تاريخ النشر2019 8 April ساعة 14:46
رقم : 412426
في ذكرى مولد سيد شباب اهل الجنة الامام الحسين (ع)

بـمـنـاسـبـة مـيـلاد الإمـام الـحـسـيـن (ع)

تنا
وإذا كان للتاريخ أن يقف وقفة إجلال أمام أروع أمثولة للشموخ... وإذا كان للدنيا أن تكبر لأروع تضحية سجلها تاريخ الفداء... وإذا كان للإنسانية أن تنحني في خشوع أمام أروع أمثولة للبطولة... فشموخ الحسين وتضحية الحسين، وبطولة الحسين، أروع أمثلة شهدها تاريخ الشموخ والتضحيات والبطولات.
بـمـنـاسـبـة مـيـلاد الإمـام الـحـسـيـن (ع)
 لا يمكن أن نلج آفاق العظمة عند الإمام الحسين، إلا بمقدار ما نملك من بعد في القصور، وانكشاف في الرؤية، وسمو في الروح والذات... فكلما تصاعدت هذه الأبعاد، واتسعت هذه الأطر، كلما كان الانفتاح على آفاق العظمة في حياة الإمام الحسين أكثر وضوحاً، وأبعد عمقاً... فلا يمكن أن نعيش العطاء الحي لفيوضات الحسين، ولا يمكن أن تغمرنا العبقات النديّة، والأشذاء الرويّة، لنسمات الحياة تنساب من أفق الحسين. 

ولا يمكن أن تجللنا إشراقات الطهر، تنسكب من أقباس الحسين.. إلا إذا حطمت عقولنا أسوار الانفلاق على النفس، وانفلتت من أسر الرؤى الضيقة، وتسامت أرواحنا إلى عوالم النبل والفضيلة، وتعالت على الحياة المثقلة بأوضار الفهم المادي الزائف.

مولده في الثالث من شعبان كانت ولادة الإمام الثالث من أهل بيت النبوة (عليهم السلام) الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب. بولادته أشرقت الأرض بنور السماء وبكى الرسول (ص) وهو يحتضنه ويقبله، لأنه يعلم ما يجري على حفيده من ظلم واعتداء. في هذا اليوم دعونا نحتفل فرحاً بولادة سبط الرسول الأعظم(ص)، ونبارك لكم، ولندع الله سبحانه وتعالى أن نكون من أتباع حفيده الحجة المنتظر (عج).

وضعت سيدة نساء العالمين، السيدة فاطمة بنت رسول الله (ص)، وليدها العظيم الذي لم تضع مثله سيدة من بنات حواء لا في عصر النبوة، ولا فيما بعده، أعظم بركة ولا أكثر عائدة على الإنسانية منه، فلم يكن أطيب، ولا أزكى ولا أنور منه. واستقبل سبط النبي صلى الله عليه وآله دنيا الوجود في السنة الرابعة من الهجرة، وقيل في السنة الثالثة واختلف الرواة في الشهر الذي ولد فيه فذهب الأكثر إلى أنه ولد في شعبان...".

 وتردد في آفاق يثرب صدى هذا النبأ المفرح فهرعت أمهات المؤمنين وسائر السيدات من نساء المسلمين إلى دار سيدة النساء، وهن يهنئنها بمولودها الجديد، ويشاركنها في أفراحها ومسراتها.


وسماه النبي صلى الله عليه وآله حسينا كما سمى أخاه حسنا، ويقول المؤرخون لم تكن العرب في جاهليتها تعرف هذين الاسمين حتى تسمي أبناءهما بهما، وإنما سماها النبي صلى الله عليه وآله بهما بوحي من السماء.

وقد صار هذا الاسم الشريف علما لتلك الذات العظيمة التي فجرت الوعي والإيمان في الأرض، واستوعب ذكرها جميع لغات العالم، وهام الناس بحبها حتى صارت عندهم شعارا مقدسا لجميع المثل العليا، وشعارا لكل تضحية تقوم على الحق والعدل.

وتولى النبي صلى الله عليه وآله بنفسه رعاية الحسين، واهتم به اهتماما بالغا فمزج روحه بروحه، ومزج عواطفه بعواطفه، وكان - فيما يقول المؤرخون -: يضع إبهامه في فيه، وأنه أخذه بعد ولادته فجعل لسانه في فمه ليغذيه بريق النبوة وهو يقول له: " إيها حسين، إيها حسين، أبى الله إلا ما يريد هو- يعني الإمامة -فيك وفي ولدك... ". لقد سكب الرسول صلى الله عليه وآله في نفس وليده مُثُلَه ومكرماته ليكون صورة عنه، وامتدادا لحياته، ومثلا له في نشر أهدافه وحماية مبادئه.

الامام الحسين (ع) على وجهه الشريف أسارير الإمامة فكان من أشرق الناس وجها."وإذا نظرت إلى أسرة وجهه برقت كبرق العارض المتهلل .." لقد سكب الرسول (ص) في نفس وليده مُثُلَه ومكرماته ليكون صورة عنه وامتدادا لرسالته ..

بدت في ملاح الإمام الحسين عليه السلام ملامح جده الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله، فكان يحاكيه في أوصافه، كما كان يحاكيه في أخلاقه التي امتاز بها على سائر النبيين، ووصفه محمد بن الضحاك فقال: " كان جسد الحسين يشبه جسد رسول الله صلى الله عليه وآله"، وقيل: إنه كان يشبه النبي صلى الله عليه وآلهما بين سرته إلى قدميه، وقال الامام علي عليه السلام : " من سره أن ينظر إلى أشبه الناس برسول الله صلى الله عليه وآله ما بين عنقه وثغره فلينظر إلى الحسن، ومن سره أن ينظر إلى أشبه الناس برسول الله صلى الله عليه وآله ما بين عنقه إلى كعبه خلقا ولونا فلينظر إلى الحسين ابن علي... ".

لقد بدت على وجهه الشريف أسارير الإمامة فكان من أشرق الناس وجها، فكان كما يقول أبو كبير الهذلي:

وإذا نظرت إلى أسرة وجهه برقت كبرق العارض المتهلل ووصفه بعض المترجمين له بقوله: " كان أبيض اللون، فإذا جلس في موضع فيه ظلمة يهتدى إليه لبياض حسنه ونحره "، ويقول آخر: " كان له جمال عظيم، ونور يتلألأ في جبينه وخده، يضئ حواليه في الليلة الظلماء وكان أشبه الناس برسول الله صلى الله عليه وآله".
ووصفه بعض الشهداء من أصحابه في رجز كان نشيداً له في يوم الطف يقول:

               له طلعة مثل شمس الضحى له           غرة مثل بدر منير هيبته

وكانت عليه سيماء الأنبياء، فكان في هيبته يحكي هيبة جده التي تعنو لها الجباه، ووصف عظيم هيبته بعض الجلادين من شرطة ابن زياد بقوله: " لقد شغلنا نور وجهه، وجمال هيبته عن الفكرة في قتله ".
ولم تحجب نور وجهه يوم الطف ضربات السيوف، ولا طعنات الرماح، فكان كالبدر في بهائه ونضارته، وفي ذلك يقول الكعبي:
ومجرح ما غيرت منه القـنا               حسـنا ولا أخـلقن منه جديـدا
قد كان بدرا فاغتدى شمس الضحى       مذ ألبسته يد الدمـاء برودا
 
ولما جئ برأسه الشريف إلى الطاغية ابن زياد بهر بنور وجهه فانطلق يقول: " ما رأيت مثل هذا حسنا ! ! ".
فانبرى إلى أنس بن مالك منكرا عليه قائلا: " أما أنه كان أشبههم برسول الله ؟ ".
وحينما عرض الرأس الشريف على يزيد بن معاوية ذهل من جمال هيبته وطفق يقول: " ما رأيت وجها قط أحسن منه ! !" .. فقال له بعض من حضر: " إنه كان يشبه رسول الله صلى الله عليه وآله".
لقد أجمع الرواة أنه كان يحاكي جده الرسول صلى الله عليه وآله في أوصافه وملامحه، وأنه كان يضارعه في مثله وصفاته، ولما تشرف عبد الله بن الحر الجعفي بمقابلته امتلأت نفسه إكبارا وإجلالا له، وراح يقول: " ما رأيت أحدا قط أحسن، ولا أملا للعين من الحسين.. ". لقد بدت على ملامحه سيماء الأنبياء وبهاء المتقين، فكان يملا عيون الناظرين إليه، وتنحني الجباه خضوعا وإكبارا له.

من الملفت للنظر في حياة الإمام الحسين عليه السلام أن هناك خصيصة بارزة في حياته علينا أن نكتشفها ونعتصم بها، ألا وهي ربانيته، وتجرده في ذات الله تعالى، وذوبانه في بوتقة التوحيد، وابتعاده عن أي غل أو شائبة مادية.

ونحن لو تعرفنا على هذه السمة في حياة أبي عبد الله الحسين عليه السلام ، فإننا سوف لا نستطيع فقط أن نتعرف على جوانب شخصيته، بل سوف يكون بإمكاننا انتهاج نهجه، والاستنارة بسيرته، والرقي ولو بمقدار بسيط إلى تلك القمة التي كان عليه السلام قد سما إليها.

والطريق إلى تحقيق هذا الهدف واضح، فمن أراد الله تعالى فعليه أن يبدأ بأبوابه، وأبو عبد الله عليه السلام هو من أوسع هذه الأبواب، ومن أراد معرفة الحسين عليه السلام فلابد أن يبدأ بمعرفة ربه خالق السماوات والأرض.

والإمام الحسين عليه السلام لم يكن رجل حرب وبطل مواقف جهادية فحسب، وإنما كان يكمل مسيرته الجهادية بمسيرة عبادية. وفي هذا المجال يروى أنه قيل لعلي بن الحسين عليه السلام ما أقل ولد أبيك؟ فقال: "العجب كيف ولدت، كان أبي يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة".
إن هذا الرجل العظيم الذي كان يتفرغ إلى الله ويبكي ويتهجد ليلاً، هو نفسه الذي حمل السيف في يوم عاشوراء، وصرخ بذلك الدوي الذي ما زال هتافه يحرك الملايين: "هيهات منا الذلة" فالإيمان هو الذي يحدد مسار الإنسان، وهو الذي يوجب عليه أن يسلم تسليماً مطلقاً، ويكيّف مواقفه بحسب ما يأمره به الله تعالى.

و مما قيل في الامام الحسين (ع) :
 
محمد علي جناح، مؤسس دولة باكستان‎

لا تجد في العالم مثالاً للشجاعة كتضحية الإمام الحسين بنفسه واعتقد أن على جميع المسلمين أن يحذو حذو هذا الرجل القدوة الذي ضحّى بنفسه في أرض العراق‎.

 
غاندي، محرر الهند

لقد طالعت بدقة حياة الإمام الحسين، شهيد الإسلام الكبير، ودققت النظر في صفحات كربلاء وإتضح لي أن الهند إذا أرادت إحراز النصر، فلابد لها من إقتفاء سيرة الإمام الحسين.
 
انطوان بارا ، مسيحي: 
 
لو كان الحسين منا لنشرنا له في كل أرض راية، ولأقمنا له في كل أرض منبر، ولدعونا الناس إلى المسيحية بإسم الحسين.


المستشرق الإنجليزي ادوار دبروان : 

وهل ثمة قلب لا يغشاه الحزن والألم حين يسمع حديثاً عن كربلاء؟ وحتى غير المسلمين لا يسعهم إنكار طهارة الروح التي وقعت هذه المعركة في ظلها.


الكاتب الإنجليزي المعروف كارلس السير برسي سايكوس ديكنز : 

إن كان الإمام الحسين قد حارب من أجل أهداف دنيوية، فإنني لا أدرك لماذا اصطحب معه النساء والصبية والأطفال؟ إذن فالعقل يحكم أنه ضحى فقط لأجل الإسلام.


الهندوسي والرئيس السابق للمؤتمر الوطني الهندي تاملاس توندون : 

هذه التضحيات الكبرى من قبيل شهادة الإمام الحسين رفعت مستوى الفكر البشري، وخليق بهذه الذكرى أن تبقى إلى الأبد، وتذكر على الدوام.


موريس دوكابري: 

يقال في مجالس العزاء أن الحسين ضحى بنفسه لصيانة شرف وأعراض الناس، ولحفظ حرمة الإسلام، ولم يرضخ لتسلط ونزوات يزيد، إذن تعالوا نتخذه لنا قدوة، لنتخلص من نير الاستعمار، وأن نفضل الموت الكريم على الحياة الذليلة.


توماس ماساريك: 

على الرغم من أن القساوسة لدينا يؤثرون على مشاعر الناس عبر ذكر مصائب المسيح، إلا أنك لا تجد لدى أتباع المسيح ذلك الحماس والانفعال الذي تجده لدى أتباع الحسين (ع) لا تمثل إلا قشة أمام طود عظيم.


العالم والأديب المسيحي جورج جرداق: 

حينما جنّد يزيد الناس لقتل الحسين وإراقة الدماء، وكانوا يقولون: كم تدفع لنا من المال؟ أما أنصار الحسين فكانوا يقولون لو أننا نقتل سبعين مرة، فإننا على استعداد لأن نقاتل بين يديك ونقتل مرة أخرى أيضاً.


المستشرق الإنجليزي السير برسي سايكوس : 

حقاً إن الشجاعة والبطولة التي أبدتها هذه الفئة القليلة، على درجة بحيث دفعت كل من سمعها إلى إطرائها والثناء عليها لا إرادياً. هذه الفئة الشجاعة
الشريفة جعلت لنفسها صيتاً عالياً وخالداً لا زوال له إلى الأبد.


 
اعداد وتدوين
علي اكبر بامشاد
 
https://taghribnews.com/vdcirra5qt1az52.scct.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز