تاريخ النشر2011 13 May ساعة 22:33
رقم : 49560
منبر الجمعة

انتقاد للقمة الروحية في بكركي..وتحذير من التعاطي الغربي مع الثورات العربية

وكالة أنباء التقريب (تنا)
نتطلع ان تبقى فلسطين محور الحركة والصراع"
انتقاد للقمة الروحية في بكركي..وتحذير من التعاطي الغربي مع الثورات العربية
طغت أجواء القمة الروحية التي عقدت أمس في بكركي والتي جمعت رؤوساء الطوائف الدينية في لبنان على معظم خطب الجمعة ، وخاصة لجهة تحفظ المجلس الشيعي الأعلى عن بعض البنود الصادر عنها والتي تتعلق بالمقاومة والصراع العربي - الإسرائيلي .فقد اعتبر رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان " إن الإسلام دين الانفتاح والحوار والاهتمام بالآخر وهو دين الرحمة والمحبة والسلام واجتماعنا ينبغي ان يدور في فلك المبادئ الإسلامية التي تحمل عنوان المحبة والانفتاح على الآخر والاحترام المتبادل .معتبراً  إن الاجتماعات واللقاءات اذا لم تكن تدور في فلك الأديان والاحترام والتقدير ومقاربة القضايا الوطنية فهي احتفالات شكلية دون قيمة وطنية، وإن العودة إلى منابع الدين هي العودة السليمة والحكيمة والصالحة التي تصلح حالنا وتصحح أوضاعنا". 
وعن  لقاء بكركي قال سماحته أنه لم
يعكس الممارسة الصحيحة "فلا يجوز إن تفرض الآراء قبل التفاهم والحوار، والعجب من هذه اللقاءات ان تكون خالية عن القيم التي جاء بها الإسلام ونبي الإسلام وكتاب الإسلام". وفي موضوع تشكيل الحكومة لبنان أكد قبلان أن لبنان  بلد الخير والسلام والإيمان وعلينا إن نتطلع إلى الوضع الدولي والإقليمي لنخرج بصيغة جيدة ومتينة مما يحتم ان نكون يدا واحدة نبتعد عن الفساد والغلظة و نتحرك بجدية لإنقاذ البلد بتأليف حكومة قادرة على مواجهة التحديات والأخطار وتعالج المشاكل الاجتماعية والاقتصادية التي تهدد المواطن في عيشه وكرامته مما ينذر بانفجار الأزمة الاجتماعية في الشارع . 


من ناحيته، غمز الشيخ عفيف النابلسي  من قناة بيان القمة الروحية معتبرا ان الأزمة البنيوية التي يعيشها اللبنانيون هي أزمة الخيارات الناشئة من اختلاف الرؤى حول الوظيفة التي يفترض أن يقوم بها الشعب والجيش والمقاومة في حال كان الوطن يتعرض للتهديدات الخارجية أو في ظروف الاحتلال القسري" مضيفاً "إننا ما زلنا نسمع أصواتا ملتبسة صادرة من مواقع
روحية عالية لا ترى غضاضة أن تغمط الدور الذي قام به الشعب في التصدي للاحتلال الإسرائيلي والدور الذي قامت به المقاومة والدور الذي قام به الجيش على هذا الصعيد".
واعتبر سماحته "إن تأكيد دور الدولة في تحرير الأرض لا يلغي بتاتاً دور الشعب والجيش والمقاومة. بل إذا كانت الدولة عاجزة كما في الحالة اللبنانية فإن المسؤولية تتوجه إلى الشعب كله في ردع العدوان. ولذلك نحن نقول إن الوضع المستقيم والرؤية الحكيمة هي أن تجتمع كل مكونات الوطن المعنوية والمادية في تحمل المسؤوليات الوطنية في دفع الاعتداءات الخارجية وتحرير الارض لا حصرها في جهة واحدة لاندري إن كانت تستطيع القيام بواجبها أم لا". 



بدوره انتقد الشيخ ماهر حمود القمة الروحية وقال  أنها يمكن أن  تكون فاعلة شريطة " أن يكون الرؤساء الروحيون قادرين على تخطي السقف السياسي الذي يضعه لهم السياسيون ، كل من طائفته ، وبالتالي سيصبح اجتماع الروحيين مجرد تكرار للمشاكل السياسية وللعقد نفسها التي يقع فيها السياسيون  وطبعا لن يكون في المدى المنظور انتظار لأية نتيجة ذات قيمة من القمم الروحية" .
وعن  مسيرة الخامس
عشر من أيار إلى الحدود اللبنانية – الفلسطينية قال" لقد انتفض الشعب الفلسطيني مؤخرا لدى إقرار المصالحة الفلسطينية بين فتح وحماس ، وستكون هذه الثورات محاولة جادة لوضع الأمور في نصابها وللعودة عن الشعارات التي حجبت حق العودة وجعلت العداء الإسرائيلي رقما ثانيا أو ثالثا في فترات ما .إننا نستبشر بهذه المسيرات، عسى أن تكون بداية وعي جديد"  .
 

من جهة أخرى ، نبه سماحة السيد علي فضل الله من التعاطي الغربي مع قضايا الأمة  داعياً دول الممانعة والشّعوب العربيَّة والإسلاميَّة، إلى الوعي والتّنبّه من كلِّ الّذين يريدون اللّعب على تناقضاتهم، وأن يعتبروا أنَّ وحدتهم وتماسكهم وتجميع عناصر القوَّة لديهم، هو السَّبيل الوحيد لإزالة كلِّ هذا الاستكبار عن صدورهم، وجعلهم أحراراً يملكون مواقع القوَّة الكبيرة.
وأكد أنه "في ظلِّ هذه الأوضاع والتطوّرات، نتطلَّع إلى فلسطين، إلى القضيَّة التي لا بدَّ من أن تبقى محور الحركة والصِّراع، لننظر إلى كلِّ ما يجري في منطقتنا وعالمنا من منظار القضيَّة الفلسطينيَّة، ونحن في الوقت الّذي نستذكر فلسطين في
ذكرى اغتصابها الّتي تمرُّ علينا بعد أيَّام، نستذكر برقيَّات بعض رؤساء الدّول العربيَّة في العام الفائت إلى قادة الكيان الصهيونيّ، لتهنئتهم بما أسموه "يوم الاستقلال".
وفي موضوع البحرين  دعا الى  ضرورة عودة الحوار إلى تلك السَّاحة، "لأنَّه لا حلَّ بالعنف، ولا بإصدار أحكام الإعدام، ولا بالتقوّي بالآخرين، ولا باعتقال المواطنين، بل إنّ الحلّ هو بأن تحاور الدّولة مواطنيها الّذين يريدون أن يشعروا بالأمان والحريّة والعدالة، وأن يكون لهم دولة تفكّر فيهم لا عليهم، دولة شفّافة تشتغل بالعلن لا بالسّرّ. ونعتقد أنّ هذا الأمر هو ما يريده شعب البحرين، فهو ما إن يرى جديّةً في الحوار، لا مناورةً أو عملاً لكسب الوقت، سيكون حاضراً لكلّ حوارٍ يوصل إلى نتيجة، ويعيد البحرين إلى دورها الرّياديّ، كونها تعبّر عن واحةٍ للوحدة الإسلاميّة والوطنيّة، وللتّفاعل المطلوب مع قضايا المنطقة". 


بدوره انتقد المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان  الفوضى " واهتزاز الأمن، وعدم الاستقرار، وغياب إدراك بعض
سلاطين السياسة بأن الانقاذ بات ضرورة وطنية واجبة" معتبراً أن التأخير والتسويف والمماطلة في عملية تأليف الحكومة بحجج واهية، ورمي الكرة الحكومية تارة في الزواريب الداخلية، وطورا في الملاعب الخارجية سيدفع بالبلد وباللبنانيين نحو مسارات مجهولة، لاسيما وأن الرياح العاتية التي تعصف بالمنطقة، وتهز أكثر من دولة عربية، باتت تشكل عوامل ضغط كبرى، لبنان ليس بمنأى عنها، ولا يستطيع أن يتحمل تشظياتها إذا ما استمرت النزاعات والخلافات على هذا النحو من العبثية".

داعياً الجميع  إلى تحمل مسؤولياتهم، والإسراع في التفاهم على إخراج عملية التأليف الحكومية من حال التخبط والمراوحة التي تتحكم بها الحسابات الضيقة والمصالح الشخصية إلى الانخراط الفعلي في انتفاضة وطنية جامعة تضع حدا للانقسام والتشرذم والانطلاق معا في مناقشة ومعالجة كل القضايا الخلافية بموضوعية وتعقل، لأن الأوضاع العامة في البلاد لم تعد تسمح أبدا بمثل هذه الممارسات السياسية اللامسؤولة، وتستدعي قيام حكومة تنطلق فورا إلى المعالجات الاقتصادية والمعيشية .

مكتب بيروت
https://taghribnews.com/vdcfxtdj.w6d1vaikiw.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز