تاريخ النشر2012 22 February ساعة 17:06
رقم : 84445
شجب عارم على جريمة الناتو

بحرقه للمصاحف حَرَقَ أوراقه أيضاً في أفغانستان

تنا ـ بيروت
هل ينتظرون تحديا" أكبر من هذا التحدي حتى يستيقظوا من سكرتهم الامريكية
بحرقه للمصاحف حَرَقَ أوراقه أيضاً في أفغانستان

لم يعد ثمة مقدّس لدى قوات الإحتلال الأمريكية ، فالمقدّسات أضحت في دائرة الإستهداف الأول للتدنيس . ربيبتها "إسرائيل" فعلتها مراراً في القدس المحتلة متخطية كل الخطوط الحمر حيث لم يسلم في هذه الأرض المباركة شيء من التدنيس . مِن تجرؤ على حرق مساجد برمتها وصولاً إلى التعدي على كل ما يمت بصلة إلى مقدسات الغير إسلامية كانت أم مسيحية . الحرق و التدنيس إذاً بات أحد أهم وسائل تنفيس الأمريكائيليين ، بعد الإفلاس و العجز المتواصل أمام طلاب الحق . 

ووسط الأصوات الشاجبة لهذا الإعتداء و الاحتجاجات العارمة ، صوت رأى أن في حرق الناتو للمصاحف حرقٌ لأوراقها أيضاً في أفغانستان ، فقد أشارت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأمريكية إلى أن آمال الولايات المتحدة فى الفوز بحب وتعاطف الشعب الأفغانى ضعفت مؤخرًا بضربة موجعة أخرى مع قيام جنود من قوات حلف شمال الأطلسى "ناتو" بحرق نسخة من القرآن الكريم فى إحدى القواعد الموجودة فى أفغانستان.

سياسة الحرق

إذاً ليست بجديدة إلا أن الذريعة المقدمة لهذا الإعتداء قد تكون هي الجديدة ، فقد تذرع الامريكيون ان السجناء من حركة طالبان يستخدمون الكتب التي احرقوها في توصيل الرسائل. بدوره، سارع القائد الامريكي لقوات حلف شمال الاطلسي (الناتو) في افغانستان جون الن إلى تقديم اعتذر امس الثلاثاء عن حرق القوات في قاعدة باغرام الجوية قرب كابول للمصحف زاعماً أنها تمت "بشكل غير مقصود".

وكان العمال المحليون عثروا على بقايا الكتب الدينية المحترقة، ما ادى الى اشتعال الاحتجاجات. وهتف المتظاهرون بشعارات من قبيل "الموت لامريكا" ورشقوا القاعدة الامريكية الرئيسية في المدينة كامب فينكس، بالحجارة.

وقد اصيب ١٠ اشخاص على الاقل واطلق الرصاص على المتظاهرين في العاصمة الافغانية كابول لتفريق الاحتجاجات المتصاعدة التي بدأت امس لتتجاوز العاصمة وتخرج ايضا في مدينة جلال اباد شرقي افغانستان.

وقدّرت وكالة الانباء الفرنسية عدد المتظاهرين الافغان امام قاعدة باغرام بالالاف. ونقلت عن ضابط شرطة افغاني قوله: "هناك ٢٠٠٠ شخص على الاقل، انهم يتظاهرون بسبب احراق نسخ من المصحف في داخل القاعدة".

تجدر الإشارة
إلى أنه في ابريل/نيسان من العام الماضي قتل شخص واحد على الاقل واصيب ١٨ في احتجاجات في افغانستان اثر حرق المصحف في امريكا. 

ردود الفعل في لبنان

وفي هذا السياق، أكد سماحة العلامة الشيخ عفيف النابلسي أن " الاحتلالين الأميركي والاسرائيلي على وجه التحديد تماديا في غيّهما وفي تدنيس المقدسات الاسلامية في كل من العراق وفلسطين وأفغانستان حيث نشاهد تكراراً مسيئاً ومقصوداً لأفعال قواتهما القبيحة من تدنيس المساجد إلى حرق المصاحف. وهذه الأعمال هي في منتهى الوقاحة والدناءة والاستهتار لكرامة المسلمين وحرماتهم واستهانة بهم وبوجودهم وبدينهم". 

ولفت سماحته: إلى أنّ أميركا وإسرائيل ما كانا يستطيعان التعرض لمقدسات المسلمين لولا أن المسلمين هم بأنفسهم ضعافاً ومتقاعسين لافتاً إلى أن "أفضل إدانة لحرق القرآن وتدنيس المساجد هو في وحدة المسلمين وابتعادهم عن التقاتل الداخلي". وأشار إلى أن "الغرب يريد أن ينقل الصراع إلى ساحة المسلمين ليصبح صراعاً بين الداخل والداخل وعلينا أن نصوّب البوصلة فنعرف العدو الحقيقي وأهداف الهيمنة الغربية والمشاريع الاسرائيلية فنواجهها
بقوة وصلابة". 

وشدد سماحته على ضرورة توحد الدول الإسلامية لا سيّما إيران وتركيا لأنهما يمثلان القوة الأمضى على مستوى المنطقة ويمكن أن يشكل تعاونهما وتفاهمهما استقراراً كبيراً يردع التدخلات الخارجية ويعزز المنعة الإقليمية ويُبعد شبح الفتنة المذهبية عن الأمة كلها. لذلك نحن ندعو بقوة تركيا إلى عدم الاغترار بالوعود الغربية لأن الغرب لم يكن في يوم من الأيام صادقاً في وعوده وعهوده مع هذا البلد, بل التشارك مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية في بناء مستقبل واعد للأمة الإسلامية.

بدوره، وضع نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى سماحة الشيخ عبد الأمير قبلان الانتهاكات الصهيونية ضد المقدسات المسيحية والإسلامية في فلسطين برسم المجتمع الدولي وأصحاب الديانتين في العالم، مستنكراً إحراق القرآن الكريم من قبل الجنود الأمريكيين" في عمل وحشي واستفزازي يحتم أن يقف المسلمون والمسيحيون في موقع المستنكر والمعاقب على هذا العمل الذي لا يقبله عقل ويرفضه كل الدين، فالاكتفاء ببيان الإدانة والاعتذار فعل ناقص لا نقبل به اذا لم تعاقب الإدارة الامريكة جنودها على جريمتهم السوداء ليكونوا
عبرة لمن تسول له نفسه انتهاك حرمة القرآن وقدسيته". 

كما شجب تيار الفجر إهانة وإحراق (المصحف الشريف) على يد جنود جيش الاحتلال الأمريكي في أفغانستان كعادتهم في ازدراء المقدسات الإسلامية، رافضاً هذه الجريمة المستنكرة والتي تمس مشاعر ملايين المسلمين في العالم . 

وندد التيار بجرائم جنود الاحتلال الاميركي في أفغانستان داعياً المنظمات الانسانية الدولية للتصدي بحزم لهذه الأعمال الوحشية التي يرتكبها الأمريكيون لافتاً النظر إلى أن صبر المسلمين لن يدوم طويلاً وسيأتي اليوم الذي ستتحقق فيه العدالة ويتم فيه محاسبة المجرمين ممن يتعمدون الإساءة إلى مقدسات المسلمين ودينهم مهما كان حجم الحصانة المزيفة التي يتمتعون بها. 

وطالب رئيس لقاء علماء صور الشيخ علي ياسين "العرب والمسلمين والمسيحيين بعقد مؤتمر لنصرة القرآن والأديان لأن هذه هي النصرة الحقيقية التي تصون الأوطان وتحفظ الانسان ". 

وقال في ندوة صحافية عقدها في صور بعد لقاء عدد من العلماء :"ندعو الى استنكار ورفض العمل المشين الذي تم خلاله احراق
نسخ من القرآن الكريم في امريكا ، مما يعتبر تحديا" لكل المسلمين". لافتاً إلى ترافق هذا العمل "مع الهجمة الحاقدة على المقدسات المسيحية والاسلامية في فلسطين المحتلة". مشدداً على ان "اكبر جريمة هي سكوت المسلمين والعرب على ذلك ".

وسأل الشيخ علي ياسين : " هل انهم ينتظرون تحديا" أكبر من هذا التحدي حتى يستيقظوا من سكرتهم الامريكية ويعلنوا انتصارهم للقرآن والمقدسات الاسلامية والمسيحة ؟؟ " و رأى انه " ليس هوان أكبر من هذا الهوان الذي نشهده في وقت تشتد فيه الهجمة الشرسة على قوى الممانعة في المنطقة ،عنيت بها سوريا وايران والمقاومة ،وذلك من أجل تحقيق ضمان سلامة أمن الكيان الصهيوني المغتصب لكل المقدسات" .

كما دان رئيس جمعية "قولنا والعمل" الشيخ احمد القطان هذا الإعتداء داعيا "الشعوب العربية والإسلامية، وخصوصا علماء الأمة الى صرخة في وجه الإستكبار العالمي". 

يشار إلى أنه فى عام ٢٠١٠ كان القس الأمريكى تيرى جونز قد هدد بحرق نسخة من القرآن الكريم خارج كنيسته بولاية فلوريدا .

https://taghribnews.com/vdcgnt97.ak9tt4r,ra.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز