تاريخ النشر2011 9 January ساعة 12:16
رقم : 36245
جون اسبوزيتو :

الصهيونية تلعب دور في اثارة النزاع بين الاسلام والمسيحية

على العلماء المسلمين أن يوضحوا للعالم دورهم الحقيقي في بناء الحضارة الإنسانية .
جون اسبوزيتو
جون اسبوزيتو
وكالة أنباء التقریب (تنا) :

يكتسب الحوار مع هذا الرجل أهمية خاصة لأنه واحد من اكثر مفكري الغرب اهتماما بالإسلام وواحد أيضا ممن له نظرية خاصة في كيفية تحسين العلاقة بين الغرب والإسلام وبناء جسور الثقة من جديد .

هو الدكتور جون إسبوزيتو الذي يعد وبحق من أشد المهتمين بدراسة تاريخ الإسلام والمسلمين ومن ذوي الخبرة العميقة بالمسلمين في العالم، ويعد كذلك من أصحاب الرؤى المعتدلة لماهية العلاقة بين الإسلام والغرب . وإسبوزيتو من أبرز المتخصصين في دراسة الإسلام في العالم الغربي لدرجة أنهم أسموه في الغرب "حامل راية الإسلام" هو يدعو دائما إلى الحوار العربي الأوروبي والحوار العربي الأمريكي بشرط أن يقوم به متخصصون في القرآن الكريم والسنة النبوية والتوراة والإنجيل والنصرانية واليهودية.


وقد عمل اسبوزيتو رئيساً لجمعية دراسات الشرق الأوسط في أميركا الشمالية والمجلس الأميركي لدراسات المجتمعات الإسلامية، يرأس تحرير موسوعة "أكسفورد للعالم الإسلامي الحديث" التي صدرت في أربع مجلدات كبيرة، ويرأس تحرير كتاب "أكسفورد حول التاريخ الإسلامي"، وقد صدر له حتى الآن خمسة وعشرون كتاباً أغلبها عن الإسلام والحركات الإسلامية والعلاقة بين الإسلام والغرب، من أبرزها "التهديد الإسلامي حقيقة أم خيال؟"، "الإسلام والديمقراطية"، "الإسلام والسياسة والثورة الإيرانية وأثرها الدولي"، "الإسلام في آسيا"، "الدين والسياسة والمجتمع"، "الإسلام والتنمية"، "الإسلام والعلمانية في الشرق الأوسط بالاشتراك مع عزام التميمي"، "المرأة في القانون الإسلامي"، "الإسلام السياسي"، "الثورة والتطرف والإصلاح"، "الإسلام والنظام العالمي" وعناوين أخرى كثيرة.

لكل هذا كان لابد لشبكة التوافق الإخبارية أن تستمع لهذا الرجل من خلال الحوار التالي :

تفاهم المسلمين والمسيحيين

س : بداية نود أن نلقى الضوء على المركز الذي ترأسونه في جامعة جورج تاون ؟

اسبوزيتو: المركز تم إنشاؤه فى عام ١٩٩٣ بمشاركة عدد من رجال الأعمال المسلمين الذين فطنوا إلى ضرورة وجود مؤسسات تعمل في الغرب من أجل العمل على تأكيد أهمية وجود أرضية مشتركة للتفاهم بين المسيحيين والمسلمين في كل أنحاء العالم ومن هذا المنطلق فإن المركز يعمل فى الأساس على مواصلة مهمته في تعزيز الحوار الإسلامي المسيحي، وخلق علاقات تعاون ذات مغزى مختلف بين القادة المسلمين المسيحين والمجتمعات الإسلامية والمسيحية في ذات الوقت وقد بنيت "ومركز الأمير الوليد بن طلال عن المسلمين والمسيحيين وتشعر تفاهم مع الإسلام والغرب والإسلام في الغرب حيث يعمل المركز على إعداد الدراسات التي توضح كيفية عمل ومد جسور التفاهم بين العالم الإسلامي والغرب ومعالجة الصور النمطية عن الإسلام و المسلمين المنتشرة في الغرب خاصة وأن هناك وسائل إعلام غربية أخذت على عاتقها تشويه تلك الصورة بشكل لا يوصف ولهذا فإن مركزنا يعمل على وضع إجابات لكافة الأسئلة التي تثور في ذهن الباحثين وكذلك في ذهن رجل الشارع عن مختلف القضايا التي تخص الإسلام والمسلمين مثل صراع الحضارات والتوافق بين الإسلام والحياة المدنية العصرية مثل الديمقراطية والتعددية لوضع المرأة والأقليات وحقوق الإنسان وكلها قضايا كان الكثير من الأمريكيون والغربيون بصفة عامة يظنون أن الإسلام لا يحترمها ولا يقدرها . 

س : وهل نجح المركز في تغيير جزء من الصورة النمطية عن الإسلام في البيئة التي يعمل فيها داخل الولايات المتحدة الأمريكية ؟

اسبوزيتو : أنا أفضل دائما أن أعيش في أجواء التفاؤل ولن أقول لك أننا نجحنا بشكل كامل ولكن يكفى أن تعرف أن هناك الكثير من الباحثين الأمريكيين الذين غيروا من نتائج أبحاثهم الخاصة بالشرق الإسلامي بعد أن زاروا المركز للإستفادة من المكتبة الضخمة الموجودة فيه حيث كانوا قد بدأوا أبحاثهم وفي نيتهم التأكيد على الصورة النمطية للإسلام والمسلمين ولكن وبعد أن زاروا المركز واستمعوا لأساتذته وقرأوا في مكتبته ودراساته تغيرت وجهة نظرهم تماما وبلا شك فإن ذلك يصب في مصلحة الإسلام والمسلمين ليس هذا فحسب بل يصب أيضا في مصلحة الحضارة الإنسانية لأن وجود أجواء من التفاهم بين الغرب والشرق يفتح الطريق أمام تحقيق أكبر قدر من الأمن والسلم العالميين وأنا أعتقد بصراحة شديدة أن المركز وغيره من المؤسسات التي تعمل بحيادية نجحت في توضيح صورة الإسلام ونجحت بالتالى في جعل الصورة عن الإسلام في الغرب في هذه الأيام أكثر توازناً بعد فترة طويلة جدا ظلت صورة الإسلام فيه هي الصورة النمطية عن ذلك الدين الذي يحض على التطرف والإرهاب وسفك الدماء ولكن على المسلمين أن يعملوا بجد واجتهاد ويظهروا دورهم الحقيقي في الحضارة الحديثة فمثلا هناك الكثير من المواطنين في الغرب يفاجأون أن هناك اطباء ناجحون جدا في الغرب ومن جنسيات إسلامية سعودية ومصرية وإماراتية وغيرهم وبلا شك فإن وجود نوابغ في العلم من المسلمين أمر لابد أن نوضحه حتى يعلم المواطن الغربي أن المسلمين ليسوا كما يتم الترويج عنهم إناس لا علاقة لهم بالمدنية الحديثة لهذا أنا أطالب المسلمون العلماء بأن يظهروا وبقوة على الساحة ويوضحون أدوارهم العظيمة في بناء الحضارة الإنسانية .

دين التسامح

س : لو طلبت منك ان تجيبني بصراحة شديدة ... في دراستك الطويلة عن الإسلام كيف وجدت هذا الدين فماذا تقول ؟

اسبوزيتو: سأقول لك وبصراحة شديدة كما طلبت أن الإسلام دين تسامح لا أحد يستطيع إنكار ذلك وإن كان هناك من يخالف قيم الإسلام من بين المسلمين فهذا لا يعني أن نسيء للدين الإسلامي وتشريعاته النبيلة فالإسلام على سبيل المثال دين قدّم قيم عديدة لحماية غير المسلمين ولحماية حرية العقيدة وهو الدين الوحيد الذى يسمح بالتعددية الدينية والعقائدية وقدّم لغير المسلمين حصانة كاملة لأداء شعائرهم الدينية بحرية كاملة وفي الإسلام نجد غير المسلم يسمي الذمي حيث منحه النبي محمد حماية خاصة وهو أمر لم يتوافر في دين أخر .

 فإن الإسلام يقدم قواعد واضحة ومعايير أخلاقية واضحة تحرم قتل غير المقاتلين وكذلك النساء والأطفال والمسنين ويمنع أيضا قتل المقاتل الذي يعلن استسلامه فطالما قبل المسلم استسلام غير المسلم فلا يحق له قتله أو تعذيبه فأى دين وأى عقيدة تقدم هذا الأمر . والإسلام يمنع تعذيب أسير الحرب ويوجب على المسلم حمايته وتقديم كل العون له ويمنع تدمير الممتلكات التي لها علاقة بالحرب ولا بالقتال باختصار فإن عقيدة الجهاد لدى المسلمين عقيدة سامية وليست كما روج لها البعض بأنها تحث على الإرهاب والتطرف ولنكن منصفين ونعترف بحقيقة أن التقاليد الإسلامية تضع حدوداً لاستخدام العنف . وللأسف المتطرفون شوهوا صورة الاسلام وتعاليمه , بينما عندما تعيش بين المسلمين تكتشف بساطتهم الشديدة ولابد ان تعرف وأنا أتحدث عن الإسلام والمسلمين أنني أعمل في مجال الدراسات الإسلامية منذ خمس وثلاثون عاما أي أن كلامي ليس اعتباطا ولكنه جاء بعد قراءات وأبحاث متأنية وسافرت إلى كثير من دول العالم الإسلامي و لقد قضيت وقتاً طويلاً في العالم الإسلامي ولقد فوجئت بنبل أخلاق المواطن المسلم .

س : وكيف وجدت القرآن الكريم ؟

اسبوزيتو : القرآن أيضا كتاب يحث على التسامح وبه قواعد لن تجد مثيل لها في أي كتاب في التاريخ البشري كله ولن أكون مبالغا إذا قلت أن القرآن الكريم هو الكتاب الوحيد الذي يقدم قواعد كاملة وشاملة للحكم الرشيد , كذلك فإن الآيات القرآنية تؤكد كذلك على أن السلام هو القاعدة وليس العنف – كما يزعم مشوهو الإسلام -  وإذا كان الإسلام يسمح بمحاربة الأعداء فهو يسمح فقط من أجل الدفاع عن النفس وفي الوقت نفسه هناك فرض إسلامي واضح يوازيه وهو فرض يلزم المسلمين في كل زمان ومكان على الإنصياع لصنع السلام فالله يقول في القرآن "فإن جنحوا للسلم فأجنح لها وتوكل على الله إنه هو السميع العليم" وكذلك "ولو شاء الله لسلطهم عليكم فلقتلوكم فإن اعتزلوكم فلم يقتلوكم والقوا إليكم السلام فما جعل الله لكم عليهم سبيلاً" وحتى عندما كان الإسلام في مراحله الإولى حرص النبي محمد (ص) على منع قتل غير المحاربين وكذلك النساء والأطفال والرهبان والكهنة الذين أُعطاهم الإسلام حصانة خاصة إلا إذا شاركوا في القتال ضد المسلمين .

الإسلام وقيم الغرب

س : ولكن البعض في الغرب خاصة رأى في انتشار الإسلام تهديد لقيم الغرب وحضارته ؟

اسبوزيتو : أنا أرى أن هذا أمر غريب للغاية فإذا كان العالم كله يشهد صحوة دينية فلماذا نستكثر ذلك على المسلمين فمن حقهم أن يستلهموا من قيمهم الدينية ما يساعدهم على النهضة والتقدم وإلا فلماذا سمحنا لليهود بإقامة وطن قومي في فلسطين ولماذا نسمح للجماعات المسيحية في أوروبا بالعمل والنشاط بهذا الشكل وأنا شخصيا ومن دراساتى وصلت لنتيجة مفادها أن "التفكير النمطي والركون إلى الأنماط الفكرية الجاهزة والمعلبة وراء بروز خرافة التهديد الإسلامي كبديل عن التهديد الشيوعي وقد نجح أصحاب هذه النظرية الهدامة فى نشرها وبثها في عقول الغربيين لفترات طويلة .

ولهذا فأنا أدعو الإدارة الأمريكية والغرب بصفة عامة على تجاهل تلك النظرية تجاهلا تاما للحفاظ على مصالحهم في العالم الإسلامي ولابد أن نميز بين المتطرفين المسلمين من ناحية وبين المواطن المسلم الذي يدعو إلى الإسلام بلغة حسنة من ناحية أخرى .


س : وما رأيك فيمن يتهم الإسلام بأنه معاد لحقوق الإنسان ؟

اسبوزيتو : أرد عليهم ببساطة شديدة أن نبي الإسلام محمد (ص) أدان الممارسات المعادية لحقوق الإنسان منذ البداية حيث جاء الإسلام و العرب الوثنيين يقتلون بناتهم في تلك الطقوس المعروفة بوأد البنات وكذلك ظهر الإسلام والأغنياء العرب يستغلون الفقراء ويمارسون الربا الفاحش ويدمنون إبرام العقود المزيفة والغش في الاتفاقات والمواثيق ونقض العهود والسرقة فجاء الإسلام بتشريعات خاصة ليأمر السادة أمراً حاسما بأن يحسنوا معاملتهم للرقيق حيث جاء في القرآن الكريم قول الله : " وبالوالدين إحساناً ، وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى ، والجار الجنب ، والصاحب بالجنب وابن السبيل ، وما ملكت أيمانكم إن الله لا يحب من كان مختالاً فخوراً " وليقرر أن العلاقة بين السادة والرقيق ليست علاقة الاستعلاء والاستعباد أو التسخير أو التحقير وإنما هي علاقة القربى والأخوة .. فالسادة " أهل " الجارية يُستأذنون في زواجها : " فمن ما ملكت أيمانكم من فتياتكم المؤمنات والله أعلم بإيمانكم بعضكم من بعض ، فانكحوهن بإذن أهلهن ، وآتوهن أجورهن بالمعروف "، وهم إخوة للسادة : " إخوانكم إخوانكم .. فمن كان " أخوه " تحت يده فليطعمه مما يطعم ، وليلبسه مما يلبس ، ولا تكلفوهم ما يغلبهم ، فإن كلفتموهم فأعينوهم " فهل هذا الدين ضد حقوق الإنسان وهل هناك دين اخر وضع قيم إنسانية رائعة بهذا الشكل الذى جاء به الإسلام بتشريعاته المختلفة . 

س : وماذا عن المرأة والإسلام ؟

اسبوزيتو : الإصلاحات في مجال حقوق المرأة شملت الزواج ، والطلاق ، والميراث. وكانت النساء لا تتمتع بمثل هذا الوضع القانوني في الثقافات والحضارات الأخرى ، بما في ذلك الغرب ، حتى بعد قرون . قاموس أكسفورد للإسلام يقول بأن الإسلام قام بتحسين شامل وعام لوضع المرأة العربية وشمل ذلك التحسين والإصلاح حظر وأد البنات وتحريمه ، والاعتراف للمرأة بشخصيتها الكاملة. "وكان المهر ، سابقا يعتبر ثمن العروس يُدفع للأب ، وأصبح المهر هدية أو هبة زواج تحتفظ به زوجته كجزء من ممتلكاتها الشخصية ".

وبموجب القانون الإسلامي والشريعة الإسلامية، لم يعد ينظر إلى الزواج على أنه حالة بل على أنه عقد، تكون موافقة المرأة عليه أمر حتمي وضروري لإبرامه وإتمامه . وأعطيت المرأة حقوق الميراث في مجتمع أبوي كان من قبل يقصر الميراث على الأقارب الذكور فقط ويحرم الإناث من نصيبهن في الميراث .

س : إذن من أو ما الذى شوه صورة المسلمين من وجهة نظرك ؟

اسبوزيتو: دعنا نعترف بصراحة شديدة أن المسلمين ساهموا في تشويه صورة دينهم بشكل أو بأخر عندما تجاهلوا بعض وسائل الإعلام التي أخذت تبث كل ما يتعلق بهم وبالإسلام بصورة مشوهة . فإذا تعرضت إمرأة لعنف من زوجها نقلت وسائل الإعلام الغربية الصورة وكأن كل المسلمين يمارسون العنف ضد زوجاتهم وإذا تعرض شخص للعنف داخل مركز الشرطة قالوا أن الإسلام يحث على العنف وإذا ارتكب متطرف عملا إرهابيا قالوا ان الإسلام يحث على العنف ولو كان المسلمون قد عملوا منذ البداية على توضيح الصورة أولا بأول لما أصبحت الصورة مشوهة بهذا الشكل ,وهذا لا يعني أننى أبريء الغرب من تعرض الإسلام لهذا التشويه فالغرب أيضا تجاهل طويلا مسألة دراسة الثقافة الإسلامية دراسة حقيقية وحيادية واعتمد على الدراسات التي أعدها المستشرقون الذين كانوا في أغلب الأحوال غير منصفين وغير محايدين لهذا فنحن اليوم في حاجة لمراكز ومؤسسات تعمل على توضيح حقيقة الإسلام والمسلمين في الغرب وكذلك مراكز توضح حقيقة الغرب والغربيين في الشرق الإسلامي فمركز واحد لا يكفي لتحقيق تلك المهمة نحن فى حاجة لإعادة بناء الثقة بين المسيحيين في كل أنحاء العالم وبين المسلمين في كل أنحاء العالم أيضا .

الثقة المفقودة

س : بصراحة شديدة كيف نبني الثقة التي تتحدث عنها بين الغرب والإسلام في ظل كل هذه الإساءات التي يتعرض لها الإسلام ؟

اسبوزيتو: لابد من بناء الثقة ولابد من ان يعمل كلا الطرفين سواء المسلمين او الغرب على التغاضي عن كل مراحل الصراع القديمة ولابد من التخلص من دعاة نظرية صراع الحضارات وهم موجودين للأسف سواء في الغرب أو في الشرق , وأنا أسمي هؤلاء متطرفين مثلهم في ذلك مثل المتطرفين المسلمين أو المسيحيين أو اليهود ولهذا فلابد من العمل على التخلص من كل الداعين للصراع, وليس للحوار و التكامل , فعلى الغرب ان يدرك حقيقة ما فعله المسلمون حتى نشأت الحضارة الغربية وترعرعت ولابد أن يتذكر المسلمون أن الحضارة الغربية تساهم بنصيب وافر في تقدم العالم كله ونهضته . باختصار شديد فإننا في حاجة لبناء الثقة بين الطرفين وكذلك بناء الاحترام بين الإسلام والغرب بشكل عام وأمريكا بشكل خاص وهذا الإحترام يتطلب بناء الثقة ومن الممكن فى هذا الإطار أن يعمل الطرفان على إقامة خطوات عملية لها علاقة بالسياسة العامة والخارجية وهو ما يجعل للدبلوماسية دورا هاما في هذا المجال. 

نحن بحاجة الى بناء جسور بين الحضارتين الاسلامية والغربية ,وازالة سوء الفهم والتفاهم، وتصحيح المفاهيم المغلوطة هنا وهناك. 

حوار الأديان

س : هذا يدعونا إلى التساؤل .. هل ترى جدوى لمؤتمرات حوار الأديان التي تقام بين الحين والأخر ؟

اسبوزيتو : بصراحة شديدة فلقد سئمت من كثرة مؤتمرات حوار الأديان التي نسمع فيها كلاما معسولا مثل أن الإسلام واليهودية والنصرانية كلها أديان سماوية يجب أن تعيش في سلام , لأننا لا نعيش فعلا هذا السلام . تكرار هذا الكلام ليس هو الحل، لكن علينا أن نترجم هذه الكلمات إلى توجهات حقيقية وأن نضع أيدينا على تحديات لحلها فللأسف مازلنا حتى هذه اللحظة نفتقد أي من النتائج المنشودة من كل مؤتمرات حوار الأديان وهي نشر الأمن و السلم في العالم و ايجاد عن أساليب نبذ العنف و الحرب و مكافحة الفقر و حماية البيئة و صيانة كرامة الإنسان وكلها أمور مهمة في حياة البشر لهذا فأنا أرى ضرورة إيجاد صيغ جديدة للحوار بحيث لا تصبح مجرد منتديات كي يمدح بعضنا الأخر دون أن تصل للجماهير أي نتائج حقيقة لتلك المنتديات .

س : وكيف السبيل لوصول نتائج الحوار المثمر إلى المواطن العادى فى الشارع أيا كانت ديانته أو قوميته ؟

اسبوزيتو : هنا يأتي دور الإعلام الجاد ولابد في هذا الإطار أن يعترف الغرب بحقيقة وجود دور خفى للقوى الصهيونية العالمية وهو الدور المشبوه الذي أدى إلى توتر العلاقة بين الغرب المسيحي والشرق الإسلامي ومالم يدرك الغرب هذا فلن يحدث تقارب حقيقي لهذا فلابد أن تعمل وسائل الإعلام سواء العربية أو الغربية الجادة على فضح الدور المشبوه الذي تلعبه جماعات المصالح الصهيونية في تشويه صورة المسلمين وفي نفس الوقت على الحكومات الإسلامية أن تعي أهمية الإنفاق على إقامة مراكز الأبحاث والدراسات التي تناقش وتحلل علاقة الغرب بالشرق الإسلامي بحيث ترصد تلك المراكز الإفتراءات التي يتعرض لها الإسلام وتفندها وتقدمها للقاريء الغربي بلغته عبر كل وسائل الإعلام المممكنة وكذلك على رجال الأعمال العرب تخصيص جزء من أرباحهم للإنفاق على تلك المراكز حتى تعود الثقة من جديد بين المسلمين والغرب . 
المصدر : التوافق

https://taghribnews.com/vdcbs5bf.rhb0apukur.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز