تاريخ النشر2014 19 December ساعة 21:48
رقم : 177019

منبر الجمعة في لبنان: تأكيد على الحوار الوطني في لبنان ودعم المقاومة في فلسطين

تنا بيروت
اكد خطباء الجمعة في لبنان على ضرورة تحقيق الحوار والتلاقي بين مختلف المكونات اللبنانية لمواجهة التهديد الارهابي المتزايد من قبل التكفيريين على لبنان والمنطقة . كما دعوا الى دعم المقاومة الفلسطينية محيين الاعتراف الاوروبي بالدولة الفلسطينية .
منبر الجمعة في لبنان: تأكيد على الحوار الوطني في لبنان ودعم المقاومة في فلسطين

الشيخ عبد الأمير قبلان
ومن جهته أشار نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان خلال خطبة الجمعة الى أن "في ذكرى رحيل النبي "ص" علينا ان نهتدي بهديه لأن الاسلام دين الخير العميم وباتباعه ننجو"، لافتاً الى أن "أمتنا تعاني الأزمات الصعبة، فالفتن والمشاكل والحروب تعصف بشعوبنا لتعيد الاسلام غريبا، فيما المطلوب منا ان نعيد الاسلام الى نصاعته فنلتزم تعاليمه ونقتدي بمفاهيمه وقيمه وارشادته".

أضاف، لذلك فإن على المسلمين أن يقدموا الصورة الحقيقية للاسلام في سلوكهم ومواقفهم وحسن تعاطيهم مع الاخرين"، مناشداً "اللبنانيين أن يتعاونوا على البر والتقوى فيحفظوا وطنهم باتفاقهم وتضامنهم على فعل الخير ونبذ الفتن والتصدي للباطل والشر، فيبادروا الى حفظ مؤسسات الوطن ويدعموا مؤسسات الدولة وفي طليعتها المؤسسة العسكرية والمؤسسات الامنية لتظل الضامن لحفظ الامن والاستقرار، وعلينا كلبنانيين أن نتكاتف لنحارب المنكر والفساد والانحراف والفتنة، فنتمسك بتعاليم الدين ونحارب الارهاب ونتصدى للمؤامرات فنحصن وحدتنا الوطنية بتعاوننا وتضامننا وتمسكنا بالعيش المشترك لنعيش في أمن وسلام".

الشيخ ماهر حمود
ومن على منبر مسجد القدس في صيدا لفت الشيخ ماهر حمود أن هنالك ذنوب كثيرة يرتكبها البشر، يستشعر المرء أنها ستستمطر غضب الله، بحيث تشعر أن غضب الله لا بد أن ينزل وبأسرع وقت ممكن، ولعل من هذه الذنوب التي لا تحتمل هذا الحصار المفروض على قطاع غزة، والأشد منه أن يتم التفاوض على ذلك.. مضيفا، سمعنا أن السعودية تقول بشكل واضح لحركة حماس: اقطعوا العلاقة مع إيران نفتح لكم معبر غزة، هكذا بكل وقاحة، ماذا يعني هذا الكلام:

وأسف الشيخ حمود للموقف السعودي غير الانساني ضد القطاع حتى تقطع حماس حماس علاقتها بإيران، لماذا؟ لأن إيران هي الجهة الوحيدة التي تزود غزة بالسلاح وبالمال اللازم للصمود.

يعني ممنوع عليكم أن تصمدوا وممنوع عليكم أن تعيشوا، لا بد لكم من الذل والخضوع للعدو الصهيوني مقابل لقمة العيش ودواء المريض... أي مقايضة هذه؟.

وهذه الموبقات ترتكب باسم الإسلام، علم السعودية يرفرف بـ "لا اله إلا الله" والمقايضة تتم على إذلال شعب فلسطين وإخضاعه لسلطة العدو الصهيوني، فماذا يعني هذا العلم بعد ذلك وماذا يعني لقب خادم الحرمين الشريفين.

وحول موقف الحركة من الآمر لفت حمود أنها أعلنت ذلك بخطاب أبو عبيدة قائد كتائب القسام في الكرى الـ ٢٧ لانطلاقة حركة حماس والتي هي ذكرى للأمة كلها وليست خاصة بفريق دون آخر.

قال أبو عبيدة بلثامه الشريف وأمام كافة القادة في حماس الكلام الذي يجب أن يقال في كل مناسبة، والذي هو جزء من الإيمان، فليس نكران الجميل صفة من صفات المؤمنين وليس الإعراض عن شكر الناس من صفات المؤمنين أيضا (من لم يشكر الناس لا يشكر الله)، أما الحديث عن الخوف من اثار سلبية على ديننا وعلى قوميتنا بسبب النفوذ الإيراني المتزايد في المنطقة، فليس إلا الأوهام التي يعيشها الضعفاء والأذلاء والمرضى في عقولهم، فمن عنده ثقة بنفسه، بدينه، بمذهبه، بمعتقده، لا يخاف من مثل هذه الأوهام السخيفة، إنما هي ذرائع لحصار المقاومة.

ودان الشيخ حمود التفجيرات الإرهابية في باكستان متسائلا، كيف يفهمون الإسلام؟ بل هم عملاء يلبسون ثوب الإسلام زورا، وأولئك الذين يفجرون في كل يوم في العراق في سوريا في سيناء في كل مكان باسم إسلام، مضيفا ، ونفس الأمر نقوله لهؤلاء الأوغاد الذين يحتجزون عناصر الجيش اللبناني وقوات الأمن الداخلي في جرود عرسال، ويريدون أن يطلقوا المجرمين الذين ثبت تورطهم في قتل الناس في الشوارع والأماكن العامة: بعد أن عجز الدعاة المخلصون وعلماء الدين العاملون الحقيقيون وأهل الخير على اختلاف أنواعهم في منع ظاهرة التكفير على أنواعها المتعددة.

العلامة عفيف النابلسي
واعتبر سماحة العلامة الشيخ عفيف النابلسي في خطبة الجمعة التي ألقاها في مجمع السيدة الزهراء عليها السلام في صيدا، ان أي حوار يشكل منطلقاً لمعالجة الأمور الأمنية والسياسية في لبنان محل تقدير وترحيب. إذ كنا وما نزال نعتقد  أن الحوار هو مفتاح الانتقال من حالة الاضطراب إلى حالة الاستقرار ومن حالة الخلل إلى حالة الإستواء. ويبدو اليوم ضرورياً في سياق ما يحصل في المنطقة أن تكون كل القوى المحلية متأهبة لدعم الاتجاهات الانفتاحية حتى لا يقع لبنان في فخ الإرهاب ومكيدة الدول العدوة التي لا تريد للبنانيين أن يعيشوا الآمان والسلام".

ولفت الى ان ممارسات العديد من الدول العربية والغربية تدل على أنها لا تريد الحوار بين حزب الله وتيار المستقبل بل تسّعى  لتعطيل أي استعداد للإقدام على مثل هذه الخطوة. فثمة الكثير من المخططات التي تهدف إلى إبقاء الطرفين في نزاع مستمر وإشغالهما بقضايا تشوش مسار التعاون من أجل بناء الوطن. ومن جهة أخرى نرى في انخفاض أسعار النفط مكيدة واضحة ضد الجمهورية الإسلامية الايرانية وضد روسيا على مواقفمها من الأزمة السورية ومن تحديهما للسياسات الأميركية والغربية التي تريد أن تنفرد بقيادة العالم وسرقة ثرواته".

اضاف لقد جربوا مع إيران كل الوسائل المحرمة كي تتنازل ، ولكنهم فشلوا. واليوم يعملون من أجل تقليل موارد إيران من العملات الصعبة لتحطيم اقتصادها ومنعها من تنفيذ مشاريعها التنموية لا سيما النووية ، غير أن ظروف إيران في الماضي كانت أصعب بكثير مما عليه اليوم ومع ذلك صمدت واستطاعت كسر الحصار ، ولا تزال مثالاً ساطعاً على نزعة التحدي والمقاومة في وجه أمريكا وإسرائيل

الشيخ صهيب حبلي
بدوره، دان إمام مسجد سيدنا إبراهيم في صيدا الشيخ صهيب حبلي إستدعاء المفتي نصار للتحقيق معه على خلفية استخدامه لقب مفتي صيدا وأقضيتها، معتبرا أن "ذلك ما هو الا تعبير عن الكيديات السياسية التي تتحكم بعمل دار الفتوى التي نتمنى ان تعمل بحرية كمؤسسة ضامنة وجامعة لجميع المسلمين من اهل السنة، بعيداً عن أهواء تيار المستقبل السياسية".

من جهة ثانية رحب بـ"قرب إنعقاد جلسة حوار بين "حزب الله" وتيار "المستقبل" لما له من انعكاسات إيجابية على الساحة اللبنانية في تخفيف الإحتقان الحاصل، ومد جسور التعاون في مواجهة الخطر التكفيري آملا ان تكون نوايا تيار المستقبل حقيقية لجهة التوافق مع المقاومة على مواجهة الخطر الإرهابي".

الشيخ علي ياسين
وقد شدد رئيس "لقاء علماء صور" الشيخ علي ياسين في بيان على ضرورة "التنبه من الحرب الخفية التي تشن على المجتمعات العربية والاسلامية عبر افساد الجيل الجديد"، لافتا الى اهمية "تنقية هذه المجتمعات من الفساد الذي يشكل ضربة الى البنية الاجتماعية الاسلامية" .

وأمل من القيادات الفلسطينية "التنبه جيدا الى محاولات الغرب الجارية لتصفية القضية الفلسطينية عبر الادعاءات الاميركية بأن الدولة الفلسطينية ستقام ولكن دون تحديد موعد زمني للانسحاب الاسرائيلي".

ودعا القيادات الى "السعي الحثيث لاقامة أحسن العلاقات مع الجوار صونا للقضية الفلسطينية وضربا لأي محاولة لتحويل الصراع الى خلاف داخلي في الساحة الفلسطينية وخلاف بين المخيمات وجوارها".

السيد علي فضل الله
أما العلامة السيد علي فضل الله أشار إلى انه "في الوقت الَّذي نلحظ بعض اليقظة من الدول الأوروبيَّة، حيث صوَّتت مؤخّراً برلمانات بعض دول الاتحاد الأوروبيّ على حقّ الفلسطينيين بدولة، فإنَّنا نرى أنّ هذه الخطوة، وحتى تؤتي ثمارها، لا بدّ من أن يتبعها الضَّغط الفعليّ والجدّيّ على الكيان الصّهيونيّ، للاستجابة لمطالب الشَّعب الفلسطينيّ، وحقّه في العيش الكريم، والعودة إلى أرضه، وعدم الاكتفاء بالتّمنيّات".

وأوضح إلى انه "في ظلّ التَّجاذب الَّذي يحصل في مجلس الأمن، حول طلب السّلطة الفلسطينيَّة إنهاء الاحتلال، والاعتراف بدولة فلسطين ضمن حدود عام ٦٧، وفي ظلّ الضَّغط الَّذي يمارس على هذه السّلطة كي تتراجع عن طلبها، ورغم أهمية هذا الطلب على المستوى المعنوي، فإننا نخشى أنَّ ذلك لن ينتج شيئاً على مستوى الواقع، وسيكون حاله كحال الكثير من القرارات الدوليَّة التي وُضِعَت في أدراج الأمم المتحدة، فلم يأخذ الشَّعب الفلسطيني حقوقه يوماً إلا بسواعد مجاهديه، ولن يُعطى حقوقه كلّها إلا بذلك".

وتمنى على اللبنانيين "أن يعالجوا مشاكلهم بأنفسهم، فهم لن يقدّموا حلولاً قبل انقشاع الصّورة على المستوى الإقليميّ والدّولي، والّتي قد لا تكون قريبة"، داعيا اللبنانيين مجدداً إلى "تحمّل مسؤولياتهم تجاه وطنهم، وعدم تركه عرضةً للرياح العاتية، ونحن نعتقد أنهم قادرون على حلّ مشاكلهم إن أرادوا، أو التخفيف منها، أو التقليل من تداعياتها".

 ودعا إلى "الاستعجال في اللقاءات الحواريَّة المرتقبة على مختلف المستويات، على أن تكون لقاءات جادّة ومثمرة، هدفها صيانة هذا البلد وحفظه، وتثبيت الاستقرار فيه، وتحريك عجلة مؤسَّساته كافة، والتعاون لمعالجة الملفّات الكثيرة العالقة، والَّتي لا يمكن أن تُعالج بهذا الترهّل الّذي لا يزال يعانيه الواقع السياسي، والذي كان أبرز تجلياته في معالجة أزمة المخطوفين العسكريين، بكلّ تداعياتها الإنسانيّة والأمنيّة".

المفتي أحمد قبلان
وحول الوضع اللبناني الداخلي، أسف المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان في خطبة الجمعة في مسجد الإمام الحسين(ع) في برج البراجنة لاننا "نعيش واقعاً ضبابياً، والانقشاعات فيه غير واضحة المعالم، في ظل حراك سياسي قاصر ودون المستوى، تستحكم فيه أنانيات ومصالح وأهداف وصراعات طائفية ومذهبية, ألغت كل العناوين الوطنية، ستبقى الأمور فالتة ومتفلة من أيدي الجميع، والفوضى ضاربة في طول البلاد وعرضها، وعندها لا يمكن أن يكون هناك رابح، وستكون الهزيمة نكراء, والمصير مجهولاً والبلد على أكفّ العفاريت".

وأضاف قبلان: "إزاء هذه الحالة المعقدة، والظروف الصعبة إقليمياً ودولياً، نعود ونكرر مطالبتنا للجميع بضرورة كسر دائرة المراوحة، والانصراف إلى مواقف شجاعة وتقريرية تضع حداً لهذا الإهتراء والتدهور في كيان الدولة ومكوناتها، والجلوس معاً وفوراً حول طاولة الحوار.

وطالب قبلان "بدعم الجيش والقوى العسكرية والأمنية، وتوفير كل مستلزمات القوة في هذه المعركة الوطنية والمصيرية مع الإرهاب والعصابات التكفيرية.

وتوجه بالقول للسياسيين:"كفى متاجرة بحياة العسكريين، كفى فوضى، كفى ضياعاً للقرار الوطني، كفى تلاعباً بمصير البلد وبهوية أبنائه، فنحن متفقون ومتكاتفون ومتفاهمون على انتخاب رئيس للجمهورية، ومصممون معاً، مسلمين ومسيحيين، على إعادة بناء وطن وقيام دولة عصيّة على كل ما يحيط بها من تحديات إرهابية ومشاريع تقسيمية وتوطينية".

https://taghribnews.com/vdcezf8zojh8f7i.dbbj.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز