QR codeQR code

جمعية المبرات

الحسين في التصور الإسلامي ـ المسيحي

وكالة انباء التقريب تنا- ۲۳/۱۲/۲۰۱۰

24 Dec 2010 ساعة 0:20

لقد شكل استشهاد الإمام الحسين صدمة للوعي الإسلامي


-أقام المركز الإسلامي الثقافي التابع لجمعية المبرات الخيرية ندوة خاصة حول "التصور المسيحي والإسلامي للامام الحسين"، في مسجد الإمامين الحسنين - حارة حريك، شارك فيها مدير مركز الدراسات المسيحية الإسلامية في جامعة البلمند الأب الدكتور جورج مسوح، مدير مؤسسة الفكر الإسلامي المعاصر الدكتور نجيب نور الدين، وقدم للندوة وأدارها فؤاد بيضون، في حضور حشد من المهتمين.


بداية، تحدث الدكتور نور الدين عن الحسين في التصور الإسلامي وفق رؤية المرجع السيد محمد حسين فضل الله، وقال: "لقد شكل استشهاد الإمام الحسين صدمة للوعي الإسلامي العام الذي أمسى في حالة استسلام وغيبوبة بفعل تراكم الفساد وتعود الناس عليه، فكان لا بد للحسين من تقديم نفسه على مذبح الفداء للرسالة، ولما تمثله من قيم إيجابية: دينية وإنسانية على حد سواء. وفي ضوء ما تقدم، يصبح انتقاصا من الثورة الحسينية موضعتها داخل الأطر المذهبية والعصبية الضيقة، بل إن الثورة الحسينية تتعرض بذلك لأبلغ أنواع الأذى، لأننا بذلك نحرفها عن سياقها ومسارها وأهدافها الكبرى".


تابع "إن توجيه الثورة الحسينية باتجاه أي من المذاهب والطوائف، يعد انتقاصا من نبل أهداف هذه الثورة وصاحبها، فهذه الثورة كانت لأجل الإنسان الكامل الذي أراده الله كذلك، وهذه المعاني معني بها كل الناس، إلى أي مذهب أو دين أو حضارة انتموا"، لافتا الى ان "هناك من الرجال من يستشهد في سبيل قوت عياله، وهناك من يستشهد في سبيل قومه، وهناك من يستشهد في سبيل وطنه، وهناك من يستشهد في سبيل أهداف سياسية واجتماعية محددة، وهناك من يستشهد لأجل رفع مستوى الإنسان والمعاني الإنسانية الكبرى التي جاءت بها الرسالات السماوية، وناضل من أجلها كل الأحرار في العالم عبر التاريخ. والحسين من هذه النماذج الرائدة، لقد قدم نفسه على مذبح الإنسانية لكي يكون محطة وميزانا يقاس عليه نبل المبادئ والقيم والتضحيات عبر الزمن، واستشهاد الحسين إن كان أمرا قد حصل في الماضي، إلا أنه من القضايا المتصلة بالمعاني التي تتجاوز الزمان والمكان، لتتحول برمزيتها إلى قضية لا حدود لها، وخصوصا إذا اتصلت بقيم ومبادئ ناضل من أجلها أحرار الإنسانية منذ بزوغ فجر البشرية إلى يومنا هذا.

ثم القى الأب مسوح كلمة عن الإمام الحسين في التصور المسيحي فقال: "عندما تأتي ذكرى عاشوراء، بالنسبة لي أنا ككاهن، لا أستطيع إلا أن أتصور المسيح إلى جانب الحسين، إذ إن مصيرهما متشابه بأمور عديدة، ذلك أنهما رفضا معا الظلم والعدوان، ووقفا في وجه السلطة الغاشمة. عندما نجد أن الحسين وقف في وجه يزيد، نتذكر المسيح واقفا أمام بيلاطس، والحسين قال: "فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق"، فهناك مسألة الدفاع عن الحق".


وتابع: "المسيح والحسين ليسا شخصين يصلحان لزمن قديم وانتهى، فالزمن هذا ما زال مستمرا، مات المسيح لينهض الإنسان من الموت، ليقدم له السلام، فأين هو هذا السلام؟ مات الحسين أيضا ليطرد الظلم، فأين نحن من هذا؟ مع العلم أنه بنظر الله ونظر المؤمنين الصادقين، الشهيد هو الذي ينتصر، لكن في الواقع الراهن، نرى عكس ذلك هنا وهناك، ونجد في عالمنا مقدار الظلم الذي يتسلط على الناس".


وختم "إن المسيح يصلب ثانية من جديد، وفي كل لحظة يقتل فيها مناضل من أجل الحرية، أو من أجل الكرامة الإنسانية، ليس الحسين ولا المسيح مؤسسة عبرت في التاريخ، إنما هما حيان في كل ثائر من أجل رفع شأن الإنسان، حيان في كل شهيد من أجل العدل والسلام الحقيقيين".


رقم: 34679

رابط العنوان :
https://www.taghribnews.com/ar/news/34679/الحسين-في-التصور-الإسلامي-المسيحي

وكالة أنباء التقريب (TNA)
  https://www.taghribnews.com