مع انتهاء عام ٢٠١٠ يبدأ الحديث حول ما نتمنى حدوثه في عام ٢٠١١ وما نسعي لتحقيقه في العام الجديد لنكون أفضل دائما، وللعلماء امنيات خاصة يتحدثون بها ويطالبون بتفعيلها، كل حسب اهتمامه ومشاربه الخاصة.
بداية كان لمفتي مصر الدكتور علي جمعة أمنيات هامة يتطلع إليها في العام الجديد أهمها أن يكون هناك ميثاق موحد للفتوى يتم تعميمه في العالم الإسلامي بما يحقق منع تضارب الفتى ، وفي هذا الصدد أشار إلي أنه وضع في خطة دار الإفتاء في العام الجديد أن يستمر التعاون مع جميع المنظمات والهيئات العربية والإسلامية، ودعم جميع الجهود الرامية إلي توحيد الرؤى، ووضع ميثاق موحد يتضمن الضوابط والمعايير الشرعية والعلمية للإفتاء".
واستطرد :"اتمني أن نستقبل العام الميلادي بإرادة وعزيمة تستشرف المستقبل ليكون أفضل من الحاضر وأتمنى أن تتوحد الأمة الإسلامية وتكون صفاً واحداً وأن يجعل الله العام القادم عام نصرة وعزة للإسلام والمسلمين، كما اتمنى أن يكون العام القادم عام سلام واستقرار في ربوع الأرض وأن نكون دائماً مفاتيح للخير مغاليق للشر وأن نرتفع دوماً على قدر المسؤولية الملقاة على عاتقنا.
واكد المفتي علي جمعة أنه مع العام الجديد ينبغي للمسلم أن يأخذ العبرة من مرور الليالي والأيام وكل يوم يمر بالإنسان فإنه يبعده من الدنيا ويقربه من الآخرة والكيس الفطن من استفاد من وقته فيما ينفعه في دينه ودنياه .
وقال :" نحن في هذه الأيام نودع عاماً ماضياً شهيداً ونستقبل عاماً مقبلاً جديداً فعلينا أن نقف مع أنفسنا وقفة تأمل وحساب فمن كان مفرطاً في شيء من الواجبات فعليه أن يتوب ويتدارك ما فات فما لا يدرك كله لا يترك كله ومن مَنّ الله عليه بالأعمال الصالحة وما ينفعه في دينه ودنياه فليحمد الله على ذلك وليسأله الثبات إلى الممات وليست هذه المحاسبة مقصورة على هذه الأيام بل هي مطلوبة في كل وقت وحين.
أما الدكتور عبد المعطي بيومي عضو مجمع البحوث الإسلامية فيتمني أمرين الأول أن يتفهم الناس إمكانات الإسلام وإيجابياته فيما يتعلق بتحقيق الدولة المدنية لا العلمانية، ويؤكد أن هناك خلطا بين المدنية والعلمانية، فالعلمانية لا مانع لديها ان تبعد الدين عن السياسة وهذا لا يحقق أي تقدم في العالم الإسلامي اما الدولة المدنية التي تفتح المجال للعقل والخبرة الإنسانية باوسع آفاقها دون ان تصادم مبادئ الدين الأساسية ونصوصه القطعية فهذا امر يرحب به الإسلام بل قامت دولة الرسول (صلي الله عليه وسلم) علي هذا المنهج، فما الداعي إذن لهذه الهوجة التي نراها .
ويضيف أن الأمر الثاني الذي يطلب تحقيقه في ٢٠١١ أن يفتح المجال للشعوب الإسلامية لتأخذ حريتها واستقلالها الشخصي ويتحقق لها عوامل العدل الاجتماعي والمساواة والشورى حتى لا تكون كارثة على نفسها وعلى غيرها من الشعوب وحتى لا يتسبب احد يخلف هذه الشعوب في كبت ينجم عنه تخريب في داخل المجتمعات الإسلامية وخارجها في انحاء العالم؛ فهذا الكبت في النهاية هو الذي يسبب حركات الإرهاب.
من جانبه قال الدكتور محمد الشحات الجندي الأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية :" ما نرجوه في العام الجديد أن يتم تفعيل الحوار مع الغرب بشكل يحقق نتيجة مجدية، بان يتجه إلى آفاق تخدم المصلحة المشتركة دون الهدم الذي يتجه إليه الغرب اليوم نحو الإسلام وأن يكون هناك اتفاق على القضايا المشتركة، دون إثارة الخلافات.
واستطرد :" اتمنى كذلك أن تتقدم مصر ومجمعاتنا العربية والإسلامية وتتخلص من الأمية والتخلف"، مشيرا إلى أنه من الضروري خلال العام الجديد أن تصل المؤسسات والهيئات الإسلامية ودور الإفتاء إلى سياق موحد للفتوى، لنقضي على فوضى الفضائيات لأنها احد مصادر التشتت والفرقة وعدم معرفة الأحكام بشكل صحيح ".
أما الشيخ محمد الراوي استاذ علوم القرآن، وعضو مجمع البحوث الإسلامية فيقول :" امنيتي ألا يميتني الله حتي أرى عزة الأمة الإسلامية تعود، وهي وحدة الكلمة وعدم الفرقة وتوحد المسلمين لإعلاء كلمة الله، وهذا ما أعمل له حتى نلقاه، فما نحن فيه لا يجدر أن يتكلم الانسان فيه كلمة واحدة، مشيرا إلي ان امنيته نابع من ان فرقتنا أوجدت لأعدائنا مجدا بلا تكاليف وعزة لا يمكن ان يحققه عدونا بقنابل ذرية، وكل ذلك بسبب الفرقة التي نحن فيها، فيفعل كل ما يريد أمام سمعنا وبصرنا وخلافتنا .
واستطرد :"لقد رأيت مظهرا وتحدثت عنه وهو أن الأسود تسلطت علي العجول الصغيرة منها وسط قطيع من الثيران، فترابطت الثيران الكبيرة وخرجت دفعة واحدة لمواجهة الأسد، وقام ثور كبير بمهاجمته فانهزم الأسود وهربوا بسبب تعاون الثيران، فلو تعاون المسلمون مع بعضهم لحدث اكثر من هذا امام ما يحدث من انتهاكات في فلسطين والقدس من بناء مستوطنات كل يوم امام اعيننا".
وعلي الجانب الصوفي يحلم الشيخ علاء أبوالعزائم شيخ الطريقة العزمية في العام الجديد بأمنية الوحدة للأمة الإسلامية وأن تتوحد الدول العربية كما توحدتت دول اتحاد الوروبي اليوم فيكون هناك عملة إسلامية واحدة تعلي من أن العالم الإسلامي ومكانته.
كما يتمنى أبو العزائم بأن ينتشر التصوف الاسلامي في العالم في العام الجديد وتنتهي الوهابية والسلفية، ونعيش عهدا جديدا يظهر فيه الصورة الصحيحة للاسلام، وينتهي كل فكر متشدد، فلا يصبح هناك ارهابي واحد بين المسلمين.