مولوي اسحاق مدني : سيأتي اليوم الذي يندم فيه التكفيريون
تنـا - خاص
إن العالم الاسلامي يواجه اليوم اوضاعاً خطيرة تستوجب من المسلمين جميعاً التحرك الفاعل و المؤثر للحفاظ على الاسلام بالفكر و الاخلاص ذاته الذي كان يتحلى به المسلمون الاوائل في صدر الاسلام.
شارک :
لفت نائب رئيس المجلس الاعلى للتقريب بين المذاهب الاسلامية "مولوي اسحاق مدني"، في كلمته بالملتقى الدولي الذي يعقد بطهران تحت شعار " الامام الحسن المجتبى (ع)، سبط الرسول (ص) "، لفت الى المنزلة الرفيعة التي يحظى بها الامام الحسن (ع) في كتب الحديث لأبناء السنة؛ مشدداً على أن المرحلة الراهنة تشبه الى حد كبير الحقبة التي شهدها كل من الامام الحسن و الامام الحسين (عليهما السلام )؛ مبينا ان ذلك "يعني بأن العالم الاسلامي يواجه اليوم اوضاعاً خطيرة تستوجب من المسلمين جميعاً التحرك الفاعل و المؤثر للحفاظ على الاسلام بالفكر و الاخلاص ذاته الذي كان يتحلى به المسلمون الاوائل في صدر الاسلام ، و سوف يأتي اليوم الذي سيندم فيه التكفيريون ، إذ انهم بممارساتهم هذه يخسرون دينهم و دنياهم ".
و أشار مولوي اسحاق مدني الى صلح الامام الحسن (ع)؛ موضحاً : عندما رأى الامام الحسن (ع) أن النزاع بين الامة الاسلامية منصبّ على الدنيا و المنصب و المقام ، لجأ مضطراً الى الصلح مع خصمه؛ لانه لو لم يلجأ الى الصلح ، لأدى الصراع بين الجماعات داخل الامة الاسلامية للقضاء على أصل الدين و محوه .
و تابع قائلاً : لقد ورد في احد كتب أبناء السنة بأن الرسول (ص) قال في حق الامام الحسن (ع) : اللهم أني أحب حسناً فأحبه و حب من يحبه .
و مضى رجل الدين السني البارز بمحافظة سيستان و بلوشستان الايرانية يقول : و تذكر كتب الحديث لدى ابناء السنة بأن الامام الحسن (ع) كان يشبه جدّه النبي محمد (صلى الله عليه واله وسلم)، الى حد كبير. و ان الامامين الحسن و الحسين كانا ريحانتي رسول الله(ص) .
و في جانب آخر من كلمته ، تطرق مولوي اسحاق مدني الى الخلافات التي نشبت بين المسلمين قائلاً : إن المشتركات الموجودة بين المسلمين و المذاهب الاسلامية أقل بكثير مما هو متصور ، و أن ما يختلفون فيه شيء بسيط و أقل أهمية .
و أردف موضحاً، أن قضايا رئيسية نظير الكعبة و الصلاة و الصيام و الحج و الزكاة و القرآن و المعاد و النبوة و محبة أهل البيت (ع) ، تعتبر من مشتركات الامة الاسلامية .
و أضاف نائب رئيس المجلس الاعلى لمجمع التقريب قائلا، أن الفتن التي يحرص الاعداء على أن يضفوا عليها صبغة دينية ، تهدف الى تشتيت المسلمين و تفرقتهم ، و لو كانت المسائل الدينية حقاً وراء تفرقة المسلمين ، لكانت انتهت الامة الاسلامية اليوم بسبب هذه الخلافات .
و خلص مولوي اسحاق مدني للقول : إن خلافاتنا لا تتمحور حول الاعتقاد بالاسلام ، و إنما حول العمل بهذا الدين المبين؛ ذلك ان الاسلام كان و لازال موجوداً بين المسلمين منذ البداية .
يشار الى ان ملتقى " الامام الحسن سبط الرسول " كان قد بدأ اعماله يوم امس الاحد في قاعة المؤتمرات الدولية بطهران، حضر اعماله شخصيات دينية و فكرية بارزة من ٣٣ دولة ، و المتوقع ان ينهي اعماله اليوم الاثنين بتكريم كتّاب و مفكرين كانت لديهم بحوث و كتابات قيمة حول الامام الحسن (ع) .
