تاريخ النشر2010 28 November ساعة 23:47
رقم : 32489

بدء أعمال المؤتمر السنوي التاسع لمجمع اللغة العربية

وكالة أنباء التقريب (تنا)
برعاية نائب رئيس الجمهورية نجاح العطار بدأت في مكتبة الأسد الوطنية بدمشق فعاليات المؤتمر السنوي التاسع لمجمع اللغة العربية وذلك تحت عنوان الكتابة العلمية باللغة العربية.
بدء أعمال المؤتمر السنوي التاسع لمجمع اللغة العربية
وذكرت وكالة الأنباء السورية سانا بأن المؤتمر الذي يستمر أربعة أيام يناقش في جلسات صباحية ومسائية مجموعة من المحاور تركز على البعد الحضاري للكتابة العلمية باللغة العربية وخصائص الكتابة العلمية باللغة العربية والكتابة العلمية باللغة العربية قديماً وحديثاً ومشكلات ووسائل تنمية الكتابة العلمية باللغة العربية.
وقال رئيس مجمع اللغة العربية مروان المحاسني في كلمته حسب الوكالة:"إن اللغة لا يمكن أن تكون بديلاً عن المعرفة كونها أداة للوصول إلى المعرفة والفهم والإفهام وهي التي ترسم للفرد صفات العالم الذي يعيش فيه بما يسمح له بالمشاركة في تطوير مجتمعه".
واستعرض المحاسني مراحل من التاريخ العربي تمكن العرب خلالها الإفادة من علوم الحضارات الأخرى وتطبيقاتها التقنية المختلفة وقدرتهم على استيعاب المواد الثقافية في تلك الفترة وتدوينها باللغة العربية مستشهدا بمخطوط عربي في الكيمياء القديمة ترجم عن كيميائي اغريقي يدعى زوسيموس.
وأشار المحاسني إلى أن العرب لم يكتفوا بالترجمة الحرفية للكتب القديمة بل انطلقوا منها إلى عملية تمثل حقيقي للعلوم المترجمة لافتاً في هذا السياق إلى ما ظهر في تلك الفترة من بوادر تطور فروع علم اللغة التي انطلقت من جمع وترتيب الشعر العربي القديم إلى التوسع في نطاق المادة المعالجة في مجال النحو وصولا إلى وضع علم المعاجم وتأسيس علم العروض ونظرية الموسيقا.
وتطرق رئيس المجمع إلى تأثر الكتابة العلمية للفكر العلمي العربي بما ورد في كتابي الأرغانون والخطابة لأرسطو التي جعلت المؤلفين العرب ينتقلون من الاستنباط البياني الذي يعتمد قياس الشاهد على الغائب إلى القياس الاستقرائي الذي يؤكده القياس الأرسطي ليصلوا بذلك إلى إدخال الحدث المفرد تحت قاعدة عامة.
وأورد رئيس المجمع مثالاً على دقة الكتابة العلمية في تخير الألفاظ وابتكار المناسب بما ورد في كتب ابن خلدون الذي كان صاحب أول كتابة علمية في علم التاريخ وسبق مكيافيلي في توضيحه لنظرية الدولة.
ورأى أن اللغة العلمية يجب أن تكون مبسطة سردية تحيط كل مصطلح علمي بتفسير له وأمثلة عليه لان هدفها تثقيفي عام وموجهة إلى جمهور من غير المختصين وتمتاز بأسلوب خاص يطلق عليه التبسيط العلمي وهو سردي بعيد عن التعقيدات النظرية بهدف إبراز أهمية العلوم في حياة الفرد فهما وتطبيقاً.
واعتبر أن وسائل الإعلام الحديثة المقروءة والمسموعة والمصورة من أقوى المؤثرات في تكوين الفكر العلمي المعاصر في جميع مراحل حياة الإنسان لأنه قادر على الانتقال في لحظة قصيرة إلى مفاهيم جديدة وعوالم متنوعة.
بدوره عرض أمين مجمع اللغة العربية محمد مكي الحسني الجزائري تقريراً عن منجزات المجمع خلال الدورة المجمعية المنصرمة تطرق فيه إلى المشكلات التي تعاني منها اللغة العربية والتي تتمثل بشكل أساسي بتردي مستوى التعليم والأداء اللغوي واستخفاف المتعلمين بلغتنا الوطنية. واستعرض أمين المجمع خلاصة أعمال لجان المجمع السادسة عشرة وما أنجزته لجنة اللغة العربية وعلومها التي اتخذت ۵۳ قرارا بشأن ألفاظ وتراكيب منوعة وأجابت عن مجموعة من الاستفسارات الواردة من جهات حكومية وخاصة ومن بعض المواطنين أيضاً بشأن بعض الألفاظ التي يراد إطلاقها على فنادق أو محال تجارية.
وأشار الجزائري إلى أن لجنة المخطوطات وإحياء التراث اطلعت على الجزء الثاني عشر من كتاب تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر ووافقت على طباعته وهي الآن بصدد دراسة الجزء الرابع عشر من الكتاب كما تنظر في قوائم موجودات المجمع من المخطوطات لانتقاء عدد منها تمهيداً لتحقيقها.
وتحدث عما أنجزته لجنة المصطلحات الزراعية من دراسة ۲۰۰۰ مصطلح ووضع المقابلات العربية والفرنسية والأصول اللاتينية لبعضها، مشيراً إلى الجهود التي تبذلها لجان طب الأسنان والمصطلحات الرياضية والعلوم الكيمائية والفيزيائية والمصطلحات البريدية ومصطلحات الاستشعار عن بعد في وضع مجموعة من المصطلحات والمقابلات العلمية للمصطلحات المتخصصة بهذه المجالات.
وأشار أحمد حسن حامد رئيس المجمع الفلسطيني وممثل الباحثين المشاركين في المؤتمر في كلمته إلى أن اللغة العربية هي شخصيتنا القومية ووعاء فكرنا ومبعث أصالتنا وأصل مستقبلنا وأي خدش يصيبها ينعكس مباشرة علينا لأن قوتها من قوتنا وضعفها من ضعفنا وتطورها من تطورنا.
ونوه رئيس المجمع الفلسطيني بمجمع اللغة العربية في سورية والمجامع اللغوية الأخرى واعتبرها قلاعا للصمود في وجه التيارات الغريبة عن لغتنا لوقوفها موقف البطل الشجاع وحفاظها على الثوابت اللغوية التي لا مناص منها وأفادتها من المستجدات الحضارية الداعية إلى التطور والتقدم.
وختم حامد بالإشارة إلى أن اللغة العربية هي أوسع اللغات وأشرفها وأنها عرفت الاختصار والاستطراد والحذف والترادف والتضاد وفتحت صدرها للغات الأخرى فأخذت منها وأعطتها وأدخلت في ثناياها ألفاظاً هذبتها واستعملتها في سياقها اللغوي المتجدد لافتا إلى ضرورة الدفاع عن اللغة العربية بطرق علمية منطقية مقنعة لأنها لغة واسعة قادرة على مجاراة الحياة في شتى العصور والأزمان. 


https://taghribnews.com/vdchwknx.23ni6dt4t2.html
المصدر : (دي برس)
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز