمانُ الظَّالمُ كُفرٌ، والحقُّ العادِلُ إيمانْ !
هذا ما كَتَبَ الرحمنْ .
( قالَ فُلانٌ عنْ عُلَّانٍ عن فُلتانٍ عن عُلتانْ )
مسألة فيها قولانْ .
لا تَعدِلُ ميزانَ العدْلِ، ولا تَمنحني الإطمئنانْ
دعْ أقوالَ الأمسِ وقُل لي ..ماذا تفعلُ أنتَ الآنْ ؟
هل تفتحُ للدِّينِ الدُّنيا ..أم تَحبِسُهُ في دُكَّانْ ؟!
هلْ تُعطينا بعضَ الجنَّةِ..أم تحجُزُها للإخوانْ ؟!
قُلْ لي الآنْ ؟؟
فعلى مُختَلفِ الأزمانْ،والطُّغيانْ
يذبحُني باسم الرحمنِ فِداءً للأوثانْ !
هذا يَذبحُ بالتَّوراةِ...
وذلكَ يَذبحُ بالإنجيلِ...
وآخر يذبحُ بالقرآنْ !
لا ذنْبَ لكلِّ الأديانْ .
الذَّنبُ بِطبْعِ الإنسانِ،وإنَّكَ يا هذا إنسانْ .
كُنْ ما شِئتَ ..
رئيساً، مَلِكاً، خاناً، شيخاً، أو دهقاناً،
لا أسألُ عنْ شَكلِ الحاكم،أسألُ عنْ عَدْلِ السُّلطانْ
هاتِ العَدْلَ ..وكن من كان،هات العدل وكنْ إنسان.


/110
https://taghribnews.com/vdch-znmi23nkvd.4tt2.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز