تاريخ النشر2024 20 March ساعة 03:32
رقم : 628906

اية الله مبلغي : بناء الجسور بين المذاهب الاسلامية يؤدي الى توحيد المواقف تجاه القضية الفلسطينية

تنـا - خاص
اكد عضو مجلس خبراء القيادة في ايران "اية الله الشيخ احمد مبلغي" على، ان "بناء الجسور بين المذاهب الاسلامية سينتهي الى نتائج فعّالة تلعب في توحيد مواقف العالم الإسلامي تجاه القضايا المؤلمة مثل قضية فلسطين؛ حيث نشاهد كيف تعصف الجروح العميقة والتاريخية بجزء من كيان هذه الأمة، وهذا الجزء هو الشعب الفلسطيني المظلوم".
اية الله مبلغي : بناء الجسور بين المذاهب الاسلامية يؤدي الى توحيد المواقف تجاه القضية الفلسطينية
جاء ذلك في كلمة "الشيخ مبلغي" امام مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" الذي عقد يوم الاحد (17 اذار / مارس 2024م) في مكة المكرمة، برعاية "رابطة العالم الإسلامي"، ومشاركة عدد من كبار الشخصيات الإسلامية، والعلماء من مختلف المذاهب الإسلامية.

واضاف : من خلال التواصل والحوار، يمكن للمجتمعات داخل العالم الإسلامي أن يتحدوا ويتبادلوا الآراء والأفكار ويتخذوا موقفا موحدا وقويا ومقاوما ومتضامنا وداعما.

وفيما يلي جانب من كلمة اية الله احمد مبلغي الذي مثل الجمهورية الاسلامية الايرانية في مؤتمر بناء الجسور بين المذاهب الاسلامية بمكة المكرمة : 

إن مبادرة الاستلهام والانطلاق من اشراقات الكعبة المشرفة لبناء الجسور بين مذاهب الأمة مبادرة مهمة تأتي في سياق فكرة "جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِلنَّاسِ".

إن قيام الأمة للوحدة أهم من أي قيام آخر لأن لهذا القيام جانبًا من البنية التحتية للأمة ولقيامها في المجالات الأخرى. 

ها نحن نجتمع الآن في مؤتمر يُعقد في هذا الإطار، في جوار الكعبة بيت الله الحرام نفسها، مما يضفي على الحدث مزيدًا من البهجة والأصالة.

إذا كانت الوحدة هي
النقطة المحورية في مشروع قيام الناس القرآني، فإن هذه الوحدة تتطلب بناء جسور التفاهم.

وهذه الجسور هي الخيوط التي تربط بين مذاهب الأمة وقيمها لتعزيز التواصل والتعايش.

التركيز على بناء الجسور بين مجتمعات الأمة ومذاهبها هو مشروع مهم ولازم، لأنه:
أولا - لا يمكن تحقيق الانسجام في الأمة إلا من خلال اندماج طاقات المذاهب ومزج قيمها وقواها معًا لتحقيق أعمال مشتركة، وبدون جسور التواصل، لا يمكن تحقيق الاندماج والانضمام. 

ثانيا - عندما تبنى الجسور، ينشأ لدى الجميع شعور بالانتماء إليها والاعتراف بضرورتها بالتساوي، مما يقلل من الانقسامات والحساسيات فيبرز جمال الوحدة بوضوح؛ إذ ينتمي أحد جانبي الجسر لهذه المجموعة، والجانب الآخر لمجموعة أخرى، وكلاهما يعتمدان على الجسر واستخدامه.

ثالثا - في العالم المعاصر، يتم التركيز على الارتباطات والتواصل، حيث إن هذا هو الذي يحقق التحولات ويطور العلاقات. ولا شك أن التواصل لا يمكن أن يحدث بدون وجود جسور.

رابعا - هناك قاعدة قرآنية تفيد أن الشريعة للدين وليس الدين للشريعة. "شرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰ ۖ أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ". فلو لم تكن جسور التواصل قائمة، ربما يتحول الأمر إلى أن تصبح المذاهب تغير المعادلة فتصبح الشريعة أصلا وأصل الدين فرعًا، إذ نصبت المذاهب خيامها في ساحة تفسير الشريعة، ورغم ان المذاهب تتضمن أفكارًا تخدم الدين وتُعززه في ثناياها، ولكن بسبب عدم وجود روابط بين المذاهب، قد تختفي هذه الأفكار. إذ أنه في الكثير من الأحيان، يسعى كل مذهب للحفاظ على
هويته، مما يجعل الجوانب الرئيسية المعززة للدين غير معروفة. فعند إقامة الجسور، ستظهر تلك الأفكار وتُعزَّز، حيث تفسح طبيعة الارتباطات المجال لبلورة هذه الأفكار.

خامسا- بناء الجسور سينتهي الى نتائج فعّالة تلعب في توحيد مواقف العالم الإسلامي تجاه القضايا المؤلمة مثل قضية فلسطين؛ حيث نشاهد كيف تعصف الجروح العميقة والتاريخية بجزء من كيان هذه الأمة، وهذا الجزء هو الشعب الفلسطيني المظلوم.

من خلال التواصل والحوار، يمكن للمجتمعات داخل العالم الإسلامي أن يتحدوا ويتبادلوا الآراء والأفكار ويتخذوا موقفا موحدا وقويا ومقاوما ومتضامنا وداعما.

سادسا - تنفيذ آيات الوحدة : 
لقد تم تجاهل آيات الوحدة ذات الجوانب التشريعية، نظراً لأن البنية الاجتماعية التي نزلت فيها تلك الآيات تعتمد على العلاقات بين أفراد الأمة. وبما أنه لا توجد الآن جسور لتلك العلاقات، فإن هذه الآيات قد تمت إهمالها وتجاهلها. عندما تُنشئ جسور اتصال بين المجموعات والطوائف والمذاهب داخل الأمة، وتنشأ العلاقات بينها، حتى لو كانت بسيطة، ستزيد الحاجة إلى الانتباه إلى آيات الوحدة، وستجد هذه الآيات مكانتها كأجزاء مهمة من الشريعة. على سبيل المثال، فإن الآية "إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ" غير فعّالة في الوقت الحالي، حيث إن الأخوة والتضامن غير محققين بشكل فعّال في الفئات والمجتمعات المختلفة للمسلمين. فالآية التي تجعل الأخوة التشريعية للمؤمنين قد أصبحت إما لا يلتفت إليها أو يُطلق الأخوة
المطروحة فيها كشعار. 

أما إذا نجحنا في بناء جسور اتصال فاعلة، فسيتم تهيئة البيئة المناسبة لتحقيق هذه الآية.

نشكر رابطة  العالم الإسلامي؛ حيث أسست وصممت فكرة بناء الجسور، وآمل أن تنبثق من هذا المؤتمر، خطوات عظيمة سواء في تحديد وتعريف الجسور أو في تبني سلوكا واسع النطاق يتقاسمه الجميع من أجل بناءها واستحكامها.  

وإيران الاسلامية، كانت دائما تتمتع بنهج ودود ومنفتح ومُصرّ في مجال التقارب والتآخي، ومن هذا المنطلق تبارك هذه المبادرة.

وانطلقت مساء يوم الاحد (17 اذار / مارس 2024) في مكة المكرمة أعمال المؤتمر الدولي تحت عنوان "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية"، برعاية رابطة العالم الإسلامي، ومشاركة عدد من كبار الشخصيات الإسلامية، والعلماء من مختلف المذاهب الإسلامية.

مؤتمر بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية يواصل اعماله برعاية رابطة العالم الإسلامي

وفي كلمة الافتتاح، اعلن رئيس هيئة علماء المسلمين، "الشيخ د. محمد بن عبدالكريم العيسى"، عن عزم المؤتمرين إطلاقَ "وثيقة بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية"، التي ترسمُ معالمَ مضيئةً ودَلالاتٍ إرشاديةً مهمَّةً وتَبني جُسورًا من الإِخاءِ والتعاوُنِ بين المذاهب الإسلامية، لخير الأمة في مواجهة التحديات.

من جانبه، اكد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي "الشيخ حسين إبراهيم طه"، في كلمته امام المؤتمر، بأنه على يقين أنَّ هذا المؤتمر سيؤصل لقضية التقارب بين المذاهب الإسلامية وستسهم توصياته ومخرجاته في وضع الأسس والمنطلقات التي يقوم عليها هذا التقارب؛ مشيداً بالنشاط الدؤوب للرابطة وحضورها الفاعل في خدمة الإسلام والمسلمين بشتى بقاع الأرض.

انتهى 
https://taghribnews.com/vdcawanii49nuo1.zkk4.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز