QR codeQR code

العاصمة بيروت تستقبل مؤتمر "إنتهاكات حقوق الانسان في البحرين"

كي يسمع صيحات الإستغاثة أحد..

تنا ـ بيروت

6 Oct 2011 ساعة 15:16

من الواجب علينا الإعتذار عن الصمت و خذلانا لأخوة لنا في الحق و الحياة


بوردة حمراء على باب المنتدى تستقبلك طفلتان،دلالة رمزية على أن تحركات الشعب البحريني سلمية ، و أنت تنظر إلى الوردة المعبرة عن المحبة تدخل قاعة المؤتمر فتجد لونها الأحمر يختلط مع دماء الشهداء الأحرار حيث علقت العديد من اليافطات التي تظهر بشاعة الجرائم التي يرتكبها النظام البحريني بحق المتظاهرين من نساء و أطفال و مسنين وتدعو بالحرية لأهل البحرين ومنها يافطة كتب عليها "الحرية لأطباء البحرين" . 

إفتتح المؤتمر الحقوقي تحت عنوان "إنتهاكات حقوق الإنسان في البحرين توصيفها القانوني وملاحقتها جنائياً"، أمس في بيروت في الكورال بيتش على أن تعقد جلسات المناقشة اليوم ، برعاية معنوية للرئيس الوزراء اللبناني السابق سليم الحص، وبتنظيم "منتدى البحرين من أجل حقوق الإنسان" وبحضور العديد من الشخصيات السياسية  ورجال دين وفعاليات حقوقية من مختلف أنحاء العالم ،( ألمانيا ،أميركا، البحرين، العراق، تونس، فلسطين، و لبنان). 

و قد أجمعت كلمات المشاركين على أن قضية شعب البحرين تتعرض لإعدام إعلامي يعادل حجم جرائم الإبادة التي تمارس بحق أبناء هذا البلد. قدم للمؤتمر الإعلامية التونسية كوثر البشراوي، التي أكدت أنه من الواجب علينا الإعتذار عن الصمت و خذلانا لأخوة لنا في الحق و الحياة وأشارت إلى أن المؤتمر يسعى إلى نصر الانتفاضة الشعبية في البحرين "لكي لا يشعر الشعب البحريني انه وحيد و يتيم"، داعية إلى تكثيف الجهود لنصرة هذا الشعب . 

بدأ الحفل بتلاوة القرآن الكريم مع ذكر الآية الكريمة "و لينصرنّ الله من نصره " كتأكيد على تحقيق النصرة لأهل البحرين بعد صبرهم و معاناتهم ، ثم جرى عرض فيلم وثائقي في المناسبة يرصد بعض الجرائم التي يرتكبها النظام البحريني بحق اهل البحرين و يعبّر عن الصرخات المكتومة في البحرين، حيث بدأ الوثائقي بكلمة ملك البحرين يتكلم فيها عن عن حق الحرية و التعبير ثم جرى عرض لمشاهد جعلت الجمهور بحالة صدمة بعد العرض ويحتار أيصفق لما شاهد أم يبكي ألماً ، وتخلل الفيم تساؤلات : هل قمع المظاهرات ، هل قتل الأبرياء ، هل إقتحام المستشفيات ، هل هدم دور العبادة، هل ترويع الأطفال و النساء ليست من ضمن إنتهاك حقوق الإنسان ؟ وإختتم الفيلم بصرخة و بكاء لطفلة لم تتعدى الأعوام السبع و هي تستنجد وتئن من الخوف .

ثم كانت كلمة للجهة الداعية و رئيس المنتدى يوسف ربيع أوضح فيها أن المنتدى يعنى بالقضايا القانونية الداعمة لإحترام حقوق الإنسان وأنه سيتم التعاون مع منظمات حقوقية أخرى في البحرين والعالم العربي والعالم أجمع معتبراًما يجري في البحرين جريمة بحق الإنسان بكل ما للكلمة من معنى، مؤكداً تعرض المعتقلات و المعتقلات للإعتداء الجنسي و ألفاظ طائفيّة . وشدّد على أن صفة المنتدى حقوقية وليست حزبية أو سياسية وأن تمويله من متبرعين البحرين من جهات حقوقية كما يتلقى المنتدى التبرعات من الداخل والخارج و أن الهدف منه رصد الإنتهاكات في البحرين و إرسالها لجهات حقوقية . وختم بالقول : "لن نسكت عن المتورطين الذين يسرحون ويمرحون في البحرين وسط سكوت العالم والأمم المتحدة وجامعة الدول العربية والسلطات في البحرين" .

ثم تلاها كلمة لرئيس المؤتمر العام لنصرة البحرين، النائب العراقي أحمد الجلبي الذي بدأ بذكر الآية الكريمة " ونريد أن نمن على الذين إستضعفوا في الأرض.."مشيراً إلى معاناة و إستضعاف الشعب البحريني منذ أكثر من قرنين حين حكمت "هذه العائلة" البحرين إشارة منه إلأى حكم آل خليفة . من جهة أخرى تطرق إلى "الإحتلال السعودي بعد دخول قوات "درع الجزيرة" إلى المنامة"، ورأى أن "الحجة التي دخلت على أساسها قوات درع الجزيرة برئاسة السعودية إلى البحرين، غير شرعية". لأنها دخلت بدعوى أن هناك تدخل خارجي .
وطالب "بعقد إجتماع لوزراء خارجية الدول العربية لمعالجة إنتهاكات حقوق الإنسان في البحرين"، لافتاً إلى أن على "الدول العربية في مجلس الأمن الدعوة إلى مطالبة السلطات البحرينية بوقف إضطهاد شعبها"، ودعا الدول العربية إلى "الإعتراف بالقوى السياسية التي إنتخبت ثم إستقالت في البحرين كقوى ذات صفة تمثيلية"، كما حيّا أبناء البحرين الذين قتلوا مطالباً الحكومات العربية إتخاذ إجراءات للإعتراف بالقوى السياسية التي إتخذها ثوار البحرين معتبراً أن ما قام به الشعب العراقي نموذج ونبراس يحتذى به لباقي الثورات و أن هذا المؤتمر يمثل الضمير العربي .
ثم كانت كلمة للأمين العام لمنظمة الحقوقين الديموقراطيين توماس شميث، وهي كلمة المنظمات الدولية المشاركة، فتحدث عن مشاهدات عامة لمنظمته في البحرين وأعرب عن "رغبتها بالعمل مع المنظمات الحقوقية لأجل شعب البحرين"، وأكد شميت على معارضته "للتدخل العسكري الذي يناقض الحريات وحقوق الإنسان"، منوهاً "بشجاعة أهل البحرين ضد العنف الذي مورس عليهم". 

تلاها كلمة اللجنة التحضيرية للمؤتمر والتي ألقاها المحامي والناشط الحقوقي عبد الحميد دشتي، و الذي أشار إلى أنه في محافل النصرة تذوب وجهات النظرو الخلافات مذكراً أن الساكت عن الحق شيطان أخرس قائلاً " والله من اللحظات الأولى التي إنتفض فيها المجتمع البحريني عتّمت دول الخليج على هذه الثورة الشعبية الشريفة " .
و إنتقد إزدواجية المعايير في التعامل مع موضوع حقوق الإنسان وتحدث عن أهم مطالب الشعب البحريني وكيفية "خرق الحكومة لكل إتفاق يتعلق بحقوق الإنسان، وأنها تحدت المجتمع الدولي وإرتكبت جرائم ضد البشرية"، خاصة "منع جريمة الإبادة " لأن كل ما يرتكب جرائم إبادة" مؤكداً على وجود وثائق تدل على هذه الجرائم . و أوضح أنه في الوقت الذي يحتاج فيه الشعب البحريني إلى إستنشاق الحرية نجد البحرين ماض في المجهول معرباً عن تخوفه من إبادة هذا الشعب في ظل الصمت الدولي . 

كما أشار إلى الدور الأساسي من دول البترودولار "السعودية" وتدخلها في البحرين كما ساهمت الوسائل الإعلامية في هذا التعتيم. ولفت الى الإنتهاكات التي حصلت بحق دور العبادة من حرق للمصاحف و تدمير للمساجد وذكَّر بأن "آخر فصول الحكومة في إرتكاب الجرائم تتعلّق بالتجنيس السياسي، بقصد تقليل نسبة السكان الأصليين إلى ما دون ۴۰ %"، متسائلاً "ألا يستحق أهل البحرين مساندتهم قانونياً لكشف الجرائم بحقهم".

ثم كانت كلمة لرئيس "مركز البحرين لحقوق الإنسان" الدكتور نبيل رجب أكد فيها على الإزدواجية في المعايير من قبل المجتمع الدولي، مشدداً على أن "الولايات المتحدة والغرب دعموا دخول السعودية إلى البحرين لقمع مطالب الناس"، آسفاً "لغياب أي دعم من الشعوب العربية للثورة وأيضا من مثقفيه وكوادره الإعلامية".
ولفت إلى "محاولات الولايات المتحدة والنظام البحريني شق صفوف المعارضة في البلاد"، جازماً بأن "ذلك لن يحصل"، ودعا "باسم الذين تعرضوا لكل أنواع التعذيب، إلى دعم مطالب اهل البحرين في الحرية والحياة الكريمة"، وأسف "للتعقيدات الإقليمية في المنطقة، والتي ندفع ثمنها كشيعة في البحرين، وكأن ذلك تهمة"، وشدد على ان "الانتفاضة محلية وإيران لم تتدخل أبداً في مسارها أو لدعمها". 

من جهة أخرى بيّن رجب كيفية قمع المتظاهرين في البحرين و أوضح أن " العشرات من الذين فقدوا عيونهم بسبب الرصاص، الذي أطلق عليهم من قبل رجال مرتزقة آسيويين وعرب"، وأسف "لوقوع ثورة في البحرين ضحية تعقيدات بسبب الوجود الاميركي في البحرين، والنفط في السعودية" .

وفي الختام، كانت كلمة المعارضة البحرينية أكد فيها النائب الوفاقي السابق الشيخ حسن سلطان أن شعب البحرين كان يسطر ملاحم الصبر لبناء وطن حر، وأنه لم يستطع جنون القمع منعهم من مواصلة الطريق. وذكر "بعمليات التنكيل، وحملات القمع التي طالت كل الحريات والحقوق الثابته، بل تجاوزتها"، وشدد الشيخ حسن سلطان على أن "كل ذلك جرى لضمان السيطرة على الحكم والاستبداد به وبثرواته"، ونبّه إلى "تواطؤ الإدارة الاميركية وغياب الجامعة العربية والأمم المتحدة وصمت بعض الإعلام العربي"، وأعرب الشيخ حسن سلطان عن ثقته "بالنصر الذي سيعبر بشعب البحرين سنة وشيعة الى رحاب الحرية والى حكم ديموقراطي".


رقم: 65997

رابط العنوان :
https://www.taghribnews.com/ar/report/65997/كي-يسمع-صيحات-الإستغاثة-أحد

وكالة أنباء التقريب (TNA)
  https://www.taghribnews.com