يوم دحو الأرض ﴿وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا﴾
تنا
"قال الله عَزَّ وجَلَّ: ﴿وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا﴾، ومهّدها وبسط قشرتها، بحيث تصبح صالحة لحركة الإنسان فيها دون تعقيد، وكوّن فيها التربة الخصبة التي تنبت الزرع وتخرج الثمر الشهيّ، وفجّر فيها الينابيع..." [تفسير من وحي القرآن ،ج 24، ص 44].
شارک :
هناك يوم يسمى دحو الأرض، يصادف ـ بحسب الروايات ـ في الخامس والعشرين من شهر ذي القعدة، وهو يومٌ مباركٌ يُستحبّ فيه الغسل والصوم وبعض الأعمال التي وردت بخصوص هذا اليوم. فعَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْوَشَّاءِ قَالَ: "كُنْتُ مَعَ أَبِي وَأَنَا غُلَامٌ، فَتَعَشَّيْنَا عِنْدَ الرِّضَا (عليه السَّلام) لَيْلَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ مِنْ ذِي الْقَعْدَةِ .
هذه الأدعية الواردة بهذه المناسبة، يؤتى بها بنيّة رجاء المطلوبيّة، وهي تفتح المجال كغيرها من الأدعية أمام الإنسان، كي يفكر في حاله وأوضاعه، ويعيد ترتيب علاقته بربّه، ويصحح انتماءه إلى الإسلام والتزامه بتعاليم أهل البيت (عليهم السلام)، فيكون انتماء الفعل والسلوك الذي يؤكّد عمق الارتباط بربّه، ويترجم حسن تمثّله لقدوته بالتزام موقف الحقّ، ويكون الإنسان المؤمن الذي ينفتح على كلّ كلمات الدعاء بروحيّة عالية، يتحسّس فيها مسؤوليّتة أمام ربّه في الدنيا والآخرة. فالله تعالى هو أقرب إلينا من حبل الوريد، فلا بدّ من أن نراقبه في كلّ شيء نفكّر فيه ونشعر به، وأن نتحسَّس وجوده في كلِّ نبضة قلب وحركة عقل، وكلّ توجّه ودعاء وابتهال.