تاريخ النشر2014 2 July ساعة 11:44
رقم : 162571
مفكر اسلامي مقيم في بريطانيا : -

داعش و المجموعات الارهابية ليسوا بمسلمين و لا علاقة لممارساتهم بالدين

تنـا - خاص
الدكتور مشرف حسين: ينبغي للدول الاسلامية أن تعي بأن القوى الكبرى تقف وراء الكثير من المشكلات و الازمات التي تواجه العالم الاسلامي.
داعش و المجموعات الارهابية ليسوا بمسلمين و لا علاقة لممارساتهم بالدين

في حوار أجراه مراسل وكالة أنباء التقریب (تنا) مع الدكتور مشرف حسين ، أحد علماء السنة في بريطانيا و رئيس معهد كريمية في توتنغهام ، شدد فضيلته على أن القوى الكبرى تقف وراء الكثير من الازمات و التحديات التي تواجه العالم ؛ مستعرضاً وجهات نظره ازاء الاحداث الاخيرة في العراق ، و الاهداف التي يسعى وراءها تنظيم داعش الارهابي على صعيد العراق و المنطقة بأسرها . و فيما يلي أبرز ما جاء في هذا الحوار : 

في معرض اجابته عن سؤال حول الهوية الحقيقية لتنظيم داعش الارهابي ، يقول الدكتور مشرف حسين : للاجابة عن هذا السؤال يجب ان نأخذ بنظر الاعتبار المفهوم الحقيقي للاسلام . إذ ان النبي المكرم محمد (صلى الله عليه واله وسلم) يقول : المسلم هو من سلم الناس من يده و لسانه . و هذا يعني أنه ينبغي للمسلم أن لا يكون مدعاة لإيذاء الآخرين و ازعاجهم . . يجب ان لا ينطق بكلام ، أو يقوم بعمل ، يؤدي الى إيذاء الآخرين . و القرآن الكريم يصرح بأن من قتل شخصاً مسلماً فكأنه قتل الناس جميعاً . و بناء على ذلك ، يمكن القول ان جميع هذه التنظيمات أمثال داعش و القاعدة و طالبان و بوكوحرام و نظائرها ، ليست بالتنظيمات الاسلامية ، فلا علاقة للاسلام بالقتل و الارهاب و إثارة النزاعات و العنف و ايذاء الآخرين ، و أن ما يقوم به هؤلاء يتعارض مع الاسلام و الاسلام منه براء .. والنص القرآني واضح و صريح في هذا الخصوص : الفتنة أشد من القتل . إن هذه الافعال و الممارسات لا علاقة لها بالدين . وما يقوم به هؤلاء ذو دوافع سياسية  و هو جزء من اللعبة السياسية بين الاطراف الدولية . و مما يؤسف له أن بعض الانظمة الاقليمية تحاول أن تكون جزءً من اللعبة الشيطانية المشؤومة. . ان عناصر داعش ليس أكثر من مرتزقة من أقوام و دول مختلفة يتم استأجارهم

للقتال ، و هم لا يفكرون بغير منافعهم المادية . 

و حول الاهداف الحقيقية التي تسعى اليها الجماعات الارهابية ، يرى المدير المسؤول عن صحيفة "الحوار الوطني" و رئيس تحرير مجلة " الأسرة " التي تصدر في بريطانيا : أن المنافع المادية تشكل أحد الاهداف الرئيسية لهذه الجماعات ، أي الحصول على المال . ليس لديهم اهدافاً خاصة و محددة . فما هو هدف القاعدة و طالبان ؟ المنافع المادية لا غير . هؤلاء يقاتلون من أجل المال فقط . الأمر الآخر هو ان هؤلاء يخوضون حرباً بالواسطة ، أي أن ثمة أيادي تقف وراء هذه الحرب و تديرها ، و هذه حقيقة . و مما يذكر في هذا الصدد ، كنت قد تحدثت مع احد كبار المستشارين في وزارة الخارجية البريطانية ، عن الاحداث التي تجري في منطقة الشرق الاوسط ، فقد أكد لي ان هذه الحروب إنما هي حروب تشن بالواسطة ، لأن ثمة قوى أخرى تقف ورائها . 

و في جانب آخر من حواره مع وكالة أنباء التقریب (تنا)، يقول الدكتور مشرف حسين : إننا على ثقة من ان القوى الكبرى تقف وراء الكثير من المشكلات و الازمات التي تواجه العالم الاسلامي . و ينبغي للدول الاسلامية أن تعي ذلك و تتعاطى معه من منطلق المسؤولية الوطنية و الاسلامية ، و ان لا تفرط بثروات المسلمين و قدرات الامة الاسلامية . كما ينبغي للمجتمع الاسلامي أن يكون متفائلاً و ان لا يفقد الأمل على الرغم من وجود هؤلاء الدجالين ، إذ اننا نحيا في عصر الدجال و في عصر الخداع و التضليل ، و لهذا أدعو المسلمين لان لا ينخدعوا بما تتناقله وسائل الاعلام المغرضة و المأجورة التي لا تكف عن خداع الناس و تضليلهم . و لا يخفى ان القوى الكبرى تمتلك وسائل اعلام عملاقة و متطورة لذا فهي أقدر من غيرها على حرف انظار الناس و خداعهم و تضليلهم . 

و يمضي فضيلته بالقول : يجب ان لا نحمل الكراهية تجاه بعضنا، و هو امر مهم ، خاصة نحن المسلمون الذين نعيش في الغرب ، سواء في اميركا و بريطانيا أو أوروبا أو اي مكان آخر. لابد لنا من التآخي و التأزر و مناصرة بعضنا ، و التعامل بالحسنى مع المحيطين بنا سواء كانوا من المسلمين أو المسيحيين أو اليهود او أي دين آخر . . هذه رسالتنا ، فنحن لسنا في حرب مع أحد ، لسنا في حرب بين المسلمين
، و لا في حرب بين الاسلام و المسيحية ، أو أي دين آخر . 

و حول مسؤولية الزعماء الدينيين في هذا الصدد ، يقول الدكتور مشرف حسين : اتصور ان ثمة عقبات تعترض الزعماء الدينيين للاضطلاع بدورهم و ممارسة مسؤولياتهم ، لانهم يفتقدون للسلطات و القوة اللازمة . لذا فان السبل المتاحة للزعماء الدينيين تتمحور حول ارساء السلام و نشر المحبة و التركيز على الجانب الاخلاقي و التربوي ، و محاولة لفت الانظار الى محاسن الدين و جمالياته . 

و عن العقبات التي تعترض تجسيد الوحدة الاسلامية على الرغم من التأكيد الملفت لتعاليم الاسلام عليها ، و السبل العملية الكفيلة بتحقيقها، يقول المفكر الاسلامي المقيم في بريطانيا : أتصور أنه ينبغي اولاً أن يوجّه كل من زعماء الشيعة و السنة رسالة للمسلمين جميعاً مفادها بانه ليس هناك حرباً بين الشيعة و السنة . هذا ما أؤمن به أنا بكل صراحة . أن أياً من أبناء السنة و لا الشيعة لا يحمل نوايا سيئة تجاه بعضهم البعض . و ان ما نراه هنا و هناك ليس أكثر من عدة مرتزقة تعمل وفقاً لدوافعها السياسية و العسكرية . و لهذا ينبغي للزعماء السنة و الشيعة أن يوضحوا ذلك لأتباعهم بكل وضوح و صراحة ، لافتين انظارهم الى ان الاسلام يعتبر الجميع أخوة . و لا يخفى أن ثمة متطرفين لا يروق لهم ذلك ، لأن مصالحهم تكمن في تأجيج الخلافات و إذكاء نار الفتنة الطائفية ، لذا ينبغي التصدي لهم معاً . 

و يتابع فضيلته : و من هنا لابد لنا من التحرك لفتح باب الحوار و محاولة التعرف أكثر فأكثر على بعضنا البعض ، و أن نبرهن للآخرين بأنه لا توجد حروب بيننا ، و أن ما هو قائم ليس بالحرب الدينية . نحن لا نريد أن يسيء الناس الظن بالقرآن و الرسول و أهل البيت (ع) و علماء الدين ، نتيجة هذه التصرفات و الممارسات المشينة . و أن السبيل الامثل للحيلولة دون ذلك هو محاولة البرهنة بشكل عملي على أن ثمة وحدة داخلية بين السنة و الشيعة .. كثيراً ما أود أن أرى مثلاُ أن يجلس الايرانيون و السعوديون معاً للحوار و التفاهم ، و أن يعلنوا بأن الذيين يقتلون في سوريا إنما هم أبناؤنا و امهاتنا و بناتنا ، و أنهم يقتلون نتيجة لصراعات سياسية ، و هو أمر مرفوض تماماً .

https://taghribnews.com/vdcbz5b88rhb0sp.kuur.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز