تاريخ النشر2012 16 February ساعة 18:09
رقم : 83546
انجاز نووي تاريخي كان محط انظار العالم

الرئيس نجاد يشحن مفاعل طهران داعياً الغرب للتفاوض

تنا ـ بيروت
٣٠٠٠ جهاز طرد مركزي من الجيل الجديد
الرئيس نجاد يشحن مفاعل طهران داعياً الغرب للتفاوض
من معادلة التهديد بالتهديد الى استراتيجية حصار الحصار انتقلت طهران أمس، قبول بالتفاوض مع الاوروبيين وعلى الطاولة ورقتا قوة: انجاز نووي تاريخي كان محط انظار العالم وانذار مشروط بقطع الشريان النفطي عن دول اوروبية عليلة. 

إيران استعرضت إنجازاتها الجديدة في المجال النووي ،موجهة في الوقت نفسه رسالة إلى الاتحاد الاوروبي تدعو لاستئناف المفاوضات مع الغرب. وأعلنت طهران تشغيلها لآلات طرد مركزي أفضل أداء من سابقاتها، وإنتاج قضبان الوقود المخصب إلى نسبة ٢٠ في المئة، والتي شارك في تركيبها داخل مفاعل طهران النووي الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد الذي أمر بإنشاء ٤ مفاعلات أبحاث نووية جديدة في البلاد. 

إلى ذلك، أكد قائد الثورة الاسلامية في إيران
آية الله السيد علي الخامنئي ان «الشعب الايراني أحبط ببصيرته النافذة ووعيه دعاية الاعداء المضللة من خلال مسيرات ذكرى انتصار الثورة» مشدداً على «أن الشعب الايراني سيوجه ضربة قوية اخرى للمستكبرين من خلال مشاركته الواسعة في الانتخابات التشريعية المقبلة».
 
وأشار السيد القائد إلى ان «الاسلام وصل الى نقطة مهمة وحساسة في حركته العظيمة والاجيال القادمة ستشهد أحداثا مهمة ستغير العالم وستقضي على سياسة الاستكبار المهيمنة»، لافتاً الى ان «منبع تلك الحركة هو الجمهورية الاسلامية الايرانية». 

من جهة أخرى، بث التلفزيون الايراني الرسمي مباشرة صور تركيب قضيب وقود نووي مخصب بنسبة ٢٠ في المئة محلي الصنع في مفاعل الابحاث في طهران. وجرى الحفل بحضور نجاد وعائلات عدد من العلماء النوويين الايرانيين الذين تم اغتيالهم، بحسب طهران، بيد
الاستخبارات الاميركية والاسرائيلية، إضافة إلى وزير الخارجية علي أكبر صالحي وغيره من الشخصيات الايرانية البارزة. 

وأعلن الرئيس نجاد ان بلاده شغلت ثلاثة آلاف جهاز طرد مركزي إضافي في منشأة نتانز الرئيسية لتخصيب اليورانيوم. وقال في كلمة بثها التلفزيون الرسمي «كان حوالي ستة آلاف آلة طرد تعمل، وأضيف إليها ثلاثة آلاف. اليوم باتت تسعة آلاف» آلة طرد مركزي. 

كما أعلن رئيس المنظمة الايرانية للطاقة الذرية فريدون عباس دواني «اليوم نشهد تشغيل أول مجموعة من اجهزة الطرد المركزي هذه التي لها قدرة تخصيب اقوى بمعدل ثلاث مرات» من الاجهزة السابقة. واضاف «هذا رد قوي على كل عمليات التخريب التي قام بها الغربيون». وأشارت وكالة انباء «فارس» الايرانية الى ان الاجهزة الجديدة مصنوعة من ألياف الكربون ومنتجة محليا. لكن التقرير الاخير
للوكالة الدولية للطاقة الذرية اشار الى امتلاك ايران حاليا ٨٠٠٠ آلة للطرد المركزي من الجيل الاول في منشأة نتانز، حيث تنتج شهريا حوالى ١٥٠ كلغ من اليورانيوم المخصب بنسبة ٣,٥ في المئة. واضاف التقرير ان ايران انتجت في تشرين الثاني الماضي ٤٩٢٢ كلغ من اليورانيوم بنسبة ٣,٥ في المئة. ونقلت ايران نشاطاتها لتخصيب اليورانيوم بنسبة ٢٠ في المئة الى فوردو في موقع تحت الارض يصعب تدميره بضربات جوية. 

وأمر نجاد ببناء اربعة مفاعلات ابحاث جديدة لانتاج نظائر مشعة لمرضى السرطان. وقال نجاد «استجابة لحاجات البلاد، ابنوا هذه المفاعلات في مواقع مختلفة لتأمين متطلبات الابحاث والنظائر المشعة التي تحتاجها البلاد» لمرضى السرطان. وتملك ايران مفاعل ابحاث بقدرة ٥ ميغاواط بناه الاميركيون قبل الثورة الاسلامية في العام ١٩٧٩ في طهران. وهي تبني مفاعلا اخر للابحاث بقدرة ٤٠ ميغاواط في اراك لانتاج البلوتونيوم
من اجل الابحاث الطبية. 

بالمقابل، قللت الولايات المتحدة من شأن أحدث إعلان إيراني بشأن التقدم النووي وقالت إن التقدم الذي ذكرته طهران «ليس جديدا جدا وليس مثيرا جدا». وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند للصحافيين «نحن بصراحة لا نرى الكثير من الأمور الجديدة هنا. هذه ليست أنباء مثيرة. في الحقيقة يبدو أنه تم تضخيمها». 

وفي سياق مواز، بعث امين المجلس الاعلى للامن القومي الايراني سعيد جليلي رسالة الى مسؤولة السياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي كاثرين آشتون رحب فيها باستعداد مجموعة «٥+١» لاستئناف المحادثات واكد كذلك استعداد طهران لذلك. وافادت وكالة «مهر» للانباء ان سعيد جليلي أكد في رسالة سلمت الى مكتب اشتون «على ان نجاح المحادثات رهن بالتعامل الايجابي من قبل مجموعة «٥+١» مع مبادرة الجمهورية الاسلامية الايرانية». وقالت المتحدثة باسم
آشتون مايا كوسيانسيتش إن الاتحاد يدرس الرسالة الايرانية ويتشاور مع الولايات المتحدة وروسيا والصين وشركاء آخرين بشأن كيفية الرد. 

بدوره، أشار نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف إلى ان عقوبات الامم المتحدة وإجراءات إضافية فرضتها بلدان غربية لم يكن لها اي تأثير على البرنامج النووي الايراني. لافتاً في مقابلة نشرت على موقع الوزارة على الانترنت إلى أن «البديل للعقوبات هو الدخول في عملية مفاوضات جادة مع الجانب الايراني». 

واضاف ريابكوف المسؤول عن ملف العلاقات مع ايران إن ذلك سيتطلب «نية صادقة من جانب من يجرون هذا الحوار للبحث عن تسويات وعن مقترح بمشروع حل قد يحظى باهتمام الجانب الايراني». معرباً عن قلقه" لأن المسافة الفاصلة بين إيران وبين افتراض امتلاكها التقنيات لتصنيع أسلحة نووية تتقلص» على حد تعبيره. 

المصدر : «السفير» + وكالات
https://taghribnews.com/vdch-mn6.23nxkdt4t2.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز