لقاء مشترك بين علماء الدين الشيعة و السنة في اسكتلندا

أفاد ذلك مراسل وكالة أنباء التقریب (تنا) بلندن ، لافتاً الى أن اللقاء حضره جمع من النشطاء في المجال الديني و اساتذة و طلبة الجامعات ، من مختلف المذاهب و القوميات . و في هذا اللقاء تحدث الدكتور كمال الهلباوي احد الشخصيات الدينية و السياسية البارزة على صعيد العالم الاسلامي ، مستعرضاً لمحات من تاريخ الحركات الاسلامية في العالم الاسلامي خلال العقود الاخيرة ، و لافتاً الى أن الثورة الاسلامية في ايران هي الثورة الوحيدة في العالم التي استطاعت أن تقيم الحكومة الاسلامية بقيادة الامام الخميني الراحل (قده) ، و أن سرّ نجاحها يكمن في أنها مستلهمة من الاسلام الاصيل و من تعاليم القرآن . و شدد فضيلته : أننا مسؤولون أمام الله و لابد لما من العمل على صيانة الاسلام و انتصار أمة الاسلام .

كما ألقى الشيخ حسن أبو مهدي من الكويت ، كلمة في هذا اللقاء لفت فيها الى المصادر الفقهية المشتركة للمسلمين ، و مدى اهمية ذلك في توفير الارضية الفقهية اللازمة للتقريب فيما بينهم و نبذ خلافاتهم و العمل معاً في مواجهة المخاطر و التحديات التي تهدد كيانهم و هويتهم .

و في جانب آخر من كلمته قال الشيخ حسن : أن الادراك السليم لابعاد الفتنة ، و محاولة التعرف على حقيقة الجهات التي تقف ورائها ، و الحرص على الحصول على المعلومة ، خاصة بالنسبة للمسائل الدينية ، من مصادرها الموثقة ، كل ذلك يعتبر من الامور الضرورية للتعرف على بعضنا البعض بشكل جيد ، و من ثم توحيد مواقفنا و تعزيز تضامننا و العمل معاً على مواجهة المخطار و التهديدات التي تتربص بالمسلمين و تستهدف هوية الامة الاسلامية و كيانها .

كما تحدث في هذا اللقاء احد العلماء السنة من مدينة غلاسكو ، مثنياً على فتاوى مراجع الدين الشيعة في ايران و العراق التي تنص على حرمة الاساءة الى زوجات الرسول (ص) ، و موضحاً : أن تحركات من هذا النوع باستطاعتها أن تشكل عاملاً مهماً في التقريب و نبذ الخلافات .

و في السياق نفسه شجب احد علماء الدين لأبناء السنة ، محاولات البعض تأجيج الخلافات المذهبية من خلال الخطابات التحريضية ، لافتاً الى أن ليس ذلك وحده الذي يعتبر مدعاة لإثارة الفتنة ، بل أن التزام الصمت و السكوت ازاء هذه الخطابات يشجع على انتشار الفتن و اتساع دائرتها ، و لهذا ينبغي للجميع عدم التزام الصمت ازاء مثل هذه التحركات المدانة .

و اقترح عالم الدين السني تشكيل تجمع لعلماء الدين من السنة و الشيعة ، و الاستفادة من الفرص القانونية المتاحة في الدول الغربية نظير اقامة دعوة قضائية ضد القنوات الفضائية التي تعمل على إثارة التفرقة ، و ايقافها عن العمل . و شدد على اهمية حرص الجميع على احترام عقائد الاخر ، و تجسيد تعاليم نبي الاسلام العظيم (ص) أملاً بتجسيد الوحدة العملية بين المسلمين .

و في ختام اللقاء أعرب آية الله الاراكي عن دعم المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية التام و الشامل لمختلف الانشطة و التحركات التي تهدف الى تعزيز الوحدة و التقارب بين المذاهب الاسلامية اينما كانت ، سواء في اسكتلندا أو أية منطقة أخرى من بريطانيا أو العالم .