الاعلام يتحمل مسؤولية جسيمة في الكشف عن ماهية التيارات التكفيرية
تنا - خاص
مثلما تمارس العديد من وسائل الاعلام دوراً سلبياً تجاه وحدة الامة الاسلامية ، فأن بوسع الاعلام الموضوعي و الرصين أن يضطلع بدور هام للغاية في ارساء و ترسيخ الوحدة ، و ذلك من خلال فضح حقيقة و ماهية التيارات المشبوهة و المغرضة التي تعمل على إثارة الفتنة المذهبية و تأجيج النعرات الطائفية .
شارک :
على هامش مشاركته في الحفل التأبيني الذي اقيم بمدينة جرجان على ارواح شهداء فاجعة منى ، اجاب آية الله الاراكي على اسئلة الصحافيين ، مستعرضاً ابرز المحاور التي سيسلط عليها الضوء المؤتمر الدولي للوحدة الاسلامية لهذا العام ، حيث قال : أن احد ابرز موضوعات مؤتمر الوحدة الاسلامية لهذا العام ، يكمن في تعزيز و ترسيخ التضامن و الانسجام بين النخب الفكرية و السياسية و الثقافية في العالم الاسلامي .
و أضاف سماحته : في مؤتمر الوحدة لهذا العام سوف لا تقتصر الدعوة لحضور المؤتمر على الشخصيات الدينية و الفكرية في العالم الاسلامي ، و إنما سوف تتم دعوة النخب السياسية و العلمية و الثقافية ، و نشطاء المجتمع الاسلامي من مختلف البلدان الاسلامية .
و أعرب الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية ، عن أمله في التوصل الى اتفاق في وجهات النظر بين نخب العالم الاسلامي و بالتالي اتخاذ مواقف موحده ازاء مشكلات العالم الاسلامي ، خاصة مشكلة التطرف ، و التيارات التي تسعى الى إثارة الخلافات و التفرقة ، و المجموعات التي تحاول تشتيت المجتمع الاسلامي و اضعافه ، من خلال إثارة العداوات و تفجير الصراعات داخل الدول الاسلامية .
و في معرض ردّه على سؤال حول دور وسائل الاعلام في ارساء الوحدة ، اوضح آية الله الاراكي : أن ما نراه اليوم بالنسبة لتجزئة العالم الاسلامي و تشتيته ، كان قد بدأ في الاساس بايحاء من وسائل الاعلام . ذلك ان مجموعات من امثال داعش و الفئات التكفيرية الأخرى ، استطاعت ان تستخدم عدداً من وسائل الاعلام لنشر افكارها و توسيع نفوذها في البلدان الاسلامية . و لهذا و مثلما تمارس العديد من وسائل الاعلام دوراً سلبياً تجاه وحدة الامة الاسلامية ، فأن بوسع الاعلام الموضوعي الرصين أن يضطلع بدور هام للغاية في ارساء و ترسيخ الوحدة ، و ذلك من خلال فضح حقيقة و ماهية التيارات المشبوهة و المغرضة التي تعمل على إثارة الفتنة المذهبية و تأجيج النعرات الطائفية ، و توعيه الناس بالاضرار و المخاطر المترتبة على اشاعة الخلافات و الفتنة الطائفية .
و ازاء التحديات التي تواجه الشرق الاوسط في الظروف الراهنة ، قال آية الله الاراكي : لقد بات الشرق الاوسط اليوم بؤرة رئيسية للاحداث العالمية ، و ميداناً للمواجهة بين التوجهات المتعددة التي تفرض نفوذها على الساحة الدولية . مضيفاً : أننا نؤمن بأن شعوب الشرق الاوسط باتت اليوم أكثر وعياً و حرصاً على هويتها و مستقبلها ، و من المتوقع أن تعمل على تعزيز تعاضدها و تضامنها ، و توحيد كلمتها و مواقفها ، و محاولة التصدي للتدخل الاجنبي لا سيما الاميركي و التآمر الاسرائيلي من جهة ، و ادارة ظهرها للتيارات المثير للخلافات و الفرقة من جهة أخرى .
و لفت الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية ، الى ان الوعي الديني و السياسي الذي باتت عليه شعوب المنطقة اليوم غير مسبوق ، موضحاً : من المؤمل - بعون الله تعالى - أن نشهد عن قريب ، بهمة جند الاسلام ، و جهود النخب الفكرية و الثقافية ، و الساسة المخلصين ، شرق اوسط متحد و موحّد في مواجهة الاستكبار العالمي و التيارات المتطرفة و الجماعات المثيرة للخلافات و التفرقة .