تاريخ النشر2018 31 May ساعة 19:15
رقم : 333580

قبسات تربوية في فكر الامام الحسن المجتبى

تنا
لمحات في تنشئة الامام الحسن المجتبى عليه السلام التاريخ المشرق للائمة الاطهار عليهم السلام من اجمل الوان الحديث وان السيرة العطرة بالاريج من اعذب اليسير وان كلماتهم اجمل واحلى الكلمات ، حيث كلامهم نور وامرهم رشد ووصيتهم التقوى وفعلهم الخير وعادتهم الاحسان فهم القادة العظام وابواب علم النبوة وخزان كنوز الوحي وحاملي اسرار التنزيل فهم الاسلام الاصيل والعالم يجب ان ينظر الى القيم والفكر والعقيدة الاسلامية من نافذة البيت المقدس المطهر وهذه البيوت مقدسة رفعها الله وعظم شأنها وقد قال تعالى (( في بيوت اذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والاصال )) النور26.
قبسات تربوية في فكر الامام الحسن المجتبى
نسرين حمزة عباس السلطاني 

 في هذه البيوت ولد الامام الثاني كريم أهل البيت الامام الحسن بن علي المجتبى عليه السلام الحديث في هذه الليلة عن احد الأئمة ، والأنوار الإلهية التي تجلت في العترة الهادية عليهم الآلاف التحية والثناء ، في هذه الليلة نحاول ان نقتبس من نوره قبسات كي نسير اثر مسيرته ونهتدي بهداه(1) . ولد الامام الحسن عليه السلام في الخامس عشر من شهر رمضان في السنة الثالثة للهجرة على رواية الشيخ المفيد طاب ثراه. هذا الامام العظيم المظلوم عاش في كنف النبي المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم ، وورث صفاته الخَلقية والخُلقية ، وجميع الإمكانيات الروحية وكان أشبه الناس برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خلقا وخُلقا ومنطقا وسؤدداً وهدياً.

روى أنس بن مالك : ( لم يكن احد أشبه برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من الحسن بن علي عليه السلام) كما روي ان السيدة فاطمة الزهراء كانت اذا تتكلم مع الحسن قالت : انت شبيه ٌ بابي لست شبيها بعلي نشأ في ظل الاسرة النبوية ، وتغذى بطباعها وأخلاقها .

ومن الأمور التي ظفر بها الامام الحسن عليه السلام : اولا : التربية النبوية : كان للنبي ص وآله الدور الكبير والاهتمام به وبأخيه الامام الحسين عليه السلام ، وكانا الأنشودة التي يرددها في كل مناسبة الحسن والحسين إمامان ان قاما ، وان قعدا وهما ريحانتاي من الدنيا ، الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة(3).
وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يخطب اذ جاء الحسن والحسين عليهما السلام عليهما قميصان احمران يمشيان ويعثران ، فنزل رسول الله ص وآله من المنبر فحملها ووضعهما بين يديه ، هذا ماذكره الترمذي في سننه . نعم شخصية الخاتم ص وآله تجسدت في شخص الامام الحسن عليه السلام ، بجميع مقاماتها ماعدا النبوة .
ثانيا : التربية العلوية : الامام علي بن ابي طالب عليه السلام هو الذي وضع لولده الحسن قواعد الأدب ، والخُلق الكريم ، وأصول التربية ، وغذاه بالحكمة ، ورسم له مكارم الأخلاق .
ثالثا : التربية الفاطمية : ولا ننسى ان الام هي المدرسة الاولى فقد غمرته بالعطاء والحنان وغذته بالآداب فهي تفاحة الفردوس والوجود ، وجوهرة القدس . وترعرع ونمى في أجواء الدين وعبق الرسالة ,فقدعاش الامام طفولته في ظلال النبوة. وعلاقة رسول الله (ص) بأبنه الحسن (ع) فاقت حدود العلاقة العائلية الموروثة كعلاقة الأب بأبنه وما يصحب هذه العلاقة من انشدادات عاطفية وانجذاب مشترك بين الطرفين، بل كانت علاقة تتجاوز هذا الحد.
فالرسول المصطفى (ص) يرعى تربية الحسن (ع) رعاية مميزة وخاصة، فكان يغذيه بآدابه ومعارفه ,فقد كان يخشى عليه من كل مكروه لحبه له وخوفه عليه لأنه أمانة الله عنده ووصي من بعدأبيه (ع). والامتداد الطبيعي للرسالة الإسلامية. فكانت طفولة الامام المجتبى في عهد النبي الاعظم (ص) قد التقت بها جميع العناصر الحية ,فالرسول (ص) تولى تربيته , وأفاض عليه بمكرمات نفسه .وبذلك سمت فترة طفولته لتكون مثلا للتكامل الانساني .وأما المدة التي عاشها الامام في كنف النبي (ص),كانت سبع سنوات وستّة أشهر من عمره الشريف. وهذا الفترة من العمر كافية للتربية لاسيما وأن المربي رسول ونبي ,وهنا حتما ستكون تلك التربية مختلفة ,حيث غرس الايمان في نفس المتربي (5). و أن النبي (ص)، قال في حديث له:«لو كان العقل رجلاً لكان الحسن» .
وقد زق الامام المجتبى العلم زقا , فلقد كان (ع) وعلى صغر سنه، يأتي إلى مجلسه (ص) فيصغي بسمعه إلى حديث جده (ص) وهو يبث رسالة الله في الناس، وبعد أن يستمع الحسن (ع) إلى ما قاله رسول الله (ص) ينطلق مسرعاً إلى أمه فاطمة (ع) فيخبرها بلسان فصيح صادق كلّ ما دار في حديث الرسول (ص) مع الناس، فيأتي الإمام علي (ع) فتخبره فاطمة (ع) بحديث رسول الله (ص) في المجلس فيسأل الإمام علي (ع) عن الذي أخبرها بذلك، فتقول: ابنك الحسن (ع). فتخفّى عليّ (ع) يوماً في الدار ليستمع إلى ما يقوله الحسن (ع) من كلام رسول الله (ص) فدخل الحسن (ع) وقد جاء من مجلس الرسول (ص) فأراد أن يلقي لوالدته الزهراء (ع) فارتج عليه الأمر، فعجبت أمه من ذلك فقال الحسن (ع): لا تعجبي يا أماه فإن كبيراً يسمعني واستماعه قد أوقفني فخرج علي (عليه السلام) إليه فضمه وقبّله(6).
ونرى أن الإمام الحسن (ع) كان منذ صغره يتلقى علوم الوحي من رسول الله (ص) وذلك من خلال الأسئلة عن أمور عديدة، منها ما ذكره الإمام الصادق (ع) انه: (بينما الحسن (ع) يوماً في حجر رسول الله (ص) إذ رفع رأسه فقال: يا أبة ما لمن زارك بعد موتك؟ قال: يا بني من أتاني زائراً بعد موتي فله الجنة، ومن أتى أباك زائراً بعد موته فله الجنة ومن أتاك زائراً بعد موتك فله الجنة)(7). • الاثار العلمية لرسول الله (ص) في شخصية ابنه الحسن (ع) لتوضيح الأثر العلمي لرسول الله (ص) في شخصية ابنه الحسن (ع) تروي هذه القصة أحد حواريي رسول الله (ص) الذي هو حذيفة بن اليمان يقول: (بينما كان رسول الله (ص) وجماعة من أصحابه، إذ أقبل إليه الحسن فأخذ النبي (ص) في مدحه، فما قطع رسول الله (ص) كلامه حتى أقبل إلينا أعرابي يجر هراوة له، فلما نظر رسول الله (ص) قال: قد جاءكم رجل يكلمكم بكلام غليظ تقشعر منه جلودكم، وإنه يسألكم عن أمور، وإن لكلامه جفوة. فجاء الأعرابي فلم يسلّم وقال: أيكم محمد؟ قلنا: ما تريد؟ قال رسول الله (ص): مهلاً. فقال: يا محمد لقد كنت أبغضك ولم أرك والآن فقد ازددت لك بغضاً. فتبسم رسول الله (ص) وغضبنا لذلك، وأردنا بالأعرابي إرادة، فأومى إلينا رسول الله أن اسكتوا. فقال الأعرابي: يا محمد إنك تزعم أنك نبي، وأنك قد كذبت على الأنبياء، وما معك من برهانك شيء. فقال له (ص): وما يدريك؟ قال: فخبّرني ببرهانك. قال (ص): إن أحببت أخبرك عضو من أعضائي فيكون ذلك أوكد برهاني. قال: أو يتكلم العضو؟ قال (ص): نعم يا حسن قم. فازدرى الأعرابي نفسه، وقال: ما يأتي، ويقوم صبيّا ليكلّمني. قال (ص): إنك ستجده عالماً بما تريد. فابتدره الحسن (ع): مهلاً يا أعرابي: ما غبـــــياً ســــألت  بل فقـــــيهاً إذن وأنت الجهول فإنّ تك قد جهــــلت فإنّ عندي شفاء الجــهل ما سأل السؤول ونجراً لا تقسّــــــمه الــــدّوالي تراثاً كـــــان أورثـــــه الرسول لقد بسطت لسانك، وعدوت طورك وخادعت نفسك، غير أنك لا تبرح حتى تؤمن أن شاء الله. فتبسم الأعرابي وقال له هيه: فقال له الحسن (ع): نعم، اجتمعتم في نادي قومكم وتذاكرتم ما جرى بينكم على جهل، وخرق منكم فزعمتم أن محمداً صنبور ـ أي لا خلف له ـ والعرب قاطبة تبغضه، ولا طالب له بثأره، وزعمت أنك قاتله، وكان في قومك مؤنته، فحملت نفسك على ذلك، وقد أخذت قناتك بيدك تؤمّه تريد قتله، فعسر عليك مسلكك وعمي عليك بصرك، وأبيت إلا ذلك، فأتيتنا خوفاً من أن يشتهر وإنك إنما جئت بخير يراد بك. أنبئك عن سفرك، خرجت في ليلة ضحياء، إذ عصفت ريح شديدة، اشتد منها ظلماؤها وأظلت سماؤها، أعصر سحابها، فبقيت محر غماً كالأشقر، إن تقدم نُحِر، وإن تأخر عُقر، لا تسمع لواطئ حسّاً، ولا لنافع نارٍ جرساً، تراكمت عليك غيومها، وتوارت عنك نجومها فلا تهتدي بنجم طالع، ولا بعلم لامع، تقطع محجّةٍ وتهبط لجّة، في ديمومة قفر، بعيدة القعر، مجحفة بالسّفر، إذا علوت مصعداً ازددت بعداً، الريح تخطفك، والشوك تخبطك، في ريح عاصف، وبرق خاطف، قد أوحشتك آكامها، وقطعتك سلامها، فأبصرت فإذا أنت عندنا فقرّت عينك، وظهر دينك وذهب أنينك. قال الأعرابي متعجباً: من أين قلت يا غلام هذا؟ كأنك كشفت عن سويداء قلبي، ولقد كنت كأنك شاهدتني وما خفي عليك شيء من أمري وكأنه علم الغيب. ثم قال الأعرابي للحسن (ع): الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله. فأسلم الأعرابي وحسن إسلامه، وعلّمه رسول الله (ص) شيئاً من القرآن فقال: يا رسول الله ارجع إلى قومي فأعرّفهم ذلك؟ فأذن له (ص) فانصرف إلى قومه ثم رجع ومع جماعة من قومه فدخلوا الإسلام، وكان الناس إذا نظروا إلى الحسن (ع) قالوا لقد أعطي ما لم يعط أحدٌ من الناس .

هذا هو الحسن بن علي (عليهما السلام) يتحدث عن لسان رسول الله (ص)، وكيف به وقد نهل من معارف النبوة وتغذى من آداب الرسالة، فصار يقارع بذلك عقول الرجال على صغر سنه، بعد أن يفصح بأبلغ بيان دلائله ويكشف بأوضح بصائر صحيحه، لا سيما وأنه عاش في ظل الوحي ومعدن التنزيل، فلا شك في كونه يسير على خطى السلوك المحمدي ولقد قال جده المصطفى (ص) فيه: (حسن مني وأنا منه).


 اقوال تربوية في رحاب الامام الحسن(ع) قال الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام):
قال جابر: سمعت الحسن عليه السلام يقول: مكارم الأخلاق عشرة: صدق اللسان، وصدق البأس، وإعطاء السائل، وحسن الخلق، والمكافأة بالصنائع، وصلة الرحم، والتذميم على الجار ومعرفة الحق للصاحب، وقري الضيف، ورأسهن الحياء. قال الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام): الحزم أن تنتظر فرصتك وتعاجل ما أمكنك، والمجد حمل المعازم وابتناء المكارم، والسماحة إجابة السائل وبذل النائل، والرقة طلب اليسير، ومنع الحقير والكلفة التمسك لمن لا يواتيك، والنظر بما لا يعنيك والجهل وإن كنت فصيحاً. قال الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام): لا أدب لمن لا عقل له، ولا مودّة لمن لا همّة له ولا حياة لمن لا دين له، ورأس العقل معاشرة الناس بالجميل، وبالعقل تدرك سعادة الدارين، ومن حرم العقل حرمهما جميعاً.
قال الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام): أما المروءة: فإصلاح الرجل أمر دينه، وحسن قيامه على ماله، ولين الكفّ وإفشاء السلام، والتحبب إلى الناس.
والكرم: العطية قبل السؤال والتبرع بالمعروف، والإطعام في المحل. ثم النجدة: الذبّ عن الجار، والمحاماة في الكريهة، والصبر عند الشدائد.

/110
https://taghribnews.com/vdcbwfbfgrhbfsp.kuur.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز