منظمات دولية تندد بالفيتو الامريكي ضد مشروع قرار يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة

ودعت نسخة مسودة مشروع القرار، التي قدمتها الإمارات، إلى "وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية"، وكذلك "الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن" و"ضمان وصول المساعدات الإنسانية".

وجاء تصويت الجمعة، بعد لجوء الأمين العام للأمم المتحدة "أنطونيو غوتيريش" إلى المادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة، والتي سمحت له بالدعوة إلى اجتماع لمجلس الأمن بشأن "قضية قد تؤدي إلى تفاقم التهديدات القائمة لصون السلام والأمن الدوليين".

وانضمت ما لا يقل عن 97 دولة إلى هذا الجهد، وشاركت في رعاية مشروع القرار؛ وصوتت 13 دولة في مجلس الامن لصالح مشروع القرار، بينما استخدمت الولايات المتحدة حق النقض وامتنعت المملكة المتحدة عن التصويت.

وفي معرض الادانات والاستنكار على الصعيد الدولي، نددت "منظمة هيومن رايتس ووتش" بالفيتو الأمريكي، على لسان "لويس شاربونو" مدير مكتب الأمم المتحدة لدى المنظمة، قوله : من خلال الاستمرار في تزويد "إسرائيل" بالأسلحة والغطاء الدبلوماسي أثناء ارتكابها الفظائع، بما في ذلك العقاب الجماعي للسكان المدنيين الفلسطينيين في غزة، فإن الولايات المتحدة تخاطر بالتواطؤ في جرائم الحرب.

وأضاف شاربونو : مرة أخرى، استخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) لمنع مجلس الأمن من إجراء بعض الدعوات التي كانت الولايات المتحدة نفسها تطالب بها إسرائيل والجماعات المسلحة الفلسطينية، بما في ذلك الامتثال للقانون الإنساني الدولي، وحماية المدنيين، وإطلاق سراح جميع المدنيين المحتجزين كرهائن.

وكذلك انتقد "آبي ماكسمان"، الرئيس والمدير التنفيذي لمنظمة أوكسفام أمريكا، القرار أيضا، قائلا في بيان، "إن حق النقض "يضع مسمارا آخر في نعش مصداقية الولايات المتحدة في مسائل حقوق الإنسان".

وأضاف ماكسمان : اليوم، أتيحت لإدارة بايدن فرصة أخرى للارتقاء إلى مستوى خطابها النبيل الداعم لحقوق الإنسان والنظام الدولي القائم على القواعد، إن العالم مستعد لإنهاء المذبحة المروعة في غزة والتركيز على إطلاق سراح الرهائن ومساعدة الفلسطينيين.

من جانبها، قالت "أنييس كالامار"، الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية، "من خلال استخدام حق النقض ضد القرار "ظهرت الولايات المتحدة تجاهلا قاسيا لمعاناة المدنيين في مواجهة عدد مذهل من القتلى والدمار الواسع النطاق والكارثة الإنسانية غير المسبوقة في غزة".

كما انتقدت "كالامار" الولايات المتحدة لإرسالها أسلحة إلى إسرائيل، وقالت إنها "تساهم في تدمير القطاع.

وقالت كالامارد في بيان : لقد استخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) بوقاحة واستخدمته كسلاح لتقويض مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، مما أدى إلى تقويض مصداقيته وقدرته على الوفاء بتفويضه للحفاظ على السلام والأمن الدوليين.

بدورها، أدانت "منظمة أطباء بلا حدود"، الفيتو الأمريكي، معلنة في بيان : عبر استخدام حق النقض ضد هذا القرار، تقف الولايات المتحدة وحدها في الإدلاء بصوتها ضد الإنسانية"، وأضافت: "لقد صدمنا فشل مجلس الأمن الدولي في تبني قرار يطالب بوقف إطلاق النار في غزة.

وفي سياق متصل، ادانت حركة المقاومة الاسلامية "حماس"، الفيتو الأمريكي، ووصفت على لسان "عزت الرشق" عضو المكتب السياسي لها، موقف واشنطن هذا بأنه "غير أخلاقي وغير إنساني" ، وان "عرقلة أمريكا لإصدار قرار وقف إطلاق النار هو مشاركة مباشرة مع الاحتلال (الإسرائيلي) في قتل شعبنا".

وتعقيبا على موقفه الاخير الذي وصف بالـ "نادر"، قال الأمين العام للأمم المتحدة "انطونيو غوتيريش"، في محاثة هاتفية مع وزير خارجية ايران "حسين امير عبداللهيان" الجمعة، "إن تفعيل المادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة لم يحدث منذ عام 1989، ولكن في ظل الوضع المعقد داخل غزة وفلسطين، فقد تم تفعيل المادة المذكورة وأصبحت الحاجة إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة أكثر من أي وقت مضى، ويجب تحقيق هدنة إنسانية ومنع انتشار التوترات في المنطقة".

وشدد "غوتيريش" على ضرورة مواصلة هذه الجهود حتى ضمان الحقوق الفلسطينية وإقامة الدولة الفلسطينية على أساس القرارات السابقة التي أقرتها الأمم المتحدة.

انتهى