تاريخ النشر2011 5 July ساعة 19:41
رقم : 55532
معهد "المعارف الحكمية للدراسات الفلسفية والدينية"

صرح للمعرفة ، للتثاقف، والإنفتاح على الآخر

تنا بيروت
"الدراسات التي قدمت في الموضوع الفلسفي غالبا ما قدمت على ان هنالك فلسفة اسلامية في حال تناقض مع المجتمع التي تكون فيه ، لكن الفلسفة الاسلامية هي جزء من التعاليم التي اتى بها الرسول الاكرم "
صرح للمعرفة ، للتثاقف، والإنفتاح على الآخر
لعل أبرز ما يميز" معهد المعارف الحكمية للدراسات الفلسفية والدينية" أنه المعهد الأول في العالم العربي الذي استطاع جمع مفهومي الفلسفة والدين في صرح واحد . هذا الصرح الذي تأسس عام ١٩٩٩ يرأسه سماحة الشيخ شفيق جرادي ، تميّز بحضوره الواسع على الساحة الفكرية والثقافية وكان آخرها إقامة مؤتمر "التجديد والإجتهاد عند الإمام الخامنئي" الذي جمع شخصيات عربية واسلامية وغربية بحثاً وقراءة في مشروع الإمام النهضوي.
يتوزع المعهد على أربعة أقسام أساسية : التعليم والدراسات والنشاطات الفكرية بالإضافة الى مجلة " المحجة" .



يتحدث مدير قسم التعليم الشيخ محمد مرعي عن قسمه الذي أول من أنشأ قائلاً أن" شعاره التعليم من اجل التزكية بمعنى ان الطالب الذي يحصل علومه ودراسته في هذا القسم يسعى لتطبيقها عملياً لمطابقة العلم مع العمل .ويدرس هذا القسم الهيات الاديان ويعنى بتكوين طالب ذو معرفة كونية اسلامية توحيدية عبر دراسة الفلسفة والعقائد والعرفان وتسهيل هذه المعارف من المنحى العقلي النظري الى المنحى العملي فيؤهل القسم هذا الطالب ليكون مبلغ في بيئته وساحته ، ومتمكناً من هذه المعارف وناشطاً لنشر القيم الاسلامية النابعة من خلاصات اسلامية . وينقسم الى اثنين قسم السنوات المنهجية وقسم الدورات الاول يدرس لمدة اربع سنوات على ثلاث مراحل بداية مع مقدمات للتهيئة وثانياً التأهيلية والأخيرة هي تخصصية .
ومن شروط قبول الطلاب هناك " ان يكون حائزا على باكالوريا قسم ثاني او ما يعادلها من شهادات حوزوية وما شابه ذلك وان يكون لديه الرغبة والقابلية ، وقادرا على الاستمرار بتعلم هذه العلوم" .
أما المواد التي تعطى بالاضافة الى العقائد والاديان والفلسفة والعرفان هناك امران هامين كما يقول مرعي كمنهجية الدراسة واهمية البحث العلمي ونواكب اشكاليات الفكر المعاصر التي تكون وليد الساعة وتكون ضمن اهتمامات السنوات المنهجية .
وبالنسبة للتطوير يلفت مرعي الى وجود هيئة تخطيط وقسم الدراسات يسعيان لتطوير المواد بكل الاساليب واعداد المتون والمناهج والكفايات وتحديد اهداف المادة . وهذا الامر يسهل على قسم التعليم لاختيار المواد وتدريسها لهذا الطالب .
اما الدورات التعليمية فهي عادة سريعة تمكن الطالب الذي ليس لديه وقت كاف كطلاب الجامعات والموظفين يستطيعوا ان يحصلوا على المعارف بشكل مكثف لمدة ثلاث ايام كحد اقصى . يحصل ما يحتاج ان يعرفه . هذه الوسيلة تمكن قسم التعليم من نشر الفكر الاسلامي بطريقة سهلة وسلسة لكل الاوساط والشرائح . والدراسة مسائية وخمس ايام في الاسبوع .
ويعمد في الاسلوب التعليمي  الى الابتعاد عن التقليدي ولترك الطالب يستنتج بطريقة ما والبحث بطريقة ما غير تلقينية .

أما قسم الأنشطة الفكرية فيتحدث عنه مديره بشار اللقيس الذي يقول أن القسم يعنى بشكل اساسي بتحريك ساحة العمل الفكري والثقافي العام ويعمل على منهج تحريك الحركة الثقافية وعلى فتح القنوات اللازمة مع المؤسسات الاخرى .
وعلى مستوى الانشطة هناك امور ثابتة كالحلقات الفكرية ، وعلى مستوى التعليم هناك نشاط خاص بالطلاب وتنشيط الحركة الثقافية وهناك انشطة تتعلق بمؤسسات كالحوزة والجامعات ، بالمبدأ سنويا هناك ثلاث حلقات بحثية ومؤتمر . وانشطة اخرى لها علاقة بالحركة التفاعلية والثقافة الاعتيادية كالاهتمام بالتراث الشيعي التقليدي وتكون حلقة واسعة الجمهور .
بالإضافة الى وجود المنتدى الفلسفي وهو عبارة عن نشاط نخبوي له دائرته الضيقة المختصة شهرياً يتم عقدها بناء على طرح سؤال فلسفي يتم الاجابة عليه او اختيار شخصية فلسفية .
يؤكد اللقيس أن المعهد يحاول عكس كل الحراك على الساحة الى الخارج وينظر الى التحديات ويعالجها بالتالي وجه المعهد لباقي الساحات الفكرية والثقافية لمحاولة استهدافها ورصدها والاجابة عن تحدياتها والعلاقات تنسق على هذا الاساس . مضيفاً " لسنا حوزة ولا مدرسة للفلسفة بل المعهد يحاول تخريج نموذج شاب اسلامي لديه القدرة على الاحاطة بالاسلام وتحدياته ." 


بدوره يشرح  مدير قسم الدراسات البحثية د. أحمد ماجد عن أهداف القسم الذي يتبع للرسالة العامة للمعهد :من تعريف الآخر على الذات من خلال العمل البحثي والتعرف على الاخر واقامة التثاقف داخل المجتمع الذي ينتمي اليه المعهد ، بالاضافة الى تعريف الناس بمضمون الاسلام ورسالته العالمية ، ويتوزع على ثلاث فروع: ١- الفلسفة والعرفان ٢- الالهيات والمعرفة ٣- فرع متعلق بالنهوض . الاول يحاول ان يبحث في الفلسفة الاسلامية من خلال قيام بعملية تأصيلية تبدأ منذ اللحظة الاولى لانطلاقة هذه الفلسفة التي دعا اليها القرآن الكريم ، والحركية العقلية للديانة الاسلامية التي تحاول دفع الاسلام الى التواصل مع العالم الذي يعيش فيه من اجل ادراكه لمعرفة حقيقة الله . والدراسات التي قدمت الى اليوم في الموضوع الفلسفي غالبا ما قدمت على ان هنالك فلسفة اسلامية في حال تناقض او غير منسجمة مع المجتمع التي تكون فيه ، نحن نحاول ان نقوم بنوع من المقاربة لان الفلسفة الاسلامية التي اتى بها الاسلام وهي جزء من التعاليم التي اتى بها الرسول الاكرم . من هنا نبرز حقيقتها ونقدم قراءات لخدمة ذلك . ونحاول ان نقول ان العقل الفلسفي الاسلامي لم ينقطع في اي لحظة من التاريخ عند المسلمين وانما استمرت في مراحل متعددة منها قد وصلت الى ذروتها من خلال صدر الدين الشيرازي وبالتالي هذه الفلسفة كان لها عطاءات فاعلة وهي الى اليوم ما زالت فاعلة . والفرع هذا يهتم بالعرفاء والعرفان لا يعني الانفصام عن المجتمع من خلال نوع من التصوف لان العرفان ومن خلال الثورة الاسلامية والامام الخميني (قده) ثورة على المستوى الإنساني واستطاعت ان تظهر انها قامت على اسس انسانية دينية . مهمة المعهد هنا اظهار هذا العرفان وفعاليته الحقيقية .
الفرع الثاني الذي يتضمن الالهيات والمعرفة يقوم على دراسة الذات والمناهج الاسلامية ويحاول ان يتعرف على المنهجيات الحديثة في دراسة الدين على مستويات اكثر سعة . لدينا وظيفتان في هذا الفرع الاولى فلسفة الدين اي كيف ينظر الى الدين من خلال منظومته الفلسفية كما انه يعمل على المنهجيات التي تعاطت بالدين . والثاني يقوم على متابعة النهضة الاسلامية .
وقال ان المعهد يقوم على ثلاث قواعد تهدف بشكل متناسق فيما بينها وابراز الحقيقة من خلال الدراسات والاعمال البحثية المتعمقة ، وابراز الذات الاسلامية وتبلورها والافكار التي تحملها . ويحاول ان يتثاقف مع الاخر مع الحفاظ على الذات ومحاولة ايجاد عناصر مشتركة واستكشاف ما لدى الاخر من افكار.
بالاضافة الى وجود مجموعة من الباحثين والمترجمين ، يقومون بترجمة كتب كانت تعتبر من المحرمات  كما يقول ماجد على المستوى الفكري كالقدسي الذي طبع ١٠٧ لغات ولم يكن مترجماً الى العربية فقام المعهد بترجمته من اجل اكتشافه دون تبنيه ، وقدمت الى المجتمع لانه من خلال هذا العمل ندعو الى فهم الاخر وما يدور في السياقات الفلسفية الأخرى .

ومن اصدارات المعهد مجلة "المحجة" النصف فصلية التي تأسست من حوالي عشر سنوات من مئتي صفحة ، متخصصة ، ويلفت مدير تحريرها محمود يونس أن عنوانيها فلسفية دينية وتضاف اليها العلوم الانسانية الدينية والاجتماعية . المجلة تسد ثغرة اساسية في هذا الاشتغال التأصيلي . التي تقرأ الآخر المعاصر الفكري وتحتك فيه من موقع ثقة وقوة وتأخذ من الاصول الاسلامية الفكرية لتقدم المعالجات .قائلاً أن "  المجلة لها هوية تجديدية تراثية . وجزء اساسي من المجلة الترجمات لكتّاب غربيين بغية التفتيش فيها عن الذات وليس للترويج لهم فالبعض منهم استطاع ان يقدم اسهامات فكرية . تحتوي المجلة في كل عدد على ملف واقعي ودراسات وابحاث . المجلة تحاكي كل الشرائح ولغة لكل العقول ".





تحرير وإعداد : زينب حاوي -مكتب بيروت
https://taghribnews.com/vdcb5sbs.rhbsfpukur.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز