تاريخ النشر2016 28 August ساعة 11:34
رقم : 243113

الدور المصيري للشعب اليمني في تشكيل النظام السياسي

تنا - خاص
لم يرق للعالم الغربي و الرجعية العربية مطلقاً ، اقامة دولة ديمقراطية قوية قائمة على اسس الثقافة المحلية في البلدان العربية والاسلامية .
الدور المصيري للشعب اليمني في تشكيل النظام السياسي
كتب و قيل الكثير في تحليل و تفسير تصعيد السعودية  لتحركاتها العسكرية المعادية لليمن خلال الاسبوعين الأخيرين ، لاسيما  الدوافع التي تقف وراء هذا التصعيد ، وتكثيف الغارات الوحشية و استهداف المناطق السكنية في هذا البلد . و من الواضح أن ثمة اتفاق في وجهات النظر في معظم ما قيل و ذكر، ازاء ثلاثة عوامل رئيسة تضطلع بدور هام في استمرار القصف و اتساع دائرته . إذ يرى الجميع أن النقاط الثلاث التالية شكّلت الدافع و الارضية  للتصعيد العسكري السعودي الاخير في العدوان على اليمن :  

ألف -  الاصرار على المنطق الخاطىء المعادي للانسانية ، الذي انطلق على اساسه العدوان ضد اليمن منذ اليوم الاول ، و كان يستهدف تحطيم  مقاومة الشعب ، و التمهيد لتسلّم حكومة تابعة لمقاليد السلطة في هذا البلد يترأسها رئيس الجمهورية المعزول عبد ربه منصور هادي .

في الحقيقة أن المسؤولين السعوديين عندما رأوا أنفسهم عاجزين عن فرض مطالبهم المتغطرسة - التي تشكل تدخلاً صارخاً في الشأن الداخلي اليمني -  على الاطراف اليمنية ، بعد ثلاثة اشهر من المفاوضات ، لجأوا ثانية الى وسيلة الضغط  التقليدية الثابتة ، أي معاودة استهداف المناطق السكنية الآهلة بالسكان و تكثيف غاراتهم ضد المدنيين العزل .

ب -  العامل الآخر الذي شكل دافعاً رئيسياً  في مواصلة العدوان ، و توسيع دائرة القصف الجوي و تكثيف  الغارات ضد الاحياء المدنية و الاسواق الشعبية ، يكمن في الاخفاقات و الهزائم  التي مني بها نظام آل سعود في الفترة الاخيرة على الصعيد الاقليمي و الدولي على حد سواء .

على الصعيد الاقليمي ، من الواضح تماماً أن سياسات حكومة الرياض التي تهدف للتدخل و اذكاء اوار الحرب في سوريا و العراق ، تقف على اعتاب هزيمة كبرى . و في الساحة الدولية ، و رغم كل التمهيدات التي يقوم بها الدولار السعودي ، بدأنا نشهد انطلاق موجة جديدة من الاحتجاجات ضد العائلة السعودية المالكة .

 و في ظل هذه الاحداث ، يحاول النظام السعودي ، من خلال الابقاء على نار الحرب مستعرة في اليمن و تكثيف الغارات وتوسيع دائرة استهداف المدنيين ، لفت الانظار داخل السعودية و خارجها ، الى أنه ما زال يحتفظ  بنفوذه و قدراته الاقليمية السابقة ، و أنه ليس في طريقه  للافول و الاضمحلات ، على عكس ما تصوره المحافل السياسية و الاعلام العالمي .

ج -  العامل الثالث يتمثل في ردود افعال المسؤولين السعوديين ، التي اتسمت بالانفعال و القلق و الاضطراب ، ازاء البدء بتنفيذ مشروع بناء الدولة ، أو ارساء تركيبة النظام الجديد ، في اليمن . و هي ذات ردود الافعال التي اظهرها العالم الغربي خوفاً و قلقاً تجاه حليفه السعودي .

ذلك أنه لم يرق للعالم الغربي و الرجعية العربية مطلقاً ، اقامة دولة ديمقراطية قوية قائمة على اسس الثقافة المحلية في البلدان العربية والاسلامية . بل يخشى تماماً أي تحرك يتطلع الى تشكيل مثل هذه الدولة في العالم الاسلامي .

 هذا في وقت يمضي الشعب اليمني  ، بذكاء ملفت و انفتاح سياسي يبعث على الاعجاب ، قدماً على طريق ارساء مشروع بناء الدولة ، و بعبارة ادق ، الانتقال الى مرحلة بلورة معالم تركيبة النظام الجديد ، و قد استطاع من خلال تنظيم المسيرات المليونية الباهرة ، أن يضمن استمرار هذا التحرك المجدي تماماً .
 
      
 
https://taghribnews.com/vdcdfs0xsyt0of6.422y.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز