امين عام حركة النجباء: التدخل الامريكي في العراق يعرقل تحرير الموصل

واشار الشيخ اكرم الكعبي في مؤتمر صحفي عقد اليوم الاحد في مقر وكالة انباء تسنيم بطهران ان مايسمى بالتحالف الدولي بقيادة امريكا لم يحقق اي انجاز واضح بل وجوده مستفز للقوات العراقية ومعرقل للعمليات الميدانية، مضيفا ان عموم فصائل الحشد الشعبي اعلنت رفضها للتدخل الامريكي وقدمت الكثير من الادلة على سلبية وجوده للحكومة العراقية، مبديا اسفه للضغوط الكبيرة على الحكومة من قبل الامريكان و"الدواعش السياسيين" ودول خارجية اخرى.

وشدد على ان الحشد الشعبي الذي يتكون من عدة فصائل ومكونات شيعية وسنية ومسيحية واكراد وتركمان وايزدية وغيرها ليست لديها علاقة مع الدول الاستكبارية كامريكا وبريطانيا واذنابها من دول الخليج (الفارسي) لان هذه الدول تحمل مشاريع واجندات استعمارية داخل العراق والشرق الاوسط عموما، مضيفا انها كانت تعتقد ان داعش سيبقى لفترة طويلة لكن تشكيل الحشد الشعبي بدد احلامها واسقط المشروع الامريكي السعودي القطري داخل العراق.

واعتبر الشيخ الكعبي ان عمق الحشد هو الجماهير العراقية حيث لاتستطيع امريكا ولا الدول العربية ولا "دواعش السياسة" ان تفكك فصائل الحشد.

وحول تواجد اللواء قاسم سليماني في العراق او سوريا اكد على ان حضوره وحضور باقي المستشارين الايرانيين تم بطلب رسمي من الحكومتين العراقية والسورية . "هم شاركوا معنا في المعارك وقدموا الدعم والامكانيات الكبيرة واختلطت دمائهم بدماء السوريين والعراقيين. نحن لازلنا بحاجة الى وجود المستشارين الايرانيين وعلى راسهم الحاج سليماني الذي هو جزء من المقاومة الاسلامية. فاننا على مستوى المقاومة الاسلامية نعتقد لاحدود لنا على الارض وحدودنا في السماء".

وقدم شكر الحشد الشعبي لايران في مساعدتها محاربة الارهاب في العراق واعتبر موقفها مشرف، مؤكدا ان مصدر الانتصارات التي تحققت على الارهاب المدعوم من دول تعتبر نفسها عظمى هو ثورة الامام الخميني الراحل واخلاص وصمود الشعب العراقي.

واكد الشيخ الكعبي ان الانتصارات الكبيرة مقابل الدعم الكبير الذي تقدمه الدول الكبرى للارهاب يثبت بان النصر حليف العراقيين، مشيرا الى ان كل المشاريع الاستعمارية في المنطقة قد فشلت وان فشل السعودية في اليمن ووقوعها في المستنقع اليمني مثالا على ذلك.

كما اضاف ان القوى الاستكبارية واذنابها في المنطقة قد راهنت على سقوط الحكومة السورية خلال ايام ولكن مرت سنين والى الان سوريا وبمعونة من يقف معها بقيت صامدة وتحقق الانتصارات ضد هذه الهجمة .

وكمثال آخر على فشل العدوان في المنطقة قال الكعبي ان اعداء العراق راهنوا على ان القوات العراقية لم تصمد امام داعش وسوف تستعين بالقوات الاستكبارية وكانوا يراهنون على احتلال امريكي جديد للعراق ولكن شاء الله ان لا تتحقق امانيهم ورغم المضايقات الخارجية والعربية و"الدواعش السياسيين" حققت القوات العراقية انتصارات كبيرة وها هي اليوم تقترب من تحرير الموصل.

وفي مقارنة بين عمليات مايسمى بالتحالف الدولي ضد داعش وعمليات القوات العراقية اوضح امين عام المقاومة الاسلامية في العراق (النجباء) ان الامريكان حينما قاموا بتحرير الرمادي هدموا 90 بالمائة من البنى التحتية ومنازل السكان ولكن في المقابل لمّا تقدمت القوات العراقية وخاصة الحشد لتحرير الفلوجة لم يكن هناك خسائر الا 10 الى 20 بالمائة وهي ناتجة عن اضرار الحرب.

وفي رده على سؤال حول جدول العمليات في الفلوجه قال الكعبي انه لايستطيع تحديد تاريخ معين لتحرير هذه المدينة، مؤكدا في نفس الوقت على ان تحرير الموصل يجب ان يرافقه عمليات في الرقة ودير الزور السوريتين المتاخمتين للحدود العراقية، مشيرا الى ان عاصمة داعش هي الرقة وليست الموصل ودون معالجة داعش في المناطق الحدودية داخل الاراضي السورية لاتضمن استمرارية الانتصارات.

وعن دور السفير السعودي لدى العراق ثامر السبهان قال امين عام حركة النجباء انه شخصية استخباراتية وليست سياسية وحضوره في العراق منذ البداية غير مرحب به مؤكدا على ان حضوره وعمله يصب في الاتجاه المشبوه وغير الصحيح مضيفا ان الكثير من المرتبطين بالسبهان هم من الاصوات النشاز المستهدفين للحشد الشعبي.

وحول علاقة حركة النجباء بحزب الله في لبنان قال الكعبي ان العلاقة وثيقة ويوجد مستشارين من حزب الله في العراق منذ الاحتلال الامريكي لهذا البلد وان الكثير من كوادر الحركة تدربوا على يد حزب الله واستفدوا من تجربته ضد الكيان الصهيوني واستخدموا هذه التجربة ضد الاحتلال الامريكي لبلدنا.

كما اشار الى ان علاقة النجباء بالتيار الصدري ايجابية وشاركنا مع "سرايا السلام" التابعة للتيار الصدري في معارك مختلفة مؤكدا على ان اداء سرايا السلام ضمن الحشد الشعبي جيد جدا.

وفي جوابه على سؤال حول تواجد الحشد الشعبي في سوريا قال امين عام حركة النجباء ان الحشد غير موجود في سوريا ولكن الفصائل التي تكوّن منها الحشد لديها بعض القوات في سوريا وذلك حسب الاتفاق مع الحكومة السورية ويعملون في اطار الحرس.

وفي رده على سؤال مراسل وكالة انباء التقريب حول دور تركيا التي ظهرت في مواقف عديدة وكأنها تقوم بتنسيق مع داعش وتسمح له باستخدام المعابر الحدودية وفي نفس الوقت تبدي حماسا للمشاركة في تحرير الموصل، قال الكعبي ان انقرة تسعى الى ان يكون لها حضور فعال في سوريا والعراق ولها مطامع تاريخية في مدينة الموصل مشيرا الى تبرير الاتراك تواجدهم اللاشرعي في العراق بانهم يقدمون الاستشارة للحشد الوطني الذي تشكل على يد الدواعش السياسيين وباجندات اجنبية.

وفي ختام حديثه الى الصحفيين اكد الكعبي على ان الحشد الشعبي هو على نفس المنهج الذي يتبعه البسيج (قوات التعبئة الشعبية) في ايران المبني على اسس عقائدية دينية وان اصدار قانون من قبل حيدر العبادي رئيس الوزراء وقائد القوات المسلحة العراقية هو امر ايجابي ولكن يفترض ان يحافظ على روح الحشد وان لايكون مجرد عنوان دون امكانيات.